Tuesday, February 24, 2009

لوحَة حاصِد الرؤوس - قصة رعب

لوحة حاصِد الرؤوس

طارق عميرة


اشرف لا يعلم لماذا اشترى تلك اللوحة

يذكر أنه كان عابرا ذات مرة على احد بائعى الاشياءالقديمه وراها عنده وقد أسرته منذ اللحظة الاولى .. بل سحرته تماما فهو يذكر أنه ترك بطاقته لدى البائع ليحضر له باقى ثمنها !!

كانت اللوحة تمثل منظرا ليليا مخيفا ويحوى ذلك الجمال الربانى الذى لا يستطيع المرء ازاءه الا الانبهار ويغوص فى عالم من الاحلام ثم ليفيق ليقول سبحان الله .. وان كانت اللوحة تبدو له طبيعية الى حد مخيف,الى حد يجعلها اقرب الى صورة اقرب منها الى لوحة مرسومة , بل وصورة متحركة ايضا كانما التقطت بكاميرا تليفزيونية عالية النقاء!!

دعك من هذا ..أشرف علق تلك اللوحة فى غرفته الخاصة والتى كان يحتفظ فيها بكل غال ونفيس لديه واوراقه وما جمعه من أسفاره واليوم يتذكر وبعد أن اشتراها بثلالثة شهور . . هو لا يصدق بعد أنه قد وجدها بهذا الثمن البخس والذى لم يكن فى جيبه يومها ما يكمله , ولكنه كان بخسا بالنسبه لها على اية حال

يذكر أن البائع قال له أن صاحبها السابق مات مذبوحا بالة حادة للغاية وبعد أن اغلقت الشرطة منزله تسلل أحدهم وسرق محتويات الغرفة وأهداه اللوحة يبيعها لأنها لا تمثل له أى أهميه ...والشرطة لا تشغل بالها باللص كثيرا لانها ما زالت تبحث عن القاتل الذى ارتكب جريمة الذبح بهذا الاحتراف !!

منذ شهرين وبعد أن عاد أشرف من سفره من تركيا الذى استغرق أسبوعين لاحظ شيئا غريبا .. كان باللوحة خيال لشخص قادم من بعيد , على مرمى البصر لو صح القول .. هو متأكد ان هذا الشيء لم يكن موجودا من قبل فقد تأمل اللوحة مرارا .. فكر أنها قد تكون بقعة لوثت ضوء القمر المسبوغ على اللوحة وتسائل قليلا كيف اخترقت الزجاج اذن لتختار هذا المكان بالذات ؟!ربما كانت مجرد صدفه فلا يفسر هذه الدقه الا الصدف!

واليوم وبعد ثلاثة اشهر وما جعله يتذكر .. هو انه كان فى غرفة مكتبه كالعاده ..حين التفت للوحة التى كان قد نسي امرها قليلا

فوجىء بشيء غريب امامه .. لقد فوجىء بان المظهر فى اللوحة قد تبدل تماما.. هناك بدر ساطع الضياء يكاد ضوءه يخرج الى الحجرة .. هناك اشجار تختفى خلف شخص ما .. هناك ذلك الشخص الذى كان مظهره غريبا للغاية !!هناك تلك العباء ذات غطاء الراس ولونها اسود تحيط بهذا الشخص وبالطبع الظلال والقمر من خلف جعلا رؤية وجهه مستحيلا ..دعك من تلك العصا الطويله التى يمسك بها بما يشبه اليد البشرية باستثناء اظافر تبدو كالمخالب وتنتهى - العصا لا اليد - بنص لامع معوج يشبه المنجل

بالطبع كانت حالة اشرف هى الذهول وقام من مكانه ليمسح على اللوحة بيديه ويرى هل هى حقيقة ام ان هناك هلاوس فى عينيه ولكن فى النهاية تأكد من انها حقيقة ..استغرق بعض الوقت حتى يفيق من صدمته ثم اخذ يفكر ما هذا الذى يحدث هو متاكد من انها نفس اللوحة .. الاطار القديم يقول هذا .. المنظر فى الخلفية يقول انه نفس الشمهد باستثناء ما استجد عليه .. اذن ما الامر !!

وبدا يربط بين الاحداث ..اذن البقعة الصغيرة القديمة .. كانت هذا الشخص قادما من بعيد .. معنى هذا انه كان يسير منذ راه من ثلاثين يوما حتى وصل الى حجمه هذا وهو حجم طبيعى نوعا ما لنا كبشر . ترى ايستمر فى سيره .. اذن اين سيذهب هل سيعبر الى ما وراء اللوحة ام يخرج خارجها .. كلا كلا هذا التفكير غير منطقى لا بد اننى شربت الكثير من القهوة ولم انم منذ اسبوع على الاقل

اننى افكر فى اشياء لا تحدث حتى فى افلام الرعب هناك تلك الصورة التى تحرك عينيها وتثير القشعريرة فى الابدان والفضول لمعرفة ما سيحدث للبطل وما قصة هذه الصورة ثم لا يلبث المشهد ان يقطع على هذا او يكون هناك شخص خلف الصورة ينظر بعينيها

!!

ولكننا لسنا فى فيلم رعب او رسوم متحركة ... انه الواقع المخيف .. اذن لا مجال للتفكير فى هذا الامر هنا ..انتظروا

هناك امر اخر .. البائع الاحمق قال ان مقتنيها قبله قد مات بالة حاده اجتزت عنقه .. عاد يرمق الصورة فى رعب .. ترى هل تراه هذا المنجل ..ما هذا .. اين ذهب ذلك الشخص الذى كان فيها .. لقد عادت اللوحة كما كانت !!

بدون اى بقع بدون حاصد للرؤوس باستثناء ذلك البدر الذى ما يزال ساطعا فى سماء اللوحة .. هل تراها مجرد هلاوس ؟؟؟ ولكن البدر ؟؟ ربما كان هناك منذ البداية !!هناك حركة ما خلفه ترى ما هى ..صوت شيء ما يشق الهواء .. كم كان احمق لماذا لم يبادر بالهروب .. ابتسم فى جزء من الثانية وخيل اليه ان السواد الذى تحيطه العباءة يبتسم .. كان هذا فى جزء من الثانية قبل ان يطير راسه فى الجزء الثانى بعد ان فهم كل شيء!!

***

فى احد محلات التحف .. كان ياسر يتجول .. حين لفت نظره لوحة

كانت اللوحة تمثل منظرا ليليا مخيفا ويحوى ذلك الجمال الربانى الذى لا يستطيع المرء ازاءه الا الانبهار ويغوص فى عالم من الاحلام ثم ليفيق ليقول سبحان الله .. وان كانت اللوحة تبدو له طبيعية الى حد مخيف,الى حد يجعلها اقرب الى صورة اقرب منها الى لوحة مرسومة , بل وصورة متحركة ايضا كانما التقطت بكاميرا تليفزيونية عالية النقاء!!

ذهب الى البائع . .. كم تطلب فى هذه اللوحة ..سادفع اى ثمن تريده !!

تمت بحمد الله
2005

Monday, February 23, 2009

حفل الاسكندرية - ناثر البخور

حفل توقيع مدينة الاسكندرية باذن الله في المعرض السكندري للكتاب
يوم السبت القادم 28فبراير 2009
من 3 : 5
بمقر دار اكتب بمعرض الكتاب

Thursday, February 12, 2009

الرجل الذي ابتعد!


كُتبَت في 2006م , نشرَت في بص وطل وفي كتاب تليباثي .

إهداء :

إلى روح المدون محمد عبد الحكم " الفارس الملثم " - رحمه الله

الرجل الذي ابتعد

طارق عميرة

في هذا اليوم انتهيت من عملي مرهقًا كالعادة بعد أن قضيت تسع ساعات كاملة في الاستماع إلى مرضاي وشكواهم ، فأنا أعمل كطبيب نفسي ولكن المثير أن معظم من يترددون على عيادتي غير مرضى فعليا ، بينما أقابل أنا من المرضى ما يزيد عن المائة مريض يوميًا في حياتي العامة وكلهم يصرّون على أنهم ليسوا كذلك .

بالطبع لا أستطيع أن أصارح أحدهم بما يعتمل في نفسي نحوه لأني أرغب في العودة إلى منزلي سالمًا رغم كل شيء .. ومنهم من يأتون إليّ ، يأتون لأسباب تافهة دافعها الغضب أو الضيق أو حتى وسوسة شيطان نجح فيها سرعان ما تبددت .. فاضطروا إلى فعل أشياء لم يفعلوها من قبل وهكذا يرون أنفسهم مرضى ، بينما هناك من يفعل نفس الفعل يوميا دون أن يشك في مرضه لحظة , مثل الرجل الغنى الذي سرق شيئاً غير ذي قيمة من أحد المتاجر وأتى ليخبرني بهذا وهو يعانى منه بينما يوجد البعض من أغنى أغنياء البلاد ينهبون خيرها دائما!!

وهناك آخر أتى يبكي لأنه تجرأ وسب والده للمرة الأولى في حياته وهو في غير وعيه من فرط الغضب وكان واثقًا من أن هناك خللا نفسيا شنيعا به , يبدو أنه لا يمشى في الشارع ليرى ما يفعله الشباب بآبائهم .

. إذا كان هذا هو المريض النفسي فمن هوالصحيح إذن ؟

في أثناء عودتي من عيادتي الخاصة إلى المنزل بعد أن قضيت اليوم في العمل الشاق ومنع الزائرين من الإصابة بالاكتئاب.. وعادةً استقل سيارة أجرة بدلا من أعود سائرا في بعض الأحيان .. وفى هذه المرة و أثناء عبور السيارة على نهرنا الخالد .. حانت منى التفاتة إليه ، أحسست بارتياح لدى رؤيته ، سرعان ما تبدد عندما رأيت رجلاً يلفه الظلام يقف وحيدا هناك و إن كانت وقفته ثابتة لا تبدر عنه أي حركة مما أثار ريبتي فطلبت من السائق التوقف . ونقدته أجره وأمرته بالانصراف , ثم وقفت قليلا أفكر و أقرر ماذا سأفعل قبل أن أحسم أمري وأتوجه إلى الشخص الواقف ، وقبل أن أصل إليه بدأت ملامحه تتضح من الخلف كان يرتدى بذلة كاملة سوداء اللون ويبدو شعره أسود باستثناء بعض الشعرات البيضاء التي بدأت تغزو رأسه , وصلت إليه فوقفت بجواره على بعد خطوة واحده وأخذت أتأمل النيل قليلا قبل أن أبادره بالكلام:-

- " يبدو النيل ساحرا اليوم وخصوصا بسطوع ضوء القمر عليه "

ببطء شديد وكأنه لايدرك أنني بجواره منذ زمن التفت إليّ لتظهر تفاصيل وجهه الذي كان وسيما وقورا وكان هناك ذكاء واضح بمزيج من الحزن يطل من عينيه، رغم التعبير العام بجمود وجهه وبصوت وقور هادئ قال:-

- "ربما ... ولكن ثق في أنه ليس ساحرًا دائما"

ثم عاد لوقفته الأولى ونظراته الجامدة مما جعلني أشعر بأنه لا يرغب في الحديث إلا أنني لم أستطع منع نفسي من سؤاله:-

-"كيف؟"

صمت طويلا هذه المرة .. طويلا حتى أيقنت أنه لن يجيب السؤال .. إلا أنني أصررت على موقفي ، وتدور برأسي أشياء عدة واستغرقت في التفكير حتى أفقت على صوت ضوضاء شديدة لأجد مركبا يعمل بالمحرك يشق عباب النيل أمامنا وبمجرد أن كاد صوته يختفي سمعت الصوت الوقور يقول:-

-"أخبرني أنت، هل رأيت النيل ساحرا في لحظة عبور هذا الشيء ؟؟"

فهمت مايقصده على الفور إلا أنني أجبته بعد تردد لم يطل:-

-"لم أقصد ذلك .. أقصد أنه ساحر في ذاته .. ساحر مالم تمتد إليه هذه الأشياء"

نظر لي مباشرة هذه المرة قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يتأملني قليلا قبل أن يقول:-

-"كأن هذه المراكب تسير في نهر الراين وليس هنا .. كأنك تتحدث عن نهر آخر ... لقد امتدت هذه الأشياء إلى نهرنا يا عزيزي أردت أم لم ترد ..أما النهر الآخر الذي لمتحدث فيه فيضانات .. ولم يتلوث بالقمامة ولم يدنس الضوضاء والزيوت فهو قديم ... قديم لم تمتد إليه يد بشر .. إنك تتحدث عن طفولة النيل "

ورغم أنه كان يسخرمنى في رده هذا إلا أنني أحسست بسرور داخلي لأني دفعته إلى التحدث على الأقل وبهدوء أجبت:-

-"النيل القديم هو نفسه الجديد .. ما زلت أرى كلاهما ساحرا"

ابتسم ابتسامة حزينة هذه المرة و إن كنت قد خمنت أنها بسبب إصراري على رأيي بينما قال هو :-

-"إذا كان هذا رأيك فأنت حر به , ولكنني أراه رأيا من الحماقة بحيث لا يخطر ببال الحمقى ذاتهم .. أنت تتكلم عن الجديد والقديم كأنهما واحد . . ولكنك قد أخطأت "

وصمت قليلا قبل أن يكمل:-

-"تتكلم عن الطفل والرجل البالغ كأنهما نفس الشخص , تتجاهل كل ما مر به الأخير من مصائب و ذنوب و خبرات .. بينما الطفل أياً كانت قباحة ما فعله فهو طفل .. لقد جعلت الاثنين بريئين إلا أن لحظات البراءة التي تنتاب الكبار ليست ساحرة كما تظن "

أفحمني جوابه هذه المرة فلم أستطع التفوه بكلمة و إن كنت أظن أن هناك شيء يثقل كاهله إلى حد كبير .. لقد كان كلامه موزونا ويائسا في نفس الوقت وهناك نظرة الحزن العميقة في عينيه و لكنني لم أجرؤ على سؤاله مرة أخرى خاصة أنه عاد لوقفته الأولى و شروده ، وقفت أتطلع إلى النهر الخالد قليلا وقد بدأت أفكر جديا في الانسحاب والعودة إلى منزلي ولكن رغبة شديدة في أعماقي دفعتني للبقاء وأبت عليّ إلا أن أذهب منتصرًا فالتفت إليه وتماديت في حديثي:-

-"ولكنك لو بحثت فستجد أن الطفل والرجل هما نفس الشخص .. شخصية واحدة.. الفارق الوحيد هو أن الرجل نسخة بالغة من الطفل .. ومهما أثقلته الهموم فهو نفس الشخصية التي ولد بها .. وسحره موجود في أعماقه دائما "

وكعادته صمت قليلا واستنتجت بعبقريتي المعهودة أنه يفكر، إلا أنه بعد لحظات من الصمت قال:-

-"لا أدري في أيّ عالم تعيش .. ولكن انظر إلى الناس من حولك انظر إلى النيل.. انظر إلى الأشياء .. كل هذا لن يعود لسابق عهده قط

"وصمت قليلاً ثم أضاف:-

-"لو ارتكبت ذنبا ما .. هل ستعود بعدها كما كنت قبلها .. حتى لو ندمت عليه وكفرت عنه .. هل ترى أنك قد تخلصت من تلوثك؟..هل ستعود إلى ماضيك خالي الوفاض ؟.. هل تستطيع ذلك ؟"

كان منفعلا في هذه اللحظة إلا أنه تمالك نفسه وعاوده تعبير البرود وهو يكمل:-

-"كما ترى .. لا إجابة لأن الإجابة معروفة .. لن تعود كما كنت , يمكنك ببساطة الذهاب إلى أي طبيب نفسي لتسأله عن هذه الأشياء "ابتسمت هذه المرة رغما عنى إلا أنني آثرت الاحتفاظ بمهنتي لنفسي وحتى لا يفهم ابتسامتي على أنها نوع من السخرية أجبته:-

-"كنت أنوي الذهاب إليه بالفعل "

نظر لي قليلا قبل أن يعود إلى وقفته الشاردة الأولى التي يبدو أنه لا يملها أبدا .. وفى هذه المرة اندفعت بسؤالي قبل أن يطيل في وقفته وقد خرج كلامي رغما عني:-

-" يبدو أنك تعانى من ذنب مثل هذا .. لا تستطيع الخلاص منه .. أليس كذلك ؟"

أجاب سريعا بصورة قاطعة

-"كلا" سألته على الفور:-

-"ماذا هناك إذن .. ما سبب الحزن في ملامحك ووقوفك هنا هكذا في هذه الساعة ؟"

كان صمته طويلاً هذه المرة .. طويلاً للغاية .. كأن سؤالي كان الأصعب في هذه الليلة الليلاء إلا أنه بعد فترة أجاب:-

-"لقد رأيت حادث تصادم اليوم ، ضحيته سبعة شهداء وعشرة مصابين"في استنكار شديد قلت:-

-"أكل هذا الحزن من أجل حادث تصادم ؟؟؟!!!!"

التفت إليّ في سرعة هذه المرة ورماني بنظرة ناريه قاسية نتيجة لاستنكاري و ثبّت عينيه في عينيّ و قال:-

-"ربما يبدو الأمر كذلك لك .. تافها لا يستحق..ولكنه مهم للغاية لي ، ربما لو فكرت من طريق آخر لكان مهما لك أنت الآخر ، إن كل فرد من هؤلاء الضحايا ليس مجرد اسم , ولم يولدوا ليكونوا في عداد إحصاءات وفيات الحوادث , كلا ، إن كل واحد منهم له حياته الخاصة , حياته الكاملة ، أسرته التي يعولها وينفق عليها وربما لايكون لها مصدر رزق سواه ، وأسرته التي تعوله وتعده ليكون شخصا عظيما لها ،هناك من له أولاد وأحلام وأشياء أخرى ربما أثرتنا كثيرا لو حقق إحداها ، وبموته سنكون قد خسرنا يداً عاملة أو مشروعاً جديداً والأدهى .. نفس بشرية أخرى .. وحياة كاملة .. هنا كحيوات لا تكفيها مجلدات انتهت في حادث التصادم هذا "

بدأت أفكر قليلاً لأكتشف أن الصواب بجانبه في كل ما قاله ولم أجرؤ على الكلام حين رأيته قد بدا يبتعد بخطوات بطيئة واستمريت في تفكيري حتى أفقت على صوت التوقف المفاجئ المزعج للسيارات ، التفت في حدة لأجد الرجل راقداً ينزف وسيارة زرقاء أمامه تجاهد للهروب ونجحت في ذلك .. وفى هدوء شديد .. التقطت أرقام السيارة ومشيت في الاتجاه الآخر للحادث وكأن شيئاً لا يعنيني ، ولكنني في الحقيقة كنت حزينا أتساءل عن حياة هذا الرجل !

Thursday, February 05, 2009

أنا .. ود. أحمد ..ومليون قصيدة

شكر واجب إلى كل من شرفني بالحضور في حفل توقيع ناثر البخور وأخص بالشكر :

د. أحمد خالد توفيق .هذا الرجل الذي لن تفي أي كلمات في التعبير عمّا أريد قوله له .. ولكن من يعرفون ما حدَث .. يعرفون ما أريد قوله

رايه في المجموعة باختصار من باب الغرور : شفافة , تعبر عن واقع الشباب بدقة

توقيعه على كتاب عبقري آخر لي من باب الاستفزاز للقراء - قراءي لا قراءه -: وأنت .. عبقري آخر .. دكتور أحمد

وأخص بالشكر أيضًا :د. ميشيل حنّا

أ. أحمد مهنا صاحب دار دون للنشر

أ. تامر فتحي صاحب سلاسل ميجا وفيروس

أ. ايهاب أحمد عمر صاحب كتاب الخليج البريطاني والصحفي النشيط

الصحفي النشيط فاروق الجمل صحفي المصري اليوم وصاحب رواية العام الثالث

الكاتب الجميل محمود بدوي صاحب مجموعة بعد الصمت

أصغر مبدع أغلفة في مصر حاتم عرفة

الشاعر الجميل سالم الشهباني

وأحمد خشبة صاحب رانمارو اونلاين لبيع الكتب

والأستاذ أحمد شلبي صاحب ديوان اللي انكسر يتطوح

وشكر للأعزاء عادل صليب وأحمد شاهين واسراء حامد صاحبة نصوص أحيانًا وأحيانًا وشيماء سمير صاحبة أشعار أطياف الصمت وكل من حضر وعرفته من القراء ومن لم أعرفه !

المرة القادمة .. قصة خاصة جدًا لدي .. وإهداء إلى شخص خاص جدًا ..

لا أدري كيف يكتب شخص ليس بشاعر مليون قصيدة ولكن هذه ازمة حقيقية لا بد من مواجهتها ولو بالقنابل

مليون قصيدة .

طارق عميرة

كتَبتِلِكْ مليُون قَصِيدَة..
وألفْ شَاهِد يشهدُولك ..
فِي حياتِي إنتي الوحيدَة
كتبتلِك ورَق كتِير
مليَان كلَام ..
فيه الأماني
فيه الأغاني
فيه المحبّة والخصام
فيه وصفْ عملَة أوكِتَابْ
أوجزء مِنْ حلمِ المنَامْ
كتبتلِك من دمّ ايدِي
ودي أعلى درجَات الهيَام
كتبتلِك إنّك في عمرِي
عدّاد شهورما بينتهيش
عدّت ليَالي وفاتِت سنِين
بمُوت أنَا وطِيفِك يعِيش
تايه شرٍسد في غربتِك
مالكيش آثار ,ودليل مفيش..
كتبتلِك إنّي بمُوت
ماتِت بجد حاجات كتير ..
وحاجات كتير ممكن تمُوت
عدّت كوارث ولسه
منّها ممكن تفُوت
كتبتلِك
إنّ نعُومة ضحكتِك
أجمَل حيَاة
بعد الممَات
لكن ضحاياهَا كتير
والهمّ من غير ضحكتك يصبَح كبِير
كتبتلِك و كتبتلِك و كتبتلِك
وبعتلِك
مليون رسُول بيقولوا اني اشتقتلِك
ومفيش رسُول
يرجع يقُول
إنك هنَاك
بيقولوا في أقصَى الشمّال
أو قمّة من قمم الجنُوب
أونقطَة تاهِت في الندّى
أو ابرة في وسط الحبوب
تايِه في جدرَان دنيتِك
ومشيت كتِير
اتطّهرت كلّ الذنوب
كتبتلِك مليون قصيدَة
وكام قصيدَة وصلتِك ؟
ومفيش جواب..
وأنَا هنَا عايش عذاب
وعذابي من نَار فرقتِك
طلّع صرَاخِي للسحَاب..
حتّى زيارتك للعدم
جوّة المنَام
صبحِت حرَام
أيام كتيرَة عشتها
معرفش أنَام
وجروح كتيرَة فتّحت
جوّايا من نار الغرَام ..
وإنتي شبح
بطل ظهوره منْ زمَان
بطّل يزور كل الأماكِن
إلا الورق
ورق القصيدَة..
حرّم يقول إنّك شهيدَة
رجع الظهور من غير كلام
ثبّت جدورَه ..
في الأيّام
وعشَان كده
كتبتلِك مليون قصيدَة
يشهدولِك
إنّي وَحيد
وإنتِي وحيدَة ..