Thursday, December 25, 2008

كوارث2008

تقييم عام لمستوى الكتابات على المدونة خلال السنة ده, كنت عايز أعرف مستوى الكتابات كان ايه , الزوار اللى
تابعوا معظم المواضيع او كلها وده معتقدش ان حد جاتله طولة بال ليها واللى قرا موضوع او قصة او قصيدة وعجبته , لو يسمح يكتبلنا تعليقه هنا وتقييمه في الوقت نفسه , وكمان اللي لسه مقراش ممكن يقرا من مواضيع 2008 زي ما هوا عايز طبقًا للينكات الآتية
قصص
1- ورقة عنهم - قصة قصيرة - فائزة بالنشر في مسابقة نيسابا للوطن العربي
http://kawarith.blogspot.com/2008/04/blog-post.html
2-نشوة ألم - قصة قصيرة
http://kawarith.blogspot.com/2008/05/blog-post.html
3- أعصاب - قصة مخيفة
http://kawarith.blogspot.com/2008/05/blog-post_22.html
4-أوراق الحب والاستعباد 1
http://kawarith.blogspot.com/2008/05/1.html
5- ما فوق الحب - قصة قصيرة
http://kawarith.blogspot.com/2008/07/blog-post_10.html
6- أيها يصلح - قصة قصيرة
http://kawarith.blogspot.com/2008/07/blog-post_23.html
7- بعد السحور - قصة رمضانية
http://kawarith.blogspot.com/2008/08/blog-post_31.html
8 - اللذين صمتوا - قصة قصيرة
http://kawarith.blogspot.com/2008/11/blog-post_18.html
9 - آخر القصص - قصة قصيرة
http://kawarith.blogspot.com/2008/12/blog-post_11.html

أشعار

1- لما بكرة ييجي الفرج - عامي- فائزة في مسابقة بص وطل الشعرية
http://kawarith.blogspot.com/2008/04/blog-post_17.html
2- اوعى يا ريس - عامي
http://kawarith.blogspot.com/2008/04/blog-post_24.html
3- الجلاد - فصحى
http://kawarith.blogspot.com/2008/05/blog-post_16.html
4- يومَ ولدتِ - فصحى
http://kawarith.blogspot.com/2008/05/blog-post_26.html
5- في الصحرا لوحدي - عامي
http://kawarith.blogspot.com/2008/06/blog-post.html
6- هذا وطنِي - فصحى
http://kawarith.blogspot.com/2008/06/blog-post_17.html
7- قبل السكون - فصحى
8- في وطني - فصحى
http://kawarith.blogspot.com/2008/08/blog-post_20.html
9 -أنا مش هموت - عامي
10 - نداء شبابي - عامي
http://kawarith.blogspot.com/2008/08/blog-post_28.html
11- عيدُك سعيد - فصحى
http://kawarith.blogspot.com/2008/09/blog-post_30.html
12 - أسطورة ربّما تحدث - فصحى
http://kawarith.blogspot.com/2008/11/blog-post_03.html


مقالات
1- أقرب الأحباب في مستقبل مصر الهباب
http://kawarith.blogspot.com/2008/05/blog-post_12.html
2- بطل مصري من جيلنا
http://kawarith.blogspot.com/2008/06/blog-post_21.html
3-عودي يا خميس .. عودي إلى آمون
http://kawarith.blogspot.com/2008/09/blog-post.html
4- أدب الحوار ومشكلة التعصب
http://kawarith.blogspot.com/2008/10/blog-post.html
5- سوق النشر الأسود
http://kawarith.blogspot.com/2008/10/blog-post_16.html


قصص مسلسلة ..
عندما جاء أبو جهل 1
http://kawarith.blogspot.com/2008/07/blog-post.html
عندما جاء ابو جهل 2
http://kawarith.blogspot.com/2008/07/2.html
عندما جاء أبو جهل 3
http://kawarith.blogspot.com/2008/09/3.html




أخــــــــرى
المقامة السياسية - عمل أدبي ساخر مع أحمد زكريا فتحي
http://kawarith.blogspot.com/2008/06/blog-post_08.html
أيها الغافل - خاطرة
http://kawarith.blogspot.com/2008/06/blog-post_14.html
الأرجوحة - مناظرة أدبية .
http://kawarith.blogspot.com/2008/07/blog-post_27.html
دستور الدمع - خاطرة .
http://kawarith.blogspot.com/2008/07/again.html
الجدران - خاطرة .
http://kawarith.blogspot.com/2008/08/blog-post.html
قراءة زي الفل
طارق عميرة

Thursday, December 11, 2008

آخر القصص

لا أدري ماذا اقول , شكرًا لكل من هنأني بالعيد ورد تهنئتي .. كنت قد اتخذت قرارًا بالفعل أن تتجه المدونة اتجاهًا إخباريًا تمهيدًا لاغلاقها تمامًا , وما زلت مترددًا في هذا القرار , ولكن دفعتني حماسة البعض إلى عرض هذه القصة وخرق القرار مؤقتًا وان كان الاعداد له يتم منذ وقت طويل , حتى أن عنوان قصتنا اليوم , هو

آخر القصص

طارق عميرة



يمسك بقلمهِ ويكتب , كان يكتب لساعات طويلَة يبدأهَا عندما تدقّ ساعةُ منتصف الليل و ينتهي حينَ يشعر بأنّ هذا يكفِي اليوم , عادةً كانَ هذا يحدث مع ساعاتِ الصبّاحِ الأولَى .
في البداية كانَ يكتب الشعر والخواطر .. ثم احترفَ القصّة , ثم زهد كتابة الروايات , ثم وضع هدفًا نصبَ عينيه , سيكتب عن هؤلاء البؤساءِ أخيرًا , وسيكتب لهم , سيطالب بحقوقهِم من الدولة التي كرمته مرات وتركت الملايين غيرهُ يعانون التعبَ والآلام , سينعم بسعادتهِم البسيطة حينَ يرى فرحة أحدهم برغيف خبز طازج دسم وسيتعس حينَ يعلم أن عربةً فارهة صدمت أحدهم وقيّد الحادث ضد مجهول لأن السائق أحد الكبار .. أو أبناءهم !
كتَب..
وكتَب وكتَب ..
يكتب ويضطهده النظام , أنتَ أحدَ أعظم أدباء هذا العصر فلماذَا تركتَ الأدب ؟ لقد كانَ جميلاً ! , هكذا ينظرون إليه بينما كان هو الأوحد الذي يعرف أنه لم يترك الأدب أبدًا , عرفوه هم فيمَا بعد , حينَ أصدروا قرارًا بمنعه عن الكتابة في الصحف لخطورته على الأمن وإفساده عقول القرّاء , كانَ عليهِ أن يعود إلى الأدب , وقد فعَل ..
صدرَت له مجموعة قصصيّة , تمنّت أجهزة الأمن لو لم تمنعهُ عن الصحف , كل قصّة جديدة كتبهَا تمثّل صرخَة , لن يقرأها أحدٌ ويخضَع , هذهِ القصص أبلغ من المقالات ألف مرّة , هل سيمنعونه عن الأدب ؟ , صدر قرارٌ من المستوى الأعلى بالاعتقال , ذاقَ أصناف العذاب وألوانه , كهرباء , جلد بالسياط , أيام بلا طعام , بلا نوم , الماء يمنعهُ الجلوس , ثم خرَج .
ليكتب الصرخات التالية المتتالية ..
حتى الآن ما زال جالسًا يكتب , يحتسي كوب الشاي الذي يوضع على مكتبه من آن لآخر وينتقي أحد أقلامه التي يعتز بها كثيرًا ويكتب , ينظر إلى الورقة البيضاء التالية لورقته السوداء فيري الكلمات مصطرعةً عليهَا ثم يراها بيضاء فيكتب ..
في الصباح سيكون عليهِ أن يرسل هذهِ القصص إلى المطبعَة , مجموعةٌ قصصيّة جديدَة انتهَى منهَا .., ولكن هل سيظل جالسًا هكذا حتّى الصبَاح ؟ , أمسك بالقلم وأحضرَ ورقةً جديدة بيضاء وشرعَ في كتابةِ قصّة جديدَة , تقول لهُ زوجته :
- ألا تكف عن الكتابة ؟
- هذا ما أناضِلُ به !
- ولكنّنا لسنَا في حاجةٍ إلى شيءٍ حتّى تعرّض نفسكَ للخطَر !
- بل نحنُ في حاجِة إلى الكثير !
كانَ نجمًا إعلاميا حاز العديد من جوائز الدولة والأدب , جنى الكثير من المَال , صار لديهِ الآن منزل فاخرٍ بحديقة مستقلة وسيارة ورصيد لا بأس بهِ أبدًا , ولكنّه أبدا لم يستطع أن يتملك حب الناس إلا حين بدأ الشعور بأوجاعهم حقًا لا على وريقات الأدب , كان هذا كنزه الحقيقي الذي وجده , رسائل قراءه اللذين يشكون أوجاعهم وقد اعتبروه مخلصًا , على الأقل سينشر وسيعرف الآخرون آلامهم , وكان في ذروة ضعفه حين صدر قرار منعه من الكتابة في الصحف , عندهَا ازدادت رسائل القراء وأرسل غليه من لم يكن يرسل .. فقط ليقولوا له أنهّم معه , ويذكرونه , ويذكرون أفعاله , ولن يتركوه .. لهذا لم يستطع أن يعود أبدًا عن طريقهِ هذَا .
كانَ يكتب , حين جاء صوتُ الطرقاتِ المعتاد , الطرقَات العنيفة , في ثوانٍ ووفقًا لخطّة أعدّها مسبقًا اخرج بعض كتاباته عديمة الأهمية وخبأ كتابه الجديد الذي من المفترض أن يصل إلى المطبعة غدًا , فتح الباب فكان الرجال المعتادون , دنسوا منزله ودخلوا حجرته وعاثوا في أوراقه فسادًا , ثم اقتادوه إلى الخارج وقد فشلوا في إيجاد الكتاب الجديد الذي سمعوا أنّه في طريقهِ للظهور .
وفي اليومِ التالي سارتَ زوجته بالكتاب إلى المطبعَة بينمَا ظلّ هوَ حبيسَ مكانٍ لا يعرفه ُ سوى من أتوا بهِ إليه , ظل حبيسًا لأيامٍ طويلة , الطعام يأتيه بانتظام والشاي المعتاد والأجمل قلمًا وبعض الأوراق , انتظرَ لحظة خروجه ولكن حينَ دخلوا عليه لم يخرجوه , لقد انهالوا عليهِ ضربًا , لم يفهم في البداية ولكنه قهقه بشدّة حين فهِم , كانوا يضربونه بشدّة وهوَ يضحك , قالَ وهو يلهث بعد أن توقفوا :
- لقد نُشرَت مجموعتِي الجديدَة .. أليس كذلك ؟
قال كبيرهم وقد بدا عليه الهدوء بعد الثورة التي انتابته :
- بلى , ولهذا علينَا أن نفعَل ما سنفعله ..
في قلقٍ سأل :
- وما هوَ؟
قال الرجل قبل أن يشير لأصحابِه :
- صدقني لا شيءَ شخصي , ولكنّك لم تترك لنَا الخيَار ..
لم يفهم لماذا كمموه في البداية , ولكن حين وجدهم يقيدون قدميه ويمسكون أحد ذراعيه بشدّة ويقيدون الآخر وحينَ رأى السيفَ الحاد الذي برز في يد أحدهم , أدرك ما سيحدث , صرخَ كثيرًا , ولكن الكمامة منعت صرخاته من الوضوح , تبدو كهمهمات عالية ليسَ أكثر , وهذا لم يغير حقيقة الأمر في شيءٍ .. لقد صار ناقص الجسد , مبتورَ اليد اليمنى , أنصت إلى صوت الكبير بينمَا دموع الأسى تنزف من عينيه والدماء تنزف من يده :
- كما قلت لك , لا شيء شخصي , لم تترك لنا خيارًا ..
وحينَ تحدّث شعرَ بالأسى أكثر .. كان الغضب يسيطر عليه فأنساه عددهم وعتادهم وقيوده ! , نظرَ إلى يده اليسري بين نزيف عينيه ويمناه قال :
- ما زلت أملك أخرى , لن أترككم يا كلاب , لن أترككم !
قالهَا وكانَت هيَ آخر ما قاله , لقد فقدَ الوعي تمامًا قبل أن يراهم يقطعون اليسرى .
حينَ أفاق وجدَ نفسه في فراشِه , زوجته تبكي بجواره , وعلى جسده تمدد غطاء ثقيل ليقيه برودة الجو المحيط به , ساعديه مضمدان يعلو مقدمتيهما الكثير من القطن واللاصق الطبي والأربطة البيضاء , هنَاك يدان تعويضيتان ابتاعتهما له زوجته , لكنّه لم يكن قد تقبل حقيقة فقد كفيه بعد , لن يمسك القلمَ بين أصابعهِ مرّة أخرى , لن يستطيع الإمساك بكوب الشاي ولن يقلب الصفحة ليرى الصفحة التالية لأنه لن يمسك بالكتاب أصلا , لن يفتح الباب المغلق لأنه لن يمسك بالمقبض , بل سيمسك .. ولكن بيد صناعية !
حينَ أفاق من ذهوله بدأ في تجريب اليدين الجديدتين , رائعتين ولكنّه لا يستطيع فعل شيءٍ بهمَا تقريبًا , رائعتين كمظهر خارجي فقط , وهو لم يعد يريد هذا المظهر , وجودهمَا أحسن من عدمه على أيَة حال , حينَ نهضَ عن الفراش كان أول شيء قاله لزوجته المصدومة هو :
- اتبعيني
وسار إلى غرفة المكتب , وهناك جلسَ , ولكنّه لم يجلس على مقعد الكاتب هذهِ المرّة جلس على المكتب المقابل , وأمر زوجته بالجلوس على مقعد الكاتب , أمرها بإحضار الورق والأقلام , أمرها بالكتابة ! , وبدأ يمارس فن الإملاء بينمَا تكتب هي , تكتب ما يقوله حرفًا حرفًا وكملةً كلمَة , كانت تشعر بالحماس الشديد هذهِ المرّة , وإذا لم تكتب هي فسيجد زوجها من يكتب حقًا , زوجها مبتور الكفين ولكنّها تعلم الآن أن ساعديه هما أغلى ساعدين في الوجود , وأن عقله يحارب كألف جيش وإلا ما فعلوا هذا به .
وحينَ صدرَت مجموعته القصصية الجديدة , انتاب الناس الذهول , وكانَ أكثر من اصيب به هم من قطعوا يده , لقد تم تقريعهم بل ومعاقبتهم أيضًا , لهذَا فعندمَا أحضروه للمرّة الثانية استجوبوه كثيرًا عن كيفية الكتابة , لم يقل , ولكن الأمر لم يكن يحتاج إلى الكثير من الذكاء , لهذا فقد قطعوا لسانه ! , لن يقطعوا يدي زوجته لأنه سيكون عسيرًا أن يفعلوا هذا مع كل من يكلفهم هوَ بكتابة ما سيقول , قطع اللسان حل جذري ومناسب تمامًا .
عندمَا عادَ هذهِ المرّة لم يستطع أن يفتح فمه , فقَط فتحه لتشاهد زوجته كيفَ قطعوا لسانه ثم صمَت , صمَت فمه إلى الأبد ولكن عقله لم يصمت , وزوجته كذلك لم تهدأ , عندما جاء الليل كانَت قد أعدت له لوحة كبيرة تحمل الأبجدية , عليه أن يشير فقط بيده الصناعية إلى ترتيب الأحرف وستكتبها هي , صحيح أن هذه الطريقة منهكة للغاية ولكنّها الأفضل حاليًا .. أشار حتى قويت عضلات ذراعيه من كثرة الإشارات , وزوجته تكتب في صبر لا مثيل له , تركت من أجله المال والأصدقاء والاستمتاع بالنعيم الذي يحيط بهما وجلست جواره , لأجله , كتبت ما يشير إليه ويومًا فيومًا بدأت القصص في الاكتمال , ثم جاءت لحظة الظهور .
وحينَ نشرت مجموعته الجديدَة كان رد الفعل هو الأخير على الإطلاق الذي لم يتوقعه , لقد ثار من كان يكتب لهم ولأجلهم , هم يعلمون أنّه فقد لسانه وذراعيه في سبيلهم , فكيف يكتب إذن ؟ سادَت فكرة جديدة مضمونهَا أنّه لم يكن يكتب , كان يسرق ما يكتبه ويؤاخذ به , لم ير الرجال الذين اعتاد أن يأخذوه , فقد حدث ما كانوا يريدونه , بدا الجميع يقتنعون , لم بكن الأديب الكبير أديبًا , كان لصًا , ولكنّه احتمَل ولم يدافع عن نفسه بكلمَة لأنَه لا يستطيع , فقط كان ينظر إلى زوجته واسى الدنيا يملأه .
فوجئ بهَا في اليوم التالي تحكي ما حدث بالتفصيل , رآها على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد وهي تحكي عن عظمته وعظمة ما فعل و عظمة ما تحمّل , أرتهم اللوحة التي كان يشير إلى أحرفها الثمانية والعشرين فيحيك منها كلماتًا وقصصًا هددت كيانًا بأكمله لم تستطع الجيوش على إسقاطه , حينهَا أدرك الجميع أي بطل هوَ , وأدرك أعداءه أي خطرٍ هوَ .
كان يشير وهي تكتب , يشير مرّة أخرى ليكتب مجموعة أخرى , لم ينسَ أن يهدهَا - ككل قصصه - إليهَا ..
كانت تكتب على الورق ما يشير إليه حينَ دوّت الطرقات العنيفة , في هذهِ المرّة كانَت هنَاك أوامرٌ محدّدة , كانت زوجته امرأة رقيقة جميلة لا تملك أيّة قوة عضلية سوى ما يدفعها للحياة , وهو ضعيف مقطوع اللسان واليدين , وهما بضعة أوغاد جاءوا لتنفيذ مهمة واحدَة لم يبق لهم إلاها رغم أنهم حاولوا تلافيها كثيرًا , قتله !
وحينَ رأى زوجته تسقط أمامه لم يتحرك .. ظل جالسًا ينظر مبتسمًا إلى القادمين مرتاح الضمير , زوجته ماتت وسيتبعها هو بعد قليل , لن يفترق عنها بالتأكيد , ومع كل قطرة دمٍ كانَت تسيل من جثتها كانت ابتسامته تتسع وتتسع
هتفَ به الكبير المعتاد وهو يصوب سلاحه إليه :
- هل جننت أخيرًا أم ماذا ؟ , لن نتركك على أيّة حال !
لم تفارق الابتسامة وجهه وهو يغمس أسنانه في دم زوجته وينهض ليكتب على الجدار ببطء وتركيز شديدين ..ستُهزمُون .
وحتّى حينَ شعر بغضب الرجل والرصاصة المنطلقة لتغزو صدره , سقطَ على الأرض متألمًا ألم الجسد مبتسمًا ابتسامة روح , ورغمَ أنّ روحه كانت تتسرب خارج جسده في انسيابية لم يفته أن يلمحَ تلك العبارة التي كتبتها الدماء العشوائية ..
آخر القصص

Sunday, December 07, 2008

تهنئة تقليدية جدًا !

كل عام وأنتم جميعًا بخير ..
عيد أضحى سعيد

Tuesday, November 18, 2008

آسف .. لأن !


مجلة ابراج
كانَت هي الحدث الأول من شهر نوفمبر مع اطلاق العدد الثالث منها بلون جديد ..
المجلة بالمناسبة مفتوحة لكل من أراد المشاركة ويمكنك الرد على أي مقال لم يعجبكم بآخر أو الاضافة على موضوع ما
إرسال المشاركات على
***


لا أدري هل علمتم أخيرًا أن غلاف ناثر البخور قد ظهر إلى النور والمجموعة نفسها ستظهر إلى النور قريبًا


وقد تم افتتاح جروب على الفيس بوك بمناسبة المجموعة السعيدة باسم



كما أن هناك جروب آخر باسم المدونة




***

في القصة القصيرة تم اعلان فوزي في مسابقة نيسابا 3 .. الكتاب الصادر عن دار دايموند بوك الكويتية ويضم كتابًا من مختلف أقطار الوطن العربي..

***

في جريدة وفد الدلتا الصادرة عن حزب الوفد

نشرت قصة الذين صمتوا !.. إحدى قصص المجموعة القصصية ناثر البخور .. كتبت منذ عامين تقريبًا ونشرت على المدونة وإليكم عرضها مرّة أخرى , جدير بالذكر أن القصة تمت مناقشتها من قبل في إحدى الجلسات السياسية وقد اختار الاستاذ عريان نصيف رجل التجمع الشهير نهاية لشطر منها وقال أن هذا هو ذات فكر يوسف ادريس - لم أكن قد قرأت له بعد - و قد نشرت الوفد القصة عند ذات النهاية وكأن هذا إعلانًا منها بدقة رأيه أو لأن النصف الآخر غير ملائم للنشر !- إليكم القصة كاملة

***

الذين صمتوا

طارق عميرة

خلع معطفه وأشعل التلفاز وجلس يتأمل المذيعة البلهاء على الشاشة .. بابتسامتها الدائمة وكأنها تتلو خطاب السيد الرئيس الذى يهدد الأعداء فيه , يشعر أنها متحمسة ولكن لا يدرك لأى شيء , كاد يحول القناة الى قناة أخرى عندما جاءت صورة الأقصى وأمامه شخص يصرخ محركا يديه بعصبية وعنف .. تجمدت يده على زر التحويل وسرعان ما انتقلت أصابعه الى زر الصوت .. أخذ يرفع الصوت والمذيعة تتحدث .. تتحدث عن مهاجمة الأقصة مرة أخرى .. وهو يرفع الصوت غير مصدق ..حتى وصل الصوت الى اعلى مداه .. يكاد يصم الآذان ويسمع المارة بالأسفل ولكن يبدو انه لم ينتبه ..فقط ظل ينصت .. ينصت للهول الذى تقوله المذيعة التى انتهت ووضعت أوراقها .. وقالت بذات ابتسامتها البلهاء :- نعود بعد فاصل اعلانى قصير !

شعر بالاختناق .. يقولون أنه عصبي لكنه لم يشعر بهذا حتى وهو يقوم ويتشبث بالشاشة يستنجد بها أن تنقل له الصورة مرة أخرى , ولم يشعر أنه عصبي كذلك وهو يمسك بالتلفاز الكبير ويرفعه ويلقى به أرضا للتناثر قطع بلاستيكية وزجاجية منه فى جميع الجهات , يهدأ قليلا فيفكر فيما رآه .. المذيعة البلهاء كانت تبتسم .. أتراها كانت مزحة ؟ كلا , هذه نشرة الأخبار الحقيقية .. ربما لا تشعر بما تقوله ؟ أم ربما يكون مسجد سيدى متولى بنهطاى قد تم تغيير اسمه الى المسجد الاقصى وهو ما يحدث به هذه الأحداث ؟ ازداد شعوره بالاختناق .. تطلع الى بقايا التلفاز الذى كان كبيرًا منذ قليل .. بصق عليها بشدة ..وارتدى معطفه ومضى ..

***

على المقهى يجلس ..يمسك بالنارجيلة ويجذب نفسًا منها , يبدو له دخانها مسومًا .. سم يتغلغل فى صدره وفى عروقه , ربما هى سموم الحسرة , عبقرى من اخترع أداة السم هذه , يمنحك الانتحار لى طبق ذهبي , تستمتع بالحياة ودخان النارجيلة معًا عالما أنها تقتص من عمرك شئت أم أبيت ولكن ماذا يفعل ؟ الشاشات الفضائية تعرض الأمر بحماسة غير عادية , حرمات الأقصى تنتهك .. حرمات الأقصى تنتهك .. ولا يوجد رجل يقف فى وجه المعتدين , الآثمون أيديهم ملوثة بالغدر والدم فبماذا ستتلوث أيضًا ؟ما انفك الجميع يتحدثون .. لبيك يا أقصى .. لبيك يا أقصى.. ولكن يبدو أن الأقصى أكرم من الجميع فأبى أن يدافع عنه احد وآثر الدفاع عن نفسه بنفسه فلا ترى أثرا لملبي , الأقصى .. قضية كبيرة . ربما أخذت أكبر من حجمها .. يجب أن يتم منع اذاعة أن هناك أقصى من الأساس حتى لا ننفعل معه , هناك من يموت بأزمات صحية عندما يعلم بهذا الأمر .. أهذا ما يريدوه لنا , أن نموت جميعا بمثل هذه الأزمات ؟لا شيء نفعله حيال الأقصى , الشعور بالعجز يخيم على الجميع , ربما صمت الكبار أدى الى تحجيم الصغار , الكل متورط , والكل يعلم النتيجة مسبقًا , فعلام الحزن ؟ هذا متوقع منذ تورط الأوغاد للمرة الأولى موقعين على بيع القدس التى أبى الشرفاء بيعها , فلنعترف معًا بجمهورية الطغيان , فلنعترف ولو كان اقصانا فى اراضيهم , ألم يريدو الأقصى ؟ فليأخذوه .. ويريدون يثرب ؟ فلينالوها ..اللعنة على هذه النارجيلة , لماذا كفت عن ضخ السم فى عروقه ؟ , يبدو أن وقودها قد انتهى .. بعض السعال وبعض اللعنات تنهال عليها وعليهم .. يلف خرطومها حول الحديد المؤذى , ويسعل مرة أخرى وهو يقسم فى أعماقه بأن لا يعود اليها ثانية ما دام مذاقها كريها هكذا , ولكنه يعرف انه سيعود , يقترب منه رجل طاعن فى السن ويجلس بجواره ويقول :-

- الخونة .. العملاء .. الله يرحم أيام ما كان الواحد فيه صحة .. لو فتحوا باب الجهاد والنعمه لأروح من بكرة ..ألا تريد الجهاد أنت أيضاً؟

يتأمل العجوز فى صمت ويخرج من جيبه بعض الورقات ويضعها على حافة النارجيلة ويقوم وهو يبصق ويقول :-

- ليعطنا الله الصحة !

***

والآن يري نفسه يتقدم نحو الأقصى .. بيديه مدفعين رشاشين يبيدان جند الصهاينة من حوله , وعلى الأرض مئات الجثث بل الآلاف منها من ضحاياه , انه البطل , صلاح الدين الجديد الذى قتل راس الأفعى وداس على قلب الكتلة الصهيونية فشل حركتها , يتقدم ويطلق رصاص مدفعه على القفل الذى يزين الباب العملاق الخارجى للمسجد لتتناثر أشلاء القفل ويبقى الباب مفتوحًا الى ما شاء الله .. هيه , أخيرًَا حرر الاقصى بعد كل هذه السنين من الحصار والقتل والاعتثال والذل والقهر , المواجهة كانت دامية ولكنه قام بجزء كبير منها , الليلة ستعرض الفضائيات العالمية مشهد الرئيس الصهيونى وهو يموت برصاص مدفعه

يفيق , آه .. يا ليت ما يشعرنا به الحشيش حقيقي .. الأحلام المترنحة الجميلة , لماذا وضعه المخدر فى هذه المواجهة رغم أنه يأخذه كل مرة الى عوالم ساحرة أخرى لا تمت للواقع بصلة ؟ , هل شعر المخدر بما يعتمل فى أعماقه فوضعه فى هذه المواجهة التى أثلجت صدره ؟ربماترى .. هل الأقصى هو الأقصى حقًا ؟ ومن احتل الآخر .. فلسطين أم اسرائيل ؟ يبدو ان القذافى كان محقًا حين قال ليجعلوها اسراطين ! , هل فلسطين على الخريطة ؟ ولو كانت على الخريطة فاين اسرائيل ؟ هل سيأتى اليوم الذى تكون فيه اسرامصر ؟ أسألة كثيرة حقًا !.. يبدو أن الحشيش له دور كبير فى تفتيح الذهن !

***

على سريره يرقد رافعًا بصره إلى السماء ينظر الى سقف الحجرة ..لا يدرى ماذا يفعل , التلفاز شاشته متناثرة على أرض الصالة , ولا توجد وسيلة أخرى لتسلية وقته ها هنا , لماذا لا يحدث شيئا لهؤلاء الصهاينة ؟ , ألا يستطيع أحد فعل شئ حقًا ؟ أهم أقوياء الى هذه الدرجة ؟أم أنهم لا يريدون فعل شيء ؟

.. جيد .. توصلنا الى أنهم لا يريدون فعل شيء ..السؤال التالى , لماذا لا يريدون فعل شئ ؟ هل كل هذه الدماء رخيصة عليهم إلى هذا الحد ؟ هل الأقصى هين الى هذه الدرجة ؟يبقى السؤال معلقًا ولا اجابة له , هناك اجابة واحده لكنها قاسية الى حد لا يمكن تخيله , قاسية الى حد مخيف , ولكن يبدو أنها الاجابة الصحيحة ما دام الامر ممكنا ولا يوجد أى نفي له ولا يوجد سبب آخر , لا بد أنهم قبضوا الثمن

..انتفض عن سريره عندما جاء هذا الخاطر .. وكأن روحه قد بثت فيها الحياة مرة أخرى , الآن يعرف ماذا سيفعل !

***

فى أروقة المبنى العملاق يسير , يتجول بين العسكر والثياب السوداء المحيطة به , تائه لا يعرف ماذا يفعل , تائه العقل والقلب والبصر , يتوجه الى القاعة التى يعلم أنه سيجد ضالته بها , يدخل بينما القاضى يستمع الى أحد الأشخاص .. يقلب صفحات الملف الأصفر الذي تزين واجهته صورة لقبة الصخرة , يتأكد من أن كل شيء على ما يرام ويجلس منتظرًا يستمع الى بشاعة القضية المعروضة , دقائق قليلة .. شعر أن أنفاسه ليست على مايرام وأنه لن يخرج من هنا كما دخل , قواه تضعف شيئًا فشئ , ولكنه لن يستسلم حتى يفعل آخر ما يريده .. قام بما أمكنه من قوة وتوجه ببطىء نحو القاضى .. الدفاع يتكلم ولكنه لا يأبه , العسكر يتدخلون ويمنعونه , القاضى يتابع حركته المتعثرة ويرى حالتهيشير إليهم أن اتركوه , يكمل طريقه ويصل الى القاضى ويضع فى يده الملف الأصفر .. لا يستطيع التفوه .. القاضى فطن ففهم ما يريد ..

سأله :- ضد من ؟

أجاب :- الذين صمتوا !

***

وفى أحد المكاتب الصغيرة فى المحكمة كان هناك موظف صغير يطالع الملف والأصفر لتصنيفه , وفى الصفحة الأخيرة وجد العبارة المألوفة له :- قضية منتهية لموت أحد أطرافها !يبتسم الموظف وهويقول فى نفسه :-- ولو لم يمت .. لحفظت حتى مات !

-تمت -

Monday, November 03, 2008

أسطورة ربما تحدُث

بالأمس فقط فزت في مسابقة بص وطل الشعرية عن لما بكرة ييجي الفرج ونشرت في ديوان بص وطل.. القصيدة على المدونة منذ شهر مارس واتضح أنني لم أرسلها بطريق الخطأ .. تفاصيل الجائزة في مذكراتي على الفيس بوك ورغم انها قيمة وديوان بص وطل اكثر من رائع بعنوان شنطة سفر إلا أنني ما زلت مصرًا أنني لست بشاعر .. أنا قاص .. ولهذا . إليكم قصيدة جديدة !!

أسطورة ربّما تحدث
طارق عميرة
-1-
ذكرَت يومًا مّا أسطورَة ..
أنّي فارس..
وأنّي قادم
في ظلّ الظلم الممتد ..
في ظلّ نظامٍ لم يوقفهُ أحَد
ما بينَ اليومِ إلى اليومِ جثث
ذكرَت يومًا مّا أسطورة
أنّي سأولد..
وقدْ حدَث!
***
-2-
يقفُ منادٍ
يا قومِ العسكرُ قد جاء
فليمسك كلٌ برداءِه..
ولمن لا يملِك..
يكفي ردَاء
يجري القومُ إلى المخبأ..
من يبطيء؟
يتحمّل أقدَام العسكَر
يتحمّل لسعَات السوطِ وقبضَات اليَد
ويشدّ المئزر
الصمت وقَاء..
هذا القَانُون الأوحَدْ
فليخرِبْ ما شاءَ العسكَر
فلينهبْ مَا شاء العسْكَر..
يقفُ منادٍ
يا قومِ العسكرُ قد رحَلُوا..
يا قومِ العسكرُ قد نهبُوا..
اليابِس والأخضَر!
***
-3-
وأنَا واقف ..
أشهدُ هذَا..
أتمنّى أن أتركَ مهدِي ..
أن أحبو وبغاية جَهدِي ..
ليعُودَ الخيرُ إلى قومِي ..
يقف منادٍ
قومي العسكَر..
يقفُ منادٍ في الضدّ
قومي أكثَر !
أحبُو أنَا ..
يا ليتَ قيودَ العمرِ تزول..
يا ليت نمّوي أن أكبُر
عكسَ المعقُول .
***
-4-
ذكرَت يومًا مّا أسطورة..
أنّي سأكبر..
وسأعلمُ مالمْ يعلمهُ أحد
وترونِي في بحَار الذلّ أسَد..
كما ذكرَت نفسُ الأسطورَة :
أن حديد الظلمِ يدُوم
أن على جذرِ الأشجَار..
ماءٌ مسمُوم
أنّ الصامِت وغد ..
والقائل مشئُوم
ذكرَت يومًا مّا أسطورَة
حينَ يكُون ضميرَ القَومْ ..
مدمنَ نوْم
حينَ يكُونُ وقاءَ الجوعِ الصوْم
أنّي سأُوجَد ..
حتمًا آتٍ هذَا اليوْم !
***
-5-
يقفُ منادٍ
يا قومِ العسكرُ قد جاء..
يجري القومُ إلى المخبَأ..
نسمعُ أصدَاء
نكمنُ في أشلاءِ المرفَأ
العسكرُ وصلوا بسلام
يا قومي قد حانَ الوقتْ
الشرَفُ النصرُ أو المَوْت .
يا قومي خطّتنَا صعبَه
وُضعَت في سنواتٍ عدّة..
قدْ حانَ الوقتُ فلا ردّة ..
أنظر للقومِ فأتبسّم ..
نحن لهَا ..
نحنُ لهَا ..
***
-6-
ذكرَت يومًا مّا أسطورَة
أنّي أقُودُ يومًا ثورَة.
أنّي أزرعُ بينَ النَاس
آخر فورَة
أنّي سأنَازلُ شريرًا ..
في آخر أيّام الأرض
وآخر دورَة..
أن جمُوعَ النّاس ستقتَل
وقت الذروَة..
مالمْ تذكرهُ الأسطورَة..
فشلِ الثورَة
- تمت-

Sunday, November 02, 2008

أبراج .. يا معشر المدونين

بدون إطالة , وتبريرًا لغيابي الذي طال , تفضلوا بالزيارة ..



أبرَاج

Thursday, October 16, 2008

سوق النشر الأسود

السادة الكتاب والكاتبات .. معذرة لهذهِ الفضيحَه ولكن ..
سوق النشر الأسود
طارق عميرة


مشكلة كبيرة يعَاني منهَا تقريبًا معظم الكتّاب الشباب سواءًا الموهوبين منهم أو مدّعي الموهبَة , وسواءًا في سوق الأدب أو الكتابَة الحرّة توجَد صعوبَاتٌ تكادُ تصُل إلى مكانة رابع المستحيلات في أن يتمكن الكاتب في نشر كتابهِ مجانًا أو بمقابلٍ مادي له في ظل هذا العصر الذي سادت فيه الكثير من الأسماء والانتاج الأدبي اللذي صار مقدمًا من المعروفين أكثر ممن يحاولون إيجاد فرصة للظهور فما الذي سيدفع الناشر للمجازفة بظهور اسم جديد ولديه من الأسماء ما يضمن له الاستمرارية بالفعل ؟ , هكذَا قلّ ظهور الأسماء الجديدَة وصرنَا نرى البعض يصعد - ويُنشر لهُ - على سلم الكتابة الجنسية والاصطدام بالألفاظ أو المعتقدات الدينية وغيرهَا مما لا يرضَاهًُ ضمير كاتبٍ حر .
أمّا عن اللذين يمتكلون الموهبة الحقيقية فربما تجدهم بين صفحَات الانترنت كثيرًا ولكن نادرًا ما تراهم على الورق , وقد رأيت بنفسي الكثير من الأدباء البارعين اللذين تقرأ لهم قصّة خيرٌ من ألفِ كتَاب .
سوق النشر أصبحَ قذرًا إلى حدّ ما كسائر الأسواق الأخرى , صرتُ أرى أدباءً وكتابًا حقيقيون ينهارُون لمجرّد أنهم لا يجدون فرصةً للنشر بينما يقع في يدي يوميًا ما لا يقل عن كتابين مثلاً أتصفحهما لأوقن تمامًا أن الأدب والكتابة صارا مزيفين كثيرًا كسائر الوسائل الثقافية , وما يحفظ ماء وجه الثقافة لدينَا هو بعض الإصدارات والكتب المتميزة من آنٍ لآخر .
أمّا عن النشرِ على نفقةِ الكاتب فيبقَى هو الحل الأمثل - غير العادِل - لمحاولة الموهوبين الجدد في الظهور ولكنّه أيضًا ليسَ بهذهِ السهولةِ أبدًا, أذكر أن احد اصدقائي نشر كتابًا لهُ مع ناشرٍ اتضّح فيمَا بعد أنّه قمّة في اللا مبالاة والاستهتار , كان العقدُ ينصّ على توزيع النسخ ثم إقامة الجرد الأول بعد عام , في لحظات الجرد الاول ذهب صديقي إلى الناشر ليجد أن كل نسخه ما زالت موجودة لديه ولم يباع منها ما يتجاوز المائة وخمسون نسخه في معرض الكتَاب , والناشر لم يهتم بتوزيع الكتاب أدنى اهتمام , وكأن الكاتب نشر في أوغندَا ومع ناشر لا يمت له بصلة وليسَ هو , هكذَا أخذ صديقي نسخه مضطرًا ومقاومًا أن يبصق في وجهِ الناشر و استطاع بقوّة غير عادية أن يسيطر على نفسه حتى لا يهشم جمجمة الناشر , قام بعدها بتوزيعهَا فرديًا ونجح في ذلك في وقت قياسي , فهل يرجع عيب التوزيع هذا إلى كفاءة صاحبي الذي استطاع التوزيع سريعًا وكان سوء توفيق لدار النشر أم يرجع لاستهتار دار النشر واهتمامها بالمادّة أكثر من اي شيء آخر حتى ولو كان مقابل هذهِ المادّة لدرجةِ أنّها لا تجد فردًا واحدًا يقومُ بما قامَ بهِ هذا الصديق ؟
هكذَا يبقى جيل الكتّاب الجدد كذئب يعوي في الوديان المقفرة ولا يسمع سوى صدَى صوتهِ , ربّما يبلغُ أقصى أمانيه أن تنشر له الجريدة الفلانية أو ينقده الكاتب العلاني ولكن بلا زيادات أو ارتقاءات تذكر في ذات معاملة أعماله من قبَلِ الناشرين .
أذكر منذ سنوات محمد سامي صاحِب دار ليلى النشر للتوزيع حينَ أطلقَ مشروعهُ الأول لتبني المواهب الشابّة بعنوان بدايات والذي قدّم للكتاب الكاتب الشهير والمحبوب د. أحمد خالد توفيق , وكان يجمعُ فيه أعمال لبعض الشخصيّات اللامعة الآن - كالعايدي ومحمد فتحي - مع بعض الكتّاب الشباب الجدد واللذين يظهرون للمرّة الأولى عبر الأوراق , كان الكتاب يحمل عنوان وطنٌ بين دفتي دفتر و قد كانت التجربة أكثر من رائعَة وهنَاك أعمال ما زالت عالقةً بذهني من قصير ما كتبَ بهذا الكتاب لمختلف الكتّاب , بعدهَا ظهرت سلسلة تحمل اسم رقم إبدَاع أو ايداع تقوم على نفسِ الفكر و لكنّ الفارق أنّهَا على نفقةِ الكتّاب ثم تم دمج السلسلتين فيما بعْد , ما يهمنّا هو أن سامي تلقي هجومًا عنيفًا ونقدًا قد لا يحتمَل لمجرّد أن الأعمال - على نفقةِ الكتّاب - ورغم أننّي أرى التجربة متميزة للغاية فهؤلاء مجموعة من الشباب أرادوا فرصة للظهور عبر الورق ووفرتها لهم هذهِ الدار , وساهم كل منهم بمبلغ ضئيل لتكوين تكاليف الكتاب , ولا نهملُ هنَا أن الدار كانت بحاجة إلى دعم مادي رهيب على الأقل لمنافسة غيلان الساحة الأدبية والكتابية في مصر أو محاولة المنافسة على الأقل ولكن أحدًا لم يرحم طموحُ الناشر الشاب ولا امكانياته المحدودَة .
واجهَت دار ليلى بعدهَا العديد من المشاكل والصعوبَات , منهَا الطبيعي والذي لا بد من تجاوزه للعودة أكثر قوّة ومنها بعض محاولات للقضاء عليها من اسماء لا يستهَانُ بهَا , ولا أدري هل نجحَت هذهِ المحاولاتُ أم لا ولكن اختفاء الدار من على الساحة تقريبًا يجيب عن هذا التساؤل .
ناشرٌ شابٌ آخر يواجه الآن صعوبًات لا حصرَ لهَا , هو يحيى هاشم صاحب دار اكتب للنشر والتوزيع والتي تتحدث عناوينها الآن عنها في كل مكان , سبب كتابَة هذَا المقَال أن هناك اتهامٌ عنيفٌ ومقنعٍ جدًا ليحيى هاشم بالنصب على الكتّاب الشباب , لو اتفقنَا جميعًا على أن يحيى هاشم نصّاب يحصل على تكاليف الكتب من الكتّاب أنفسهم ويقتسم معهم نصف الأرباح , فمن يفعلُ هذَا الآن سواه في سوق النشر المصري ؟
أرى أن هذا الرجل قد قدم العديد من المواهب الجديدة والرائعة وصنعَ مالم يستطع أحدٌ صنعه في زمن قياسي ولو كان قائمًا على النصب فيكفي ما صنعه للدار من اسم وكتب الدار التي صارت موجودة في كل مكان استطاع الوصول إليه تقريبًا , أرى أن حماسه لا ينقطع وتوزيعه يزداد توغلاً وتوسعًا يومًا بعد يوم , وأراهن أن يجد كاتب شاب من يعامله ماديًا وطباعةً مثل يحيى هاشم إذا ما انغلقت في وجهه أبواب عظماء السوق الأسود للأدب .
إذا كان الشرف أن يقوم يحيى هاشم بشراء جميع النسخ التي تم توزيعهَا ويعطي الكاتب أرباحًا حتى يرضى الأخير عنه فبالتأكيد سيكون النصب هو أن يبلغ يحيى هاشم أحد كتّابه بأن كتابه فشل وكأنهم جميعًا عباقرةٌ منزلين من السماء , هناك دور نشر تنشر بلا مقابل على الإطلاق , وهناك من سيعطيك خمسمائة جنيه مقابل شراء الكتاب بكامله مثلاً وهنَاك من سيطلب منك آلافًا حتّى ترى اسم الدار الناشرة على الغلاف الخارجي فأيهمَا أفضل من وجهة نظرك ؟ هل تبيع كتابك بأثمانٍ بخسة أم تبحث عن الشهرة في شعارات الدور أم ترى أن ما كتبته رسالة يجب أن تصل سواءًاعلى نفقتك أو تحت أي اسم ؟
كثيرون من الكتّاب لجأوا إلى نشر كتبهم بأنفسهم وتوزيعها , أذكر منهم أحلام مستغانمي وأسامة غريب في كتابه مصر مش أمي وعمر عفيفي في عشان متنضربش على قفاك وغيرهم و كثير من أدباء الخليج والمغرب , بعد هؤلاء الكتّاب يتعاقدون مع دور للنشر فيما بعد إذا ما اثبت الكتاب نجاحه , ولكن يبقى شرف البداية للكاتب
لماذا تتهيب دور النشر من الكاتب الجديد ؟ السبب الأول والمنطقي هو الخوف من الخسارَة !! , وبناءً عليه يتم معرفة هل العمل ملائم للنشر أم لا , تجاوز الأمر مسائل الحقد والغيرة من كتّاب آخرين وسطوة بعض الكتّاب في دور النشر إلى سطوة الناشرين أنفسهم , فصار الأدب سلعةٌ تباع وتشترى , بل والأدهى لا تمنح إلا للمختَار من قبلِ الناشر , فهل ذنب أولئك اللذين أتاحوا فرصة النشر للجميع أنهم حاولوا منافسة غيلان كبار ؟ وهل ذنب الناشرين الشباب أنهم مقربين من كتّابهم لدرجة أنهم يتحملّون إهاناتهم ؟
علاء الأسواني مثلاً أذكر أنني قرأت أنه باع ثمانية نسخ فقط من مجموعته القصصيّة الأولى , الذي اقترب فرأى , ونجاحهُ يتحدّث عنهُ الآن , أكان هذا العيب يرجعُ إلى علاء الأسواني إذًا ؟
الإجابة واضحَة , أطالب السوق الأدبية والكتابية بمحاولة القضاء على كل الناشرين الجدد , حتى يظل الوسطُ حكرًا على أسماء بعينها , وحتى يكون كل كاتبٍ جديد .. هوَ المختَار !

Tuesday, October 07, 2008

أدب الحـــوار .. ومشكلة التعصب !

أدَب الحِوَار ومشكلـــة التعـصّب
طارق عميرة
أعتبرها شخصيًا أكبرَ المشكلات التي تواجه مصر علَى الإطلاق , صحيحُ أنّها لا تقتصر على مصر ولكنّها مستفحلة لدينَا إلى حد لا يمكن السكُوت عنه إذا تحدّثنا عن الأمر كمجمل .
نكُون كاذبين لو عرفنَا متى بدأ التعصب في التاريخ على وجه التحديد ولكن يكفي أنه كان ظاهرًا مثلا في تعصّب أحد أبناء آدم إلى أخت له ولدت معه في ذات جيله لتحدث جريمة القتل الأولى في التاريخ , ورغم أن مفهوم التعصّب مختلفٌ تمامًا عن أدب الحوار ولكنّه وثيق الصلة به , صلة الشيء بضده!
قد يظهر التعصّب في صورة شتم الغير أو ضربه أو التشاجر معه أو حتّى قتله وكثيرًا ما تُرفعُ قضايا كثيرة نتيجة للتعصب ابتداءًا من المشاحنات الكلامية التي تتحول إلى جرائم وانتهاءًا بقضَايا إهانَات الأديان .
أبعَاد المشكلة واسعة ومتوغلّة في اتجاهات كثيرة فالفرق بين رد الفعل والدفاع عن النفس والتعصب والتعصب المضاد هي مجرد شعيرَات بسيطة وقد يختلط الأمر ويتغير السبب الذي من خلفه يكمن التعصب .
هناك تعصّب إلى حد السفهِ في الحديث , والسفّه كبقيّة الحالات النفسيةِ معدٍ , يقول شاعر عربي :
إذا نطق السفيهُ فلا تجبهُ , فخيرٌ من إجابتهِ السكُوت
هذا يعني أن هناك حالات يستحب السكوت فيها , لأن ردود الدنيا لن تكفي إلا ببعضٍ من السبَاب مثلاً , ولكن في الغالب نجد أن السفه قد انتقل من الشخص إلى الضد فيبدأ التشاحن ثم النهايَات المعروفة.
كيف تحدث جرائم القتل دون سابق تدبير إذن ؟
التعصّب موجود , ولعلّ من ابسط نماذجه ذلك الصراع العتيد الممتد بين جمهوري ناديي الأهلي والزمالك حتّى أن البعض من أمثالي كانوا يستغلون أحيانًا هذا التعصب الكروي دون أن يفقهوا شيئًا في علوم كرة القدَم !
وكذلك التعصّب الذي تخبو ناره تارة وتشتعل تارة لتصل إلى عنان السماء , وهو التعصب الديني الشهير في مصر بين المسلمين و المسيحيين .
ثم التعصبات الفكرية والسياسية بشتّى أنواعها رغم ادعاءها جميعًا للفكر الحر ومحاولة تحقيق سعادة الفرد وتظاهرها بالاعتراف بالآخر دون تطبيقٍ حقيقي قلّما نراه ! , وحتى التيارات المتعصبة الاسلامية و المسيحية والتي تبدأ حوارًا يحمل في طياته الكثير من الإهانات لمقدسات الطرفين بالسباب أو العنف أو غيرها من غير وسيلة الحوار .
من صور التعصّب كذلك والتي قد لا يخلو منزل منها تعصب الأهل لفرد منهم , كالإخوة لأخوهم والأب لأبنائه أو الزوجة لزوجها وقد يصل التعصب الفكري إلى فرض السوء بالآخرين إذا ما حدث سوء .. فلو حدث حادث سرقةً مثلا :
- ابننا ما بيسرقش , أكيد هما اللي ضحكوا عليه .
رغم أن الابن قد يكون هو مدبر السرقة ومخططها وما " هما " إلا ضحايا له في السوء .
أما الصور العلنية للتعصب والتي غالبًا ما يعترف بها أصحابها فغالبًا ما تكون لرجال الدين المشاركين في الجدالات الدينية حيث يسعى كل فرد لإثبات أن كل الأديان الأخرى خاطئة أكثر مما يسعى لإثبات أن دينه هو الصائب !
كل هذهِ الحالات تعصب رغم أن هناك بعض الحالات التي يستحب فيها التعصب كالدفاع عن دين مثلاً حال تعرضه لهجوم ماحق لأدب الحوار , كوقفة المسلمين المخزية المضادة للدنمارك , ولكن عليهِ أن يتحكم في تعصبه فلا يصل إلى درجة إهانة المقدسات إلا إذا كان قد نبذَ الحوَار , فإن كان للحوار وجود فلا داعي أن يكون جدالاً عقيمًا ينتهي بلاشيء سوى السباب لجميع الأطراف .
وللزوم أدب الحوار ينبغي علينَا معرفة أنه لا حدود للحوار حتّى في وجود الله , لا مانع من أن يعرض كل وجهة نظره في سلام ثم الاتفاق أو الاختلاف دون إهانة أو السعي لتدمير الآخر وهدمه فجميعنا بني آدم , ماذا كانت رسالة الرسل إذن ؟
كانت التحاور مع أقوامهم لا التحارب مع الأقوام الأخرى , راجع مخاطبات الرسل لأقوامهم , وكل الحروب التي حدثت في التاريخ هي تجاوزات وتداعيات للدعوة الحوارية التي يهان أحد أطرافها ولعل أقل طريقة للإهانة هي الرفض وغالبًا ما يكون الرافض هو الباديء للعداء , وكأنه برفضه يعلن الحرب وانتهاء محاولات السلم .
كذلك يمكن الحوار في أشد المسائل تعقيدًا وعقائدية , حتى في خلق الإنسان , وهل هو ناتج عن غوريللا أم عن أب البشرية آدم أم حتى ثمرة بطيخ , فكما قلنا لا حدود للحوار , فقد حاور الله ملائكته في خلق الانسان وحاور النبي ابراهيم عليه السلام الله في احياء الموتى وأراه الله قدرته , قال تعالى :
" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفَة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك ونقدّس لك "
إلى آخر الحوار الكريم من سورة البقرة في القرآن الكريم , بل حتّى بعد الخلق حاورَ الله ابليس وبعد معصية ابليس في وجه منشيء الكون كله وخالق كل شيء والحاكم الذي لا راد لحكمه قال له الله عز وجل في القرآن الكريم :
" قال يا ابليس ما منعك أن تسجد إذ أمرتك , قال أنَا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين"
ولم ينته الحوار بل لغرور ابليس وتحدّيه الخالق ومحاولة التفضّل والتكبّر أتته اللعنة عقابًا رادعًا من الله , وامتد الحوار بعدها , وطلب من الله أن ينظره فلبى الرب له طلبه وجعله من المنظرين .
ولو بحثنا عن النتائج الايجابية دائمًا فسنجدها ناتجةً عن أدب الحوار لا العكس , بالحوار وحده نالت الهند استقلالها على يد غاندي وبالتعصب وحده قامت باكستان على أنقاض الهند بعد هزيمة الاستعمار والنتيجة واضحة الآن لمن يتأمل في علاقات الدولتين وتاريخها .
- الأهلي حديد , الزمالك خلاص بيلعبوا بينج بونج دلوقتي ! , خلاص راحت عليه
- الأهلي شوية ....– كلمة حذفت لوجود قارئات - , الزمالك بس يخلص من الخلافات بنت الكلب بتاعت مجلس الادارة وهيبقى فل , فاكرين الأربعه ؟
- فاكرين انتوا السته !
غيظ فـ.. بوم .. – طراخ $%#& - آييي .. يا لهوييييييييييييييييييييييي !!
حوادث مأساوية من مشهد متكرر ممثل لظاهرة التعصب , رغم ان لاعبي الناديين الكبيرين قد ينتقلان بينهما في سلاسة تامة وكلنا نذكر الساحر حسام حسن الأهلاوي الزملكاوي الـ.. نسيت أنني لا أفقه شيئًا في علوم الكرة !
هذهِ ظاهرة تعصب مثلاً لا تحتاج إلى الكثير من الحوار وانما هي مجرد مناقشات معتاده بين جميع المشاهدين اللذين يتحولون بمعجزة ما إلى محللين كرويين بعد أن تنتهي المباراة بتسع ثوان !
لاحظ أن هناك تعصب فكري قد لا يظهر إلا عند اتخاذ القرار , وعادة يكون طبقًا لمباديء متخذ القرار وليس تعصبًا ارتجاليًا مندفعًا ونموذج معقد له كالقوانين المختلف عليها في مجلس الشعب رغم أنها قد تعني في الكثير من الأحيان سلب المزيد من الحريات من وجهة نظر البض أو اعتداء على الدين أو تحرر فكري له عواقب ضارة , والعكس من تيار مقابل كعرض قانون ديني مثلاً من تيار بعينه .
فعلا للمشكلة جذور ممتدة إلى كافة الأفكار تقريبًا, ففي أحيان كثيرة تخالف ضميرك من أجل نصر وجهة نظر قد لا تقتنع بها تمامًا ولكن لمصلحة ما أو لأنها لصديق أو معلم ومن يفعلون هذا كثيرون للغاية بالمناسبة وهذه هي الكارثة الأكبر .
عن أدب الحوار وحريته يقول العلامة الشيعي السيد محمد حسين فضل الله :
" واذا كان الاسلام يؤكد الحوار من أجل الوصول إلى الحقيقة بطريقة علمية موضوعية فلا بد له من حماية حرية المحاور في طرح كل فكر مضاد بطريقته الخاصة حتى لو كان على خلاف العامة للناس فليس لأحد أن يقابله بعناصر الاثارة الانفعالية في اطلاق كلمات الكفر والضلال والخروج عن الدين وما إلى ذلك من الكلمات المثيرة التي تدفع إلى الغوغاء والاساءة للفكر .
إن الحوار يرتكز إلى الحرية الفكرية في الحالة الحوارية لأن الانسان الذي لا يملك حريته في طرح ما يريد من سؤال أو اعتراض أو مناقشة لا يستطيع الوصول إلى الحق إذا لم يجد فرصة للاجابة على سؤاله ومناقشة وجهة نظره "
هنا ينتهي كلام العلامة وهو لا يحتاج إلى شرح ولا تفسير وان كان يضيف بعد هذا في مقاله وجود شرط مهم وهو الاطلاع والانفتاح على آفاق المعرفة لأن الجدال بدون علم يدفع دائمًا إلى الكبر وهو التعصب بمفهومنا هنا .
يقُول تعالى :
" إن اللذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ آتاهم إن في قلوبهم إلا كبر ما هم ببالغيه فإستعذ بالله إنه هو السميع البصير "
لعل مثال تعصب ابليس لجنسه قد تكرر مليارات المرات على كوكب الأرض مع فارقين , في غير وجه الله , واننا صنف واحد يختلف بجواز السفر ويسعى لابادة نفسه والغيرة من آخرين من ذات جنسه !
هناك هتلر مثلاً الذي أدى بتعصبه الأحمق إلى الحرب العالمية الثانية بكل كوارثها , هناك التعصبات في الأديان وبين المذاهب بما لا يضع مجالاً للحوار أو الاتفاق , هناك التعصب بين الدول بعضها البعض فمواطنوا الدولة البطيخية البترولية يرون موظفي الدولة التي تعتمد على زراعات أو صناعات بسطية هي دولة أدنى , الفلبين مثلاً ارتبط اسمها في الأذهان بالخادمات والخدم , والهند التي صارت شهيرةً بالعمالة الأرخص , لماذا ينظر الناس هنا للخدم والعمالة ولا ينظرون إلى حضارة الهند وتاريخها ورجل مثل أميتاباتشان أو مبنى مثل تاج محل موجود قبل أن تستقر فكرة تكوين دول أخرى منها الكبرى والصغرى القوية والبترولية في أذهان من فكروا في فعلها !
لا أطالب هنا برفعِ الأجور بل الاعتراف بآدمية الغير وحقه في الحياة والحرية التي لا تؤذي آخر , فليس ذنبه أن ولد في العراء و ولدت أنت في مستشفى راق , وكم من عزيز قومٍ ذل .
هل أصبحَ المال هو المتحكم الرئيسي في ثمن الانسان أيضًا فصارت الدول تُحترمُ من أجل اقتصاداتها رغم قذارة ما تفعله ؟ , وهل يمنح المال الحق في سحق الآخر عند الاعتراض ؟
ضابط الرشطة الذي يهضم حقوق الفقراء لا يستحق مهنته , لأن في هذا تعصب وتقسيم للمواطنين إلى طبقات لكل طبقةٍ قوانينها الخاصة ..
ورغم أن التعصب معقد للغاية وقد يكون ناجمًا عن فرض عقائدي في اعتقاد البعض وهو ما أرفضه تمامًا إلا أنه قد يكون مفيدًا في بعض الأحيان .
ورغم صعوبة المشكة فإن مواجهتها تحتم أن يقتنع الفرد بوجود أدب الحوار والتحلي بصفاته وأهميته , فإذا لم يوجد اقتناع فلن تبقي الخسائر على شيء إلا .. التعصب !

Tuesday, September 30, 2008

عيدُك سعيد


للمرة المليون اقول أنني لست بشاعر , ولكن هذهِ محاولات فاشلة لادعاء أني كذلك .. إليكم محاولة أخرى كتبت لمناسبة العيد

كل عام وأنتم بخير

عيدكم سعيد

وهي أيضًا



عيدُك سَعيد..

عيدُك سَعيد..

بهيٌ نقيٌ جَميلٌ حَمِيد

سرورٌ حبورٌ ونورٌ شَديد

و زهرٌ تدلّى من الأُقحوَانِ

و وردٌ يلطّخ عيدًا مَجيد

و صبرٌ و فرحٌ ونايٌ وعُود

ولونٌ بهيجٌ لثوبٍ جَديد

وفي جنةٍ يكُونُ اللقاء..

و في الخلفِ نخلٌ بطلعٍ نضيد

وقصرٌ تكوّنَ وسطَ السحَاب..

و بُسُطًا تَطِيرُ فوقَ القِباب..

و تغريدُ طيرٍ وحيدٍ شريد

وذهبٌ وماسٌ قدْ شكلاّ

بشعركِ تاجٌ مضيءٌ فَريد

و سيفٌ يدْفعُ عن نوركِ

حدودَ الظلامِ لأمدٍ بَعِيد

وبأسٌ يهدّ جمسعَ السدود

وفِي اللين همسٌ كطيفٍ وليد

أرجُو منَ الله أن يمنحُك

حسنَ الحياةِ وعمرًا مديد

فعامٌ أقُول وعامٌ أقُول

و عامٌ أقولُ قولِي السَديد
عيدُك سعِيد..
عيدُك سعيد..

Friday, September 26, 2008

الطريق إلى غزة وعندما خلع الاتوبيس

البوست ده اعلان عن أنه تم البدء في بث مذكراتي على جمهورية الفيس بوك
مش هزود عن حاجتين
ده لينك البروفايل بتاعي هناك
وده الصفحة التانيه من المذكرات
الطريق إلى غزة , وعندما خلع الأتوبيس
مهازل يومٍ آخر
يوم 10/9/
2008هو اليوم الذي سنتحدث عنه اليوم حين برزت في رؤوسنا فكرة الذهاب إلى غزة لفك الحصار واغاثة المنكوبين وكان موعد التنفيذ هو العاشر من سبتمبر في البداية
وبما ان هذه مذكراتي برضك فنحن آسفون بس ان شاء الله الصفحة القادمة من المذكرات ستحمل لوناً وشكلاً مختلفين , نتكلم بقه عن رحلة الطريق إلى غزّة اتكلمنا المرة اللي فاتت عن مووضع المحكمة , وانا للامانة كنت أجهل من وشق الاستبس بسمكة المطرقة عن هذا الموضوع حتى التقيت الاخوة الزملاء في محكمة طنطا , يومهَا عرفت انهم طالعين على رفح المصرية بحملة اغاثة في يوم 10/9 ..
استغربت جدًا النظام الامني مع اسرائيل دلوقتي كأجمل ما يكون بالنسبة لمصر فلماذا تهدد مصر امن واستقرار عقارب الصحراء وتترك حملة اغاثة تصل الى رفح المصرية من ثم رفح الفلسطينية ثم الى غزة
قلت أنا هروح ده تجربة احتمال الايام القادمة لا تترك لي فراغًا للبحث عن آداءها وقتًا آخر وبصراحةٍ تامة كنت أحمل عناء السفر مع الصيام , هذه سبعة ساعات هي الساعات الاولى في النهار والتي ستشتد بنا الحرارة فيها رويدًا رويدًاالمهم انني في الفترة السابقة للحملة كنت افكر في الذهاب ام لا ..
ويتساوى الاحتمالان لدي في معظم الأحيان , حتى أتت ليلة التاسع من سبتمبر كنت قد قررت الذهاب
اتصلت بي العزيزة نادين و أخبرتني بموعد تجمع معشر الطنطاوية في الرابعة صباحًا في موقف المرشحة للذهاب إلى القاهرة من ثم إلى الحملة المباركة كانت اجاباتي أنني قد اقضي الليلة في القاهرة أصلاً ولكن لان استمررت في طنطا فسأذهب معهم بالتأكيد , انتهيت من مكالمتي معها وانتظرت حتى التقيت بصديقي العزيز محمود الحنفي رعاه الله وجعله ذخرًا لطنطا
- حوده .. انا نازل القاهرة !
- هتعمل ايه هناك
- رايح رفاااااااااااااااحيضحك حتى يستلقي على قفاه
- انتا وصلت لرفح كمان !, والله انا عارف ان هييجي يوم هنجيبك فيه من كوسوفو
- مصر هيا امي
- يبقى من ابو زعبل !
ودار بيننا حوار لذيذ طريف - لمن يدعي انني لا امتلك قدرات على الاقناع - بنهايته كنا نسير على كورنيش النيل في القاهرة بمعجزة ما وكانت الساعه قد وصلت الى الثانية صباحًا أخذنا نتسنكح في هواء القاهرة الساحر وندخن السجائر ونتجول في وسط البلد قليلاً ثم برزت فكرة مجنونة في رأسنا بزيارة بعض الأصدقاء في القاهرة وقد حدث ثم عدنَا إلى وسط البلد لنلتقي بالباص الذي سياتي في السابعة صباحًا جدير بالذكر أن أذان الفجر لم يكد ينتهي حتى :
- ولا يا محمود , اليوم هيبقى صعب واحنا لازم نفطر !
- ايوة والله عندك حق !
- بس مش هنفطر الا اما نطلع عشان تبقى الرخصة متاحة
- لا يا عم احنا مش كده كده مسافرين ؟ يبقى نفطر من دلوقتي !
- واحنا ليه نفطر من دلوقتي واحنا لسه سايبين السحور ! , استنى اما نسافر !
- بص خليها بظروفها
وصلنا بالفعل الى حيث سيأتي الاتوبيس ليقلنا الى رفح المصرية , جلسنَا على الرصيف المقابل لنقابة الصحفيين , لمحت الاستاذ مجدي احمد حسين واقفًا ضمن الواقفين والدكتورة كريمة الحفناوي وجماعة من المثقفين والادباء والاعلاميين والأحزاب السياسية , كنت ارى الأخ المواطن محمود الشيشتاوي واقفًا ايضًا وعبرت الطريق لمصافحته لأجده قد اختفى بغتة لحظات وأتى الفوج القادم من طنطا , أبو المعالي فايق أحمد , شوقي رجب , نادين ابو شادي , وشقيقتها شهدان , عبد المنعم امام و رنا امام , الشيخ ابراهيم خضر , الاخ مصطفى البنهاوي وصديقي العزيز جمال وغيرهم
- يا ليله بيضه -قلتها في سري- يا ليله سوده - قالها محمود صديقي في سره- يا نهار مش باينله لون- قلناها معًاثم نظرت اليه ونظر الي دخلت بعضها في وصلة من المصافحات المطولة للاصدقاء والمعارف حتى انتهيت أخيرًا سألني عبد المنعم امام :
-جاي يا طارق انا في اصرار
- اكيد
ورغم انني كنت قدا تخذت قراري بعدم الذهاب بالفعل ولكن وصول الباص منحني فرصة لا باس بها في الهروب من وسط كل هوءلاء اللذين يظنون جميعًا أننا قادمون !
وصل الاتوبيس وفتح بابه فانهمر الناس عليه كالسيل وتظاهرنا انا ومحمود صديقي العزيز بالكفاح للعثور على مقعد ولكننا لم نكد نشعر بان احدا لا يرانا حتى سعينا للجهة الاخرى من الشارع بخطوات مخابراتية وكاننا - مش معاهم -كان هذا هو آخر عهدي بالباص ..اما ما حدث بعد هذا فليحكيه آخرون بالتفصيل لأن كما توقعت تمامًا لم تصل الحملة الى رفح المصرية ولا غزة لان الامن المصري احتجب الطريق بالمدرعات بعد ان قطع الباص ما يقرب من 300 كم في اتجاه رفح وكل هذا في صحراء وكان الحر قد بلغ مبلغًا عظيمًا
علمت ايضًا أن أبطالنا قضوا اليوم في الصحراء و الاخ محمود الشيشتاوي طيب الله ثراه هو والاخوة في حزب العمل كانوا ينامون امام السيارات الذاهبة كنوع من الاضراب عن الاضراب على عدم الدخول من الآخر ساوى اليوم صفرًا بسعي حكومتنا المبجلة ..
رغم ان السبب منكر فهم ذاهبون لاغاثة اخوتنا في فلسطين وكل ما معهم طعام او مال او دواء ..
ولكن كان تعامل الامن على ان هذه قنبلة نووية لا بد من منعها من العبور لماذا يتواطيء الامن المصري مع اسرائيل؟
تفصيل آخر من تفاصيل المهازل التي حدثت في تلك الحملة ان احد الباصات الذي كان يحمل الاغاثات تحديدًا كان متواطئًا مع الامن فبعد ان وقف بقليل انطلق الى جهة لا يعلمها بعد الله الا سائقه !
ولكن تم التحصل عليه من شركة الباصات بعد العودة اتمنى ان يحكي لنا احد من ذهبوا مذكراته في هذا اليوم ..
عن
10/9/2008
في
22/9/2008

Wednesday, September 17, 2008

عندمَا جاءَ أبُو جَهْل 3

أحيانًا أحب الكتابة عن بعض الكتب التي قرأتها أو حتّى ‘ن حلقة من برنامج ما شاهدته أو أحد الأفلام البطيخيه الأصيلة التي أعجبتني ولكن سياسة المدونّة لا تسمح بذلك , لهذا فسأتكلم باختصار في بداية كل موضوع عن آخر قراءاتي أو مشاهداتي أو حتّى عراك مع أحد القراء ولنبدأ

* للمرة الثانيّة خلال أسبوع أنتهِي من قراءة أن تكُون عبّاس العبد مرّة أخرى , أن تكُون عبّاس العبد هي للكاتب الرائع أحمد العايدي , من قرأوها منكم فلا يحتاجون إلى كلمات لو صف الرواية الرائعة , أمّا من لم يقرأوها فقد فاتهم درس جديد تمامًُا في الأدب العربي , درس من ابرع الدروس حاليًا بشهادة الكثير من النقاد , جدير بالذكر أن الرواية حازت على أكثر من جائزة أذكر منها هنا جائزة نجيب ساويرس للأدب العربي مثلاً والتي تقدمت إليها الرواية ضمن 200 رواية أخرى تقريبًا على ما أذكر وقتها, أستاذ أحمد العايدي له بلوج على البلوج سبوت على فكرة يعني ومعروف جدًا

* ابتداء بروائع الأغنية الشعبية " العبد قال للشيطان : جاي تضحك على دقني وانا راجل أستاذ ؟ أحسنلك تفارقني لاديك بالعكاز" وتمضي بنا الأحداث إلى الحدث الرائع " الشيطان قال للعبد : لو تشرب يا منيّل , هتحس انك عيّل , بقزازة كونياك .. الهم هينساك " وانتقالاً من الموعظة الشعبية إلى الأغنية المؤسفة للأخ مدحت صالح والمعبرة في الوقت ذاته " يمكن قدامي ومش طايلك , بس انا في القلب اكيد شايلك , مهما اتعب وطريقي هيصعب , جايلك في معادي انا جايلك " وهي أغنية رهيبة حقًا لو افترضنَا أنّه يحدث خالتي مصر أو .. وانتهاء بالأغنية الرائعة جدًا للشاب خالد والتي تحوي الكثير من المواعظ عبد القادر يا ابن عمي.. كان هذا هو المزاج الغنائي الأسود - كأني سواق توكتوك - للعبد الله قبل رمضان ولكن بعد رمضان .. لهذا حديث آخر

إلى الجزء التالت من أبو جهل بقه عشان طولت في التكديم




عندمَا جاءَ أبو جهل

طارق عميرة

تطلّع أبو جهل للضابط قليلاً قبْل أن يقُول في بلاهة :

- ماذا؟

قال الضابط في صرامة انتابتها بعض السخريّة وكأنّه عثرَ على صيد ثمين :

- جواز سفرك يا شقيييييييييييييق!

حاول الدكتور حازم الهروب في هذهِ الأثناء , هؤلاء هم رجال الأمن وأبو جهل لا يعرف ماذا يعني رجال الأمن , أحاطه رجال الشرطة وأحضروه :

- بطاقتك يا ريس !

أخرج الدكتور حازم بطاقته بينما استمر أبو جهل يتطلّع في ذهول إلى الضابط , كان الضابط محاطًا ببعض العسكر لهذا فقد واتته جرأة نادرة , ربمّا حماقة , ليمسك بياقة ملابس أبو جهل , والأدهى أنّه قال :

- بقولك جواز سفرك يا روح أمّك !

كان رأس الضابط بمستوى صدر أبو جهل , ولكنه لم يكد ينطق عبارته تلك حتّى كان رأسه بمستوى ساقي أبو جهل من ثم قدميه فكعبيه , ثم اختفى الضابط تحت الأرض تمامًُا قبل أن يفهم أحد من الموجودين ما حدث !

- روح أمّي , هذا الرجل تعدّى حدوده كثيرًا , ما الذي يعنيه من حواز سفري أم عدم جوازه , أنا اسافر إلى حيثُ أريد .

وتطلّع إلى أجهزة اللاسلكي العتيقة في أيدي العسكر اللذين كانوا مصاحبين للضابط والذي كانوا يهتفون في فزع وبلا انقطاع :

- مديرية الأمن , مديرية الأمن , أبرقوا للجيش والمخابرات ورئاسة الجمهورية وقوات الكوماندوز الأمريكي والمتعاركين في دارفور ليحضروا بكل قواتهم لمواجهة الخطر القاتل ...حوّل

تعجب من ما يقوله العسكر وما جعله يتعجب أكثر هو أن هذه الأشياء السوداء في أيديهم كانت تجيب :

- عُلم .. ولن ينفّذ!

ليست هذهِ مشكلته على أيّة حال , كان الدكتور حازم يولول على نفسه

- ماذا فعلت بنا , لقد اعتديت على ضابط !

- وماذا في هذا ؟ أهو جريمة ؟

- جريمة كبرى !

- هو حاول الاعتداء عليّ أولاً , وقد نال جزاءه على أيّة حال !

قالها أبو جهل وسهم بصره وهو يضيف كالحالم

- لو كنت في قريش الآن لبعتهم إياه ولشروه و جعلوه يقوم بتلميع الرمال !

قال الدكتور حازم

- بطاقتي معه , لقد انخرب بيتي !

نزع أبو جهل البطاقة من يد الضابط الممدد أرضًا وقال :

- ها هي بطاقتك , هيا بنا نكمل

- سريعًا من فضلك حتى لا يستيقظ

- ليضرب عنقي إن لم يكن مستيقظًا يتظاهر بالعكس

قالها وركل الضابط ركلةً أخيرة انتفض الأخير على اثرها قبل أن يسقط في سلام , بينما سار أبو جهل والدكتور حازم , سمعا العسكر يقولون:

- عيب نكون كتير كده ومحدش يعرف يعترضهم !

- صح .. عيب جدًا .. روح اعترضهم يا فالح !

أصوات همهمات واسنان تتطاير ثم قرار جماعي بان يظل الوضع على ما هو عليه , الصمت والخوف بينما ابتعد ابو جهل والدكتور حازم , وفي أول زقّاق مضيء جانبي

دفع أبو جهل الدكتور حازم على سقف إحدى السيارات الفاخرة , قال حازم

- بلاش دي , دي مرسيدس !

قال أبو جهل :

- أعلم , لهذا ستتحملك !

سأله الدكتور حازم :

- من اين عرفت !

قال أبو جهل في لهجة لسان حالها يقول دنتا قديم قوي

- لدينا منها في جبال مكة

قبل أن يتذكر لماذا صنع بحازم هذه الفعلة الشنعاء ويقول في غضب حاول أن يجعله شديدًا جدًا

- أريد أن أعود إلى مكككككككككاااااااااااااااااااااااااااااااااة, عالمكم غرييييييييييييييب, سأجن لو جلست يومًا آخر

قالها وترك الدكتور حازم الذي هبط من على سطح المرسيدس وهو يفكر .. كيف سيعيد أبو جهل إلى مكّة !


يتبع

Saturday, September 13, 2008

حد محتاج تاج ؟

تاج مورطاني فيه المدونة ايمي اتش آر صاحبة المدونة المبجلة غلطة مطبعية ورأيت أنَا بحكمتي المتواضعة أن أجيبه الآن رأفة بالسادة الزوار اللذين يتحرقون شوقًا لمعرفة هذه التفاصيل المهمّة جدًا - أهم من الطعام والشراب - فإلى أسألة التاج مباشرة


بدأت تدون من امتى ؟ودخلت العالم ده ازاى ؟

من 2006 تقريبًا مش فاكر الشهر تحديدًا بس غالبًا نوفمبر على ما أذكر , مكسّل أرجع لتاريخ أول بوست بصراحه

دخلت العالم ده ازاي؟

ده حكاية متتنسيش , أنَا أصلا مكنتش مدون ولا فاهم يعني ايه تدوين , بعدين كان اسم الشهرة بتاعي في بعض المنتديات كوارث وبعدين كنت عايز اعمل سلسلة باسم كوارث - وعملتها - و المدونة موقعها , بعدين كان في بنوتة حلوة قوي عرفتني يعني ايه تدوين وبنتلي العالم الجميل ده وانا لا أجرؤ اني أغير أي ركن فيه عشان كده بعتز بالاستايل بتاعه جدًا , كان فيه استايل بدائي على فكرة وهيا غيرته لده بس ده قديمًا.

كان المفروض ان المدونة متغيرة الكتّاب في الأول والبنوتة ده هتشاركني ف الكتابة وبعدين كتّاب سلسلة كوارث بعدين بلطجة خدتها لنفسي وبقت طارقية كوارثية بحتة !

ويكفي هذا !


ايه كان انطباعك في البداية ؟

جامد الحوار ده .. انا بنشر كلام كتير وشكله حلو عالنت !

واحلى حاجه بعيدا عن صداع المنتجيات ومشرفيها!


ايه أهم حاجة اتعلمتها من عالم التدوين ؟

إن العالم في سبعة مليار شخص وسبعة مليار وجهة نظر كلها صحيحة !!!!


ايه أكتر حاجة كرهتها ؟

في مدونات كنت بدخلها بحس اني غبي !!

مش من كتر ذكاوتها يعني لكن تخيل بوست بيقولك مثلا

كنت أسير في الصحراء ولم أجد ماءًا ورأيت السراب فظننته ماء فلم أشرب لأنه سراب ثم اكتشفت أنني في الصحراء وأن ما أراه سراب !!

احساسك ايه ؟ اهي ده بقه المدونات اللى بكرهها


حاسس ان التدوين له تأثير ؟

أكيد طبعًا , بس مع احترامي لكل المدونين

حاسس ان تأثير الشيبسي أحلى !


تهدى التاج لمين ؟

همم سؤال صعب

بس ههديه للاخوة الأعزاء الأفاضل اللي متوقع ان اجابتهم ممكن تكون مفاجآت

الأخت انجي طيّب الله ثراها

الدكتورة جنّة

الكاتب الوغد / محمد الغزالي

وكل من شاء من المدونين


من القاهرة -12/9/2008

Thursday, September 11, 2008

الــرحــمـــة يا رب !

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
سورة الفجر - القرآن الكريم
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16)
سورة الاسراء - القرآن الكريم

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)
سورة الروم - القرآن الكريم

Wednesday, September 03, 2008

عودي يا خميس .. عودي إلى آمووون

متنسوش يا جماعة انا اليوم الساعه واحده ونص أو اتنين باليل هآجي عالقناة الأولى الفضائية أو الأولى الأرضية النهارده 3 رمضان , مع المقال بقه وهنأجل أبو جهل للبوست الجاي

عودي يا خميس , عودي إلى آمون

قديمًا كانت مصر تنادي مواطنيها بصورة متكررة ملحة حتّى أنّك لتجد أن المواطن المصري القديم لم يكن يطيق الابتعاد عن أرض مصر أكثر من حد معيّن ولعلنا جميعًا نذكر المشهد الخالد للبنى عبد العزيز حين تركت الفراعنة فجاءها الندااااااااااااااء " عووودي يا هاميس , عووووووودي إلى آمون " , ومعذرة فيما استشهدت به ولكنها على حد علمي المرّة الأولى والأخيرة التي طالب فيها الوطن برجوع شخص مّا والكارثة أن الشخص كان على نفس أرض الوطن ولكن في زمن آخر .

أمّا عن عصرنَا الحديث فلنأخذ رأفت الهجّان أو رفعت الجمّال أو العميل 313 أو ديفيد سمحون كمثال , رغم ما فعله لمصر ورغم محاولاته تقبيل الأقدام و محاولة العودة بشتّى الطرق إلا أن النتيجة كانت " مصر اللي بتدفع يا رأفت " , وما بين خميس ورأفت عشرات الحالات في واقعنا زي الفل الذي نحبه ونقدر ونعشق من أجله تراب هذا الوطن .

لماذا نتشبث بالوطن ؟ هذا سؤال صريح على كل منّا أن يطرحه على نفسه , هل تنتظر فرصة للسفر ؟ هل تنتظر فرصة للهجرة ؟ هل زهدت في الحياة واخترت الطريق الأسود وأعلنت عن حبك لهذا الوطن الذي سيعطيك مكانًا للزواج يمكنك أن تبيع فيه الجرجير ببساطة , هل لأنه وطنك وبلد أبويا وجد جدي ؟ أم لأنّه مهما كان وطني ؟

دعنَا لا نخدع أنفسنا , دار بيني وبين أحد الأصدقاء حديث منذ زمن , قال فيه أن بلاد الخارج نظيفة على عكس بلادنا ولكن المعاملة حقيرة , سألته عن عودتهِ إلى أرض الوطن حيث يوجد أبوه وجدّ جدّه فأخبرني بأنه غير راغب بهذا ., لم؟ , لأن المعاملة في مصر أحقر !

على العكس تمامًا , هنَاك آخرون مؤمنون تمامًا أن الخارج أنظف وافضل ولكن لا بد من تراب هذا الوطن حتى تكتمل معادلة الوفاء الشخصي والسلام النفسي الآمن لهذا فهم يأتون من وقت لآخر لالقاء نظرةٍ والبكاء في صمت ثم يحمدون الله وتقر أعينهم بأنهم اختاروا الاختيار الصحيح من البداية , ولا عتاب عليهم فهم نجحوا في هزم أسوار الكسل والفشل التي اعتدنا على ربطها دائمًا بحال هذا الوطن الذي تحمل الكثير !

قديمًا كان الكثير يجاهدون للعودة إلى مصر ثم البناء فيها والاستقرار , بعد أن يعملوا لفترة محددة تكفل لهم حياة كريمة لا بأس بها , ولكن الآن لو أوتي مال قارون فلن يعود , لماذا ؟ هل تحرّى أحد عن السبب الحقيقي ؟

للأسف لم تعد مصر هي مصر , لا داعي للتدخل في حال الدول العربية ولكن المأساة الأكبر أن اقتصادنا القومي قائم على قناة السويس والسياحة , وكلاهما لا نفع فيهما لمواطن من الثمانين مليون فماذا يفعل كل هؤلاء البشر !!!

أعزائي , أخجل مما ساقوله ولكن حتى لا نخدع أنفسنَا

سيقول لي الكثيرون أين الأمل , اين الحياة , هل ستترك قضيتك ؟

اتركوها

اتركوها

اتركوها

قبل أن تموتوا وهي ما زالت قائمة

نحن لم نُخلق لنحب مصر ونموت في سبيلها !

ليست هذه حياتنا

ليست هذه وظيفتنا

من ينضم معي لنبحث عن عملٍ آخر أو وطنٍ آخر ؟

من يريد الهجرة الى يوغوسلافيا ؟

Sunday, August 31, 2008

رمضان كريم .. بعد السحور

حلقة البرنامج
3 رمضان
دقيقة مفيدة
الساعه 1:30 ليلاً
على القناة الأولى الأرضية والأولى الفضائية
طارق عميرة V.s أحمد يسري
تقديم مفيدة شيحة بتاعت " سكوت هنغني "
أولاً: رمضان كريم على الجميع وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعتكم وتقبل الله صيامي وصلاتي وطاعتي انا كمان !
ثانيًا : العبد لله اللى هوا أنا دخل مسابقة على التلفزيون المصري ويقال انها هتعرض على الفضائية كمان بعنوان دقيقة مفيدة مع المذيعة مفيدة شيحة , حاجة كده زي من سيربح الالف جنيه والحمد لله ربحت الالف جنيه , الحلقة هتتذاع تالت أيام رمضان على القناة التانية .. شاهدونا



ثالثًا : حفل توقيع المجموعة القصصية الأولى هيبقى بعد العيد ان شاء الله وهيبقى فيه مجموعة مفاجآت في وقتها بقه ان شاء الله بس دعواتكم يا جماعه



رابعًا : رمضان على كوارث هبدأه حالاً بقصه والموضوع الجاي أخيرًا .. تكملة عندما جاء أبو جهل , لا بد من وجود حيز للدين بصفتي أنتمي للدين للاسلامي واحنا في رمضان .. الوقت الانسب

بعد السحور

قصة قصيرة

طارق عميرة



" يا أمّة خيرِ الأنَااااام , يا أمّة مصباحِ الظلام , تقبّل الله منّا ومنكم الصيّام والقيام , وأدخلنَا وإياكم الجنّة , بعفوه وجوده وكرمهِ وإحسانِه "



" الله أكبر .. الله أكبر "



كنتُ أسمعهُ في كلّ مرّة ينتهي منهَا بصوتهِ العذب بينمَا أدخّن أنَا سيجارتي الأخيرة , وأطفئهَا وأتمضمض في سرعة ثم أتجرّع جرعة الماء قبل أن يبدأ الأذان , رمضَان أخيرًا وما زال العجوز سعيد يشدو بذات الكلمات بصوتهِ العذب الآسر كل فجر , لا أدري لماذا لا يؤذن لبقيّة أيّام العام , فبمجرد انتهاء الشهر الكريم يأتي شخصٌ آخر غليظ الصوت يعذب أعصابي حقًا وينفرني عن الصلاة في هذا المسجد .


في هذا اليوم انتهيت من سحوري مسرعًا , بقي على الأذان خمس دقائق فقط .


أغسل يداي في سرعة وأهبط إلى الشارع , أتذكر , علبة السجائر بالأعلى , أرتقي السلم في سرعة خارقة , باب الغرفَة , المكتب , علبة السجائر والقداحة , آخذهما في سرعة وأهبط ..


الشارع أخيرًا , أسير حتّى أصل سريعًا إلى الزقاق المظلم بجوار المسجد


" يا أمّة خير الأنااااااااااااااااااااااااام"


اللعنة , لا بد من أن اشعل سيجارتي الأخيرة , أدس سيجارة في فمي وأشعلها في سرعة وأجذب منها نفسًا عميقًا


" يا أمّة مصبَاح الظلااااااااااااااااااااااام.. تقبّل الله منّا ومنكم الصيااااااااااااااااام والقياااااااااااااااااااااام"


لا بد من أن أنتهي من هذه السيجارة , لماذا أيها العجوز لا تتريث حتّى أنتهي , ما زلتُ في النفسِ الأول , كم صوتَك رائع , ولكن السيجارة أكثر روعة , سامحني فيما سأفعل ..


" وأدخلنا وإياكم الجنّة"


أعدو أربعة خطوات حتى ألمح السلك الكهربائي أمامي , هذا هو السلك العمومي لكهرباء المسجد وهو معزول جيدًا , أمد يدي وأجذبه بشدة


" بعفوهِ وجودهِ وكرمــــــــ....."


هكذا يمكنني أن أنهي سيجارتي في راحة

Thursday, August 28, 2008

مهرجان كوارث الشعري " عامي "

كل القصايد من حناااااااااا عينيكي .. من دفااااااااااا ايديكي
عشان نبقى صرحا مع بعض من الأول انا قلت خمستلاف مرة اني مش شاعر انا هوايتي كتابة القصص , واللي بكتبه انا مقتنع تمامًا
انه عته منغولي بس النشر من باب محاولات التطوير والاستفادة من الاخطاء في محاولة للارتقاء اللي مش باينله
طريق , وكالعاده هما قصيدتين , الأولى اتكتبت بمناسبة يوم ممنوع من الغنا الىل كان معمول احتفال واعتصام ومطالبة بالافراج عن ال23 شاب من شباب ستة ابريل اللى اعتقلوا في اسكندرية عشان كانوا بيغنوا اغاني الشيخ امام , القصيدة التانيه محاولة عبيطة للاستعباط وهو شيء جيد جدًا .. أزعجتكم بالمقدمة , إلى القصايد بقه


نداء شبابي


يا شبَاب مصر


ياللّي مفيش ليكوا لون ولا حصْر


يا شباب مصر


ليه استبعدتوا حلم النّصر؟




يا شباب بيكافح


وطريقُه مالهش ملامِح


مش فارق


ساقط أو ناجح


مش فارق


فاشل او فالح


بتحاول تكسَر في حجَارة


مش ضدّ الكسر




يا شبَاب محتَاس


مش لاقي أساس


يخرج أو يبقى


كده بين الناس


ممكن تتغير لو


بدّلت هوانك بحمَاس




يا شبَاب ملهُوف


علطول محدُوف


ورا اي مصيبة


أو حتى خروف


بتخاف من النور


من غير ما تشوف !


يا شبَاب ملهوف


ما تسيب الخوف؟




يا شباب موجوع


من الغنَا ممنوع


صوتك مسموع


بيحرك فينا


أحزان ودُموع


وصرخة قوية


لأّه يا خضُوع




يا شبَاب محبوس


مسجون متعوس


حكمك مفقوس


بس ما تنساش


من بعد الضلمة


لازم فيه فانوس




يا شباب مهموم


حقّه مهضوم


سرحان في حياته


أو مدمن نوم


الحل بسيط


بس انتا تقوم


***


أنَا مش هموت




من غير تطويل وسطور وخطوط


من غير تسبيل وخضوع وسكوت


مش عايز أموت


أنا جاي عندك أستخبّى


ورا الستّارة أو في المخدّة


هتقولي ليه ؟


ايه اللى جابك؟


أصل الحكايَة الحب خدنا


خدنا لفوق سابع سما


وسط الصفير والدندنة


تسابيح ملايكة ربنا


وملاك طبيعي ليّا انَا


وحنين ايديها في عروقي


وعيونها في هيوني تحارب


قاعدين في قمة الهنَا


وسط الملايكة في بشر


واحد خسيس حاسس بحقد


حاسس بغيرة ..


كان أنَا


والشر من عقلهُ فلت


والدمّ غرّق الملاك,..


وأنا هربت


عشان مش عايز أموت


ممكن بقى


أستخبّى؟


هتقولي ليه ؟


هقول ملايكة السما


كرهوا الجريمة..


قتل الملاك أكبر جريمة..


حلفوا بعرش ربهم


وبالكتاب وبالجناح وبعضهم


لأكون غنيمَة..


وأنا هربت..


آخر فرصة


هيا انتي


مش عايز أموت


هتقولي لأ؟


ازاي بقه


ابقى ابن قديمة


دنا عشانك ارتكبت


أكبر جريمَة


ممكن بقى أستخبّى؟


هتقولي مش جوة البيوت؟


مش عايز أموت


هتقولي أنسى


مفيش مشاكل


أنَا مش ناسيكي


ولو نسيتك


ممكن أموت


أو مش هموت !