Thursday, April 30, 2009

عيد ما بيجيش

عيـــد ما بيـجــيــــش


طارق عميرة
كَان نِفسِي في يوم تلاقِيني
دُكتُور بيعَالج مرضَك..
بيكمّل صورة حلمَك
ويفرّح دايمَا قلبك ..
كان نفسِي أكون فِي غيَابك
الحلمْ إللي إنتَا حلمتُه
واللي اتربيت علشَانُه ..
لكن في غيابك بعته ..
ومسَحت كمَان ألوانه ,
معرفتش إمتَى هكمّل
وطريقي أنَا فين همشيه ..
والحلم وسبَبه اتحوّل
مش لاقي في يوم أراضيه ..
والحَال الحلو اتدهوَر
والحزنْ معمّر فيه ..
كان نفسي أكُون واد صالِح
يدعيلَك كلّ أيّامه..
ويصلّي الفَرضْ بفرضٌُه ..
ويشوف أحوال أعمامه
ويزور الكعبَة في مكّة
يمشي يصبّح بسلامُه
يا سلام لو كنت معايا ..
وأنَا كُنت أفضَل متحيّر؟
ولا كان الحال اتغيّر؟
الله لو ترجع تاني
لو ترجع تمسك ايدي
وتاخدني نروح الجامِع
أو نطلَع على بيت سيدِي
الله لو ترجَع تَانِي
كان يبقَى اليُوم يوم عيدِي

Friday, April 24, 2009

زي النهارده من سنة - قصيدة معدلة


زي النهارده من سنه

طارق عميرة


زي النهارده من سنه
كنا في طريق
مالهوش ملامح
ماشيين نخبط
وركبنا سايبة
والدنيا ضلمة
ومافيش فيه لون في الارض فاتح
ومفيش في بكرة اذان جديد
ولا ديك يصيح ولا صبح صابح
وزي بكرة من سنة
كان فيه جديد
النور شديد
والدم في عروقي واصل ابعد وريد
وشعور جديد
مخلي قلبي
سعيد
او كان سعيد
وزي بكرة من سنة
كان الامان
كان الدفا ونور الحنان
كان اللقا
كان كل شيء فات اتنسى
من كام مسا
كان نور عيونك
دنيتي
نا شفت في رموش جفونك
سكتي
ومشيت كتير
لكن نهاية قصتي
دول خطوتين
كل الطريق
لما عيونك غمضت بقى خطوتين
يرجع ورا
كل الأماني
لما عيونك غمضت
اتحولت
حبة رياح متبخرة
كل الأماكن الجميلة
لما عيونك غمضت
صبحت كئيبة
وفي كل ركن منهم
أشياء حزينة
وذكريات
أشلاء قديمة
وقصة من كل القصص
غاوية المشاهدة
ورجعت اقول
زي النهارده من سنه ..
زي النهارده !

Friday, April 17, 2009

عندمـــــــــــــــا مـــــــــــــــــات

عندمـــــــــا مــــــــــــــــــــــــات
طارق عميرة - قصة قصيرة

كانت الأشجار تبدو مخيفة للغاية عندما تراها من بعيد على ضوء القمر، تبدو ككيانات سوداء عملاقة ترهب كل غريب لا يعرف ملامح الطريق وتضاريس أشجاره..
وعلى مساحة واسعة من الأراضي تتبعثر عدة أكواخ من الطين اللبن أو الطوب الأحمر العتيق. كان عدد الأكواخ كبيرًا حتى إن القرية أدرجت في قائمة قرى المحافظة..
كانت القرية قد اعتادت الظلام طول الليل إلا من أضواء القناديل أثناء الصلاة أو داخل المنازل إلا لضرورة قصوى، وقد كان سكان معظم هذه الأكواخ هم كبار السن، فكل الأجيال التالية لهم من أبنائهم وأحفادهم قد هجروا الحياة في القرية الصغيرة ونسوها.
وقد كان سالم أحد هؤلاء الكبار بل كان من أشهر عجائز القرية، كان يصلي فروضه في أوقاتها وكان أشد ما يحافظ عليه من فروض هو صلاة الفجر حتى إن القرية بأكملها كانت تعتمد عليه دائمًا في إيقاظها بصوته الرائع وهو يؤذن ويملأ الفضاء والمساحات الساكنة المحيطة بالأكواخ.
وقد كان سالم بعد عودته من صلاة الفجر يوقظ البعض ممن عهدوا إليه بهذه المهمة، كانت أنفاسه ثقيلة وجسده بالغ النحول والوهن بفعل السن فقد كان يتجاوز الثمانين عامًا بقليل، ولكن عقله كان متقدًا دائمًا ولم يبد خرقا أو كسلا وكأن التغير قد مسّ شكله فقط من الخارج.
دخلت الكهرباء إلى القرية..في خطة حكومية وفي إحدى المرات النادرة أخيرًا امتدت تلك الأسلاك الناقلة للتيارات الساحرة عبر فضاء القرية.
ورغم أن فرحة الأهالي كانت عاتية إلا أن قداسة الظلام في الليل لم يجرؤ أحد من الأهالي على هتكها بمصباح صغير يضاء، كانوا قد اعتادوا الظلام في الليل وألفوه وأنسوه، لهذا لم يستطيعوا جعل النور بديلا له، يكفي الضوء الخافت للقمر في بعض الأحيان.
كان أول مصباح يضاء في القرية ليلا عند صلاة الفجر وقد كان هذا المصباح هو مصباح العجوز سالم والذي يخرج مختارًا أحد مساجد القرية الصغيرة ليشدو بالأذان هناك.
وفي هذا اليوم أضاء العجوز المصباح وخرج إلى أحد المساجد النائية في القرية، وحين انتهى من الأذان وبدأ الناس في المجيء لاحظ تغيب أحد الرجال الذين كانوا مواظبين على الصلاة في هذا المسجد، بعد الصلاة سأل أحد أصدقائه من المصلين:
- أين عم جلال؟..
قال الصديق:
- لا أدري، ربما صلى في المسجد الآخر، كان يحدثني بالأمس عن أنه يود تغيير المسجد لما يقوم به الغمام من تطويل.
شكره العجوز ومضى عائدًا إلى منزله، اعتاد أن يترك المصباح مضاءً حتى تحين لحظات شروق الشمس، وعندها يغلق المصباح بعد أن يكون قد قرأ الكثير من الأذكار ويجلس ليتأمل مشهد الشروق.
مرّت أيام كثيرة والعجوز يضيء مصباحه عند الفجر حتى غيّر عادته فجأة وأضاءه ليلا..
للمرة الأولى في تاريخ أهل القرية البائسين يبدد مصباح الظلامَ بهذه الاستمرارية والقرب، لهذا فقد تشاءم الجميع من الأمر في البداية ولو كان العجوز شابًا أو غير محبوب لكان قد جنى آلاف المشاكل بسبب هذا المصباح المضاء ليلا!
كانت بعض بيوت القرية تستخدم الإضاءة ليلا داخل المنازل فرحين بالتقنية الجديدة لكنهم لم يحبوا تبديد ستار الظلام الدائم قط بالخارج فقط كان مصباح العجوز هو المصباح الوحيد الذي يضاء ليلا لهذا بدأت تسري بين أهل القرية كراهية صامتة للعجوز الذي بدد الظلام وقهره ويستمر في هذا رغم أن أحدًا لم يشاركه هذا الفعل.
كان فعل العجوز شاذا بالنسبة لهم، لهذا صارت كراهيتهم له في ازدياد يومًا بعد يوم وبعد كل ليلة تضاء بمصباحه الكهربائي المشئوم، فكروا في تحطيم المصباح، ولكن تبديله هو أسهل شيء.
كان العجوز سالم يشعر بما تكنه له القرية من شعور ولكنه استمر في إشعال مصباحه..
كان له صديق يلقاه كل فترة من الأيام، قال له في اللقاء الأخير:
- لو أشعلوا النار فيّ لن أطفئه..هو منارة في الطريق ونعمة من الله!..لهذا سيظل يبعث هذا الضوء كل ليلة حتى أموت!
يسير العجوز سالم كعادته إلى صلاة الفجر:
-ألم يحضرْ عم جلال؟..

-كلا يبدو أنه يصلي في مسجد آخر.
هكذا أدى سالم صلاته وعاد إلى منزله ليطفىء المصباح بعد أن يتلو أذكاره وتبدأ الشمس في مد أشعتها، وفي اليوم الثاني والثالث لم يأتِ عم جلال أيضا..لهذا فلم يتعجب كثيرًا حين وجد اسم عم جلال يتردد عبر مكبرات الصوت مقترنا بإعلان عن وفاته، فقط شعر بالحزن يتخلله وبللت دمعة وحيدة خديه، لقد اعتاد الموت كما اعتاد أي شيء آخر، ثمانون عامًا؟ كم مات فيها من الأحباب؟
وبعد صلاة الظهر من ذلك اليوم كان العجوز يتقدم جنازة صديقه، وينظر بازدراء إلى أبنائه وأحفاده الذين أتوا للحضور وكان يتساءل في أعماقه عن الذي أتى بهم الآن..
لقد كان عم جلال يعيش وحيدًا رغم أن له سبعة أبناء، لكن ثلاثة منهم بالخارج وبالتأكيد لم تصلهم الأخبار بعد، بينما يعيش الباقون في المدينة القريبة ولكن أحدًا لا يفكر في زيارته منهم إلا كل حين، ربما تمنعهم مشاغلهم حقا، وربما يمنعهم الملل..
لا أدري لماذا يصل الأبناء آباءهم حين يكبرون في السن وينسون أنهم أصلهم ذاته!؟..
ربما الألم..سميحة العجوز تركتها ابنتها لا تطيق صرخات الأم المريضة بشيء ما في بطنها..
مضى العجوز في صمت الجنازة الذي لا يقطعه سوى صوت الخطوات المهرولة والأفكار المتدفقة في رأسه والتي ستجعله يقتل ابنه المتوفى بعد قليل، ولكن غليانه سرعان ما هدأ بعد أن استقر اللحد في قبره وبدأت الألسنة في الدعاء، وتلاوة بعض الآيات القرآنية. لحظات وبدأ الحضور في الانصراف، لحظات أخرى وانتهى كل شيء..
عاد عم شوقي والحزن يملأ قلبه، لقد مات عم جلال وظل ميتا لثلاثة أيام دون أن يشعر به أحد، وهو ليس الحالة الأولى، إن معظم كبار السن الوحيدين في البلدة يموتون بذات الطريقة، وهو يخشاها كثيرًا، يخشى أن يظل جثة تنتظر الحساب.
اجتمع مع عجائز القرية وفكروا في أن يتطوع شاب من شباب القرية بالمرور على منازل الكبار يتفقدها حتى يمكنهم العلم بخبر الوفاة في وقته على الأقل..
ولكن فسدت الفكرة لأن كل شباب القرية لا يحب الالتزام بل يسعى للخروج منها إلى حيث المدينة وقمة الحضارة بالنسبة لهم. كان يتعجب كيف أنهم يرفضون إضاءة المصابيح في قريتهم وكأنها دنس بينما كل شيء ممكن في المدينة!
كان السبب الآخر لعدم تنفيذ الفكرة هو أن بعض الكبار يسافرون أحيانا وعادة ما يكون سفرهم مفاجأة وفي معظم الأحيان اعتادت القرية هذه الأسفار فلم يعد أحد يكترث لغياب عجوز له أبناء في المدينة أو يسافر لعمل معتاد أو يتغيب لفترات.
فؤاد شخص غير سوي فرغم أنه يفعل كل الموبقات الممكنة إلا أنه يردد كثيرًا أنه يريد تحطيم مصباح عم سالم لأنه يهتك ظلام القرية!، كان عم سالم متأكدًا من أنه يريد تحطيمه لأنه يمنعه من الجلوس في الشارع وفعل ما كان يفعله مستترًا بالظلام..
في تلك الليلة جاء ويبدو أن عقله قد ذهب إلى نزهة ليقف على باب عم سالم ويبدأ في السباب..
لحظات وتناول حجارة قذف بها المصباح فلم تصبه، كان العجوز سالم بالداخل ينصت في برود وكأنه لا يسمع شيئا بينما توالى السباب وصوت قذف الحجارة، ثم سباب آخر، سمع صوت خطوات فؤاد السكير تبتعد واضحة في الليل..
خرج إلى الشرفة فوجد المصباح كما هو لم تصبه رميات فؤاد وإن كان قد أسرّ في نفسه أن يلقن هذا البلطجي درسًا لن ينساه..
جمع الحجارة التي تناثرت في شرفته وألقاها في الشارع مرة أخرى ودخل إلى داخل المنزل يستريح على إحدى وسائده التي يضعها للجلوس حتى يشعر براحة في ظهره..جلس ينتظر صلاة الفجر والصباح، عندها سيؤدب ذلك الحقير فؤاد..
وحين بدد ضوء الصباح أجواء القرية وبدأ الناس في الخروج تساءلوا عن السر الذي يبقي مصباح العجوز مضاءً حتى الآن للمرة الأولى..
انتشر خبر ما فعله فؤاد في القرية وتلقى توبيخا شديدًا من الجميع وأجبروه على السير معهم حتى يعتذر إلى العجوز، وعندما أتوا به عادوا فقد خيبت آمالهم إذ كان المصباح مازال مضاءً..
كانت القرية تسير حزينة كعادتها كلمها شيعت جثمان أحد عجائزها، ولكنهم كانوا يفكرون أثناء سيرهم في الإهانة التي تلقاها العجوز سالم قبل وفاته..
لقد توفي في ذات الليلة، وفي الليلة التالية، كانت جميع الشوارع القرية مضاءة..
لكن أهل القرية حتى اليوم لا ينسون إطفاء المصابيح مع أضواء الصباح الأولى.


Tuesday, April 14, 2009

أجرة السفر من فضلك


أجْرَة السّفَر مِن فَضلِك
طارق عميرة - قصة قصيرة


جالسًا في المترو أتطلع إلى الوجوه التي ألفت معظمها من كثرة ركوبي في هذه العربة في هذا التوقيت، في كل يوم كانت تتغير الوجوه، ولكن هناك أشخاص ثابتون عرفتهم من كثرة رؤيتهم، دورهم في حياتي وكأنها حياتهم وما يعيشون من أجله أن يأتوا ليركبوا معي عربة المترو في هذا الموعد.
أحيانا تكون العربة مزدحمة ولكن يغلب عليها الهدوء والفراغ في أحيان أكثر، ولكنها كانت فارغة اليوم..
ينشط الباعة الجائلون في هذا الوقت ومعهم بعض الشحاذين، أحفظ صورهم عن ظهر قلب كما يعرفها كل الركاب من كثرة رؤيتهم بعد أن اتخذوا من الشحاذة مهنة رسمية لهم..
يُفتح باب المترو في إحدى المحطات، ويدخل إلى العربة عجوز يرتدي جلبابًا متسخًا كبير الحجم ويضع نظارة سوداء على عينيه، كانت هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها..
أغلقَ بابُ المترو ولم يكد يبدأ في التحرك حتى انطلق الرجل في بكاء شديد وهو يتلو آيات قرآنية وبدأ في التحدث عن أنه لا يجد ثمن رغيف الخبز ويطلب المساعدات، كان أداؤه على مستوى عالٍ تمامًا من الاحتراف في إجادة حديث الاستعطاف والبكاء، لهذا لم يكد يتحرك حتى شرع ركاب العربة في وضع النقود بيده!
كان يسير في منتصف العربة يتحسس أمامه والمشفقون يضعون أموالهم في يديه، كنت أقف بعيدًا عن طريقه وأنا أتأمله، لاحظت وجود ساعة في يده، ساعة مع أعمى؟ غريب!
وحين مرّ أمامي حانت مني نظرة إلى جيبه، كنت أظنه يحمل حقيبة في يده ولكن اتضح لي أن جيبه مكتظ للغاية، متكدس بالمال الذي يكاد يطل برأسه خارج جيب الجلباب، هذا الرجل يحمل في جيبه ما يوازي مرتب كل من بالعربة لمدة عام كامل، أصابني الذهول وإن لم أستطع الحديث حتى وهو يكمل طريقه في العربة حاصدًا المزيد والمزيد من المال.
حتى وصل إلى الباب الآخر وهبط المحطة التالية ليقفز إلى العربة التي تلينا، ويعيد الكرة مرة أخرى، بدا لي وكأن الناس يمنحونه المال على عرضه الرائع وتمثيله المتقن شأن من تدرّب كثيرًا على أداء دوره..
شحاذة أخرى أحفظها وأحفظ كلماتها عن ظهر قلب، لن يعطيها أحد شيئا اليوم وهي تمر تستجديهم، العجوز أخذ كل ما يمكن أن يخرجونه من مال.
أتأملها في لا مبالاة، أحترم الشحاذين ذوي العاهات وأعطف عليهم، ولكنني أزدري الشباب والنساء الذين يبدون بكامل نشاطهم وحيويتهم وهم يشحذون، رجل بلا ساق ولا ذراع قد لا يستطيع فعل شيء ولهذا أسبابه، ولكن ما الأسباب التي تدفع شابًا عاديًا إلى الشحاذة؟ لا أعتقد أنه يعجز عن كل الأعمال أو لا يجد ثمنا يسيرًا لإفطار وغداء وإلا كان يعيش في قلب الصحراء!
يتجاوز المترو محطتين أخرتين وأنا أطلع في الوجوه أو عبثا أحاول التركيز في ألعاب هاتفي المحمول المملة وإن كنت لا أجد شيئا آخر أشغل به نفسي طول المسافة.
يقف المترو في محطة ثالثة ويهبط بعض الأشخاص ويصعد شاب وفتاة منفصلين، بادرت الفتاة بحجز أحد أركان العربة بعد أن أدركت أن جميع مقاعدها مشغولة، هكذا استندت إلى الحائط الدكن وعقدت يديها على صدرها وشردت ببصرها إلى النافذة بينما تقدم الشاب قليلا إلى وسط العربة..
كان يرتدي ثيابا غالية، لكن ملامحه نحيلة وكأنه لا يلتهم طعامًا أبدا. بشرته بيضاء، يبدو بريق غامض في عينيه، لم يتحرك الشاب خطوة بعد أن وصل منتصف العربة، كان يقف حوله عدد من الشباب، راقبته وهو يتجاذب أطراف الحديث معهم وانتابني الفضول لمعرفة ما يتحدثون فيه وسرعان ما نقلت بصري إلى آخرين..
عندما عدت ببصري إليه كان يقف مع آخرين، يتبادل معهم ذات الحديث الهامس والآخرون ينصتون، وأحدهم يردد كلمات مقتضبة أو يسألونه سؤالا قصيرًا من آن لآخر.
شرد بصري للحظات وأنا أراقب المترو يتوقف في إحدى المحطات ويصعد ركاب آخرون بينما يهبط القليل.
أفقت من شرودي لأجد ذلك الشاب النحيل واقفا أمامي ينظر إليّ، قال:
هل تسمح لي بمحادثتك قليلا؟..
تفضل..
أنا من بلد بعيدة ولا أملك أجرة السفر وكنت أود أن تـ...
قاطعته:
للأسف لا أملك أي مال!
في لحظات نظر لي صامتا قبل أن يتوجه إلى آخر، كان سيقول إنه يريد استلاف أجرة السفر على أن يردها فيما بعد، لقد صاروا كثيرين هذه الأيام وهي طريقة جديدة في النصب وإن كانت قد تكون حالة حرجة حقيقية، أنا نفسي جرّبت أن تضيع حافظتي في مدينة أخرى وكنت سأفعل نفس ما يفعله هذا الشاب..
راقبته فلمحت الخيبة ترتسم على وجه من يحدثه، ابتسمت بدوري، لقد ملأ هؤلاء البلاد وإعطاؤهم يزيد من عددهم بصورة ملحوظة.
أخيرًا وصل المترو إلى محطته الأخيرة لم يفتني أن ألمح الشاب يهبط خائبًا بعد أن عجز عن انتزاع قرش من أي شخص ولكن فاجأني أن ألمح دمعة صامتة تسيل من إحدى عينيه..
هذا الشاب صادق، بالتأكيد صادق وإلا فلماذا يبكي؟، أنا أيضا كنت صادقا، لا أملك أي مال أعطيه له..
السيدة البدينة التي تشاجرت معها ذات مرة تهبط هي الأخرى، وأهبط أنا، أميز الشحاذ العجوز الذي يتظاهر بالعمى يتحسس طريقه إلى خارج المحطة ويرفض أن يأخذ بيده أحد إلى الخارج..
علمت أن سبب الرفض أنه غاضب لأنه تشاجر مع أحد الركاب الذي اتهمه بالنصح بعد ما رأى حجم جيبه..
ألمح كذلك بعض الوجوه التي ألفتها، أقف على الطريق بعد أن خرجت من المحطة وأنتظر سيارة أجرة خاصة لأستعملها إلى حيث سأذهب، ألمح الشحاذ العجوز يعبر الطريق متجاهلا السيارات معتمدًا على تظاهره بالعمى، يبدو أنه كان أعمى فعلا..
لأن جسده طار في الهواء قبل أن يستقر في منتصف الطريق إثر صدمة من سيارة عابرة.
سيارة لم يتوقف صاحبها الوغد ثانية واحدة ليلقي نظرة على ما فعله، صحيح أن الخطأ ليس خطأه ولكن فعله نذالة لا شك فيها..كم أكره الشحاذين وكم أكره النذالة أكثر.
صرخات متقطعة! انطلقت من عدد من الاتجاهات ممن شاهدوا الحادث ولكن أحدًا منهم لم يجرؤ على الاقتراب من الجثة.
أدرت بصري بينهم فوجدتهم مازالوا في ذات حالتهم من الفزع بينما يحاول أحدهم يدّعي الذكاء الاتصال بالإسعاف..
في جرأة اتجهت إلى الجثة ونزعت عنها الجلباب وأنا أأمر أن يأتي أحدهم بملاءة هكذا لم تمض دقيقة حتى كانت الجثة مغطاة بخمس ملاءات وأنا أبتعد حاملا جلبابًا ثمينا..
ابتعدت بما يكفي فحانت مني التفاتة لأجد الشباب الذي كان يبحث عن أجرة السفر جالسًا بثيابه الأنيقة على أحد جوانب الطريق ويضع رأسه بين يديه.
ترددت قليلا قبل أن أتوجه إليه وأمد يدي في جيب الجلباب لأقبض قبضة من المال، وضعتها في يده فقبض عليها بشدة..
وأكملت طريقي وأنا ابتسم..

Wednesday, April 08, 2009

الطَرِيقْ إلى وَغْدِستَان

الطريق إلى وغدستان

طارق عميرة
قال الوغد الكبير الذي يحتل منصبَ رئيس دولةٍ ما على إحدى منصاتها :
- وأنا أعلن إن دولة وغدستان هي دولة شقيقة بالظبط زيها زي الدول العربية , معاهم في نفس الحيز وبتعيش معاهم بالاساليب المثلى والقيم العليا .. عشان كده فالرئيس بتاعهم حبيبي , دول منتهى التمدن والحضارة , وهوا راجل ذوق جدًا .. it's my love
هنَا وللمصادفة أو للقدَر قام أحد الهاتفين يردد بأعلى صوته ويردد الحاضرون خلفه :
تحيا دولة وغدستَان , الدنيا خوف وهيّا أمااااااااان
انتظر الرئيس الوغد حتى انتهوا من هتافهم قبل أن يتَابِع :
- وكمان هنعمل معاهم تعاون اقتصادي خطير هيخسرنا الثروات القوميـــ... عفوا الثروات الصغيرة ويكسبنا طبعا ثروات كبيرة أكبر بكتير , احنا في بلد رأسمالي حر دلوقتي يقدر الأب يبيع ابنه , ليه الناس مش قادرة تفهم وقارفيني؟
نظرَ إليه الحاضرون في سرور مبالغ غير مصدقين أنه بالفعل نجح في ذلك , واااااااااااااااااااااو , يا للروعة , فتابع في حماسَة :
- والله وما ليكم عليا يمين , انا كنت ناوي اعملهالكم مفاجأة في برنامجي بتاع انتخابات 2017 , واقولهالكم في الاعلان بتاع التلفزيون بس أنا قلت يا وغد ما تبخلش على شعبك حاجه , مين عارف مش ممكن ربنا يتوفاك بكرة ويسألك عن الشعب ده وراعيته ولا لأ ؟ لازم ساعتها ترد عليه وتقوله : انا سبت السلام لشعبي , عملت اتفاقية مع وغدستان واديتهم كل حاجه ببلاش , أصل وغدستان دي دولة وغدة ربنا يكفيكم شرورها
قال أحد اللذين لا يفقهون شيئًا :
- ازاي يا زعيم , دي متجيش واحد على خمسة واربعين من مساحة بلدنا
قال الوغد الكبير :
- عشان بس انت لا تفقه اي شيء في الحياة , الموضوع له ابعاد اخرى انتا مش هتشوفها , وما يشوهفهاش الا زعهيم وقائد زيي .
ثم تابع الزعيم :
- وأنا إذ أهدي شعبي الهدية العظيمة دي فده بس عشان يفتكروني , عشان يعرفوا قيمتي وقيمة اللي بعمله عشانهم
قال أحد اللذين يفقهون :
-يا ريس انتا بقالك كتير ننساك ازاي بس , كل اللى عنده اقل من تلاتين سنه مولود في عهد سعادتك وتقول مش هنفتكر , هنفتكرك يا ريس , هنفتكرك قوي قوي .. تكفي انجازاتك العظيمة المعبرة .. زي كاس الأمم الافريقية اكتر من مرة وكاس الأهلي للاندية ولا ننسى مجهوداته عظيمة من اجل نادي الزمالك المناضل والحصول على المعونة الأمريكية لمدة تسعة أعوام على التوالي.. وتشريف مصر بأنّها خارج نطاق تنظيمات كأس العالم الكروية المزعجة .
دوّى تصفيق حار في القاعة بينما كاد الرئيس يبكي تاثرًا وهو يشعر بفضلهِ العظيم على الشعب الوغد الذي لا يقدّر ما يفعله من أجله ..
قال الزعيم وهو يكمل تصريحاته النارية المفزعة :
- أوغاد .. الأوغاد هم اللذين ينفخون في النار , ولا يرون في اللي بعمله عشانهم أي قيمة أو قدر من الاصلاح الاقتصادي , وهذا تجاهل متعمّد لدوري الذي حاولت أداءه على أكمل وجه .. لقد صار الخبز متوافرًا في جميع مناطق الجمهورية .
تصفيق أخر قبل أن يتابع الوغدُ الأكبر :
-وإنني اذ بسيبهم يبثون سمومهم بين الشباب فهذا لا يعني اننا غافلون , لا انا لست بريالة بل أدري تماما ما يحدث في جمهوريتي الصغيرة ولكنني أتغاضى عنه من باب محبتي مع أبنائي ..
قالها وهو يبتسم إثر احساسه بحموضة بينما نهض الجميع يصفقون في حرارة شديدة ويصفر آخرون وقال أحد اللذين يفقهون :
- بك نستعيش .. بك نستموت ..
كنا سمكة .. بك صبحت حوت ..
بينما ردّد المعاتيـــ..الحاضرون الهتاف وراءه كان الرئيس يستعد لانهاء خطابه قبْلَ أن ينصرف ولكن فاجأه قول أحد اللذين لا يفقهون شيئًا :
- يا ريس .. انتا بتسمي العيش اصلاح بعد تلاتين سنه سرقة وقرف .. حرام عليك يا ريس ..
أجاب الرئيس وهو يتابع الضربات التي يتلقاها الذي لا يفقه :
- يا ابني مش كده , ده اسلوب مش حضاري وما ينفعش , عندك مستند قدمه للمحكمة مش عندك ما تقدموش , هوا انتا اسمك ايه ؟
- هممممممف
- نعم ؟
يصرخ :
- مش عارف اتكلم .
قال الرئيس للحرس اللذين ادرك أنهم يضربون المواطن بعد أن خرقوا احدي عينيه وكسروا انفه و أحرقوا جبهته وصموا أذنه وطبخوا ذراعه :
- ليييييييييييه كده ؟ ده اخوكم يا ولاد .. ازاي تعملوا فيه كده .. سيبوه .. انا ما قلتش كده ..
ثم تابع الرئيس في حكمة :
- هوا فاهم غلط , انا دلوقتي هفهمه الصح , يا ابني لو عندك مستند هاته معندكش ام مستند ما تتهمنيش بالسرقة وانا هرفع عليك قضية في المحكمة زي الناس الشرفا والقاضي هيجيبلي حقي .
وقبل ان يتم عبارته كان الذي لا يفقه قد صار في خبر كان فالقاضي لن يحكم بأقل من الاعدام على أية حال وقد نفذوا الحكم بطريقتهم في حين تابع القائد :
- أنا مش عايزكم تمشوا ورا الاعلام الوغدستاني المتخفي في صورة عربية وبيشتم في نفسه .. لا دول عايزينكم تعملوا حرب معاهم عشان يضربوكم وده ايمبوسيبل في عهدي , صحيح انني لا اركع الا الله , لكن هنركعوا كتير لغيره يعني
, فاكرين لما وعدتكم انه لا تستر على فساد ؟ آهو الفساد بقه واضح زي الشمس لما بقينا فسادستان , ولعلمكم فسادستان مش ساكته .. ما تفكروش ان موت الاخوة سهل علينا برضه .. احنا بنضغط على وغدستان .. بنضغط عليها بشدة , بعنف , وهيا بترضخ صراحةً لضغوطنَا .
وصمت للحظات قبل أن ينتبه إلى أنه يريد الحديث بخصوص نقطة أخرى فتظاهر بأنّه خطير كزعماء المافيا ومال على الكاميرا التي تصور خطابه وهو يقول :
- الصحافة المغرضة اللي بتاخد تمويل من الموساد والسافاك والمكتب الخامس البريطاني والتاني الفرنسي والسيكوريتاتيا والكونجرس و المافيا والمنظمات اللي موجودة في قصص أدهم صبري و عايز اقولهم اني عارفكم واحد واحد , انتم اللي افسدتم ابنائي اللي بتغاضى عنهم وانتم اللى افسدتم افكار شعبي الحبيب , والحيوان اللى همسكه منكم هحوله لمحاكمة عسكرية وأعدمه رميًا بالشباشب .
قام أحد رؤساء صحف فسادستان القومية يهتف :
سيبوا رئيسنا الوغد في حاله ..
قبل ما يشتري روحكم ماله ..
وردد الحضور الهتاف في حماسة قبل أن ينقضوا على الوغد الأكبر ويرفعوه فوق الأعناق اونقض عليه أحد اللذين يفقهون وهو يقبل قدميه في شدة ويقول :
- انتا بركة يا زعيمنا .. باركني ابوس رجلك .
- منتا بوستها !
- باركني يا زعيم ..
يطلق الحرس النار عليه فيسقط على الأرض من فرط سعادته بنشوة المباركة التي منحهُ إيّاهَا الزعيم الوغد , في حين يهبط الزعيم الوغد عن كرسيه ويتجه صوب الباب , ليعود بعد أن أنهى المؤتمر العملاق الذي صنعه ليقابل شعبه الحبيب الذي يعشقه بعد أن أعطى كل واحدٍ من الحاضرين مبلغًا من المال .
في المساء اجتمع المجلس الوغدستاني للثقافة والصحافة والآداب وهم ينظرون فيما عليهم فعله لنشر التصريحات الرهيبة الكاملة للوغد الأكبر, وقد كانت حيرتهم بالغة فهو تارة يقول على وغدستان حبيبته وتارة أخرى يسب فيها وحلفاؤها لأنهم أفسدوا شعبه هكذا لم يعرف الجميع ما يفعلون فأنهوا اجتماعهم وقد قرروا أن يكتب كل منهم ما يريد , لهذا فقد جاءت أخبار اليوم الثاني رائعة ولنأخذ جولة فيها
* جريدة الأجرام الفسادستانيه :
كتب رئيس التحرير : سلامة سرايا - صورة لرجل أصلع مبتسم بشدة وخلفه يبدو 4455445541112122552كتاب
عنوان كبير يلتهم ثلثي الصفحة
الرئيس : وغدستان my love
بخط صغير قليلا : الرئيس يشيد بجهود وغدستان للسلام ويدين الارهابيين الفلسطينيين .
صورة للوغد الأكبر وهو يتظاهر بأنه أسد وأنه رئيس
صرح رئيس الجمهورية الأمس في تصريحات بالغة الجرأة أنه أهدى سعبه اغلى هدية في الوجود وهي السلام , حيث أن اسرائيل تمتلك تسعة آلاف قنبلة نووية وتسعين طيارة اباتشي و6 قنابل يدوية ومدفعين اباتشي مضادين للدبابات وهذا يعني أنا ما فعله الرئيبس الفسادستاني حفظه الله يعدّ إنجازًا حضاريًا كبيرًا في السلام لو أنني مكان السويد لاديته جايزة نوبل .
* من قصيدة في صفحة الشعر بنفس الجريدة : للشاعر عبد الرحمن الأبنوسي
وبعد الدم وبعد الشهادة ..
جالوا السلام
وجال رئيسنا معاهم سلام
وجلنا كشعب
احنا بنسامح
وبننسى امبارح
وجلنا السلام
وجال الرئيس
يالله السلام
وجالوا السلام
يا سلام يا سلام
* من قصة كتبها الأديب الكبير "عباس حسانين " نشرت في جريدة أخبار اليوم الفسادستانية:
وعلى الشاطيء بعدَ أن أنقذهُ من الغرق :
- منين الأخ ؟
-وغدستان .
- أخوك ابوسمرة من فلسطين
وصاروا اصدقاء وعاشوا في تبات ونبات واتجوزوا اتنين اخوات وخلفوا صبيان وبنات
* من جريدة روزالوغد الفسادستانية / جزء من مقال رئيس التحرير كرم وغد :
حكمة الرئيس المتدفقة وعقليته المتفتحة هي من وضعتنَا في مقدمة الدول التي تسعى نحو التطور والانطلاق فبمبادرته الجديدة للسلام مع وغدستان بعد سقوط أكثر من 1300 شهيد يكون بهذا قد ضرب أفضل المثل في التسامح والرقي في التفكير ومحاولته الدؤوبة لايقاف شلالات الدم المنهمرة .
يُذكر أن الرئيس اتخذ هذا الموقف بعد فترة طويلة من تدبر الأمور وكان الشعب يتهمه بالخيانة والعمالة غير مدركين أنه يفكر في مصلحتهم ومن أجلهم , عموما حصل خير .
* من المقامة الوغدستانية بقلم الأديب الكبير قرطاس ترمس : وبينمَا أنا اواجه الثعبان , إذ ظهر لي رجل فأشعرنِي بالأمان , قتله ببوكس في العينَان , ونظر لي وقال , أنا من وغدستان , قلت له في سرور , وقد ملأني حبور , الوغدستانيون قوم لطاف , بدمهم خفاف , لو لم يكن بيننا صلح لأصبنا بالجفاف ولعشنا على الكفَاف .
إلا أنه بعد كل هذه الأخبار الرائعة كان هناك قلق كبير يتزايد في عقل رئيس المجلس الوغدستاني للثقافة والصحافة والآداب , فجمع الصحفيين والاعلاميين والأدباء مرة أخرى وعقد المؤتمر الخطير وقال :
- ليلتنا سودا ان شاء الله .. نعمل ايه لو كان الرئيس قصده فعلا ان وغدستان وحشة عشان العملا اللي بيقبضوا منها والمدسوسين بتوع امريكا .. احنا لازم بكرة نهاجم عشان نثبتلهم اننا صاحيين
اليوم التالي :
* جريدة الأجرام الفسادستانيه :
كتب رئيس التحرير : سلامة سرايا - صورة لرجل أصلع مبتسم بشدة وخلفه يبدو 4455445541112122582كتاب
عنوان كبير يلتهم ثلثي الصفحة : إننا نرصد العملاء
بخط صغير قليلا : رحمة الرئيس .. الرئيس يترك الخونة والعملاء حتى لا يثير الفتنة .
* عنوان من الأجرام ويكلي
peace in Wag'dstan
* من جريدة يديعوت أخرونوت الوغدستانيه :
جلعاد شاليط ارؤييل شارون ايهود اولمرت تل أبيب .. معاريف شالوم .
ثم كتبت الجريدة بعد أن فرغت حصيلتها من الكلمات الوغدستانيه
فسادستان از اور برازر
وكان الوغد الكبير رئيس دولة فسادستان يتابع هذا في رضا مقتنعًا بما يقرأه , ما أعظمه , ينظر إلى نفسه في المرآة ويقول :
- كنتي هتعملي ايه يا فسادستان من غيري .. دنا خسارة فيكم يا كلاب , لو تعرفوا اللى بعمله عشانكم ..
ثم تذكر امرًا هامًا فاتصل بمدير أعماله :
- حولت الفلوس على سويسرا ؟
- كلها يا ريس .
- تمام .. كام كده ؟
- البنك بيقول ان رصيد سعادتك اكبر من بقيت الفلوس اللى حاططها بقيت الزباين .. ما تفتحلك بنك سعادتك ؟
- لا لا !
ثم أغلق الهاتف ونظر إلى نفسه مرة أخرى في المرآة بارتياح ..الآن يمكنه أن ينام ويضع في بطنه بطيخة صيفي , لقد لقد فعل كا ما يريد فعله , سينام .. هاااااااااااااااااااااوم
أثناء نوم الرئيس .. ساد الهرج والمرج في جرائد المعارضة سواءًا الفسادستانيه أو الموجهة إلى وغدستان , واتهمه رؤساء تحرير حمقى بالعمالة وتجرأ قاضٍ وأعلن أنه خائن بينمَا جاءَت الكارثة المتمثلة في عضو مجلس شعبٍ أخرق حاول تقديم طلب بمحاكمة الرئيس وتصديره البازلاء إلى وغدستان .بل والأدهي والأمر أن هناك شرذمة من المنتسبين إلى الأقليات تحدثت إلى الإعلام العالمي وخرجت في قنوات مثل الجزيرة والسي ان ان والبي بي سي والواشنطن بوست وجريدة الحياة اللندنية والدبليو سيهناك ذلك الوغد الذي اتصل على المذيعة الوغدة في القناة العميلة التي تديرها أمريكا و وغدستان وكل الدول التي ريد الاضرار بفسادستان , لقد قال الوغد :- أخذه الله , فضحنا ابن ال*&&** قدام العالم كله, أين ذهبت كرامة العرب , فين كرامة الشعوب , طب الشعوب المبسوطة مبسوطة .. الشعوب الفقيرة التي لا تنعم بالأمان بينما يغسل رؤساؤها شعورهم ببيرت بلاس , هما فييييين؟يضيف الوغد بعد أن يتظاهر بأنه متأثر :- عايز اقول بس ان موقف الشعوب ظهر في المظاهرات ولو كان ينفع نعمل اكتر من كده كنا عملنا , بس هنعمل ايه , آدي الله وآدي حكمته , عمرك شفت حكومة تفتح التبرعات لغزة وتنزل في جرايدها القومية صور ومقالات تحث على كراهيتها ونبذها وحرقها وضربها بالشباشب ؟
وفي جريدة الطرطور الفسادستانية كان العنوان الرئيسي هو :
وغدستااااااااااااااااااان .. سلام شائك .
كتب رئيس التحرير : ابو خليل عيسى
إن معنى هذا السلام الذي حدث مع وغدستان ويصر بعض قادتنا على إتمامه رغم أنه محفوف بالدماء وخيانة العهود ونقض المواثيق , أن هؤلاء القادة قد قبضُوا الثمن , وهم لا يحتاجون إلى المال , فماذا يمكن أن يكون الثمن ؟ بالتأكيد المزيد من قمع حرياتنا والمزيد من نهب ثرواتنا وإخذ الضوء الأخضر لإتمام ما بدأوه من فساد , أم ان الثمن هو عدة أجولة من البن البرازيلي ؟
لهذَا فعندمَا استيقظَ الوغد الكبير في اليوم التالي لم يجد يومهُ سارًا لأن صحف المعارضة قد قلبت حياتهُ إلى جحيم , في لحظات وجد نفسه لص ووغد ونصاب وخائن وعميل وسفاح وحرامي بل وصلت دناوته إلى أنه يسرق الملابس من على الحبال ليلاً ..
هكذا كتبت إحدى صحف المعارضة المغرضة التي لا يدري من اين تخرج , على أيّة حال سيكون أمام رئيس تحريرها شوطٌ طويل قبل أن يمسك بقلمٍ مرّة أخرى.
فكّر طويلاً في اي رد فعلٍ يتبعه قبل أن يقرر أن يبدو بطلاً هذا الأسبوع فاتصل بالقناة الفسادستانية الاولى وقال :
- انا هطلع عالتلفزيون بعد شوية عشان اقول خطاب تاني وارد على المعارضة المغرضة والكلاب مدفوعين الأجر
وأغلق الهاتف بينما انقلبت القناة الأولى إعدادًا لخطاب الوغدِ الكبير ..
لم ينس الرئيس أن يتصل بزوجته وهو يقول :
- ابقى شوفيني في التليفزيون هطلع بعد شوية .
- والله صحيح ؟
- آه والنعمة .
واتجّه إلى القناة ألأولة وبعدما تأكد من إعداداته وراجع نفسه وتأمل سواد شعرهِ وخفة دمه ووسامة وجهه واناقة بذلته وقف يقول في بث مباشر :
- أكدت من قبل ان السلام مع وغدستان افضل من الحرب , ولكن بعض المغرضين يتهمونني بالخيانة والعمالة , وانا حاي اثبتلكم بالدليل القاطع
إن إحنا دولة قوية ومش خايفين من حد وانا لا أركع إلا لله , واي اعتداء على السيادة الفسادستانية يمثل اعتداء علي شخصيًا وهو يعني الحرب بلا تباطؤ ولا تمايع ولا استهبال , والحرب جاية في يوم بيننا أكيد , والدين قالك ايه ؟ واعدوا لهم ما استطعتم .. وفي حرب اكتوبر كان الايمان القوي للجنود مسلمين ومسيحيين السبب التاني في نصر بعد الضربة الجوية بتاعتي
انتوا نسيتوا الضربة الجوية ؟ مش ده كانت على وغدستان برضه ؟ عشان تعرفم ان السلام غصب عني بس احنا بنبني في الاقتصاد وفسادستان تسير في مسيرة الاصلاح الاقتصادي إلى الامام .. وصلت درجة تقدمنا 2 ريختر بعد 28 سنه .. وبعد ده كله تتهموني بالخيانة
وكاد الرئيس يبكي تاثرًا بينما بكى المخرج والمنتج والمذيعة التي لم تكن موجودة وكل من شاهد البرنامج وكل من لم يشاهده واتجه بعض المحامين لرفع قضية على كل من اتهم الرئيس بالخيانة بينما خرج الرئيس من مبنى القناة وهو يجد جماهيرية عريضة تحمله على الأعناق وقد آمنوا أن فسادستان قوية مخلصة وانها ستدافع عن نفسها , وانه سيعلن الحرب على وغدستان عندما ينتهي من الإصلاح الاقتصادي .

النهاية.

Saturday, April 04, 2009

مقبرة الغزاة .. ومذبحة الديمقراطية في كفر الشيخ

ما حدّث ويحدث الآن في محافظة كفر الشيخ هي أكبر مهزلة يصنعها النظام المصري , وأكبر فضيحة للديمقراطية في عصر مبارك , ويعني بشدّة أن اضطرار النظام لاستخدام مثل هذه الأساليب الغير مشروعة الهزيمة السياسية البشعة للنظام الحالي وهي واضحة منذ فجر انتخابات شعب 2005
تعالوا نعرف أولاً معا ماحدث ويحدث في كفر الشيخ ..
المناسبة : 6 ابريل 2009 يوم الاثنين المقبل .
الذكرى : ذكرى ثورة المحلة الكبرى والاضراب الشامل لأهل مصر في العام الماضي ..
البداية :
أثناء تواجد سارة رزق وأمنية طه مع أحمد الغيطي أمام جامعة كفر الشيخ قام حرس الجامعة بقيادة الضابط هيثم الهياتمي بتوقيف الفتاتين والاعتداء عليهم بالضرب بعنف على الرأس أمام المواطنين حتى وصلت سيارة شرطة أدخلوا الفتاتين عنوة بداخلها مع صراخهم واستنجادهم بالمارة وتوجهوا بهم مباشرة إلى مبنى أمن الدولة واستمر الضرب والاعتداء بوحشية في أمن الدولة بيد الضابطين محمد عبد الرحمن وعباس اشرف سعيد
كان هذَا منذ ثلاثة أيام ..
توجهت أفراد الأحزاب والمنظمات والمعارضة المصرية إلى كفر الشيخ على مدار الايام التالية وحتّى الأمس ..
وقد زرتهم بالأمس فوجدت القليل منهم معتصمين أمام المحكمة في كفر الشيخ , وقفنَا قليلاً وعدت لظروف طارئة في التاسعة مساءًا على وعد مني بأن اعود لهم في صبَاح الغد ..
الغد الذي هو اليوم ..
ما حدّث معي شخصيًا عندما ذهبت فوجئت باتصال بأن جميع من هنَاك تم اعتقالهم ..
في حملات اعتقال عشوائي صاحبها ضرب للنسوة العابرات و القبض على بعض الابرياء , وفي مدينة كفر الشيخ وقبل المحكمة بشارعين أتاني الاتصال ..
- لف وارجع تاني .. الموضوع مش مستحمل وكل اللى هناك اتشدوا ..ومش ناقصين جهعات تانية نحارب عليها !
كان من أحد المحامين اللذين دخلوا بقلب أسدٍ للدفاع عمن تم اعتقالهم , والطريف في الموضوع أن المحامي تم اعتقاله بعد الاتصال بنصف ساعة تقريبًا !!
أتاني اتصال آخر بالعودة إلى مقر حزب الجبهة في المحلة لحضوراجتماع مع د.أسامة الغزالي حرب وبعض القيادات والنظر بشأن هذه القضية..
وما زالت أجهزة الأمن تمارس كل عنفها وأساليبها القمعية في اعقتال المواطنين العشوائي - كأحداث السادس من ابريل السابق للمحلة - واعتقال كل من ذهب معترضًا أو منددًا بحبس الفتاتين أو كل من طالب بحقوقهعم وحاول السؤال عنهم .. وهذا يقودنا إلى سؤال آخر .. لماذا يخشى النظام 6 ابريل إلى هذا الحد - أعتقلت الفتاتان غالبًا خوفًا منه - ؟
من حقي أنا شخصيًا أن أطالب بإضراب من أجل مستقبل أفضل .. من أجل أن يزيد مستوى الدخول ويكف المصري عن سب مصر ولعنها والبحث عن فرصة للانطلاق خارجها , ليتزوج الشباب ولبعمل و ولينعم بحريته التي خلقه الله بها لا عبدًا لأحد ولا مطأطأًا رأسه لكلب من كلابهم
ليبحث الشباب عن ثمن لرغيف العيش الذي عانى أهاليهم بسببه الأمرين , وليجلب لنفسه حرية مفقودة يستطيع من خلالها البحث عن حقوقه التني تنهبها الدولة عيانًا بيانًا دون خشية او استحياء ..
ما زلت داخل مقر الحزب في المحلة وما زال الأمن يحاصر المقر بسيارات تحتاج إلى عشرة كتائب من الكوماندوز على الأقل لمواجهتها وما زالوا ينظرون إلينا في وقاحة ..
وربنا يستر ..

كتب للنشر في ساعته ..
من داخل مقر الحزب

قائمة الشرف
عن جروب ستة ابريل يتضمنون أصدقائي وهناك من لم يسجلوا بعض لعدم رصدهم ..

شمس الفخاخرى
نور الدين حمدى
مدحت شاكر
محمد عواد
احمد النديم
دعاء محمد
سارة رمضان
احمد الغيطى
سالم عوض
محمود رزق.....
شقيق سارة رزق
كريم سليم
جيهان محمد.....محامية
محمد السباعى.........محامى
عمرو ابو العينين
بسمة محمود.......محامية
علياء محمداحمد ابو عيطة
وهناك اصابات بالغه ببعض اعضاء الحركه نتيجه الضرب المبرح من عناصر الامنوهمشمس الفخاخرىودعاء محمدونور الدين حمدىوبسمة محمودوجيهان محمدهذا وقد تم خطف حوالى 25 مواطن عادى وضربهم وسحلهم فى الشارعوكان هذا العدد من اعضاء حركه 6 ابريل اعتصموا امس من الساعه الثانيه صباحا - كان الاعتصام بادئًا من السادسة مساءًا على الأقفل حين ذهبت ولكن نقلت الاقتباس كما هو - وقد تم تطويقهم من قبل قوات الامن وامن الدولة وعندما علم اعضاء الحركه المعتصمين بقرار تجديد حبس سارة وامنيه 15 يوم قاموا بقطع الطريق المؤدى من المحكمه الى القسم ومقر امن الدوله مع ترديد هتافات ضد الظلم وحبس الفتاتان وفى هذه اللحظه انهال الامن عليهم باضرب وجرح العديد منهم وسحل البنات فى الطريق
قائمة القرف

عفيفي النجار ، مدير إدارة البحث الجنائي بكفر الشيخ
هيثم الهياتمي ، مفتش مباحث بمديرة أمن كفر الشيخ.
أحمد سكران ، رئيس مباحث بندر كفر الشيخ أول
محمد خميس ، ضابط أمن الدولة بكفر الشيخ.
مقتطفات من موضوع الجروب :

وكانت صدمة كبيرة للمحامين حينما توجهوا إلى مكتب المحامي العام لنيابات كفر الشيخ لتقديم بلاغ في واقعة الاعتداء عليهم ، حيث فوجئوا به "المستشار أحمد طلبه" يحتد ضدهم ويوبخهم على حضورهم من القاهرة للدفاع عن "طلبه بايظين" على حد قوله ! ورغم أن رئيس نيابة كفر الشيخ قد قبل البلاغ - أي ضد الضباط المسؤلين - وأخبرهم أنه سوف يبدأ التحقيق به ، إلا ان المؤسسات الحقوقية سوف تطلب نقل التحقيق إلى مكتب النائب العام بالقاهرة ، نظرا لأن المحامي العام لكفر الشيخ بإعلانه عن موقفه وإنحيازه ضد الطلاب والمحامين ، أصبح في موقف الخصم ، مما يجعل المؤسسات الحقوقية لا تأمن للتحقيقات اذا جرت تحت إشرافه.