بدأ الكاتب أحمد مهنى حضوره في عالم الأدب بمتتاليتهِ القصصية إغتراب رغم نشاطه السابق كمدون وناشر , فقد جاءت متتاليته الأولى كمفاجأة مذهلة لكاتب شاب هذا هو إصدارهُ الأوّل .
يبدو هذا واضحًا من عنوان المتتالية والذي يتكون من كلمة واحدة ولكنهَا عميقةٍ بما ستجدهُ داخِل الصفحَات , فجو الإغتراب يسيطر بعمق على وجدان بطل هذه القصص التي يبلغُ عددهَا سبعة قصص .
ترتيب القصص السبعة ليسَ طبقًا لأسماء معينّة بل بترتيبها التقليدي , القصة الأولى , القصة الثانية , القصة الثالثة , وهكذا , كل قصّة تختلفُ عنَ الأخرى مضمونًا وإن كان جو الإغتراب هو نفسه , بطلُ الإغتراب هو ذاته .
المجموعة تميل إلى أجواء الشارع العادي القديم ويبدُو هذا جليًا في الإهداء المتصدر للمتتالية والذي هو إلى الوحدة والشجن والحنين والكلاسيكية المفتقدة والمتهمة بلا ذنب !
تدور أحداث القصة الأولى حول البطل الذي يجالس أصدقاءه المنحرفين ويسمع أحاديثهم عن جارته السيدّة ربَاب التي ساءت سمعتهَا في المنطقَة كونهَا تسكن وحدهَا وقد كانوا متيقنين من كونهِ على علاقةٍ بهَا , حاول دفع التهمة عن نفسهِ مرارًا في البدايَة ولكنّه وجد أنّه محظوظ لأنه ينال إهتمام جميع أصدقائه بعلاقته التي توهموها , هكذا كان يحكي لهم عن مغامراته معها !
فيمَا بعد يلتقي بالسيدة رباب ويتحادثان , ويلتقي كذلك بنهاد التي يحبهّا جدًا ويبدأ حبه لها يخبو بعد أن يقبلّها في النهاية وببراعة فائقة يرسم الكاتب نهاية تقليدية بصورة مختلفة بعيدة عن الإملال وغارقة في الدلالات , فالبطل يتزوج نهَاد التي فتر حبّه لهَا , وتسير حياته في وتيرة لا تتكرر .
في القصة الثالثة يسرع البطل للحاق بموعد محاضرة أحد اساتذة الأدب فتستوقفه سيدة ليدفع لها سيارتها وتعده بإيصاله , يدور بينهما حوار مثير حول الموضوع الذي يشغله والذي هو ذاهب لمناقشة الأستاذ الكبير فيه وهو الجنس , يصل إلى المحاضرة ويلتقي بالاستاذ ويأخذ منه رقم هاتفهِ ليحدد معه موعدًا للقاء يتم بعد ذلك , يدور بينهمَا حوار مثير جدًا , تأتي تبعاته بعد ذلك متمثلة في وفاة الأستاذ الكبير !
القصة الرابعة تدور في منزل البطل مع بطل آخر هو قط صغير يعابثه أولاده وزوجته ويصرون على وجوده في المنزل بينما يبغضه البطل وبمرور الأيام والأحداث يحاول البطل التأقلم مع بغضهِ له ولكن تلقائية الحيوان الصغير تدفعه لمحاولة العطف عليه والتقرب منه , يتذبذب البطل تجاه القط ولكنّه يتعلم منه شيئًا هامًا , أن بإمكانه التقرب من الآخرين أكثر إذا عرف كيف يعاملهم , نهاية هذه القصة مؤسفة كبقية القصص كذلك وكأن الكاتب يبلغ ذروة إغترابه مع كل نهاية .
وفي القصة الخامسة يحاول ذلك البطل المغترب الإنتحار , وفي طريقه إلىذلك يلتقي بعجوز يطلب منه إيصاله إلى محطة المترو , ويدور بينهمَا حديث حراري طويل يحكي فيه الرجل عن ولدهِ الذي هاجر ويرسل له أموالا ضخمة كل شهر , ويستفيض الرجل في الحديث حتى يتأثر البطل بما يسمعهُ بصورة تغيّره كليًا ويخرج الرجل من محطة المترو دون أن يركب فيلاحقه البطل ليكتب نهاية عميقة مغتربة أخرَى .
القصة السابعة تدور رحاهَا في ذهن البطل والتي تبدأ بمشهد له يجلس مع أصدقاءه الذين يشربون المخدرات فيرى إمرأة عجوز , تظل تلاحقه ويراها مرات عديدة في أوقات مختلفة طوال القصة , يتذكر والدته التي لم تسيء لهُ قطْ وذكرياتهُ معهَا ويتوجّه لزيارة قبرهَا ويشرد ذهنه وهو يقود سيارته بعد أن بلغ به العمر العقد الخامس وصار له ثلاثة أولاد وتجاوز حياته المملة مع نهاد ببطولة , يرتطم في شروده بالعجوز التي يجدها وسط الطريق فيصطدم رأسه بعجلة القيادة بفعل رد الفعل وتنزف الدماء في وجهِه , يهبط ويسارع إلى قبر أمّه بينمَا السيدة العجوز تعدو خلفه ليرسم الكاتب النهاية الأخيرة والأعمق لإغترابه الطويل .
تجربة مدهشَة أن تكون هذه المتتالية هي أولى إصدارات أحمد مهنى , فأسلوبهَا ينمّ عن إحتراف حقيقي وإدراك مذهل لكلّ حرف , والإهتمام بالتفاصيل البسيطة المثيرة للشجن كالباعثة على الأمل أو القاضية عليه كبير لدى الكاتب وموظف بمهارة عالية .
البطل هو القاسم المشترك بين قصص المتتالية , وتحديدًا مزاج البطل الذي تلون بجميع الألوان مع إحتفاظهِ بطابع الغربَة الذي لم ينمح قط وظل ملازمًا له حتّى النهاية , كآبة الكلمات وسوداوية الأحاديث والأحداث والنهايات الممزوجة بطعم وصفه الكاتب بدقة في عنوان المتتالية جعل منهَا حالة قويّة مؤثرة , جديرة بالتأمل , ومستحقّة للقراءة !
يبدو هذا واضحًا من عنوان المتتالية والذي يتكون من كلمة واحدة ولكنهَا عميقةٍ بما ستجدهُ داخِل الصفحَات , فجو الإغتراب يسيطر بعمق على وجدان بطل هذه القصص التي يبلغُ عددهَا سبعة قصص .
ترتيب القصص السبعة ليسَ طبقًا لأسماء معينّة بل بترتيبها التقليدي , القصة الأولى , القصة الثانية , القصة الثالثة , وهكذا , كل قصّة تختلفُ عنَ الأخرى مضمونًا وإن كان جو الإغتراب هو نفسه , بطلُ الإغتراب هو ذاته .
المجموعة تميل إلى أجواء الشارع العادي القديم ويبدُو هذا جليًا في الإهداء المتصدر للمتتالية والذي هو إلى الوحدة والشجن والحنين والكلاسيكية المفتقدة والمتهمة بلا ذنب !
تدور أحداث القصة الأولى حول البطل الذي يجالس أصدقاءه المنحرفين ويسمع أحاديثهم عن جارته السيدّة ربَاب التي ساءت سمعتهَا في المنطقَة كونهَا تسكن وحدهَا وقد كانوا متيقنين من كونهِ على علاقةٍ بهَا , حاول دفع التهمة عن نفسهِ مرارًا في البدايَة ولكنّه وجد أنّه محظوظ لأنه ينال إهتمام جميع أصدقائه بعلاقته التي توهموها , هكذا كان يحكي لهم عن مغامراته معها !
فيمَا بعد يلتقي بالسيدة رباب ويتحادثان , ويلتقي كذلك بنهاد التي يحبهّا جدًا ويبدأ حبه لها يخبو بعد أن يقبلّها في النهاية وببراعة فائقة يرسم الكاتب نهاية تقليدية بصورة مختلفة بعيدة عن الإملال وغارقة في الدلالات , فالبطل يتزوج نهَاد التي فتر حبّه لهَا , وتسير حياته في وتيرة لا تتكرر .
في القصة الثالثة يسرع البطل للحاق بموعد محاضرة أحد اساتذة الأدب فتستوقفه سيدة ليدفع لها سيارتها وتعده بإيصاله , يدور بينهما حوار مثير حول الموضوع الذي يشغله والذي هو ذاهب لمناقشة الأستاذ الكبير فيه وهو الجنس , يصل إلى المحاضرة ويلتقي بالاستاذ ويأخذ منه رقم هاتفهِ ليحدد معه موعدًا للقاء يتم بعد ذلك , يدور بينهمَا حوار مثير جدًا , تأتي تبعاته بعد ذلك متمثلة في وفاة الأستاذ الكبير !
القصة الرابعة تدور في منزل البطل مع بطل آخر هو قط صغير يعابثه أولاده وزوجته ويصرون على وجوده في المنزل بينما يبغضه البطل وبمرور الأيام والأحداث يحاول البطل التأقلم مع بغضهِ له ولكن تلقائية الحيوان الصغير تدفعه لمحاولة العطف عليه والتقرب منه , يتذبذب البطل تجاه القط ولكنّه يتعلم منه شيئًا هامًا , أن بإمكانه التقرب من الآخرين أكثر إذا عرف كيف يعاملهم , نهاية هذه القصة مؤسفة كبقية القصص كذلك وكأن الكاتب يبلغ ذروة إغترابه مع كل نهاية .
وفي القصة الخامسة يحاول ذلك البطل المغترب الإنتحار , وفي طريقه إلىذلك يلتقي بعجوز يطلب منه إيصاله إلى محطة المترو , ويدور بينهمَا حديث حراري طويل يحكي فيه الرجل عن ولدهِ الذي هاجر ويرسل له أموالا ضخمة كل شهر , ويستفيض الرجل في الحديث حتى يتأثر البطل بما يسمعهُ بصورة تغيّره كليًا ويخرج الرجل من محطة المترو دون أن يركب فيلاحقه البطل ليكتب نهاية عميقة مغتربة أخرَى .
القصة السابعة تدور رحاهَا في ذهن البطل والتي تبدأ بمشهد له يجلس مع أصدقاءه الذين يشربون المخدرات فيرى إمرأة عجوز , تظل تلاحقه ويراها مرات عديدة في أوقات مختلفة طوال القصة , يتذكر والدته التي لم تسيء لهُ قطْ وذكرياتهُ معهَا ويتوجّه لزيارة قبرهَا ويشرد ذهنه وهو يقود سيارته بعد أن بلغ به العمر العقد الخامس وصار له ثلاثة أولاد وتجاوز حياته المملة مع نهاد ببطولة , يرتطم في شروده بالعجوز التي يجدها وسط الطريق فيصطدم رأسه بعجلة القيادة بفعل رد الفعل وتنزف الدماء في وجهِه , يهبط ويسارع إلى قبر أمّه بينمَا السيدة العجوز تعدو خلفه ليرسم الكاتب النهاية الأخيرة والأعمق لإغترابه الطويل .
تجربة مدهشَة أن تكون هذه المتتالية هي أولى إصدارات أحمد مهنى , فأسلوبهَا ينمّ عن إحتراف حقيقي وإدراك مذهل لكلّ حرف , والإهتمام بالتفاصيل البسيطة المثيرة للشجن كالباعثة على الأمل أو القاضية عليه كبير لدى الكاتب وموظف بمهارة عالية .
البطل هو القاسم المشترك بين قصص المتتالية , وتحديدًا مزاج البطل الذي تلون بجميع الألوان مع إحتفاظهِ بطابع الغربَة الذي لم ينمح قط وظل ملازمًا له حتّى النهاية , كآبة الكلمات وسوداوية الأحاديث والأحداث والنهايات الممزوجة بطعم وصفه الكاتب بدقة في عنوان المتتالية جعل منهَا حالة قويّة مؤثرة , جديرة بالتأمل , ومستحقّة للقراءة !
0 Comments:
Post a Comment