Saturday, June 28, 2008

أسراري !

موضوع اليوم غريب مريب , هو تاج مررته لي العزيزة جنَى صاحبة مدونة جنَى الجنتين دان , ونظرًا لاني امقت التاجات بمختلف انواعها والوانها فهذا هو التاج الأوَل والأخير الذي سأجيبه مع الاعتذار لأي تاجٍ آخر قد جاء في الطريق أو سيأتي خاصةً أن التاجات مفيدة لأمن الدولة إلى أقصى حد
قبل السؤال أريد القول بأن العمل الثاني على مدونة النقد تم نشره وهو أيضًا قصة للعزيزة جنَى
والموضوع القادم سيكون قصّة ساخرَة بعنوَان
عندمَا جاءَ أبو جهْل !

نأتي للسؤال : اذكر اثنى عشرة شيئًا عن نفسك منهَا ستةٌ لا يعرفهَا غيرك !

صعب جدًا

نبدأ بالأسرار الستّة

1- أنَا وغد لابعد حد ممكن , من النوع الذي يجذب أذن الطفل فإذا ما نظرَ الاخير وجدنِي ابتسم في براءة وأسأله : في حاجه يا حبيبي ؟

2 - أنَا أكبر مدّعي للأدب عرفتهُ في حياتي , نصاب بالعامي وأديب بالفصحى !! .. في الحقيقة لست موهوبًا ولن أكون ولكن كل كتاباتي التي تعجب القراء هي من باب النصب الذي يخضع له القاريء , سيقول الجميع بالطبع لا نحن لا نشعر بذلك , ساقول لك النصاب الذي يُشعر الآخرين بحيله لا يستحق لقبَه !

3- لم أحضر امتحانات سنة أولى زراعة في 2006 .. هذا سر سيصدم ال كثير !!

4 -هذا سر سيصدم الباقي .. شكلي كمان مش ناوي اعدي على خير السنه ده .. دعواتكم يا جماعة النتيجة العد التنازلي بتاعها بدأ !- مع الاعتذرا لابو يحي وآدم على استخدام العامية -

5 - انَا الذي أكلت قطعة الحلوى التي كانت من نصيب أحد اخوتي منذ أعوام وهو لا يعرف من مرتكب الجريمة حتّى الآن !

6 - السر الأخير .. أكتب كثيرًا ولكن 75% من كتاباتي لم ترى النور بعد ولن تراه !
والأشياء الستّة عن نفسي

1 - أنَا وغد كما يعرف الجميع !- لم يعد هذا سرًا كما أرى !

2- آكل وجبة واحدة في اليوم وأحيانًا لا آكل على الاطلاق ليس عن فقر ولا فاقة ولا مرض ولكن " النفساويات بقى ! "

3- مصر هيّا أمي نيلهَا هوا دمي الذي احترق عن بكرة ابيه - حقيقة علمية ! -

4- ولدت بالسعودية ونشأت هنَاك !

5- من رابع المستحيلات بالنسبة لي النوم قبل الثالثة فجرًا ! والاستيقاظ بعد الثامنة صباحًا في حال النوم ! وغالبًا تكون الضحيّة صلاة الفجر !

6- مستحيل أن يخرج شخص قبلي من لجنة الامتحان !
كانَ هذا هو التاج الأول والأخير وليتفضلّه من شاء من الزوار

Saturday, June 21, 2008

بطَل مصري .. من جيلنَا

إلى معشر الزوار من المثقفين والكتاب و المدونين والقراء الذين يكتفون بهزّ الرؤوس في رضَا
إلى كل من يريدُون النيلَ من سمعةِ هذَا الجيلِ ووطنِه , أقدّم لكم اليومَ أحد أبناء هذا الجيل اللذي سخرَ منهُ الجميع


اليوم َ أتكلّم عن بطلٍ حقيقي , بطل ليسَ مزيفًا ولا مشكوكًا في أمره ولا مدعٍ ولا غاوٍ ولا هاوٍ, ربّمَا يرجعُ هذَا إلى إنجازَاتِه , وربّمَا يرجعُ إلى مواقفهِ ذاتِهَا . وربّمَا إلى ما واجههُ في أسفَارِه , يكفِي أنّه بمجرّد أن يسمعَ أحدنا اسم افرست فإنّه يحلم في هيام لثوانٍ أن يكون هنَاك ثم سرعَان ما يدرك أنه تمادَى في أحلامهِ إلى حدّ التخريف فيفيق لاعنًا حلمًا جميلاً كهذَا , لم يكُن هذَا هو حال عمر سمرة الشاب المصري فقد ثبتت مخيلته على افرست حتّى حقق هذَا الحلم .
عمَر هوَ أول شاب مصري خرج في رحلة يجوب بلاد العَالم مارًا بجميع القارّات ومارًا بالقرى والمدَن والنجوع وهو شابٌ لم يكمِل الخامسَة والعشرينَ بعْد , وعلى أعلى قمّة في بيرو على ارتفاع 6088 متر وقف هنَاك رافعًا العلمَ المصري لأول مرّة في تاريخِ هذَا الجبَل مدفوعًا لهذَا بمصريتهِ التي لم تجلب لهُ أيّ شيءٍ حتّى الدعمَ الحكُومِي !
يقُول عمَر أن بدَايَة حلم افرست في رأسهِ كانَ عندمَا تسلّق أحدَ الجبَال في سويسرَا وهو في السادسة عشرة من عمرهِ ووجَد أن الأسماء التي تسلّقت الجبَل يعدّ هو المصري الوحيد الذي أضاف اسم مصر إلى هذهِ الكرّاسة , حينَهَا بدَا التفكير في افيرست هينًا ولكنّ الهدَف صعبَ المنًَال واستغرقَ منهُ اثنتى عشرة سنة حتّى يتحقّق , ففي رحلة الأسابيعِ العشرة بعد هذهِ السنين تمكّن من الوصولِ إلى القمّة بعد أن شاهَد كل المخاطر من السقوط والانهيارات الجليدية الضخمه وتجمد أصدقاءه وموت البعض فقط ليقفَ هنَاك رافعًا العلمَ المصري لأولّ مرّة في التاريخ قائلاً في لحظاتٍ بلغَ فيهَا نقصُ الأكسجين أقصى ما يمكن وبلغت فيها الهلاوس مبلغا أكبر من العقل عظيمَة يا مصر !
كانَ حال الصحافة العربية مخزيًا معه بصورة عامّة و المصريّة بصورة خاصّة , يطالعنَا بطل كهذا في خبرٍ محدود السطور أو حوار صحفي غير مكتمل الأركَان أو غيرهَا وغيرَهَا بينما تهلل ذات الصحف لتامر حسني كل يوم خمس مرّات وتضع ابطالاً وهميين أو كانَت بطولتهُم في قصف روح الشعب , اما عن الفضائيّات فقد كان نصيبهَا من الاهتمَامِ أكبر , ربّما كمجرّد سبق أو لقاء اعلامي مثير جديد يزيد من نسبَة المشاهدَة , وهذهِ هيَ المرّة الأولى التي أحنقُ فيهَا على كل وسائل الاعلام لاخفاء رمزٍ كهذا والكتابة عنه بمثل هذه اللا مبالاة .
عمَر مثالٌ حي لشاب حقق أقصى ما كانَ! يحلم به وهو لم يكمل الثلاثين من عمرهِ بعد , هو الآن ينتوي تسلق الجبلَ الأعلى في كل قارّة وبحسب كلامهِ فهو ينتوي محاولتين جديدتين في أغسطس القادم لرفع العلم المصري فوقَ هذهِ القمَم .
سيقُول الكثيرون , وما الفائدة ؟ , ساقول لكَ .. ما شعورك لو قال لكَ كرم جابر نفسه منذ عامٍ واحد أنّه سيصعد الهيملايا ليرفع علم مصر على افرست ؟ سيقول الكثيرون مستحيل , والأكثر أحمق والبقيّة أن تشطح في خيالك وأحلامك !.. هل أدركتم الآن قوّة الانجاز وعظمتهِ ؟
ألا يستحقّ هذا الشاب أن يكون رمزًا حتّى لتحطيم المستحيل في وقتٍ نحنُ في أمسّ الحاجه إلى رمزٍ كهذَا فيه ؟ خاصةً أن اعلامنا مليء بالرموز التي نيقن تمامًا بأن أكثرهَا زائف والبقيّة مشكوك في أمرها وفي بطولتها !! ألا يستحقّ هذا الشاب المتواضِع أن ينال في قلوب الناس حبًا وشهرَة يستحقّها أكثر من نجوم الورق والرقص والعريّ اللذين أدّوا بنَا إلى هذهِ الهاوية بينَمَا اثَارت حماسةُ شابٍ كهذَا سرور كل من علمَ بهِ , أنَا شخصيًا لم أكتب هذَا المقال مستثنيًا قاعدة كتاباتي إلا لأن هذا الشاب أثَار بي الكثير , أبهرني , عندمَا كانَ يحكي تجربته وشاهدت فيلمًا عرضهُ هو والتقطته له قناة OTV وسمعتُ حديثه وتفرست في طريقته وعلمتُ أنجازاته , حينَها كانت رؤيتهُ بردًا وسلامًا أخمدت كل النيران التي تستعر بداخلي على هذا الجيل وهذا الوطن
لنْ أكتبُ قصّة عمَر بالتفصيل فسيحكيهَا هوَ في كتَابٍ سيصدرهُ قريبًا واذا لم يفعل فسأحاول اقناعه بشتّى الطرق أن أكتب قصّة عنه حتّى ولو استخدمت معه الحيَل , ولكنْ حتّى لا أسمع من يقول لقد كان مرفهًا أو كثيرَ المال أو لو أنني أملك لاستطعت أو الكثير من هذهِ الكلمات , هذا هراء , الآلاف ينفقون اضعاف ما تتكلفه هذهِ الرحلة على المخدرات والدعاية والافلام والدعارة وغيرها فلماذا لا يفعلون مثله ؟ أي قيمٍ مزيفة رأينَاهَا ؟ ربّما يرجعُ السبب إلى وطنيته , ربّما إلى إعاقة أخويه التي مسحهَا هو بانجازاته كأنّها لم تكن وهو يثبت للعالم أجمَع أنّه مع وجود الاعاقات والاحباطات في منزله إلى انّه قهرَ ذلك المستحيل .
عمَر شابٌ لم أرهُ في حيَاتي من قبْل , وأتمنّى أن ارى الكثير منه فيمَا بعد ! .. على حدّ قولهِ هو ذاته " لم أكن أشعر باي شيءٍ وأنا أقف على القمّة , أنَا اقف في قلب حلمي , ولكنّني حققته رغم انني لم ادرك ما قلته في تلك اللحظات , لكلٍ فينَا افرست خاصّة بهِ , ولو استبعدهَا أو كسُلَ أو لم يسع لهَا فستتبّخر ولن يصل إليهَا ابدًا , أمّا لو سعى فبالتأكيد سيصل "
هذه كلمات عمر التي نحفظهَا جميعًا ونقولها لبعضنا البعض متظاهرين بالحكمة عالمين انّنَا جميعًَا لا نفعَل ما نقوله ..
فمتى سنفعلُ اذَن ؟
أي استفسارات عن هذا البطل يمكن طرحها هنا وأعدكم بمحاولة الحصول على إجابة أما عن رحلاته فيمكنكم البحث في الانترنت باللغة الانجليزية لأن الكتابات عنه بالعربية حمقاء ولا تسر حبيبًا بينمَا تسر الكثير من الأعداء , يمكنكم كذلك زيارة موقعه الشخصي
www.omarsamra.com
سعيدٌ جدًا
المرء لا يقدّم لزواره بطلاً كل يوم أو كل عامٍ أو حتّى كل قرن !
كم انَا محظوظ
وادعوا الله أن يخرج من هذا الجيلِ ايضًا من يقتحمُ أسوارَ الفضاءَ ويضع ذات العلم الشامخ الذي يلعب الكثيرون باسمه على سطحِ القمر , وادعوه أيضًا أن يرتفع ذات العلم صادقًا على قصرنَا الجمهوري ذات يوم !
القصيدَة التي تلي هذا الموضوع أو السابقة له في ترتيب المدونة اهداء لعمر وكل من على شاكلته ويحاولون اضاءة قنديل هذَا الوطن , وشكرًا لمعاذ رياض
طارق عميرة
طنطا
20/6/2008

:: تحديث::

تصحيح .. الجبل 6088 في بوليفيا وهو ليسَ الأعلى

Tuesday, June 17, 2008

هذَا وطنِي


موضُوع اليومِ قصيدة جديدة

كتبَت منذ أيّام قليلَه , يمكُن القولُ بلا مواربة أن مستوى القصيدَة هو مستوايَ الحقِيقِي في الشعر , أنا أعتبرهُ كذلك على الأقلّ , والآن أترككم مع القصيدَة

هذَا وطنَي

طارق عميرة
كنّا نسير
هيَ وأنَا قبْلَ العدَم
قالَت لِي
صفْ لِي وطنَك
قلتُ لقمرِي..
هوَ كالماء ينجُو ما يجرِي فيهِ..
لكنّ فقيدَ الماءِ غريق ..
وفقيد الوطنِ شريدٌ
للوطنِ في النفسِ حريق .
قالَت لي
ولمَاذا للوطنِ مكانٌ ؟
ألذلٍ فينَا أم إدمَان ؟
للوطنِ مكانٌ حينَ العدْلُ يسود ..
حينَ الملكُ عنِ الحقّ يذود ..
حينَ يظلّل حبّ النّاس
عبقَ الورد
حين يكفّ الثكلى عن لطمِ الخَدْ
ويكونُ للناسِ خيارٌ
بطريقِ الزهْد
قلتَ لهَا
وطنِي يا قمرِي ليسَ بسكّانِه
ليسَ بحكّامهِ
هوَ شيءٌ فاقَ حدودَ المادّة
شيءٌ يفتقدُ بتغييرِ الأرض
وهواءٍ لا يوجدُ أبدًا
في دوائرِ طولٍ أو عرض
وطنِي كدماءٍ تجري..
ترويني كالشجرِ الأخضر
كخمُول النومِ بفراشي ..
وطنِي كقبَابِ الأزهر ..
قالَت لِي
يا للحُلُم !
هذَا وطنُ عبيد
المساجين بينَ أسوارِ الوطَن
أمّا الشِدَاد ..
فهمْ خارجَ الأسوَارِ
قمْ فاغسِل وجهَك يا رجُلي
وابحثْ عنْ شيءٍ آخر
وابحث عن وطنٍِ آخر
قدْ فقَد الوطنُ المنشود !
قلتُ لقمرِي
لن يفقَد وطنِي ما دام للحقّ جنُود
لن أترُك وطنِي فرجوعه
فرضٌ من عندِ المعبُود
لو سادَ فسادٌ في بلدي..
لو سادَ عذابٌ في بلدي ..
ها نحنُ قُعود
لو ساد الظلم وفاق الكلّ
لو بدأ الجمعُ يكادُ يملّ
سأظل أذود !
قالَت لي
إنّي أكرَهُ وطنَكَ هَذَا
قلْ لي لماذَا؟
لا يوجَد سكنٌ للزوجيَن.
لا يُوجَدُ عملٌ لكَ أو لِي
لا يوجدُ سحر نعشقهُ
أودينٌ فيُخَافُ عليّ
قلتُ لقمَري
وطنِي أبدًا لا يُكرَه .
يشتمُل جميعَ الأشياء
والسحرُ الموجود بهِ
يعشقهُ كلّ الأعدَاء
وطنِي كالبيتِ المظلم
والنّور يشقّ الأنحاء
وهلال يبدُو مبتعدًا
وبدرٌ ينتصفُ سمَاء
وطنِي قنديلٌ مطفأ
أبهرَ لو كانَ أضاءَ !

Saturday, June 14, 2008

أيّها الغافِل


وعدت الصديق محمد الغزالي بكتابة نقد لإحدى قصصه وكانَ من المفترَض أن يكون هوَ هذَا الموضُوع ولكن يبدُو أنّ المواضيع القديمة ما زالت تصرّ على الظهُور , بالأمس توفيّت جدّتي , فلم استطع كتابة النقدِ المطلوب , لهذَا أنشر هنَا أحد النصوص الخاصّة , كتبتهُ في اليوم التالي لوفاة والدي , طبعًا كلام النص تشاؤمي مخيف , فلا يأخذنَه احدكم بعين الاعتبار , هو مجرّد نص أدبي , باستطاعتكم الحكم عليه وقد صيغَ على عبارة قرأتها وأعجبتني في إحدى روايات دار الهلال

بالنسبة لعمَل الصديق محمد الغزَالي فقد قرّرت أنَا المدعو طارق افتتاح أوّل مدونة مصرية " متخصّصة " في النقد الأدبي اليومَ مساءًا وسيكون العمَل الأول هو قصّة محمد

سيتم تحديث الموضوع برابط القصة ليلاَ
:: تحديث::

إلى الخاطرة

أيّهَا الغافِل

تشبث بموتك ايها المغفل ... دافع عنه بالحجارة والأسنان ... فما الذى تريد ان تراه ؟!!
أصوات حادة.. لطم خدود .. نساء متشحة بالسواد
رجال صامتون .. حبست الدموع فى مقلهم ..مزيج من الحزن لا يصنعه إلا .. الموت ..!!
تحجر عقلى ..العقل يترك كل ما يفكر فيه من أشياء .. وينحسر تفكيره فى نقطة واحده .. موقف واحد .. مشهد واحد ..!!
حين راه ميتا ..
حين اصدر اوامره للاعصاب فألقت العين النظرة الأخيرة .. وتكونت الصدمة .. ربما عاد كما كان بعدها .. وربما لم يعد لسابق عهده قط..!!
تشبث بموتك ايها المغفل .. دافع عنه بالأظافر والأنياب .. فما الذى يمكن أن تراه ؟!!
لقد رأيت الدنيا وخبرتها ...أياما وشهورا وسنينا عشتها ...الاما حقيقية ذقت .. وسعادة وهمية رايت .. وأحلاما كثيرة .. لم يتحقق منها شيء.؟؟!!
بالأمس فعلت .. وغدا أفعل .. لكنك - أيها الغافل -.. لم تفعل شيئا فى الحقيقة..!!
ليكن حلمك الوحيد الموت .. فهو سيتحقق رغما عن الجميع .. ربما ليس كما تريد .. ولكن فى النهاية سيتحقق..!!
تشبث بموتك ايها المغفل .. دافع عنه بالفؤوس والنواجذ.. فما الذى يستحق ان تراه ؟!!
ذرات السواد تتناثر فى جميع الانحاء..فضاء اخر .. سرمدى لا نهاية له .. تذهب .. ولن تعود ابدا..!!
ما الذى يستحق.. ملل.. تفاهة.. سأم الحياة؟؟ ليس بعيدا الى هذا الحد .. كن ميتا قبل ان يقتنصك الموت
طارق عميرة
السادسة صباحا
2/5/2004م



Sunday, June 08, 2008

المقامة السياسية

قبل البوست

قبل الموضوع الساخر اللي وعدت بيه , لازم اقول :

1- تهنئة قلبية للصديق معاذ رياض على اطلاق موقعه الشخصي ونشر قصة رعب له على جزئين في مجلة بص وطل باب آه ياخوفي , معاذ مهندس ورغم ان كتاباته قليلة جدًا تكاد تكو على وشك الانقراض بس بسم الله ما شاء الله , الكلمة اللي بيكتبها بتبقى قيمتها عالية جدًا حتّى معظم اعماله اتنشرت في اشهر المجلات والصحف وحازت العديد من الجوائز , معاذ بيكتب في العربي الكويتي ونشر في الاهرام والاهرام المسائي قبل كده وكلها اعمال ادبية واحنا عارفين الاوزان الادبية اللى الحاجات ده بتنشرلها- باستثناء العربي كانت مقالات علمية.

موقع معاذ لراغبي الزيارة


2 - شريكي في البوست ده أحمد زكريا , الناس مستغربة عليا وعلى سني وانا مستغرب عليه وعلى سنّه !, بسم الله ما شاء الله يعني متعرفش هوا تايه ليه بس هوا من النوع اللى لو حط دماغه في اي مصيبة هتخلص , باختصار له تصنيف واحد عندي .. عبقري , احمد طالب جامعة زيي بس اصغر مني بسنه , ده من باب التعريف بالكاتب اللى هتشوفوه معايا حالاً

3- الاديب المصي العالمي ورائد ادب الرعب العربي والاب الروحي لشباب كتّاب مصر والعرب دكتور احمد خالد توفيق , عيد ميلاده بعد يومين , رغم ان ده الشخص الوحيد اللي مش عايزه يكبر عشان يفضل يكتب ويكتب ويكتب لحد ما نموت احنا , بس مقدرش اقوله غير كل سنه وانتا طيب يا دكتور

4- المقامة اهداء للاستاذ بلال فضل فمحدش يستغرب , بلال فضل كان من اول الناس اللي قرولي وقالوا حلو والاسلوب مش وحش .. ده من تلات سنين تقريبًا , بعدها كتبت المقامة واهديتهاله , من سنتين تقريبًا

5 - وأخيرًا المقامة أحد أعمال كتابي الاول كوارث 1 تليباثي ,وكان اول بوست في كوارث 2006 هوا نصها تقريبًا , بنشرها هنا كاملة للمرة الاولى , والعمل نشأ على صفحات منتدى دار ليلي , بنشرها هنا بعد ما عفي عليها الزمن ونصيحة اللي مش هيكملها ما يقراهاش واللي يقراها يكملها

بس كده


المقامة السياسية
طارق عميرة وأحمد زكريا فتحي

اهداء إلى الساخر .. بلال فضل ..
مقدمة أي شبه بين أحداث المقامة و الأحداث الواقعية هو شبة مقصود تماما ً


يحكى أنه في زمن من الأزمان , كان يحكم حاكم شبعان , مستبد منع الشعور بالأمان , و كان الشعب منه يرتجف , و الرأي فيه مختلف , فلم تكن القلوب تأتلف , و العيون للدموع تذرف , و كان هناك رجل جبان , يمشي دائما ً خلف البيبان , و ليضمن لنفسه الحماية , وضع لعقلة غاية , و كما زين الناس الأفراح للعرائس , قرر الرجل أن يكون موالس , للحاكم ذو الشعب البائس , فعلق لافته كبيرة , تقول أن الحاكم ذو بصيرة , و أن الشعب هو المأفون , و أستبدل بالنعيم جحيما ً غير مأمون , و أن حاكمه لعادل , و خيره على البلاد نازل , وصل الحاكم الخبر , فأرسل من يتحرى الأمر , و علم أن الرجل له مؤيد , فأمر بجعله للناس سيد , و أزداد الرجل للحاكم نفاقا ً , فما ازدادا إلا اتفاقا ً , و صار الرجل كالثعبان , بعد أن كان أكبر جبان , و قال للرعية حاكمنا لا يبطئ , فهو كالنبي لا يخطئ , و الإصلاح يمضي على قدم و ساق , و من يعارض فإلى السجون مساق , و في ذات اللحظة مات الحاكم , و تولى بعده أبنه جاسم , و كان رجلا ً بالشريعة يعلم , و من كثرة العلوم يرتوي لا يألم , فكشف كيد المنافق الكبير , و أمر السياف أن يجعل رقبته تطير , و في نفسه قال الجبان , ليتني كنت مع الشجعان , كنت قد صلحت الآن , و ذرف دموعه في المكان .

إلا أنه بعد قليل تطورت الأحداث , تطورا ً يحبس الأنفاس , فما حدث ببساطة , و لأن الموضوع ماشي بطاطا , فقد فكر الموالس , و هو على كرسي الإعدام جالس , فقال : إن هذا الرئيس , ذو ضمير رخيص , و أصل خسيس , فماذا لو استخدمت الحيلة , و أغريته بـ ( .... ) قليلة , أهرب بها من الموت , و أكون بهذا قد نجوت , فقال له : يا سيدي الرئيس , ذو الأصل الوضيع , و الضمير الغير رفيع , أني أعرض عليك عرضا ً رائع , و هو بين كل الرؤساء شائع , يؤيد لك ملكك , و تسير به على نهج سلفك , و تزداد به سعادة , و في الرئاسة ريادة , به يعظمك الشعب , و يصاب البعض بالرعب , و لا يجرؤ أحد على هجائك , بل يتمنون لعق حذائك , و تسير به بلدك بطيخ , و تصير عاصمتها شرم الشيخ , فيحج إليها الأغنياء , و يموت فيها الفقراء , هنا وجد لعاب الرئيس قد سال , و في سرواله قد بال , و جال في المكان كالليث الحبيس , ثم سأل الموالس , و ما هو أيها البائس , فقال له الموالس أبن الموالس , أنه يا سيدي تحكمك في الشعب , و وضعك لهم تحت الكعب , و تحكمك فيهم حتى الموت , و لن يخرج لهم صوت , و تكون جبارا ً عنيدا ً , و أكون لك شيطانا ً مريدا ً , و لن يقصيك عن مكانك أوغاد , فسأكون لهم بالمرصاد , فقال له الحاكم جاسم , أيها الشيطان الآثم .

( و كيف يتأتي لي هذا ) قال الرئيس , و ما الوسيلة إليه يا إبليس , قال الموالس أبن الموالس , يا سيدي هو شيء لونه أخضر , هو شيء يجعل الشجاع يقهر , يذل به البلاد , وتحكم به البلاد , و تعيث به في الأرض فساد , شيء جلب للجميع الأرق , خامته من الورق , يجلبه الناس بالعرق , لكن هؤلاء هم البؤساء , أما مع الرؤساء , فيأتي يا سيدي بالنصب , و أكل حق الشعب , يأتي بالضرائب و السرقة , و بالبلطجية المرتزقة , لأكل حق هذا الشعب المسكين , الذي عانى منكم سنين , فقال الرئيس و قد زاغت عيناه , و برزت من محجراه , و أين يحفظ هذا الشيء , فقال الموالس : يحفظ – سيدي – بحسابات سرية , في بنوك بعيدة خفية , في دول مثل سويسرا , تسحب منه سيدي سرا ً , لتقسم المال – سيدي – أقسام , فقسم للشرطة و الأقسام , فبهم يستقم الشعب , و يدب في قلبه الرعب , و قسم يا سيدي للإعلام الفاسد , فيه يظهر كل أمر بائد , كأنه رائع و رائد , و يخفي يا سيدي كل مكائد , و يظهر كل فوائد , فتنال في قلوب الناس حبا ً , كأنك المسيح العائد , و قسم من المال سيدي للهيافات , من راقصين و راقصات , فنفتح لهم الأبواب , و نضع لهم الألقاب , فهم قدوة كل الشباب , و قسم سيدي لوزارة التجهيل , ليكف الشعب عن العويل و يظن أنه دارس , و هو جاهل عما تقترف من كوارث , و لنحرص على جلب خبراء , ببدل سوداء , و نظارات سوداء , و عقول سوداء , و قلوب سوداء , فيطوروا من المناهج , ما يحبط كل ناهج , , أعطهم من المال مدادا ً , و امتيازات زيادة , فيعيثوا في البلاد فسادا ً , فيخرج الطالب من دول , مقهور مذلول , و بكل علم جهول , فتثبت حاشيتك على العرش و ينمو لكل منهم كرش , و يصيح الوطن , للخلف معتدل مارش , و نظر للرئيس ليرى وقع هذا الكلام , فجد عينيه تدمعان , و يعرق جسمه الهفتان , ثم فجأة , أنفجر في البكاء , و انهمرت شلالات الماء , ففزع الموالس , ( سيدي , أما قلته هراء , أم يشوبه شبه غباء ) , فرفع إليه الرئيس عينان , بالدموع مغرورقتان , و من البكاء محمرتان , فقال بصوت متهدج , ( لا والله بل قلت فأكفيت , و شرحت فوفيت , فأعدت إليّ أشجان , من أيام زمان , أيام أبي العظيم , فشعرت بالحنين , كان – رحمه الله – يمشي على ذات الطريق , مع شعب بائس غريق , رحمك الله يا أبي , آه يا باباياااا , و بعد أن انتهت عاصفة البكاء , و تم نزح الماء , و أستعاد الرئيس رباطة جأشه, و عاد إليه بأسه , قال له : يا موالس , أنت ذو عقل خطير , بأمور السياسة خبير , فلسوف أطلق سراحك , و أجعلك على راحتك , على أن تكمل لي بقية السياسات غدا ً , بعد الإفطار و الغداء , فقد أكثرت اليوم كلام , و الآن أريد أن أنام , و أدرك موالس الصباح , فسكت عن الكلام المباح .

اليوم الثاني أستيقظ جاسم في السرير , و أفطر بالقشدة مع الفطير , ثم أرسل حارسة إلى الموالس الكبير , فجاء الموالس و أكمل كلامه الخطير , فما أن رأى سيده الجديد , حتى قال : يجب أن تأخذ الشعب بالتنديد , و تسوق لهم في كل أمر تهديد , و ما لذ و طاب من الوعيد , و تزعم أنك بهذا تصلح البلاد , و تتجبر كما لم يفعل قوم عاد , و لكل معارض منهم فعل حاسم , حتى لا يتجرؤوا على تحديك يا سيدي جاسم , و أن تجعل أموال الشعب في خزائنك , فيكونوا جميعا ً عبيدا ً عندك , و تخرج منهم ما يكفي بالكاد , و بهذا تقضي على المعارضة و لا يبقى فساد , سوى فسادك أيها الحاكم الجميل , و يكون لك وسط كل عائلة من الشعب عميل , يبلغك بآخر الأخبار , فتقتنص ممن يريد الأخذ بالثأر , فقال له الحاكم جاسم , و الذي أغراه الشيطان الآثم : إن ما قلته يا صديقي هو الصواب , لذا فسأجعل الشعب مثل التراب , أبيع و أشتري به كما أريد , و من يتحدث يكون هو التالي بالتأكيد , أما أنت يا صديقي العزيز , فسأجعلك وزيري اللذيذ , و أغدق عليك من خيرات شعبي الأبله , و أجعلك سيدا ً لهم فلا تأبه , و يمكنك من الآن تقلد مهام الوزارة , و مكافأة من تريده بخيارة , تعين لك مائه فريق , يعينوك على جعل شعبنا غريق , و يكونوا كلهم متحجري القلوب , لا يأبهون لأطنان من الذنوب , و كل فريق يتكون من ألف شخص , يمكنهم بدون خجل تقليع الشعب ملص , و سأجعل لك ديوانا ً في وسط البلد , تجمع فيه من الشعب ما يحلو لك من الدم و الكبد , و يكون لك مني الكثير من الأساطيل , فأنا أحكم مجموعة من الأهاطيل , و لو أثبت ّ ذكاءا ً في هذه العملية , فلك مني طن من العسلية , و سأجعلك عندي قائدا ً للجيش , تعاملهم بكل إجرام و طيش , فقال له الموالس الخبير , بعد أن صار بذكائه وزير , شكرا ً لك يا سيدي السلطان , و سأعين من يغرق الشعب بالطوفان , و سأكون عند حسن ظنك , أفعل لك ما يخلب لبك , و تمتلئ خزائنك باللؤلؤ , و كل من يطالب به فسنفقأ له البؤبؤ , و سأجعل لديك خزائن من النفائس , و سيكون كل مالك لك قبلها بائس , و سنضع في كل منطقة مخبر , ليأتي لنا بمن لديه من الأخضر أبحر , و عندها نهاجم ذلك المواطن الطحون , و نجرده من الأخضر الميمون , ثم نجعل أسرته كالمعجون , و تكون أنت وحدك الفرعون , و أما كل متمرد معارض , فنسلط عليه من جنودنا مارد , يطيح بع في لحظات بالاغتيال , أو ندخله السجن ليجرب ذل السؤال , هكذا تكون أنت كأبيك , و تكون أعمى قد طمس المال عليك , فقال له الحاكم : أيها الموالس الباسم , ما أجمل تفكيرك الجميل , و الذي سيجعل قلبي من الفرح يطير , أتمنى أن أملك كل ما لدى الشعب من الأقوات , و يكونوا لي كالعبيد أحياء و أموات , و إن حدث هذا فلك من كل مال , نسبة تكفيك لتحضر عدويه ليغني لك موال , و صمت لحظه فاحمرت وجنتاه , و بدا بريق شرس في عيناه , و قال أريد أن يكون هناك خازوق خارق , لكل معارض مارق , و لكل من يظن أننا ألغينا الفوارق , بيننا و بين الشعب الغارق , و على كل صحفي يكتب عني كلمة بالسوء , يكون عليه عقاب حتى يخرج موبوء , فقال له الوزير الموالس , و هو من نشوته لأنفاسه حابس , لك ما أردت يا حاكمنا المبجل , سيصلك مني قريبا ً تقرير مفصل , يحوي آخر أخبار الشعل و الرعاع , و من ألقينا بهم في سفينة بلا شراع , و قريبا ً ستكون خزائنك متكدسة , بأموال الشعب و نتائج الموالسة , و لكن يا سيدي أسمح لي أن أشطح في الأحلام , و أخبرك بشيء يجعلك على خير ما يرام , هل ترى البلاد المجاورة لبلدتك , ما رأيك أن نمنحها لأمريكا عدوتك , فهي تريد ما عندهم من النفط و غيره , و ببيعك لهم فسيهدونك ما لا تستفيد أنت من خيره , كان هكذا يفعل أبوك المصون , و لهذا كان له حماية أقوى من شمشون , فقد كانت تلك الدولة العظيمة , تحميه من كل شر كأنه بهيمة , و هي راعيها الأمين , الذي يحميها من المجانين , و هم الآن بحاجة إليك , و إلا فسيكونوا خطرا ً عليك , بالطبع لا يستطيعون فعل شيء لك , فهم لا يدركون أنك هنا الإله و لك الملك , و لكن بمساعدتك لهم على جيرانك المساكين , تكون قد حصلت منهم على مليارات الملايين , من الأخضر الذي حدثتك عنه بالأمس , و من هوسك به فستكون كمن أصابه مس.

فقال له الحاكم الوغد : صدقت أيها الوزير فأنا الفرد , الواحد الأحد لهذه البلاد , و خليفة الصمد في حكم العباد , و سأبيع جنوب الدولة في جنوبنا , و أقبض الثمن الذي به تطمئن قلوبنا , أما عن بلاد الشام , فقريبا ً سيغزوها الموت الزؤام , و لا صالح لنا بها , فقد باعها لهم أبي بالكامل , أما أنا فسأبيع عالمنا الشامل , عدا جمهوريتي الصغيرة التي سأتحكم في مواطنيها , و أجعلهم عندي من أسفل سافليها , و لا علو فيها لسواي , و أكون أشهر من قايتباي , و لكن ما رأيك أن أجعل من جيشي حليفا ً لتلك الدولة العظمى , فنشاركها في حكم مستعمراتها الكبرى , و بهذا تزيد خزائننا أكثر و أكثر , و الشعب مشغولون عنا فسنستعين عليهم بالأبتر ؟

فقال له الموالس الخبيث بعد أن أخذ نفسا ً من تبغ رخيص : لا أعتقد يا سيدي أنه يمكننا هذا , فهم لن يرضوا لك بأكثر من عنق الزجاجة , و أعتقد أنه يكفيك ففيه ملايين , من أفراد الشعب و كذلك الأموال ملايين , و أرى أن تكتفي ببلدك الفاسد , و سيكون لك منه خير عائد , أما هذا الذي تنظر له , فهو ما لا قبل لنا به , و أرى يا سيدي الفاضل , أن تظهر أمامهم كأنك مناضل , بالتأكيد سيعرفون أعمالك السوداء , و لكنهم سيصمتون إزاء ما نمنحهم من بترول و غذاء , فقط كل ما عليك هو تربية شعبك الحاقد , و الذين هم . . .

و قبل أن يكمل الموالس عبارته , سمع هو و الحاكم أصواتا ً غاضبة , تأتي من خلف النافذة الكبيرة و تقول : أيها الحاكم منعدم البصيرة , لقد علمنا ما تخطط له أنت و خليلك , و سنحرقك اليوم و نسود ليلك .

و قبل أن يهتم الحاكم في حراسة بالهجوم , أنهار باب مخدعه أثر هجمة من المحملين بالهموم , و في يد كل منهم سيف أو منشار , أو بلطة أو مسدس قاذف للنار , و قد تطوع واحد من الشعب و قال : أيها الحاكم الحقير المتعال , لن نستعبد لك بعد اليوم , و لو غرسنا و تدا ً في صدرك و أحطناك بالثوم , بإشارة واحدة مني الآن , ستكون أنت و موالسك في خبر كان , و لو نطقت كلمة واحدة , فستكون نهايتكم هي ذات النهاية البائدة .

و لكن الحاكم كالأحمق فتح فمه , و قبل أن يغلقه كان غارقا ً في دمه , أما الموالس فقد قيد إلى خازوق كبير , و قبل أن يقوم الشعب عليه بالواجب , كان للعفو و السماح طالب , فقال له الشعب في لهجة موحدة : لا و رب البيت و لو صرت منضدة .

و عاد موالس لعادته الأولى السقيمة , و بكى بكاء الضباع اللئيمة , و قبل أن يواجه مصيره قال : أنتم من جعل بلدكم منهوبا ً خيره !!!!

Wednesday, June 04, 2008

في الصحرا لوحدي


أصيح والسيف مزروع بخاصرتيييييييييي

والغدر حطم .. آمالي العريضات

جامد كاظم ده وهوا عامل صداع دايم كده

وبناءً عليه فالسادة القراء مدعوين لقراءة القصيدة القادمة المحنكشة , هيا مش قصيدة ولا شعر بس اسمحولي اتعدي عالشعر العربي واقول اني هصنفها قصيدة , و ان شاء الله تعجبكم

الموضوع الجاي باذن الله .. اللي بعد ده هيبقى ساخر .. ولمن لا يعرف كوارث في الساخر .. فالساخر هو الاصل .. والاصل هو الساخر .. عشان الناس بدات تشتكي من سواد الموضوعات وبتاع ..

غير كده كل اللى دعالي في امتحاناتي طبعًا مش عارف اشكركم ازاي وربنا يستر في النتيجة .. استمروا .. لسه فاضل امتحاناتفي الصحرا لوحدي
طارق عميرة
- 1-
أنا جندي واقف في مكاني ..
وسلاحي على كتفي واجعني
ورصاصة غادرة تاعباني
انا واقف في الصحرا لوحدي
مستنّي الدورية تعدّي
مستنّي الراحه الأبديّة
مستنّي والحيرة واخداني
انا مع مين ؟
مع واحد ظالم وأخويا ؟
ومظاليمه همّا اخواني
ولا مع النّاس اللي قصادنا ؟
وانا واقف في الصفّ التاني ؟
يبقى أنا مع الاتنين !
بس اسمع صوتهم بوداني
او اشوف واحد بعينيا
وانا همسك فيهم باسناني
أنَا جندي واقف في مكاني ..
انا واقف في الصحرا لوحدي ..
***
(2)
شبح لناس جايين بعيد ..
للحظة حسّيت إنّي سعيد ..
قربوا مني ..
طلعوا اصحابي ..
واحد شافني قال للباقي..
فجاة لقيتهم قرّبوا أكتر
قلت بصوتي الله أكبَر
محدّش رد
واحد منهُم رفَع سلاحه
وادّى للباقي أوامر
ببص لميت مدفَع قدّامي
قال يا شاويش
قلت أفندم
قالي يا خاين بعتنا ليه ؟
ذنب الشهدا بتوعنا ايه
دم القتلى مالي الأرض
قلت يا باشا
بص لرجلي تلاقي رصاصة ..
بص لكتفي تلاقي جروح
بص لدمي تلاقي دمّي
من كتر تعبِي بيروح ..
بقسوة رماني بنظراته
وبحزم بصّ لرجالته
وانا جندي واقف في مكانِي
أنا واقف في الصحرا لوحدي
***
(3)
أنَا جندي قاعد في مكًَاني
والجوّ انا شايفه ظلام في ظلام ..
حسست بايدي حواليّا
أربع جدرَان
والصوت الصادِر من نبضي
بصدَاه هيمَان
والدم النازِف من جرحي
بينزِف من روحي كمَان
صدَاع خفيف دخل عليّا
يمكن من كوني عطشان ؟
يمكن من الألم الممتع ؟
يمكن يمكن ..
بس أكيد يمكن علشان
أنا جندي قاعد في مكاني ..
أنا قاعد في الضلمة لوحدي
***
(4)
بابِ انفتَح ..
ضوء صغيّر بس عمَاني
فتّحت عيني
لقِيت طبَق
وصوت يقول :
كل يا شاويش
مش هآكل
افهم بسّ انا مع مين !
اعرف بسّ انَا هموت ..
ولا هعيش ؟
واليوم التاني نفس الشغل
كل يا شاويش ..
مش هآكل
أنَا عايز ميّة عشَان دمّي
انَا عايز شرح يزيح همّي
انَا عايز أمُوت !
(تلطيش )
كل يا شاويش
قفل الباب ..
وانا جندي قاعد في مكاني
ورجعت للضلمة لوحدي !
***
(5)
البابِ انفتَح
غمضّت عينيّا عشانِ النُور
مستني الطبق المستور
طلعت ايد بتصحينّي
ووراهَا عدُو
قال يا شاويش
احنَا شاكرين لجمَايلك
منبهرين بعمَايلك
حرّرنَاك
وقتلنَا زمايلك ..
يلّه معانَا عشان نداويك
اوعى الحرّ يأثّر فيك
الوحدَة ..بعيدَة شويّة
***
(6)
انا ماشي معاهم في الصحرا
انا ماشي مش فاهم حاجه
ولا عايز افهم
صاروخين سام جابوا الوسط
انا أوّل جندي معاهُم نط
وآخر جندي
اشلاء وجثث حواليّا
كانوا زيّي من لحظات
فجأة لقتيني لوحدّيَا
والباقي كلّه أموات ..
بصّيت بعينيّا
موقفي يائس
أنا جندي واقف في مكانِي
أنا واقِف في الصحرا لوحدي