Thursday, April 24, 2008

ما تنتحرش يا ريّس

اوعَى يا ريّس




دعاني الأخ الصديق شادي محمد عبد العزيز لمشاركته في تضامنه لمنع الرئيس من الانتحار , وقد قرّرت أن أتضامن معه عن طريق قصيدةٍ أكتبها لحملة التضامن


نص الموضوع الأصلي لشادي :


كذا خبر في الجرايد اليومين دول عن مواطنين ضميرهم عذبهم عشان مش قادرين يصرفوا علي البيت وبالتالي العيال جعانة وأمهم كمان .. قاموا عملو ايه .. انتحرو
الخبر دا خلا الواحد يفكر في حاجة مهمة
اللي انتحر دا انتحر عشان حس بالمسؤولية وانه مقصر في حق ناس المفروض انهم مسؤولين منه
لو فكرنا يا جماعة هنلاقي اننا كشعب حاليا مش لاقيين ناكل .. حتي اسألو جرايد الحكومة قبل جرايد المعارضة .. شوفوا مشاكل العيش بس كفاية .. عشان تفهمو حجم المأساة دي
وبما ان سيادة الريس هو رب للأسرة اللي احنا عايشين فيها دي .. (وفي مقولة أخري العزبة) وبما اننا برده كلنا متاكدين ان الريس قلبه رهيف وحساس وصعبان عليه اللي بجري للشعب في عهده (حقيقة علمية ) الواحد فعلا كده بدأ يقلق
مش يمكن قلبه فعلا يوجعه(بعد الشر عليه ألف مرة ) ويفكر ينتحر.. والله سؤال منطقي برده
برده وجع الضمير بيخلي الواحد ساعات يفكر في حاجات مش كويسة والراجل بشر برده وصاحب ضمير وقلب حنين .. ولا ايه
انا برده الموضوع قلقني جدا وفكرت نعلن تضامنا مع الريس
عن طريق بلوجات .. مواقع نت.. ايميلات .. ويا سلام بقا لو حصلت مظاهرات تنادي بعدم انتحارالريس
محدش يقلق من موضوع المظاهرات دي .. احنا مش زي العالم الوحشين بتوع الاضراب عشان نقول لا لمبارك والكلام دا .. بالعكس احنا بننادي بحمايته من نفسه اللي زي اي بشر تاني أكيد امارة بالسوء برده
ونتيجة لنيتنا الطيبة وقلب الريس الحنين وتفهم الأمن معتقدش ان حاجة زي كده ممكن تضايق حد
ولا ايه يا شعب


مدونة شادي


قصيدتي


اوعى يا ريس

طارق عميرة

اوعى يا ريّس..

اوعى في يوم تعملها تفيّس..

اوعى يا ريّس..

دحنا في حكمك شعب كويّس.

اوعى يا ريّس تيجي في يوم

تزهَق من تمانين مليُون

تاخد بعضك عالفيوم

وتغطس في بحر قارون ..

او تضرب نفسك برصَاصة

أو ترميها من تاسع دور

او تنزل في الضلمة لوحدَك

ولا تنام قدّام حنطُور

اوعَى يا ريّس

مَنْ غِيرك احنا ولا حاجه ..

وبدونك مصْر محتاجه

في حضورك الكل بريء

وغيابك الكلّ ديَابَه

ايوة يا ريّس..دحنا في غابة

ووجودك حامي العمّال

وبعقلك منشيء أجيال

وبعدلَك الكلّ يساوي

واحد من صفر على شمال !

اوعَى يا ريّس

اوعَى تيجي في يوم وتهيّس

وتفكّر ان أحنَا هموم

و انتا بتبلبع في سموم

لأه يا ريّس

مَن غيرَك شعبنَا مهزُوم

وبدُونَك اسمنَا مهضوم

في حضورك الكل يخافنا

وغيَابك الكلّ يزوم

انتا النور اللي مخلّي

شعبَك كلّه عميَان..

من قوّة نورَك وحلاوتَك

النملة السودة بتبان .

اوعَى يا ريّس

اوعى تكُون يوم شغّال

وتجيلك مشكلة عويصة

وعليها كام الف سؤال

اوعَى تحسّ ان احنا تُقَال

اوعَى يا ريّس تنزل تحت ..

اوعى تقول لبتاع الفحت..

يحفُر قبْر

اوعى تقول ان انتا زهقت ..

اوعَى تطلع أرباجيه

وتضرب نفسَك وتنط ..

اوعَى يا ريّس

Thursday, April 17, 2008

لمّا بُكرَة ييجي الفَرَج

لمّا بُكرَة ييجي الفَرَج
طارق عميرة

هذه القصيدة كتبت منذ زمن , كنت قد عزفت عن نشرها للمشاركة في مسابقة مجلة بص وطل الالكترونية وبعد اربعة اشهر من ارسالها اكتشفت أنّني كنت معتوهًا , لأن المسابقة كانت للقصة القصيرة !!
لمَّا بكرة ييجى الفرَجْ
هرجع أدوَّر عاللِّى فات ..
من غِير كُسُوف..
مٍِن غير حرَج ..
هرجع ألملمْ في الفتات .
.هرجَع أجمَّع في الشتات ..
وأبنِي في البيت اللى اتهدَمْ
وأجيب ضَميرِي اللي خرَج.
هرجع أدوَّر في الشوارِع والحَارَات..
على اسم مَصْر اللى اتنسى ..
على سِحْر مَصر اللي اندَفن ..
على دم مَصْر اللي اتْهَدَر
وهلف دايمًُا فى الصحارى والواحات
وأجيبلنا الشهدْ مِن بطن الجَبل..
وأزرع مَكَان مُرّ السنين سكر ..
واحط فى اسوار ربوعك عسل ..
لمَّا بكرة ييجى الفَرَج
همسح بُحُور الذِّكريات ..
همسَح تاريخ المليونات ..
هكتِب لِمصْر تاريخ جديد ..
تاريخ مشرِّف للي فات ..
تاريخ يكمِّل خطنا اللى انقطع بسنين عِجاف..
هبني الصحارى بالجناين ..
هبنى العماير في الساعات ..
وهرخَّص العيش فِي المَخابز ..
وهصَّحي في الشَعبْ اللي مَات !
هنفخ في صُورة ضعفِنا ..
وهمد حبل المعرفة للي كبر ..
هقطع السوط اللى ماسك عقلنا ..
هخمد الصوت اللى انتشر ..
صوت الخُمول ..
صوت السكوت .
.صوت الكُرُوش ..
صوت القروش ..
صوت كبد مصر اللى انفطر ..
همسح دموعكو بمنديلين ..
منديل معطر ..
واوراق شجر .
لمَّا بكرة ييجي الفَرَج
هجيب مناهج تتفهم ..
هجيب أساتذه معلَّمين ..
وههد فى اسوار العساكر ..
وافك قفل الملجومين..
هغرس شجر وسط المَجَاري !
وهحول اكوام البطاطس تين !
وهعلي صوتي اللى كَتمته من سكات ..
وهرش ميَةتقومني من السبات ..
وهقوم من الكرسي الحصين وهقول ..
انا بمشي .. راح فين الشلل !
هعمل حاجات تنفع كتير
بس ..
لمَّا بكرة ييجي الفرَج!

Monday, April 14, 2008

ورقةٌ عنهُم

ورقةٌ عنهُم
قصة قصيرة
طارق عميرة



الكَوبُ يمتلأ بالدخان , أتركهُ يتكَاثفُ قليلاً ثم أنزع الغطاء وأدّسُ أنفي وأجذب كلّ الدخَان في الكَوبِ إلى صدرِي , وأعيد الغِطاء انتظارًا بأن يمتلأُ الكَوبُ بنفسٍ آخَر .
أتأمّل ما تبقّى لدّي من حَشيش لأجدَ أنّهُ كميةُ لا بأسَ بِهَا , ستكفينِي حتّى الغَد , وحينَ يأتِي الغَدُ فإنّهُ يأتِي برزقِه , لذّة المخدّرات تكمُن في غلوّ ثمنِهَا وقلة تواجدهَا وهما عاملي جذب مهمين للغاية كما يقول عُلماءُ الاقتصاد!
الآخرون يعيشُونَ نعيمًا كبيرًا , يكفِي أنّهُم يمارسون حيَاتُهمُ الطبيعيَة , كنتُ هكذَا قديمًا حتّى شربتُ الحشيش للمرّة الأولى , مزية المخدرات أنّها تمنحُك لذّة لن تحصُل عليهَا في حياتِك قط مالم تكُن مدمنًا , أمّا أضرَارُهَا الصحية والنفسية والعقلية فلا تكوّن رادعًا من أيّ نَوع , لستُ أنَا الذي يُبَالي بصحته وهو في ريعَان شبابِه , عيبُ المخدّراتُ الوحيد مِن وجهةِ نظرِي هو أنّهَا تقضي على الملذاتُ الأخرَى , تتحوّل كل أحلامك إلى الحصولِ على طنٍ من الحشيش أو جوالٍ من البانجو , طمُوحك كلّه يقترن بأن تكُون مغيبًا عن الوعي , سأتزوج أجمل امرأةٍ في الكونِ لكن لا بد من شرب الحشيش ليلة الزفَاف , سأكون أكبر أديبٍ في التاريخ , ولكن لا بد من شُربِ الحشيشِ للابداع , سأحصل على نوبل في الفيزياء ولكن لا بد من شُرب الحشيش للتركيز في كشفي العلمي اللذّي سأكتشفُه.
هذِه هيَ مُشكلَتِي الحقيقيّة , الأيّام المُقبلَة , حَاولتُ أن أُقلعَ عن ادمانهَا أكثرَ مِن مرّة , وفي كل مرّةٍ أعُودُ لسببٍ واحِد هوَ الفرَاغ.
ياه , لقد انطفأت قطعة الحشيش في الكوب , لقد منَعَتُ عنهَا الأكسجين أكثر من اللازم , أٌشعِل القطعَة مرةً أخرى وأضع الغطاء وأتابِعُ خَواطرِي
حَاولتُ أكثرَ مِن مرّةٍ ولكنّني لا أستطيع , أتأمل الميكروسكوب , هديةً كنتُ قد أحضرتُهَا لها ولكنَهَا لم ولن تراهَا , ذهبَت , فلتذهب وليذهَب الجميع ما دامَ معي منَ الحشيشِ ما يكفِي.
أتأمّل كُتبِي الدراسيّة التي لا أدرِك أسماءهَا بَعد والامتحانَاتُ على الأبوابُ , يبدُو أنّني سأرسُبُ هذَا العَام , لا يهمّ , وماذَا فعَل الناجحُون , فلتذهب الدراسُة إلى الجحِيم ما دامَ معِي مِنَ الحشيش ما يكفي
أتأمل صدرِي في المرآة , صدري الذي لم يكف عن الشكوَى منذُ أشهُر , فلتذهَب صحتي إلى الجحيم ,فلدَيّ مِن الحشيشِ ما يكفِي .
أرفعُ الغطاء وأدسٌّ أنفي , مرّة ومرّة ومرّة , وأعاود التأمّل , هذّا هوَ مكتبِي الذي خرَجَ طموحي الأول منهُ , لا بدّ من أن أكونَ مهمًا , ساكون نافعًا , ذو بصمةٍ لا تزول , ربّما شهيرًا كذلك , يعاودني حلمي القديم كطيف , لا بد من التخلص من ادماني هذَا حتّى يتسنى لي تحقيقُه , هذَا هوَ حلمي الذي لم تستطع المخدّرَات القضَاء عليه ,لا بدّ من أنّني سأكف عن ادمان هذَا الوباء يومًا ما , حينهَا ساكون بالتأكيد أشهر كاتب في التاريخ , ربّمَا العالم الأكثر عبقريةً في جيلي , وبالتأكيد سيعرضونَ عليّ رئاسةَ البِلاد وسأرفض ! , لا بد من أن يتحققَ هذَا , لهذا قرّرتُ من الآن أن أنقطعَ عن هذَا الوبَاء .
يبدو أنّني لا أدرك ما أفعله حقًا , لقد انتهى الحشيشُ الذي كانَ من المٌفترَضِ أن يكفيني للغَد , لقد نفدَت مخدرَاتي ..
ساكون بالتأكيد أشهر كاتب في التاريخ , ربّمَا العالم الأكثر عبقريةً في جيلي , وبالتأكيد سيعرضونَ عليّ رئاسةَ البِلاد وسأرفض , ولكن قبلَ هذا كلّه لا بد أولاً من مخزون يكفِي من الحشيش !