Monday, June 27, 2011

أنا ليه قابلتك ؟ - قصيدة عامية


أنا ليه قابلتك؟

عشان أتوه من الألم ؟

كان يحصل ايه

لو كنتي سبتيني انا

عايش شريد بدون ندم

لو كنتي سبتيني في حياتي .

يائس نعم , وكمان حزين

بس مرتاح من سنين

كانت عيوني ما بتضحكش

بس مكانوش دبلانين

كنت أنا أمشي بثقة

وماليش طموح وماليش لزوم

بسّ أنا همّي أنا

عارف أعيش وسط الجماد زي الجماد

وكمان رئيس دارس قوي فن العناد

ميهمنيش في الدنيا حد

أكره أحس إني أبقى عبد

واكره كمان اني اخاف

مش بس أخاف من اي حد

اكره كمان اني اخاف على اي حد

بعدين قابلتك ..

انا ليه قابلتك ؟

ده مش عتًَاب

يمكن غضب

يمكن نفَس

يمكن ضغوط مر العذاب

يمكن محاولة للهروب

والخلاص من الاكتئاب

كتاب قدري انا عارفه

انا ليه قابلتك ؟

ده مكانش مكتوب في الكتاب

من يوم لقاكي

وانا عقلي شارد

بيدق قلبي رغم إني

شايف نهايتي في وحدتي وبدم بارد

هوّا ليه في الدنيا حب ؟

هوّا ليه معنى السعادة ,

يبقى بين قلبْ وقلب ؟

هوا ليه قدري أحبك ؟

وانا عارف انك انتي بعتي قلبك

وانا عارف ان حبك ده مرار

وإن لو حسيتي بيه

في ما بيننا ميت جدار

وإن انا كنت غبي

لما سبت الوهم خدني

ولما خدني الحب ليكي

وف عيونك راح وسابني

وف عيونك شفت غيري

واقف ملك ماسك سلاح

بيدق أجراس النهاية

للي ليكي بحبه باح

في عينيكي شفته كاتب نهايتي

قبل حتى ما أبدأ حكايتي

أكيد قابلتك

عشان نسيت طعم الألم

بعدين لقيته في جنتك واصل كُعوبي

أكيد كمان إني قابلتك

عشان أكفر عن ذنوبي

Thursday, June 16, 2011

فساد النيابة , لا فساد الشرطة

في ثورة 25 يناير رفع ملايين الثوار لافتة مطالبهم والتي تضمنت إلغاء قانون الطواريء بشكل أساسي وأعلن الثوار سقوط نظام الشرطة سواء بمواجهة رصاصه سلميًا في الشوارع والميادين العامة أو بإحراق الأقسام وخلع ملابس الضباط وضربهم على أقفيتهم في المناطق الشعبية على يد محدودي الفكر من الثوار .
هكذا إنتهى عصر الشرطة بعد أن عرفوا وعرف الناس قوتهم الحقيقية التي لن يتركهم الناس يتجاوزونها مرةً أخرَى وقد فهموا جيدًا أنهم من يمكنون هؤلاء من أداء أعمالهم .
صارت ألعابهم مكشوفة وأكثر ما يثلج صدور الثوار الآن عودة السجين السياسي الذي كان منبوذًا يتحاشاه الناس إلى مكانته كبطلٍ للحرية والرأي , وهذا درس آخر تعلمته الشرطة جيدًا .
الآن وبعد مرور فترةٍ على الثورة ما تزال هناك اشياءٌ غامضة , هل عادَت الشرطة كما تؤكد قياداتها أم لم تعد كما تؤكد الشوارع ؟ ما سر هذا التباطوء في التعامل مع قضايا كل المجرمين المتورطين فيها أو معظمهم موجودون وهذه القصايا التي تخص بضعة أشخاص تؤثر في سير أعمال أكثر من ثمانين مليون شخص ؟
يتضح رويدًا رويدًا أن سبب هذا الترقب هو النيابة و القضاء , هنا تبدأ أسألة عديدة في الطفو على السطح ..
س إذا كانت الشرطة تنتهك حرية المواطن وتلفق له القضية فمن الذي يحقق له ويحيله إلى القضاء ؟
ج النيابة ..
س من اللذين يتمتعون بحراسة الداخلية ويعلمون ما يقوم به رجالها ومع هذا مارسوا دورهم في الصمت و التظاهر بعدم الرؤية ؟
ج النيابة ..
س من التي كانت أداة تلفيق هامة لدى النظام ولعل في أيمن نور خير مثال على تجاهلها له وما يحمله من أدلة تبرأه ؟
ج النيابة ..
س من الذي حقق مع المعتقلين السياسيين ولفق لهم التهم المختلفة وكان أداة جائزة أخرى في يد النظام ضد من يريده من نشطاء المعارضة ؟
ج النيابة ..
س ما هو الجهاز الحساس الذي يمكن العمل فيه بالتوريث أو بالرشوة أحيانًا ؟
ج النيابة ..
ثم يتبقى السؤال الأهم والأبرز وهو الذي ستجيب عنه أنت بنعم أو لا ..
س هل تستطيع الشرطة أن تمارس فسادها أو تكمله دون فساد النيابة ؟
إجابتي : لا طبعًا !!
حتى تكتمل أركان القضية الفاسدة فإن النيابة تكون ضلعًا فيها بل هي الضلع الأهم والذي يحيل للمحاكمات الظالمة بدورها , هي التي تسمع وتستجوب وتحلل وتمحص وتخلي السبيل وتحيل للطب الشرعي وتقدم للمحاكمة ..
بإختصار هي التي تتمكن من التلاعب في كل النتائج أو الحفاظ عليها ..
هي التي تتعاون مع الشرطة وتساعدها وهذا البديهي , ولكن الفساد أكل هذه العلاقة كما أكل كل شيء , فلا نعلم هل تشجع النيابة الشرطة على الفساد وهذه كارثة , أم تجبر الشرطة النيابة على التغاضي عن فسادها ؟ وهذه كارثة أكبر وأعظم .
الأمر لا يعدو هذين الإفتراضين وكلاهما سيء جدًا , هناك وكلاء نيابة وقضاء ومستشارين ومعاونين هم أمثلة في الشرف والعدل والنزاهة , ولكن الغالب كما إعتدنا , العناصر الغالبة في كل موظفي مصر , الغالب في النيابة والقضاء كالغالب في الشرطة تمامًا , فاسد , هذه حقيقة واضحة كالشمس مهما تظاهرنا بأننا لا نراها .
إن إستقلال القضاء لا يعني جعل رجاله منزهين عن الخطأ مرفعين عن الفساد بعيدين عن المسئولية , خاصة أننا نعلم أن الموجود الآن هو ذاته الصوري الموجود في عهد مبارك وأداته , ورغم أنه يفترض بالقاضي الحياد والأخلاق والعلوم التي تعينه في مهمته ولكننا نعلم جيدًا أن الواسطة والرشوة وأبناء العاملين أسلوب متبع وكان أساسيًا في هذا الإتجاه , وبعض من يوظفون بهذا الأسلوب ليسوا دائمًا مؤهلين لوظائفهم ..
إن النيابة الحقة هي التي تنحاز للمتضرر وتعالج مشكلته , لا تلفق له التهم ولا تعطل الشرفاء ولا مصالحهم ولا تأخذ أحدًا بغير ذنبٍ أو بذنب قريب له أو صديق , كما أن القضاء الحق هو الذي يؤمن أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته بأدلة مادية قاطعة .
رأيي أن الأهم بعد ثورة 25 يناير ليس إصلاح الشرطة فقط .. بل كذلك النيابة والقضاء ..
هذا هو العاجل الذي يحقق العدالة وأتمنى أن ينجح الثوار في توحيد الصفوف لتحقيق ذلك فما تزال قائمة الأشياء التي لا بد أن ينالها التغيير لتحقق الثورة مطالبها طويلةً جدًا .

Monday, May 16, 2011

أمام الله - قصة قصيرة

أمــــــــــــــــــام الله
طارق عميرة

على الجانبين تصطف الملائكة وهم يمارسون دورهم الأبدي في الثبات غيرَ أن اليوم لم يعهدوه من قبْل , يوم عصيب لم تر السماوات مثله قط , هم اللذين إعتادوا الخلود والأبدية ماتوا في بداية اليوم ثم أحياهم رب العرش مالك الملك العدل الذي لا عدل بعده .

السماء حمراء بلون الفزع والكواكب أصابها الخراب وضربت بعضها البعض ليشاء الرب أن يضع نهاية الكون في موعدٍ مفاجيءٍ للجميع لم يكن معلومًا لسواه ..

يعرف الملائكة أنه ما زالت هناك الجنة والنار وأن الجنّة كبيرة بما يسَع مجرات وسماوات كاملة , ولكنهم إصطفوا صامتين غير عابئين بالخلائق الحاشدة المنتظرة في أرض المحشر , والتي صارت عالمهم الذي لا خلاص منه إلا بالحساب والوقوف بين يدي الخالق والحاكم الآخر الذي لا نهاية له فقد إنتهى عالمهم وما كان قبل اللحظة .

في الخارج تقف الخلائق ساقًا بساق لا شيء يشغلها عن نفسها , تقف الأسود بجوار الغزلان بجوار سائر مخلوقات الله حتى جميع بني آدم اللذين يقفون عراة وعلى وجوههم تظهر نظرة الفزع والهلع وعلى أجسادهم تنهمر أنهار العرق وبالقرب من رؤوسهم تحلق الشمس شديدة الحرارة والتي يتحملونها جميعًا في جلدٍ مجبرين عليه .

وسط الخلائق المنتظرة يخرج ملَكٌ من الملائكة ويهتف :

  • شوقي إبن فاطمة حسن إبنة زكية علي إبنة زهرة العالم ابنة فلانة ..

يتلو النسب حتى يصل إلى / إبنة حواء التي خلقت من ضلع آدم , فيجد المقصود نفسه مدفوعًا بقوة حتّى يصل إلى الملَك الذي يأخذه ويخرج به من الباب الوحيد في المحشر ..

ولم يكد يعبر الباب حتى وجدَ شوقي أن الملَك و الباب قد إختفوا ليظهر بابٌ آخر لا بدّ عن الدخول منه ..

لا يعلم كم مر من الوقت ولكنه يعلم أنه طويلٌ جدًا , أخيرًا وصلَ إلى ساحةٍ فسيحة وقد بلغ منه التعب مبلغًا عظيمًا , تمزقت قدماه و إلتهب جسده , فجأة ذهب كل ذلك وحل محله حيوية ونشاط وهو ينظر فلا يبصر بسبب نورٍ شديد القوّة خطف بصره في أقل من ثانية ..

فتحَ عينيه بعد برهة ليشهق في إنبهار , يرى ما لم يكن يمكن أن يتخيله , تمنى أن لا ينتهي ما يراهُ ابدًا , كان الله مستويًا على العرش الذي تصطف الملائكة حوله وحولهم تبدو أجمل المشاهد التي رآها وسيراها .

ترتسم على وجه شوقي علامات السعادة والإنتشاء , هو الذي كان مشغولاً منذ دقائق بهول ما سيراه , الآن يشعر بإطمئنان لا حد له لدى رؤيته العرش والخضوع والخشوع المحيطين به , خاصةً انه لا يستطيع وصفَ هذا الذي يراه مهما بلغت به البلاغة .

لحظة وتعود السماء إلى لونها الأحمر المائل إلى السواد , ويشعر شوقي بتغيرات تطرأ عليه , تنمو لحيته ويبرز شعرها كثيفًا و تظهر جروح بأماكن متفرقة من جسده بينما في يمينه يجد أنه يمسك بزجاجة مولوتوف وفي شماله يمسك بقداحة معدنية ثم في رقبته يظهر ثقب لرصاصة قاتلة يشعر بألمها وهو يعلم أنه لم يعد هناك موتٌ الآن , يسمع الصوت يرجّ الأرجاء ويزلزل كيانه في قوّة :

  • أهكذا متّ يا عبدي ؟

ينطق لسانه على الفور :

  • نعم يا رب .

ويتذكر عقله وتنبسط أساريره وهو يتذكر كيف مات شهيدًا في سبيل الله , ومن اجل إعلاء دينه والدفاع عن معتنقيه , كيفَ إحتجز النصارى الكفرة فتاةً أسلمت فأثاره هذا , كيفَ أنه ورفاقه وحدهم إهتموا بالأمر وبحثوا عن حق الله بينما الباقون غارقون في حياتهم الضائعة وشهواتهم , يدوي السؤال في ذهنه فيصعقه :

  • من قال لك أن النصارى كفرَة ؟ وإن كانوا كذلك فمن أباح لك التعدّي على حق ربك في حسابهم ؟

يصمت شوقي قليلاً .. يفكر ويجيب :

  • كان هذا من اجلك يا رب , من اجل إعلاء كلمتك !

يتذكر كيف سارَ هو ورفاقه إلى الكنيسة التي أشيع أن الفتاة محتجزة بها وإصرارهم على تفتيشها , وكيف رفض المسئولون ذلك فجلب أصدقاءه وحملوا السيوف والأسلحة مصرين على فعل ذلك بالقوة لتبدأ المعركة التي أستشهد فيها ..

يفزع وهو يرَى جلده يُنزع عنه ويسقط تحت قدميه ثم يبدأ اللحم في التساقط من وجهه وجسده , ويسمع صوت الله الغاضب وهو يقول :

  • وأي أمرٍ وردكَ مني أو قيل عني جعلك تفعل ما فعلَت ؟ أولم تقرأ آياتي وتتدبرها . أولم تعلم أنني شددت على عدم الإعتداء على الآخرين ودعوت إلى العدل وأبغضت كل ما يُبعد عنه ؟ , فأين العدل فيما فعلت إن كنت عبدتني حقًا ؟

قال شوقي :

  • لم أفكر في هذا يا رب , وقد كنت أتبع الشيخ بسطويسي وهو أعلم أهل الأرض في دينك .

يقول الرب :

  • ومن أدراك ؟ ولماذا لم تفكر فيما تتلقاه عنه , لماذا أعطيتك العقل إذًا ؟

يجيب لسانه على الفور :

  • لأؤمن بك يا رب .

  • وكيف آمنت بي أو دعوت لي يا عبدي ؟

يقول شوقي :

  • كنت أتبع سنة نبيك يا رب وافعل كما يفعل !

يقول الله :

  • لم يكن نبيي فظًا ولا جامدًا ولا معتديًا .

يقول شوقي :

  • ولكنني آمنت به وبرسالته وبك يا رب ..

يقول الله :

  • بلى فعلت , لتريح نفسك من عناء التفكير والحقيقة أن هذا ضرّك ولم ينفعَك , لأن موتك كان منفرًا عني مشينًا لأتباع ديني ناقضًا لقواعدي وعهودي التي جعلتها في ديني الذي إنتسبت إليه , كنت تصلي يا عبدي – وأنا أعلم – تتظاهر بأنك تريد الآخرة وتزهد في الدنيا وأنت أكثر الراغبين في الدنيا حقيقة وما فعلك إلا لتبريء نفسك أمامي ..

أنت يا عبدي رغبتَ في كسب الدنيا فإرتديت ثوبًا نسبته إليّ , ومضيت تحدث البسطاء وتفترض أنك أكثر منهم علمًا واعظم منهم دينًا وإذا عارضك أحدهم جهلّتهُ أو كفرته , الحقيقة يا عبدي أنك سأمت دورك وخشيت التراجع عنه فبحثت عن ما يخلدك أكثر وسعيت لتقود الناس بإسمي أو يشاهدون موتك فيخلدونك لأنك مت من أجلي ..

الحقيقة يا عبدي أنك كنت تتخذ ديني و مظاهره كغطاء للحصول على مآربك واهدافك وتقول أنه بمشيئتي وبعبادتك لي وبرزقي لك , الحقيقة يا عبدي أنك أسأت لي كثيرًا بأكثر مما يفعل ملحد لم يهده عقله إلي ..

يرتجف شوقي أمام الرب في شدة فيسأله الرب :

  • لماذا مت يا عبدي وأنت تحرق كنيسة يذكر فيها إسمي ..

يقول شوقي في فزع :

  • من أجلك يا رب , لقد كانوا يشركون بك ..

يشعر شوقي ببروز فمٍ آخر في صدره ويسمعه يقول :

  • لم أكن أريد الموت , كنت أرغب أن يرى الناس بطولتي فيرفعوا قدري بينهم ..

يمد شوقي يده ليمسك ذلك الفم فيجده قد صمت واختفى , بينما تزداد إرتجافات شوقي وهو يتمنى الموت ولكنه يعرف أنه لن يأتي أبدًا , بينما يسمع صوت الله مخاطبًا ملائكته :

  • ألقوا به في سقر ..

ينهار شوقي ويصرخ :

  • الرحمة يا رب .

يقول الله بينما تتحول بعض الملائكة إلى ملامح بشعة كريهة وهم يجذبون شوقي من ساقيه ويجرونه على وجهه :

  • لو أنك رحمت من أجلي لرحمتك , كنت تفعل ليشير الناس إليك و لأنك لا تملك شيئًا آخر ولأنك تربح من إظهارك لذلك ..

ويقول والباب يظهر ليدخل وافد جديد :

  • ألقوا به في سقر ..

يصرخ شوقي ويحاول الكلام ولكن آلام الأرض التي يجذب عليها منعته من فعل شيء سوى الصّراخ , صراخ سيمتد طويلاً

11/5/2011



Friday, April 29, 2011

كتاب مالوش حل


بعد غياب طويل , تعود دار إنسان لممارسة عملها ومباشرة مهامها في التوزيع والنشر
ويسر الدار أن تعلن عن صدور كتاب جديد تنصح القراء في مصر بإقتناء نسخة منه
الكتاب تجدونه في الأسبوع الأول من مايو بمكتبات القاهرة والمحافظات
مصر السجينة - د. أيمن نور
غلاف الكتاب

قراءة ممتعة , للإتصال والإستفسار :
insanfirst@gmail.com
0191093111- 0115874041

Monday, April 25, 2011

يوم القيامة - قصة قصيرة


رغم مضي أكثر من عام على هذه القصّة إلا أن أنني شعرت برغبة في إعادة نشرها لما نراه الآن خاصةً أنها كانت حينئذ خيالية جدًا والآن تبدو فقط نهايتها الخيالية الأقرب إلى الكابوسية إذا كان المجتمع جميعه قد القى بعقوله في القمامة وإنضم إلى قطار الإتباع الأعمى والتطرف , أحمد الله أن فينا من لا زال يفكر .. ويجدد
**
*
يوم القيامة

طارق عميرة


إقتربَ وعد الله ..

يوم القيامة قد دنا , وأنا أعرف هذا جيدًا , فكل العلامات الصغرى التي قال عنها النبي قد حدثت , أصبح الأبناء يستعبدون الآباء وبنى رعاة الأغنام العمارات الشاهقة بأموال النفط وصار المسلمون كثرة وقد تداعت عليهم الأمم ..

حذرنا النبي منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من هذه المواجهة , وأخبرنَا أننا سنكون غثاءًا اليوم , لا أهمية لنا ولا تأثير , هكذا قال شيوخي ومنذ زمن وهم يحاولون بذكاء شديد تغيير هذا الغثاء حتّى نجحنا اليوم , الآن ليسَ بيننا غريب , وليس فينا من لا يعرف الله ويعبده حق عبادته , الآن سنستعيد كل ما لنا ونسيطر على العالم مرةً اخرى وننشر أنّه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .. الآن نعد للمواجهة الكبرى.

أتذكر منذ سنوات , كانت هناك تيارات كافرة تجاهر بكفرها ولا يخجل المرء منهم عن إعلان كونه شيوعيًا يعبد الطبيعة أو ليبراليًا يعشق الإنحلال , وقد نسوا خالق هذا الكون , الأدهى أن هناك تيارات كافرة كانت تنتسب إلى الإسلام وتسمي نفسها جماعة الإخوان وإتجاهات أخرى كافرة حاولوا تبديل الدين كلّه وهم فرق كثيرة كانت ابرز عداواتنا منهم مع فرقة تسمّى الشيعَة ..

كان هؤلاء الكلاب يعطون للمرأة حقوقًا زائفة ويبخسونها حقوقها التي وصّى بها الإسلام , لا أعلم أي سند أو دليل على أن تطيع المرأة زوجها وتلزم البيت ولا تعمل ولا ترى الشارع إلا بإذن زوجها سوى الأمر بطاعة الزوج , والبقية شيوخي يؤكدون عليه وهم الأكثر فهمًا , لو كان عالمنا الجليل أبا إسحق حيًا الآن لأثلج صدره , لقد حققنا دعوته والآن لا توجد إمرأة واحدة عاملة , الآن يقف الرجال للرجال و قد أدركت المرأة أن الله إنما خلقها لطاعة الرجل والعمل على راحته , من آن لآخر تزعم بعض النساء العكس , وبعضهن يموت آباءهن وأزواجهن وتعشن وحيدات , لكن هذا لا يعني العكس , جزى الله أميرنَا إبن يوسف خير الجزاء فهو يطعمهن و يهتم بهن حتى لا تفكّر إحداهن في كسر قواعد الدين والخروج أو العمل , أحيانًا كان أميرنَا الحق بن يوسف يزوجهن أو يتزوج منهن , بعضهن كن يمنحن له نفسهن كجوارٍ بعد أن أيقن أنهن ما خلقن إلا لذلك .

هؤلاء الإخوان الكفرة الذين كانوا ينتسبون إلى الإسلام قبل أن نذبحهم جميعًا كانوا يعطون للمرأة حقوق كالعمل والخروج ومباشرة الحياة والحقوق السياسية , وخالفوا أمر الله بأن تستر عوراته وحرماته في الأرض , كانوا يريدون الإتصال بالغرب ومعرفة أحدث وسائل التطور والتكنولوجيات التي تؤدي إلى تشبثهم بالدنيا يومًا بعد يوم , الحمد لله الذي جعل نهاية هؤلاء على أيدينَا ..الآن نحن جيشٌ من جيوش الله حقًا ..

الآن حان الوقت

الآن يجمع لهم أهل الإسلام ..

نعرف هذا ونعد لهم ما نستطيع من قوة , سيعطل الله كل آلاتهم الحربية في اللحظة المنشودة ولن تعمل آلة على سطح كوكب الأرض , ستنفجر السيارات وتهوي الطائرات وتتعطل الآلات .. هذا ايضًا من وعود الله , طيب الله ثراكم أي آبائي ومعلمّي وأدخلكم فسيح جناته , الآن أنتم مع الحور العين وغدًا نلاحقكم ..

النصارى يجتمعون الآن في جزء من صعيد مصر , كثيرًا ما إقترحت على القادة ذبحهم ومحاربتهم حتى يعلنوا إسلامهم ولكنهم يرفضون , إنهم كثيرون , عشرات الملايين ولكنهم إنحسروا الآن إلى بيروت وقنا و الدار البيضاء وسنطهر كل هذه المدن بإذن الله ..

حدثت صديقي أبا العباس المنصوري بشأن هذا الأمر, ظهر على وجههِ تعبير بإن كلامي لم يعجبه , قال :

- دعهم وشأنهم , إنهم يخشوننَا كثيرًا وأرسلوا لنا يطلبون أن نؤمنّهم ونأمن إليهم , وقد وافقنا وهم لا يستطيعون فعل شيء , وإتصالاتهم بالخارج الآن معدومة , كل تلك الإختراعات التي جلبها إلينا الكفرة تم إعدامها منذ زمن بعيد , ولا يملكون حمامًا زاجلاً لإرسال الرسائل , كما أنهم يعلمون جيدًا أن أحدًا لن يجيرهم سوانَا .

أذهلتني إجابته فلم أشهد منه هذا الرفق من قبل , قلت وقد إلتهبت أعصابي :

- ندعهم ؟ كيف وهم لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ؟ ولو تحكموا فينا يومًا واحدًا فسيبيدوننا .

- نعم ولكنهم إستأمنونا على أنفسهم , ولا يجوز خيانة الميثاق .

- سيخونوننا أولاً إذن !

لم يبدُ عليهِ الإهتمام حتّى أنني شككت للحظات أن يكون منافق , هل تمكّن الشيطان منه ؟ أعرفه منذ سنوات تقيًا صالحًا لا أخطاء له تقريبًا .

شغلنِي امره , فرغم تفاهَة ما تحدثنَا بشأنه ولكننّي أخشى إن إحتدمت المواجهة أن يرفض , وهو أحد أئمة الدين الحنيف ومن المعدودين القائمين على أركانه الآن , قلت له :

- لا تنس أن هؤلاء الكفرة يخالفون فطرة الله , أنت تعرف أنهم يتناكحون كالحيوانات ويشربون الخمر ويأكلون لحم الخنزير ويشركون بالله الواحد الأحد ..

يقول في إصرار :

- لا بأس , ولكن ما زلت أؤكد أن بيننَا ميثاق وعهد و الله مع المخلصين دائمًا , فإذا أخلصنَا وبدأوا هم فليكن ما تريد , أما أن نبدأ نحن , فإتق الله ..

لم أراجع تفكيري ولم تكن لدي نية في ذلك , بل إنني بدأت أشك بالفعل أن أبا العباس قد بدأ هواه يتحكم فيه , بدأت مبادئه تختل وإيمانه يضعف , لم أنم ليلتها وأنا أنوي حضور الدرس الذي يعطيه أبا العباس بعد صلاة الفجر في المسجد , رغم أنني لم أفعل منذ زمن طويل لإنشغالي بإلقاء درس آخر في مسجدٍ آخر ..

إنتهت الصلاة بصوته العذب الذي أحبط الكثير من أفكاري , ولكنه ما إن بدأ في إلقاء الدرس حتى تجددت شكوكي , قال بعد أن إنصرف المنصرفون وبقي الباقون ..

" درسنا اليوم هو طلب العلم , جميعنَا نعرف أنه فرض في الإسلام , و جميعنا ندرس مسند الإمام أحمد والصحيحين وفتاوي أئمتنا إبن تيمية والألباني وغيرهم من علماء الإسلام , رغم أن علوم الدين هي التفقه فيه , أما العلم الذي أقصده فهو ذلك الذي يساهم في التطور بما يريح الإنسان ويزيل عنه العناء وينزع منهُ التواكل , لقد كانت أزهى عصور الإسلام بسبب الطب والهندسة والفيزياء والفلك والكيمياء , مؤسس علم الإجتماع مسلم كما أن واضع الخطط الحربية العبقرية كانوا مسلمين , الحسن إبن الهيثم كان عالمًا جليلاً وهو من هو , بل إنهم وضعوا أصول الكثير من العلوم الحالية " ..

لماذا هذا التشتيت , إلام يسعى المنصوري بالضبط , اسمعه يتابع ..

" الآن نحن لا نملك الطب المتقدم ولا الوسائل الحديثة , بالإنترنت الذي كان موجودًا منذ عشرات السنين كانت الرسالة تصل في ثانية , الحمام الزاجل الآن قد يوصلها في شهرين , الخيول سنّة السلف الصالح ولكن السيارات أسرع كثيرًا وأكثر راحة .."

كان فكي يتدلى في ذهول وتتسع عيناي وأنا لا أدرك ما الذي أصابه و ما الهول الذي يقوله , لقد عانينَا كثيرًا حتى تخلصنّا من كل شيء صنعه البشر في دولنا يتحدى دين الله ويغير في أقداره ..

" لماذا نصر على التعالج بالأعشاب والكثير منا يموتون رغم أن دواءهم الحقيقي قرصٌ صغير رخيص الثمن , لقد حثنّا الله تعالى على طلب العلم بل الخروج إلى الفضاء كذلك , فهو القائل في كتابه الكريم " يا معشر الجن والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فإنفذوا " وهي الآية التي جعلت عباس إبن فرناس أحد أفضل علماء الأندلس ينطلق في محاولته الناجحة للطيران والتي أودت بساقيه في النهاية .."

كان هذا أكثر مما أتحمل خاصة وأن الحضور يتابعونه في شغف وإهتمام , أهذا ما يبثه لهم في دروسه , قاطعته مستنكرًا بصوت جهوري ردد هواء المسجد صداه :

- أتريدنا أن نتعلم علوم الكفرة !!!

أثارني أكثر أن إلتفت أنظار المصلين إلي في إستهجان , يعجبون لموقفي أنا لا موقفه هو , يا للعجب , أبو العباس يفسدهم وليتني إكتشفت هذا مبكرًا , قال وهو يتحاشى النظر المباشر إلي :

" العلم لا يمكن تصنيفه , ولا دين له بل هو ما شاء الله أن يكون وما سعى إليه الإنسان , أليس في الغرب مسلمون يقفون على بعض مفاتيح هذه العلوم "

- إنهم كفرة , ومن بينهم منا ليسوا منا

أهتف بها فيتابع :

" ربما يضاجع كل الرجال هنالك كل النساء , ربما أباحوا زواج الشواذ وقسموا المواريث على الحيوانات , ولكن هذا كلّه لم يمنح أحدهم فكرة إختراع الكهرباء أو الإنترنت , هو هذا العقل الذي خلقه الله له بليفكر به ويصنع ما يريحه "

- أتريدنا أن نكون مثلهم ؟

يقول للحاضرين :

" هل من أحد لا يفهم ما أقوله ؟ , أنا اقول أن العلم لا علاقة له بشيء من عالمِه سوى عقله , وليس معنى أن يواجهونا بالرصاص فنواجههم به أننا مثلهم , بل الغباء ان يواجهونا بالرصاص فنحاربهم بالسيوف ! "

أقول في ثورة حقيقية وأنا أنهض :

- يبدو أنك قد صرت منهم حقًا , لديك خطا عقائدي رهيب , ألم تعلم أن الله سيبطل كل ما وصلوا إليه قبل المواجهة الأخيرة ولن يعمل شيء مما ابتكره الإنسان ؟

" هكذا لن تعمل السيوف إذن ! وستنهدم منازلنا علينا , كما أنه لا يمكن لشيء كهذا أن يحدث إلا يوم القيامة , اللهم لم يخلق الإنسان ليعلم ويطور علومه ثم يسلبه كل ذلك , فهو العدل الذي لا عدل بعده "

بدا لي أن الحاضرين يستحسنون كلامه وأنه بدأ معهم مخططه هذا منذ زمن , غدأ يطالبون بالإنترنت والهواتف والسيارات مرة أخرى , ربمّا طالبوا بطائرات للنقل الجوي , كل هذه الآلات الجاثمة التي دفناها وأغلقنا الأبواب عليها بالجنازير , ربّما تغيرت أفكارهم وهم ينظرون إلى كل تلك العوالم المحيطة بنا ..

كانت دماءي تغلي فإنصرفت غاضبًا , لحظات صمت سادت خلفي وهمهمات صغيره فعلمت أنهم يتابعونني بأبصارهم , خرجت من المسجد وركبت حصاني وضربته بعنف ليقودني سريعًا إلى وجهتي , وهناك عند المقر الذي كان يومًا مقرًا لمشيخة الأزهر , أولئك الكفرة الذين حرفوا الكثير في الدين ربطت الجواد وصعدت الممرات حتى توقفت أمام باب لأحد الطوابق طرقته كثيرًا حتى ظهر الأمير أخيرًا ..

- خيرًا ..

قلت دون وأنا أتابع إلتقاط أنفاسي بعد أن أنهكني السلم :

- أبو العباس المنصوري أيها القائد , إنه خائن ..

- كيف؟

شرحت له الأمر على عجالة ولم يدعني للدخول , لم أدخل عنده أبدًا من قبْل ولكنه قال لي أن أنتظره قليلاً , دخل وأغلق الباب وراءه وسمعته يحدث شخصًا , قل هذا كنت أسمع صوتًا كذلك الذي تصدره أزرار ذلك الجهاز الذي كان يسمى كومبيوتر ولكنني كنت أكذب نفسي وأقول أنه حتى لو كان لديه واحد فمن حقه أن يعرف كيف يعمل الغرب فهو القائد , ربّما يستخدم هاتفًا أيضًا , عندماَ خرَج , كان رده من كلمتين أثلجتا صدري كثيرًا ..

- سنضرب عنقه ..

إنصرفت وأنا أحمد الله على تمكيني من حماية دينه والحوز على هذا الشرف الكبير بكوني سببًا في إنهاء هذه الفتنة ..

في المساء , كانت زوجة أبو العباس تبكي ورجاله مشتتون ورأسه مستقرٌ في ساحة كبيرة أمام مسجده , أما جسده .. فقد أمر الأمير برميه في الصحراء ..

***

حين إستيقظت لم يكن قدْ اذن للفجر بعد ..

ولكن صوت الصرخات والضربات كان مدويًا حتى يكاد يصم أذني ..

خرجت إلى سطح منزلي مهرولاً وأنا أرى طائرات عملاقة لدينَا بعض النماذج البدائية لها في مقابر الكفرة اللذين كانوا مكاننا قديمًا ويدعون التدين ..

كانت الطائرات تضرب المنازل فتنهد على أصحابها النيام ..

وعندما إستيقظ من إستيقظ وإحتشدوا في الشوارع خوفًا من الهدم , كانت مدافع الطائرات تحصدهم كالذباب ..

على البعد لمحت بيت الأمير الذي كان منبعًا لتضليل المتدينين قديمًا , كانت هناك طائرة صغيرة تخرج منه وتسير في عكس إتجاه القصف , تسير في تؤده وكأن شيئًا لا يعنيها , أعدت بصري إلى الشارع ..

وقررت الإنضمام إلى العشرات الممسكين بالسيوف ينتظرون أن تعطل محركات هذه الطائرة ..

عندما هبطت السلم وأخذت سيفي وخرجت كانت طائرة تقصف منزلي , وفي الشارع , كان العشرات الذين يمسكون بالسيوف يرقدون جثثًا هامدة ..
..
5 مارس 2010م

Thursday, April 21, 2011

لماذا لا نترك المبشرين؟

مقال كتب منذ فترة على صفحتي بالفيس بوك وأرغب بإعادة نشره , وستفهمون لماذا وأنتم تقرأونه .
***
إعترض الكثيرون على مسمى مجموعتي القصصية الثانية , أريد أن أبني كنيسة ورغم أنني أرى أنني حر في إختياري لأسمائي ولكن أعترف بأن توقيت الكتاب جاء مستفزا في هذا الوقت , الأكثر إستفزازا هو دعوتي هذه .. ولماذا لا نترك المبشرين
.

***

لا تشعر بالصدمة من فضلك , فالعنوان مقصود كما قرأته تمامًا , أنَا ابحث عن رد مقنع ..

لماذا لا نترك المبشرين ؟

الدول الحرّة كما ينبغي أن تكون , يكون لكل فرد فيها الحق في إختيار ما يناسبه من أفكار وما يراه مريحًا لنفسه وعقله وعمله أو حتى طعامه ..هو إنسان حر يمتلك الإختيار في كل شيء ..

وعلى من شاء أن يدعو لفكره كما يريد , والمستمع له عقلٍ يميز هو الآخر ويملك مزية الإختيار , ولكن من قال أننا بلد حر؟ ..

هناك نظرة سائدة في مجتمعنا المصري المسلم , أي شخص يظهر له نشاط تبشيري فإنه يستحق الإعدام , ورغم أن من أفراد هذا المجتمع من يزعمون أنهم لا يفرقون بين مسلم ومسيحي , ومن أفراده من يبجلون المسيحيين ويرونهم قوة مغلوبة على أمرها مهضومة حقوقها , ومن أفراده من يرى أنهم يأخذون أكثر من حقوقهم , ومن أفراده من يحضر الأفراح في الكنائس ولا يتحرج من التباهي بعلاقاته مع المسيحيين ليتباهى كم هو رائع كإنسان , فإن جميع أفراد هذا المجتمع – المسلم – تقريبًا , يتفقون على حرق وشنق وقتل كل من تسول له نفسه ممارسة التبشير ..

أبسط التناقضات مع كل الإدعاءات السابقة أن هناك قنوات لا تكف عن الدعوة للإسلام , هناك برامج دينية إسلامية أو تتظاهر أنها كذلك على كل قناة تقريبًا , بينما عندما يتكلم أحدهم كلمتين عن المسيحية أو الدعوة إليها في القنوات الفضائية العامة وقنوات التلفزيون فهذه كارثة ..

قلْ لي مثلا لماذا لا يعرض التلفزيون برامج دينية مسيحية ؟ لأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة , أنا اؤيدك ولكن الأقباط كذلك نسبة لا يستهان بها أبدًا , فلو قلنا أنهم ثمن سكان مصر أي 1 إلى 8 فلماذا لا تكون نسبتهم من البرامج هي نصف هذه النسبة ولتكن نصف إلى ثمانية من برامج التلفزيون ؟

أنا مجنون , أعلم , ولكن أرجوكي أن تكلمني بمقاييس العدل كما يجب أن تكون , بما أنك إنسان وهو إنسان فما الفارق ؟ و إذا كنت تشعر بالغضب وتواثب ألف شيطان على قفاك حين ترى قسيسًا يدعو للنصرانية فلماذا لا تقدّر شعور إخوانك الآدميين النصارى وتكف عنهم شيوخك اللذين ما فتئوا يكفرون النصارى أصلا !!

من العدل البشري إتاحة الفرصة لهم , هذا لمن يهتم بالعدل , أما من سيخرج لي ويقول أن الإسلام هو الحق ومن يبتغ غيره فلن يقبل منه فعليه أن يمسك بسيفه ويقتل كل شخص إلا المسلمين أو ليصمت , أنا لا أعلق على كلام الله – جل وعلا – فهو القابل والرافض , وليس نحن , يقودني هذا لتساؤل آخر لمن يفهم ما أقول , هل دورنا في الحياة الدنيا هو إثبات إن الإسلام هو الدين الحق ؟

حسنًا , وإذا كان دورنا كذلك فهل إثبات أن الإسلام هو الدين الحق يكون بصم الآذان عما حوله وفرضه بالقوة ومنع سواه ما دمنا نستطيع المنع ؟؟؟

إسمح لي .. أنتَ تخدع نفسك .. لا تسألني بعد ذلك أو تتعجب بينك وبين أصدقاءك عن كل هذا التدين الزائف والإسلام النص كم ..

فالفاهم للقرآن فهمًا حقيقًيا سيدرك سبب وجود الإنسان في الأرض , من جهة الله هو العبادة , ومن جهة الدنيا فهو إعمارها وبناءها وتطويرها والوصول إلى أفضل ما يمكن تحقيقه ..

الحفاظ على الإنسان هو الهدف الأسمى , وعلى كل من يطالب بإعدام الآخر حتى لو كان من أتباع بوذا أن يدرك خطأه إن كان يؤمن بكتابه إيمانًا حقًا ..

ألم يقل الله – جل وعلا – أن اليهود والنصارى والصابئين والذين هادوا من آمن منهم بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟

يا عزيزي إعتبرهم جميعًا كفرة , ولكن من أنت حتى تحكم على أحدهم ؟ , إسمح لي أن أقول بكل وقاحة ..

أنت تتدخل في حكم الله !!

ألم يقل الله – جل وعلا – أن اليهود والنصارى والصابئين والذين هادوا والذين آمنوا .. كل أولئك يحكم الله بينهم يوم القيامة ؟؟ فمن أنت يا عزيزي حتى تستبق حكم الله ؟؟

أنا أتحدى أن يجلب لي مسلم واحد آية من القرآن او حديثًا من السنة يمنع التبشير , مع الأخذ في الإعتبار أن أفكار الآخر قد تكون مغلوطة أو مختلطة , فإن هذا لا يمنعه من نشرها مالم يثر فتنة ضد الإسلام ومسلميه .

في القرآن سورة إسمها " الكــــــافــــرون " ..

إقرأ آياتها على مهلك وركز جيدًا وأنت تقرأ لكم دينكم ولي دين ..

ألا تؤمن بهذا ؟

ألا تؤمن بأنه : ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض جميعًا , أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين ؟

ألا تؤمن بقرآنك الذي يقول : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ؟

أين آيات قتل الكفار في غير مواضع قتال المسلمين ؟؟؟ لا أعلم , فما مصدر هذه الأفكار السوداء إذن ؟ لم يقل الله – جل وعلا – أن تقتل من يخالفك , بل قال أنه سيتركهم يخوضون ويلعبون ويستهزءون ويستمتعون بالحياة الدنيا أفضل المتع ..

ولكن في الآخرة مآبهم إليه وهو الحكم الذي لا حكم بعده والعدل الذي لا عدل مثله ..

بل إن حدود الإسلام غليظة في القتل , بل والعين بالعين والأنف بالأنف والاذن بالاذن والسن بالسن ..

لماذا نتجاهل هذا مع الآخرين ؟ ألم يرسل الإسلام للناس كافة , أليست هذه رسالة الله الذي خلق الحياة بإختلافاتها وإبتلاءاتها ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ؟

فهل إنتشر الإسلام أبدًا بالإكراه والإجبار ؟

من الغريب جدًا أن نزعم أننا دولة حرة ويزعم الشعب ممارسة الآخر لشعائره براحة مع سياسة تكميم الأفواه وعقاب من تسول له نفسه الدعوة لما يؤمن به من عقيدة ..

حقًا

من الغريب جدًا !

Monday, March 07, 2011

نجمة ذهبيّة على الكتِف !

مرحبًا , قبل قراءة القصة التي يحمل عنوان الموضوع إسمها فقط أرغب بتنبيه الأصدقاء والقراء من طنطا إلى أنني حاليًا أتولى - متطوعًا- منسق الإتصال العام بغرفة عمليات طنطا والغربية ولمن شاء التطوع في أي من أعمال ( المشروعات السياسية كمدرسة الكادر - و إدارة تلقي الشكاوي - التثقيف السياسي وغيرها أو المشروعات الخيرية كالتنظيف والتشجير والغذاء والكساء والدواء وكذلك مشروع التطوع في الحرس الجامعي لجامعة طنطا والكليات الموجودة بالغربية وغيرها )الإتصال بي عبر البريد الإلكتروني التالي : tarekpen2000@gmail.com

أو على الهاتف : 0115874041

إضافة إلى منسق عام آخر للإدارة والتنظيم هو أسامة غزال وهاتفه رقم : 0108707648

وبتنسيق عام د. مصطفى عكر الأستاذ بطب طنطا والناشط السياسي

الآن إلى القصة

نجمة ذهبية على الكتِف

وقفَ في الشرفة ينظرُ إلى الحشود الثائرة وهو يهز رأسه في عدم رضا, شعر بالغضب يعصف به وهو يسمع الهتافَات التي بدَا أنها لن تنتهي أبدًا ..

الشعب يُريد إسقاط النظّام !

إنهم يتحدون الرئيس وحاشيته بل يتحدونه هو شخصيًا هو ومن مثله , في آخر إجتماعٍ لهم هاله غضبُ وزير الداخلية الذي لم يرَ مثله من قبْل , حتّى أنّه رأى وزير الداخلية الذي مهمتّه الرئيسية حماية الناس يأمر بإطلاق النار على الناس !,بعض زملاءه عادوا من الإجتماع إلى منازلهم ولم يخرجوا منها, هؤلاء حمقى باعوه وباعوا رفاقهم اللذين سينفذون الأوامر حتى النهاية

لا أحد منهم يلاحظه ولا يبدو أن الوضع سيهدأ الآن , وظيفته هي إثارة أكبر قدرٍ من الفوضى , سيغدو الإستقرار بالنسبة لهؤلاء حلمًا لن يحققوه , ثائرون ضد الفساد وهم لا يدركون حجمه الحقيقي , هؤلاء يثورون ضد أنفسهم وهم لا يعلمون .

يمسك بسلاحه سلايع الطلقات والذي تسع خزانته أكثر من ثلاثين رصاصة , ينظر إلى الحشود محاولاً الوصول إلى أشجع المتظاهرين وأقواهم وأغناهم وأجملهم , يرفع سلاحه ويضرب عددًا من الرصاصات , تصيب الأولى هدفها بينما تتبعها البقية في عشوائية .

يرى العشرات يسقطون فجأة ويلمح بعضًا من زملاءه يمارسون ذات هوايته الحالية , لقد سقطَ حتّى هذه اللحظة ألف شهيد والإعلام يعلنهم مائة , لن يعرف الناس الحقيقة أبدًا ولن تعلن جهة عدد الضحايا الحقيقيين مهما بلغت نزاهتها .

يعيد حشو سلاحه بالذخيرة قبل أن يصوبه ويطلق مرةً أخرى , يرى بعض الناس ينظرون إلى حيث يقف ثم يتجهون إلى العمارة التي يقف بأحد طوابقها , أحدهم كان يحمل طفلاً صغيرًا , إنتزع روحه برصاصة موجهة قبل أن يحمل سلاحه ويسرع بالفرار.

يفتح باب الشقة في سرعة فيسمع صوت أقدام الثوار تنهب السلالم من أجله , يستبد به الفزع ويهرب إلى سطح العمارة كفأر مذعور يحشر نفسه بين خزانين كبيرين للمياه , يسمع صوت الثوار وقد وصولوا إليه :

- ابن الكلب ده راح فين ؟

- لازم يخرج , لازم نقتله , شوفوه مستخبي فين , ولو عند جيرانه !

يرتجف كعصفور مبتل ثم تبدأ الثقة في العودة إليه رويدًا رويدًا وهو يسمع الأقدام تتراجع وصوت يقول :

- احنا اندفعنا , ممكن يكون خلع , تعالوا نشوفه تحت تاني !

قبع في مكانه للحظات حتى إنعدمت الأصوات من حوله , ثم نهض حذرًا وهو يتجه إلى أسفل , نزع قميصة ليظهر من تحته رداء شبابي خفيف لا يليق بشعره الأبيض وشاربه الكث , أكمل هبوطه في حذر حتى خرج من باب العمارة وإلتحم بالثوار كأنه منهم , سار ببطء شديد صنعه الإزدحام وهو يحاول الإبتعاد .

يسير حتى يخرج من تكتلات الثوار , يصل إلى سيارته التي تركها بعيدًا, يركبها ويديرها وفي راسه تدور فكرة شيطانية , ينحرف بالسيارة وينطلق مسرعًا إلى صفوف الثوار مخترقًا غياها مصطدمًا بالأجساد والأجزاء قبل أن يدور بالسيارة وسط الثوار ويبتعد من حيث أتى وهو يزيح كل من بطريقه .

الدماء تتناثر في كل مكان , لم يكن هناك سلاح بيدِ أي ثائر , بل خرجوا يتمنون أن ينتهي كل شيء بسلام , ولكن القائمين على حمايتهم اللذين ثاروا ضدهم أشاعوا الفوضى ليتوهم الناس أنهم لن يستطيعوا السيطرة على البلاد بدون من ثاروا ضدهم.

بعد أن إبتعد عن الثوار بمسافة كافية بحث عن مكان ليترك سيارته فيه , وجدَ مكانًا شاغرًا إلى يساره أخيرًا فأوقف سيارته هناك , ولم يكد يترجل منها حتى رأى مجموعة من الناس يعدون نحوه ويحيطون به , حاول الفهم ولكنهم لم يمهلوه .

صفعهُ كثيرون على قفاه ووجهه , ركله كثيرون في كرشه ومؤخرته , سالت دماء كثيرة من أنفه وأصيب بإصابات جسدية عديدة , كان الناس يسمعون صراخه فيزيدون من قوة الضرب , أخيرًا خلصته مجموعة عاقلة من الناس وصنعت حائطًا حوله , جرجروه من قفاه وألصقوا وجهه بمقدمة السيارة وأحدهم يقول :

- كل الدم اللي على العربية ده بتاع مين يا ابن الكلب , انتا كنت بتعمل ايه ؟!

كانت الدماء تلوث كل أنحاء السيارة , دماء قد تكون كل قطرة منها من شخص مختلف .

إقتاده الناس في عنف وهم يدفعونه تارة ويجرجرونه أخرى , حتى وصلوا إلى وحدة عسكرية مصغرة في منطقتهم تابعة للجيش, سلمه الناس إلى نقيب شاب من الجيش, إستلمه وهو ينظر إليه بإحتقار شديد قبل أن يربط يديه وقدميه بحبال كالنعاج ويتسلم سيارته المضرجة بالدماء ويتركها أمام المعسكر قبل أن يشكر الناس ويؤكد على ضرورة يقظتهم .

كم قتل من الناس ؟ لا يعلم بالتحديد ولكنه يعلم أنهم إذا عرفوا ما فعله فسيقتلونه على الفور , لا أحد سيعلم , سيقول أنه كان حادثًا بسبب الذعر , سيعرف نقيب الجيش أنه ضابط كبير بوزارة الداخلية ولن يستطيع أن يفعل معهُ أي شيء , سيقول أنهم كانوا بلطجية هاجموه وأنه كان بطلاً إذ واجههم .

لا يسترسل في أفكاره فلم تمر ساعة حتى كان النقيب الشاب يأمره بالنهوض بعد أن مزق رباط قدميه , يسير معه ويقتاده إلى سيارة للجيش قابعة أمام الوحدة .

يركب إلى جواره في الأريكة الخلفية فينطلق السائق , طيلة خمس دقاءق كاملة لم يتبادلا حرفًا قبل أن يقول النقيب الشاب فجأة :

- انا عارف كويس انتا مين , وعملت ايه , ولو الموضوع بايدي كنت ولعت فيك وانتا صاحي

يبتلع الكبير لعابه قبل أن تنبسط أساريره وهو يسمع النقيب الشاب يقول وهو يقطع رباط يديه :

- إنزل من العربية حالاً !

يتساءل الكبير لأول مرة بصوت مسموع :

- مش هتقف ؟

ينظر إليه الضابط الشاب قبل أن يقول بصرامة وهو يعيد بصره إلى الطريق :

- لأ !

يزداد خوفه من الشاب قبل أن يشعر أن السيارة هدأت من سرعتها فراقب الطريق قبل أن يفتح الباب ويلقي بنفسه منه , تدحرج جسده على الأرض باعثًا آلامًا جديدة ومفجرًا آلامه التي هدأت وإن لم يمض عليها الكثير , يتمالك جسده وينهض عن الأرض وهو يعرف أنه كتبت له حياة جديدة , ينظر حوله غير مصدّق أنه أفلت من الأهوال التي كانت تحدق به , ضرب الثوار ومحاكمة العسكريين وتجريده من وظيفته ومكانته ..

يسير قليلاً وهو يجر أقدامه , يجلس على أول مقهى يجده ما زال يعمل في هذه الظروف , يفكر في كيفية الإنتقام وقد بدا أن هذا هو شاغله الأكبر , يطلب زجاجة من الماء تأتيه سريعًا فيشربها كلها , يأمر الساعي بإحضار كوب من الشاي يشربه قبل أن يرمق ثيابه الممزقة فينهض متجهًا إلى منزله .

يبدل ملابسه ويلتقط سلاحًا آخر من خزانته , يهبط ويستقل سيارة قديمة له لم يستعملها منذ زمن, إنطلق يسير بها في الشوارع التي إنعدم منها الأمن وكلما لمح مارًا على البعد أخرج سلاحه وأطلق النار..

لا يعرف كم شخصًا سقط , ولا كم إصابة خلّفها , كل ما كان يعرفه , أنه لا يريد رؤية شيء .. سوى الدماء

***

بعد شهر من نجاح الثوار , بدءوا يبحثون عن الفاسدين, لم ينس أن ينضم إليهم في البحث وهو يسب الضباط غير المحترمين اللذين أطلقوا الرصاص على الناس, سبهم وأعرب عن غيظه الكبير منهم وبكى تأثرًا من أجل من ماتوا على أيديهم ..

كرمّه الثوار وهو يربت على كرشه الضخم في فخر ويتحسس رتبته الجديدة والتي زادت نجمة ذهبية على كتفِه

طارق عميرة

28/2/2011


Sunday, February 20, 2011

أسئلة , قد تفسد إجابتها الثورة

لماذا لم يدخل حبيب العادلي السجن حتى الآن ؟ ولماذا لم يتم محاسبة بقية الفاسدين ؟
ما مصلحة مجلس القوات المسلحة في الإيحاء لنا بأن الفاسدون هم خمسة أو عشرة أو خمسة عشر أو حتى عشرون وزيرًا ؟ رغم أن مليارديرات الفساد أكثر من ذلك وأثرياءه أكثر بكثير !؟
ما هي خطة وزير المالية لمصر في المستقبل بعد أن قضى أسبوعًا كاملاً لا يفعل شيئًا لأنه يبحث عن الشهداء ؟
وكيف يرصد أحمد شفيق خمسة مليارات للضحايا ويأخذ إجمالي الشهداء 365 في 50 ألف لا يكمل العشرين مليونًا ؟
هل ما زالت الحكومة تتبع ذات النهج القديم في نهب أموال الدولة والنصب على المواطنين ؟
ما هذا الإستخفاف المستمر بعقول الشعب من نفس أشخاص الحكومة البائدة التي يعلم الجميع أن المواطنون نزعوا عنها الشرعية بينما تحمي القوات المسلحة شرعيتها ؟
لماذا نتظاهر بأننا لا نرى المشير و ملياراته ؟
لماذا تتجاهل القوات المسلحة مطلب الشعب بمحاكمة مبارك وأسرته تجاهلاً تامًا ؟
أين صفوت الشريف ؟
لماذا لم يتم الإعلان عن عدم مثول المدنيين أمام المحاكم العسكرية حتى الآن ؟
كيف يتغير النظام وما زالت كل آلياته ىفاعلة ؟
هل تسعى القوات المسلحة لمواجهة مع الناس ؟ وما الذي سيعود عليها من ذلك ؟ وهل يرى قادتها أنهم قد يربحون تلك المعركة ؟
من الرجال القادمون الذين ستشوههم ذيول النظام بإختيارهم في قوائم الحكومة المرفوضة ؟
هل تتم التعديلات الدستورية في موعدها , وهل يتم العمل بالدستور أم كالسابق لن يفهمه أحد أو يهتم به؟
هل رأيك أنه ما دامت الشعوب الغنية ترفض حاكميها فإنها تستحق القتل ؟ أم ترى مثلي أن أي حاكم هو خادم عند شعبه إذا شاء خلعه وإذا شاء ثبته وإن كان بأجندات خارجية أو تعليمات مريخية ؟
هل ترى أن هذا هو وقت التشتت و إنخراط كل ذو عقل في تيار فكري مختلف يضاد من كانوا بجواره في ثورة الشارع ؟
وهل ترى أن هذا هو وقت الترقيع وحملات التنظيف والتضييع وحرق الحماس ؟
أسئلة تبحث عن إجابة أتركها علّني أجدها لديكم