Friday, May 30, 2008

أوراق الحب والاستعبَاد (1) ..


المرّة ده قصة قصيرة .. مش عارف ايه لازمة التقديم العقيم في كل مرّة بس بحس انه ضروري , مش هقول اني كنت ناوي اتكلم عن عن حاجه تانيه والخ الخ , النيّة مبيته على عرض العمل ده وهوا واحد من خمسه اخوات , الحكم لكم , بس قبل القصة في سؤال للسادة الأدباء اللي بيزوروني

هل ممكن تكملوا على فصل في قصة او تكتبوا فصل تاني او تالت او رابع لفصل اول او تاني او تالت ؟

ده بس السؤال .. رغم انه صعب جدًا بس اللي يقدر يقول , ويا مسهل الحال يا رب ..

قبل القصة

ليه يا حبيبتي ما بيننَا دايمًا سفر

ده البعد ذنب كبير لا يغتفر

ليه يا حبيبتي ما بيننا دايمًا بحور

أعدي بحر ألاقي غيره اتحفر..

جاهين

أوراق الحب والاستعبَاد (1)

طارق عميرة

أوراق الحبْ , والاستعبَاد
الوريقة الأولى
خبر في صحيفَة كبرَى
بتاريخ : 8/5/2008م
كتب : ياسر صلاح من القاهرة :
تم الأمس القبض على أحد المطلوبين لأجهزة وزارة الداخلية , وهو عبدالله رشاد الذي يعمل مهندسًا في إحدى الشركَات , فرغم أنّه حديث التخرّج ويعمل بشركة مرموقة إلا أنّه اختار طريقَ الجريمة والشغب لتحقيقِ مآربه الشخصيّة وأهدافه الدنيئَة التّي تُعارض مصالح البلاد , يُذكر أنّه من ابرز من نظمّوا لاضراب السادس من ابريل والذّي صاحبهُ الكثير مِن التخريب في الممتلكات العامّة والخاصّة والذي تسبّب في مقتل واصابة العشرات وأدّى الى تدمير بعض المصالح الحكومية مما أدّى الى الاحتكاك بقوات الأمن التّي تعاملت مع المخرّبين بحزم , كما أنّه من دعَاة اضراب الرابع من مايو الذي أفشلتهُ ما بذلتهُ الحكومة من جهودٍ للحفاظ على ما تمنحه للمواطنين وزيادته , تم ضبط المتهم اثر بلاغٍ الى اللواء "...." والذي سارع الى موضع المتهمة تصاحبه قوّة من الشرطة وبصحبة العقيد "....." والملازم أوّل "....." , وما زال البحث جاريًا عن بقيّة المخرّبين .
***
دمعَت عيناهَا وهي تقرأ الصحيفَة . قالت في نفسها لقد صار عبدالله مخربًا !! , اسرائيل أيضًا تقول على الفلسطينيين المخرّبين ! , عبدالله ليس مخربًا ابدًا , هو و من مثلهُ أبطالٌ حتّى يتحملّوا هذَا في سبيلِ الوطَن , تذكّرت كلماتهُ لهَا حينَ قالت :
- لا نتيجةَ لمَا تفعلون .
- من قالَ هذَا , ان كانَت نتيجتنَا الوحيدة أنّنا نجعلُ الوضع لم يصل بعدْ إلى أسوأ ما يمكِن فهذهِ نتيجةٌ باهرةٌ في قيمتهَا !
حقًا إنْ لم توجدُوا وتعذبّوا من أجلنَا لكانَ الوضع أسوأ بكثير , إنّ نسبةَ الأحياءِ ما زالَت كبيرةً على أيّة حال .
هذهِ هي المرّة الثانيَة التي يحدّدان موعدًا للزفَاف ويُفسدهُ الأمن , ربّما يخرج عبدالله قبل منتصف الشهر , ولكنّه احتمالٌ واه , ستسحب دعوتهَا للمرّة الثانية , لم تغضب منهُ , فقط من بينِ دموعهَا , ابتسمَت ابتسامة حزينَة .
***
قال العميد : ألا يريد الاعتراف ؟
قال الملازم : ومنذ متى أرَاد !
قال الأمين : هذَا ما وجدنَاه في ملابسه , ربّمَا تجدُ فيهِ شيئًا هامًا , محمول , خطاب , بطاقة شخصية وبطاقة صرف آلي , بعض الكروت الشخصيّة لمطاعم أو فنادق أو أشخاص لا علاقة لهم بمجالِه .
قال العميد : أعطني الخطاب إذن .
***
الوريقة الثانيّة
خطاب من شروق إلى عبداللّه
مرحبًا
كيف حالك ؟ أتمنّى أن تكون بخير , لا تتعجّب من خطابي هذَا فأنت تعلم أنّني أرتاح في الكتابة عن أي شيءٍ آخر , يعتبرهَا الآخرون قد أصبحَت من أدوات التخلّف , بينمَا لم أتخلّص أنَا من سحرهَا بعْد .
اليومَ انتهَت خالتِي من تصميم فستَان الزفّاف , أثقُ بأنّه سيعجبكُ كثيرًا , سيجعلَك هذَا أسيري بدلا من أن تظل بعيدًا عنّي كل هذَا الوقت بحجّة العملِ من أجل الوطَن , أحيانًا أشعُرُ بالغيرَةِ من هذَا الوطن , ولكنْ ما ساعدنِي على تغلبّي عليها هو أنّني أحبّه مثلك , ولكنّني أبني فيه بيدي بعيدًا عن طرقك المباشرة والشائكَة والتي تعلمُ تمامًا أنّها تعرضّك للخطَر .
وفقّك الله أيًا كانَ طريقُك ولكنّني لن أفرّط في حقٍ من حقوقي , اعتبرهُ نوعًا من الاشتراط , أو نوعًا من الدلال , ولكنّني أعلم يقينًا بأنّك لن تقصّر في حقي أبدًا
هذَا هو ما عجزَت عن قولهِ لكَ بلسانِي , هائتذَا تقرأه ..
أحبّك
شروق في الحادية عشرة مساءًا
2/5/2008م
***
قال العميد : اسمهَا رائع , وخطَابهُا كذلك !
قال الأمين في هيَام : وأسلوبهَا .
قال الملازم زاجرًا : أسلوبهَا ؟ وهل سنحبّها ؟ هل يمكن استغلالهَا للضغطِ على هذَا العمِيل ؟
قال الأمينُ في غبَاء : أيُ عميل , لا عملاءَ هنَا
قال الملازم في ثورة : هل يمكن استغلالُهَا؟؟
قال الأمين : بالتأكيد , ولمَ لا.
***
الوريقةُ الثالثه
محضر تحقيق نيابَة أمن الدولة
المتهمّة : شروق حسن مصطفى
س : ما هي علاقتك بالمتّهم ؟
ج : زوجي وقدْ كانَ زفافنَا بعد أسبوع.
س : ما الذي تعرفينهُ عن المتّهم ؟
خارج المحضر:
هي : أقولُ لكَ زوجي , هو يعملُ مهندسًا
المحقق : بروح أمّك , نعلمُ أنّه مهندس , أتكلّمُ عن أنشطته السياسيّة
هي : لا أعلم اي شيءٍ عنهَا , فقط كل ما اعملهُ أنّه يدافع عن فقراءِ هذَا الوطن ولستُ اعتقدُ أنّ هذا مخالفٌ للقانُون
صفعةٌ على وجههَا
صوت المحقق : وهل ستعلميننا كيفَ نعمل ؟
ج : هوَ يرى أنّ من حقهِ الدفاع عن الوطن .
س : ولكن هناك رجال شرطةٌ وجيش وغيره , فليؤدّ عمله كمهندس , ثم أنّه متهمٌ بالتخريب وأنت مشتركةٌُ معه ؟
( يتم مواجهتها بالخطاب )
خارج المحضر :
هي : اذا كان يخرّب شروركم فهو مخرّب بالتأكيد
صفعة أخرى
ج : أعترفُ بأننّا من أجرنّا أشخاصًا ليقودوا مسيرَات التخريب تلك .
خارج المحضَر :
هي : ما الله بغافلٍ عنكم , ما الله بغافلٍ عنكم
صفعة أشدّ
***
الوريقة الرابعَة
من مذكّرات عبداللّه رشَاد
10/5/2008م
مللتُ هذهِ التحقيقَات , منذ ثلاثَة ايّام وهم لا يكفّون عن استجوابي واتهامي بأننّي مخرّب , لغتهم هنَا التوحّش والعنف , يندر أن تجد محترمًا , هنَاك العسكري عصام الذي يحرس زنزانتي , يأتيني بالماء من آن لآخر مخالفًا القواعد وكذلك جاء لي بقلم وبضعة أوراق ومصحف صغير , هذا هوَ الضوءُ الوحيد هنَا , لا أعتقد انّه يفعل هذا من أجل المال فهو يعلمُ أنّهم جردوني من مالي قبل أن أدخل هنَا .
ضرباتُهم مؤلمَة , هؤلاء الأوغاد , أنا مخرّب , سليمان الحلبي كان مخربًا حينَ قتل كليبر , كل من يدافع عن حقّه في الحياة مخرّب , هذه سياسةُ ليست بجديدة فالحقيقة أنّنا نخرّب مصالحهم بشدّة , لن يقتلونا , لن ينهبونا أكثر من اللازم ولا أدرى ما هو هذا اللازم لأنّه لم يعد من ثمّة شيءٍ يُنهَب .
شرُوق كانَت هنَا , واعترفَت عليّ , الضابط يقول هذا وعليّ ان اثق في كلامه , لا أدري باي شيءٍ اعترفَت ولكنني أدرك أنّها لم تعترف , ولا أدري ما الذي جنيته ولكنّني سأعترف به , لقد دخلت شروق اللعبَة ولا بدّ ان تخرَج منهَا , كان عليّ أن أتوقّع هذَا , هذهِ اساليب شيطانيّة لا يمكن لبشرٍ سويٍ أن يتبّعهَا , لا بد من الختم الابليسي الشهير في اسوداد وجهه وجحوظ عينيه وقسوتهمَا والابتسامة الساخرة الأنيقة التي تدلّ على أنّه - تابع ابليس - مهرّج بينما يظن هو نفسه خبيثًا ذكيّا !
لا أعلم لماذَا أكتب هذا هنَا فأعلم أنّهم لن يسمحوا بخروجه أبدًا ولكن لم أدر ماذا أفعل بالأوراق , ربّما هي رغبتي فيمن يؤنس وحدَتي وإن كانَت مجرّد كلمات
لا أعلم كم سأمكثُ هنَا , ربّما أُعدم بأحد تلك القوانين التي لا يفهمُهَا أحَد , ربّما اسجنُ لدهر , ربّما أخرج بالغد , كل الخيَارات متَاحَة ولكنني سأختار أيّها مقابِل أن تخرج شروق من هذهِ اللعبة !
موعد كهربَاء الخصيتين بعد دقيقة واحده
لأنهي هذا إذن !
***
الوريقة الخامسَة
على شاهد قبْر المرحومَة
شروق حسَن مصطفى
1985-2008م
حبيبتي ..
لا أعلم ماذا فعلوا بك , ولا كيفَ انتهيتِ
ذهبتِ إلى حيثُ يذهب الشهدّاء والقدّيسون
ذهبتِ ضحيّة لقضيّة لم تتبنّها
ولكنّ كل من ذهبُوا عبرهَا شرفَاء
فلتكونِي مع الشرفَاء
وأنَا سأكمل مسيرَتي التّي وعدتك ..
ها قد ذهبتِ
فأي شيءٍ سأخسرُ بعدكِ؟
عبدالله
- تمت -

Monday, May 26, 2008

يومَ ولدتِ

مرحب .. ده قصيدة المرّة ده عشان الشعب يعيش .. اللى عايز يهديها لأي حد وماله , اللي عايز ينقلها وماله بس يكتب اسمي مش كل اما اكتب قصة الاقيها منشورة في نص منتديات الخليج باسماء تانيه , ها ياللي بتنقلوا .. سامعييييين

صورة ليا بعد فوزي بالمركز الاول في بطولة البنج بنج اوليمبياد اتحاد شلل الغربية !- تناسب القصيدة !-

يومَ ولدتِ
طارق عميرة

يومَ ولدتِ
يومٌ ولدَت فيهِ حياتِي..
يومٌ يعدُلُ عمرِي الآتي ..
يومٌ سجَّل في التَاريخِ كأجملِ يومْ
كأسطعِ نورٍ يتجلّى في ضوءِ الكوْن
كأحلى وجهٍ لم ترَهُ أجنحةُ الفَن .
كقمرٍ آخَر
يتعسُ منهُ القمرُ الأم.
يومَ ولدتِ
يومٌ لا أعرفُ شيئًا عنْه.
يومٌ لا أعرفُ كيفَ عبَر
لا أعرفُ منْ كانَ بَشيرًا ..
منْ أوّل آتٍ بخبَر
لكنّي أعرفُ شيئًا هامًا
يومَ ولدتِ
يومٌ كنتُ فيهِ أنَا ..
بدأت ساعةُ عمري تعدّ
بدأ الوقتُ يدور بجدّ
بدّد عطرك وهمَ الغَد
سارعَ نبضكِ وهجَ القلبْ
يومَ عرفتُ هديلَ الحبْ
يومَ ولدتِ
جاء البحرُ ينَاجي مرارَا
جاء القمر يقُول حوَارا
جاء القدرُ يواري قدَري
ينسخُ أن أحيَا وحدِي
يفتحُ نافذةََ الحلمِ
يكتب في إحدَى طيّاتِه
لك صُبحِي وأمسي وغدِي
يكتُب في طيَات أخرى
أنّك يومًا ما راحلة
وأنّي من بعدِك أتعَس
وأنّي سأدُور وأبحثْ
وأنّي يومًا ما سأقُول
يومُ حياتِي
يومُ مماتِي
يومَ ولدتِ

- تمت -

Thursday, May 22, 2008

أعصاب ! تاني

قصة كتبتها من تلات سنين تقريبًا , نزلت في كتابي الأوّل كوارث واحد اللى أنا بعتبره عار دلوقتي ., هتسألوا فين الجديد ؟ فيه جديد كتير والله بس تعذر النقل عشان الامتحانات وضيق الوقت والخ الخ


أعصاب..!!

طارق عميرة

دون الدخول فى مقدمات طويله أو حتى قصيرة فسأدخل فى الموضوع فورا .. لن تتبقى لكم سوى هذه الاوراق التى ستعرفون قصتى الكاملة منها ..معذرة فلن أطيل عليكم فالوقت المتبقى أمامى قليل لأانفذ ما فى رأسي.. اصبروا فما هو الا وقت قليل وستعرفون عما أتحدث ..
منذ ما يقرب من الشهر بدأت حكايتى يا أصدقاء ..كان هذا عندما كنت بالخارج مع اصدقائي نحتسي الشراب ونفعل ما لذ وطاب لنا من الأفعال .. وعند عودتى مخمورا سكيرا إلى منزلى الذى أعيش فيه وحيدا..فككت رباط عنقى وخلعت حذائي ثم صعدت كما أنا للنوم فى فراشي الوثير ..ترك لى والداى ثروة لا باس بها ابدا أستطيع أن افعل بها ما اشاء.. وحين اشاء وربما هذا هو تقرب بعض الاوغاد لى وادعائهم لصداقتى ولكن لا مانع ما دمت انا المسيطر .. صعدت الى غرفتى واتجهت الى سريري لألقى بجسدى المنهك من فرط اللهو عليه ..حانت منى التفاتة صغيرة الى المراه ..هناك رأيت شيئا غريبا ..أنا بلا ملابس ..وليتها اقتصرت على هذا بل وبلا جلد ايضا..انتظروا وستعرفوا التفاصيل ...!!
قبل أن تقول علي معتوها وأن هذا من أثر الشراب الذى احتسيته دعنى أكمل أنا لك القصة .. فقد قلت فى نفسي هذا أيضا ..ولم تكن حالتى العقلية تسمح بالتفكير الدقيق فى الأمر والاستيقاظ حتى من أجله ..وما هى الا لحظات قليلة حتى غلبنى النعاس فنمت ونسيت الموضوع تماما!
استيقظت فى اليوم التالى ولا شيء يشغل بالى نهائيا ولم اكلف نفسي حتى عبء النظر فى المراة للتأكد مما رأيته امس فقد كان قد غاب عن ذهنى تماما..قمت بحلاقة ذقنى وغيرت البذلة التى نمت بها بالأمس بأخرى أنيقه ..وهكذا ..ترانى بعد هذا سائرا بسيارتى فى طريقى الى العمل ...نعم أنا اعمل هناك بعض الشركات التى أديرها ..اذن لماذا لا اتزوج ؟؟ اليس هذا ما يدور بخلدك ؟؟ من قال لك أننى لا أفكر فى هذا ..أو بمعنى أدق كنت أفكر فى هذا ؟ ولكن هناك بعض المصاعب أولها أن تكون شريكتى فى الحياة قد رأت فيا رجلا وليس مالك مال .. ولعمرى هذا امر صعب ..حسنا حسنا ٍسأرحمكم من استطراداتى السخيفه ..ودعونا نكمل القصة
كانت هذه المرة وانا مستيقظ تماما فى غرفة مكتبي وفى كامل قواى العقلية .. {ايت نفسي فى المراه ..بلا ملابس ..بلا جلد ..
طلبة الطب والصيدلة منكم يعرفون مظهر الضفدعه عند شق غشاء الجلد الاول وتثبيته بالدبابيس ..الجزارين منكم يعرفون شكل الذبيحة بعد انتزاع طبقة الجلد السميكة منها ..نعم يا سادة المشهدان قريبان للغاية لما اراه أنا فى نفسي فى المراه ..كأننى مسلوخ لو صح القول ..لكم ان تتخيلوا رد فعلى .. بالطبع كان يمكن أن يكون الجنون هو اقل رد فعل على شيء كهذا ولكن للأاسف فقد كنت قويا للغاية وتمالكت أعصابي بقوة رهيبه ,فى هذا اليوم وغادرت المكتب من فورى واتجهت الى هنا ومن يومها ولم اخرج ابدا فقط انظر للمراة كل عدة ساعات ليزداد يقينى ان ...هناك شيء يحدث لى !
الان وبعد ما يقرب من شهر من التفكير العميق لهذه الظاهرة التى تحدث لى ..انا مـتأكد أنها ليست مرضا ..وهائنذا اكتب اليكم قصتى حتى يجدها من يدخل منزلى فأنا الان سـ...أنتحر!
بالطبع حاول الكثير من اصدقائى الاتصال بي وكنت دائما اصدهم أو أخبرهم أنى مشغول وبالأمس أخبرتهم أن مسافر فى رحلة طويلة اليوم تمهيدا لأما سأفعله بنفسي
لقد تطورت الرؤية فى الأيام الأخيرة فالان صرت ارى كل شيء بوضوح تام .. ان بشرة الانسان الخارجيه هى ما تعطيه الشكل المميز .. صدقنى لن تتحمل باى حال من الأحوال أن ترى صورتك تتحرك وهى مجرد اعصاب .. شرايين وأورده..بعض اللحم الذى يخرج من هنا وهناك ..بالـتأكيد تراها فى كتاب العلوم فى المراحل الاساسية وفى الأحياء فى الثانوية وفى كتبك فى كليتك العلمية..ولكن هل جربت مرة أن ترى نفسك بهذا الشكل فى مراتك ؟فكر معى هل ستطيق المنظر ؟؟ وماذا سيكون رد فعلك حينها ؟؟
والان وبعد شهر من التفكير والحبس بين عدة جدران ..تعالى مرة نتذكر ما يمكن أن يكون السبب فيما أنا فيه .. ولنسترجع بضعة أحداث مما دار فى الايام السابقه قبل ان أغادر هذا العالم تاركا لكم هذا اللغز الذى ستتمتعون به طويلا ثم تتركونه من فرط الملل
حينما زرت الدكتور مجدى قبل هذه الأحداث بيوم واحد ليجرى على تجربة ستكسبنى قوى نفسية شديدة ..وشفافية لا حدلها .. شفافية لا تصدق ..كما قال لى وبعد ان اجرى علي تجربته التى ستمنحنى تلك الشفافية..اعلن فشل التجربة ومن هناك ذهبت الى حيث كان اصدقائى واحتسيت معهم الشراب وهكذا ..الان اتذكر واقول هل من الممكن ان تكون تلك التجربة قد نجحت ؟؟؟
حينما قابلت صديقى الفرنسي ..الذى كان يتكلم عن الرعب النفسي..الذى كان يقول ان رعبك عندما تواجه الكونت لا يساوى واحدا على الف من رعبك عندما ترى شيئا فى نفسك يتغير ..عندما تكون اول المصابين بداء خطير لم يكتشف علاجه بعد....وعندما سخرت انا منه فربت على كتفى قائلا .. لا تقلق ستخوض التجربة ..وربما كانت وربما كانت اخر تجاربك؟؟؟
حينما سخرت من لعنة الفراعنة علنا امام احد الذين ادعوا ان وفاة والده جاءت عن طريق لعنة الفراعنة فهددنى بانعا ستتبعنى ما دمت أسخر منها؟؟
اترككم الان تجربون التفكير قليلا فقد بلغ منى الجنون مبلغا كبيرا ..جربوا معى وفكروا اى الاختيارات صواب..انا قد اخترت اختيارى الان ..الأنشوطة التى علقتها فى الصالة ليست بعيدة الى هذا الحد ..!!


خلصت القصة ؟

في مقال بعنوان الواد بلال والقّة المندسة موجود هنا

Friday, May 16, 2008

الجلاد


طبعًا لازم اقول اني احترت طتير في الموضوع ده

كنت ناوي اكتب قصة ساخرة بعنوان الواد بلال والقلة المندسة بس قلت هسيبها لمدونّة اللي اختشوا ماتوا

فكرت كمان اكتب موضوع عشان الامتحانات والكلام ده بس قلت مهياش فارقة !

فكرت ثالثًا اني اناقش الجماعة بتوع مشايخ الاسلام بتوع وجوب طاعة الحاكم في ما يأمر به ما دام لم يخالف الشرع , وعايز اسألهم طب نعمل ايه مع الحاكم اللي موالي الاعداء وبيضعف شوكة المسلمين وبيقوي في العدو ويحققله اهدافه بس برضه مش ده الموضوع

في الآخر قلت هنشر قصيدة كنت كتبتها من فترة بعنوان

الجلاد
طارق عميرة


قدْ ذَوَى ضوءُ الشمُوع

قدْ جفّ في الوجهِ الحزين

خيطُ الدُموع

قدْ كسّروا ما صحّ

قدْ صحّحُوا الممنُوع

فليقرَع الأجرَاس قَارِع

فليأتِ بالنّاسِ مِن وسطِ الشوارع

فليُحشَروا .. ما بين مغترٍ وطامِع

ما بينَ زنديقٍ وقانِع

فليُسئلوا

إلامَ السيرُ في الصمتِ المُهين؟

آذاننا ملأى بأصواتِ الرنين..

حتّى متَى النايُ سيعزف

لحنَ الحنين

فليسئلُوا..

أفمَا رأيتم ما كفَى ؟

أومَا علمتُم أنّ الوباءَ قد اكتفَى ؟

أجسادنَا .. أومَا رأيتم كيفَ كانَت مخفقَة؟

بالنارِ أو بالطينِ

بالشنقِ أو بالمحرقَة

وبعينهِ الجلاّد يرصدُ النبأ الخطير

الشعبُ قد بدأَ التمرّدَ أي رئيس

فليُبعثوا..

لمُقبرِ البطلِ الشريد

لقاتِل الصوتِ الوحيد

فليشنقُوا

أو يُحرقوا

شعبٌ بقايَا من صديد

وليمسكِ الجلاّدُ بالسوطِ الطويل

ويهيمُ لسعًا على شعبِ العبيد

وليُتركوا ما بينَ جندٍ من حديد

ومنْ كانَ داخلهُ الجليد

وليختفِي بينَ الوجوه

معنى السّعِيد

فليمسكُ الجَلاّدُ بالسيفِ العظيم

فليضربُ الجلاّدُ في الجسَدِ السقيم

فيمزق الأوصَال والآجال

ويمزّق الربْطَ الحميم..

ويظلّ واقفًا فوقَ الرؤوس

باليدِّ سيفْ

وباليدِّ سَوط

وليُترَكُوا !

Wednesday, May 14, 2008

شعاري

الشعار الجديد





Monday, May 12, 2008

أقرب الأحباب .. في مستقبل مصر الهباب

مرحبًا يا أصدقاء
نستهلّ موضوع اليوم بسؤال عن مصير أقرب الأحباب .. في مستقبل مصر الهباب !
السؤال صعب جدًا طبعًا
الموضوع ومَا فيه
من كام سنَه كانت نغمة التعليم عالية قوي , كانت أهالينا مهتمة قوي بموضوع التعليم ده , يعني انا مثلا والدتي كانت رئيسة قسم في جامعة ووالدي رئيس شعبة محاسبات - الله يرحمه - وشيخ في الوقت نفسه , عشان كده كان التعليم حاجه مقدّسة , مفيش اي مجال لاي حاجه تانيه لغاية ما التعليم ده يخلص , وده اللى كل اخواتي نجحوا فيه تقريبًا باستثناء العبد لله هوا اللى مدي التعليم بالجزمة القديمة
يعني عندي اتنين طب اللهم صلي عالنبي والاخ الاكبر خريج لغات وترجمة ازهر بجيد جدًا مع مرتبة الشرف وطبعًا تفوقه كان الاستثناء الوحيد لانه يتعين بعد سنه بهدلة تقريبًا بس زملاته بقه .. اللى عملوا اللى عليهم او اللى ما عملوش بس كانوا بيتعلموا .. مش كلهم اشتغلوا ومش كلهم اتوظفوا وانا مش هفتح في حوار البطالة وازاي خريج الصيدلة بيشتغل سواق تاكسي والكلام ده
بس الجيل بتاعنا تقريبًا معظم افراده كانوا في وقت من الاوقات في بيوتهم برضه التعليم ده حاجه مقدسة , دلوقتي قداسة التعليم بدأت تختفي , من كام سنه كنا بنبص للطالب اللي بيتعلم وبيشتغل على انه مكافح وربنا هيكرمه لانه جاي على نفسه شويتين
دلوقتي بنبص للطالب اللي بيتعلم وما بيشتغلش على انه رقيع ومش نافع ببصلة !
والمشكلة ان اللى ما بيشتغلش بياخد نظرات الشفقة لانه مش هيعرف يعمل حاجه , واللي بيشتغل بياخد نظرات العطف لانه مش عارف يكفي احتياجاته , احنا بقى رايحين على فين بالظبط ؟
لما سيادتك تتجوز ان شاء الله او لو كنت متجوز حاليًا .. بصتك للتعليم واهميته لابنك دلوقتي , تفتكر هيا نفسها كانت اهمية تعليمك لبيتك ؟
وهل انتا مهتم بتعليم اولادك اصلا
ولا شايف انها مش فارقة
اهو كده عايش وكده عايش وكده ميت وكده ميت
شغل دماغك وفكر
انتا شايف مستقبل اولادك ايه بالظبط في ظل الوضع الحالي
طبعًا لو مفيش تعليم هيبقى فيه بدائل تانيه .. بس المشكلة ان كلها كارثية
ربنا يستر
!!

Thursday, May 01, 2008

نشوة ألم


نَشْوَةُ ألَمْ
بقلم /طارق عميرة
إحدَى قِصص المَجموعَة الرومانسيّة قَبْلَ أن أهوَى القَمَر
من مُذكِّرَاتِه .. يُوم 4 ديسمبر :
اليَومَ ترَكتْني ,,
كَانَت تهدد بهَذَا كثيرًا في أيامنا الأخيرة ولكن لم أكنْ أعتَقِد أنها تستَطِيع القِيام بهَذَا حقًا , اليَومَ فعَلتهَا , كنت أظنُّ أن الحبَّ رابِطٌ قوي , وأنَّها ما دَامت تُحبُّني فَلَن تتركَنِي , ولكنَّها فَعَلتْها , ربَّما لأنَّني لم أكن أتواصَلُ مَعَهَا كمَا كانَت تتَواصلُ مَعي , أعتْرفُ بأنَّنِي كُنت مقصِّرًا بشدة , لا عن قصدٍ ولكن لانشغَالي بأشياء أخرى , ليست أهمَّ مِنْهَا ولكنَّها ضَرورية , ربَّمَا مِن أجلِهَا .
أحبُّها كثيرًا , ربما أكثر من أي شيءٍ آخر في دنيتنا هذِه , أشعر بألمٍ كبيرٍ في صدرِي , أشعرُ وكأنَّ هُنَاك من انتزعَ روحِي منِّي , أشعر بأنَّني فقدت شيئًا كبيرًا , روحي جريحة , لكنَّني لا أشعرُ بجَسَدي مطلقًا , منذ لحظَات اصطدمت سَاقِي بمقعدٍ اصطدامًا شديدًا , ومع هذَا لا أشعرُ بأيِّ ألَم رغمَ أنَّني هشُّ العِظام , هي ليْسَت مجرَّد حبيبةً خسرتِهَا , وحتَّى لو كانَتْ كذلك , فكمْ في العُمْرِ مِنْ حَبيبة !
اليومَ ترَكتْنِي,,
لمْ تسمَحْ لي بالردّ , صبَّت جامَ غضَبها عليَّ وذَهَبتْ , ربَّمَا أنا اللذَّي لم أستطع الرد, لم أعد أدري أيَّ شيء ولم أعد أرَى أيَّ شيءٍ سوى شيئٍ واحد , ضحكتُهَا العميقَة النابعة من قلبْها , لا أدري لماذا تلحُّ عليَّ صُورتهَا في هذَا الوضْع بالذَّات , كمْ كانَتْ براءتهَا خارقة , حتَّى اليوم الأَخير لم أجدْ ما آخذه علَيْهَا , دائمًا تفكِّر فيّ وفي الآخرين قبل أن تفكَّر في نفسِها , دائمًا تظنُّ الجميع أقويَاءٌ شُرَفاءٌ , تعتقد أن الخطَّائين وجدُوا في عالمٍ آخر, بعيد كل البُعدْ عَنْ عالمهَا , ربَّمَا الآن ستتغيَّرُ نظرتُها وسأكونُ الوغْدَ الأوَّل في حياتِها .
لكنَّني لم أكنْ وغدًا ولن أكَون , وإن كُنتُ فأعترِف بأنَّها الشيءُ الوَحيدُ اللذَّي لم أكنْ لأمسَّه بسوءٍ مطلقًا ولَوْ بكلِمة , هي لم تَكُن مجرّد شخص ولا مجرَّد لقاء ولا مجرَّد يوم , هي كانَت كلُّ الأشخاص , وكل الأوقَاتْ , بلْ وكلَّ الذِكرياتِ أيضًا, فأنا أعرفها منذ سنواتٍ أربَعَة , سنواتٌ أربعة صارتْ اليوَمَ بلقاءٍ مجرَّد ذكريات , وذكريَاتٍ أليمَة أيضًا , سأتجَّرع مرارَتَهَا طويلاً ثمَّ أنسَاهَا رويدًا رويدًا , سأتزّوج ويكون لي أبناء , حِينَها سأحكي لَهُمْ قِصَّتِي مَعَهَا , وربَّمَا أضحكُ معَهُم سويًا على بعض المواقِف اللتي حدَثَت بيني وبيْنَهَا , ربَّمَا لا أتزوَّج وأظلُّ على حالي هذِهِ لفترةٍ طَويلَة .
أربعةُ سَنَوَات؟ كم في العمر من أربعةِ سنَوات ؟ وكم فِي العُمْر من أربعةِ سنواتٍ من الثامنة عشرة وحتَّى الثانيَّة والعِشرِينْ ؟ , ما زِلتُ أتذكَّر لقائي بها , كانت فتاةً في الرابعةَ عشر وقتَهَا , تبَادلتُ مَعَهَا بِضعَ كلماتٍ قصيرة , ثمَّ فجأة وجدْتُهَا تقولُ لي فِي بَسَاطة أنَّها تحبُّني , في البدء ظنَنْتُهَا تعبَث , ولكنَّني فوجئت بكمٍ كبيرٍ مِن البَرَاءة داخلها أبهرني إلى حد جَعلنِي أذُوب في حبِّهَا ايضًا , ويومًا بعدَ يومْ كانَ حبُّنا ينمو حتى تدَاخل ولمْ يعُد أحدٌ يستَطيعُ فصلَه .
كَذلك ازددْنَا نُضجًا يومًا بعدَ يومْ , وازدادَت هي براءة ! , وقد كانت برَاءتها الزَائِده هيَ نقطة ضعْفِي ,وكانت تَعُوقُني في الوقْتِ ذاته من أنْ أعرضَ عليهَا أيًّا مِن مشَاكِلي , لم تَكنْ لتفهمَهَا , ولو فهِمَت فلمْ تكُن لتُدرِك ,تبدُو لهَا كل مشكلةٍ بَسِيطَة مَهمَا كَانَت معقَّدة , يبدو لها كل شخص بريء مهما كَانَت ذنُوبه , هذا وغدٌ لكنََّه لطيف , هذا نذلٌ لكنه حَنُون , هذا قاتلٌ لكنَّه كانَ مضطرًا , لو تولَّت القَضَاءَ يومًا فلنْ تُعاقِب أي مُجرِم.
هذِه هيَ , ولنْ تتغيّر , حافظتُ أنا على براءتِها كما هيَ , لم أحاول تدنيسَها يومًا , ربَّما كنت كاذبًا مع الجَمِيع ولكنني كنت صادقًا معَها , ربَّمَا كنت وغدًا معَ الجميع , لكنَّني كنت قديسًا معها , ربما كُنت صهيونيًا مع الجَميعْ , لكنني كنت طفلاً معَهَا .
كانت تمثِّلُ لي خيرَ دافعٍ في الحقيقَة , منذ أن بدأت ادركُ قسوةَ الواقِع وأنا أُحاوِل أن أصنع لي ولَهَا شيئًا , أن أكون افضل مما أرادت وتكُون كما أردْت , أن اصنع جنَّةً صغيرةً تحتوينَا معًا , وكنت اسعى لهذَا وبداخلي حافزٌ واحدْ , هيَ ! , هي حافزي لأكون أنجحْ إنسانٍ في الوجُود , كما أنَّهَا الآن أكبر حافز لجعلي أبأس انسانٍ على وجه البسيطة !
أبأس إنسان ؟ كلا .. البؤسَاءُ كَثيرُون , هناك من لا يجدْ من يبَادلهُ الحبْ , أأنا أم هوَ؟ أنا قطعًا ..هو لم يذقْ الحلوَى فسيكفيه أي طعامٌ آخر , أنا ذقت , وعليََّ ان أتعذَّب وأنا اعلم أننى لن أتذَّوقها مرةً أخرى , ولكنّنا بؤساء , هناك من تُتوفى حبيبته , أأنا أم هوَ؟ أنا قطعًا , على الأقل هو لن يراها مرةً أخرى ليتذكر , أمَّا انا فربًّمَا اراها , حينها ستتجلَّى ذكرياتُ سنواتٍ أربع .
أعترفُ بشيء,,
كانَت اتِّصالاتُها تُخجلني للغَايَة , وخاصةً حين أكونُ مع اصدقَائِي , الباقُون يعتبرُونَ هذَا أمرًا عاديًا ولكن لا أدرى لماذَا كانَتْ الدماءُ تتصَاعدُ إلى وجهي كلَّمَا تلقَّيت اتصالاً منْهَا , وتتصاعد بفورةٍ أكبَر كلَّمَا كان يُجاورنِي أحدهم , صحيحٌ أنّ حديثنَا يكُون عاديًا ولكنَّني لم استطع منعَ ذلك الشعُور قطْ , ربّما لأنَّني كُنْت أظلُّ أفكر فيهَا كثيرًا بعدَهَا حتّى يلحظَ الجَمِيعُ ذلك , أو ربّما لأنها عقدةٌ نفسيةٌ بي , أو انَّ الآخرون هم المعقّدُون لأنهم يستطيعون التحدَّث بسلاسة في أيِّ ظُرُوف .
كَانَتْ تحبُّني كثيرًا , أكثْرَ مِن نفسِهَا , هذَا ما أثقُ بِه , ولكنَّها كانَتْ تضحَكُ كثيرًا اليومْ , وهي تتركُنِي , كانَتْ تُخبرُنِي بهذَا وهي تضحَك , لا ادرِي أتُحَاول استفزازي أم أن تسبب بعضَ الألمِ لي , هناكٌ شيءٌ لا استطيع وصفَهُ لاحظتُه في كلِّ العاشقين , ربما استطيع القولَ بأنَّه نشوةُ ألَمْ , الكلُّ يمنحُ الألم للآخَر , لا بد من بعض الآلام حتَّى يكونُ الحبُّ كاملاً , لا حبَّ بلا آلام , هذِه حقيقةٌ اكتشفتُهَا بنفسِي , حتَّى مصطلحاتُ الحبّ , جميعُها حزينةٌ مؤلمة , لوعةُ الفُراقْ , ثَورةُ العشق , أزمة منْتَصف الحُبْ , دموعُ كيوبيد ! , جميعهَا آلام نفسيِة , وأمراضٌ يستلزِم استئصَالُهَا استئصَالَ الرُّوح بكامِلِهَا .
هي آلمتني !! , ولكنَّنِي آلمتُهَا أضْعَاف هذا الألَم , بل أضعَاف أضعافِه , وإلا ما كانَتْ لتفْعَل ما فعلتَه , أيُّ ناظرٍِ إلى حالنَا سيعرفُ أنًَّنِي مخطيء , و هذَا حقْ , وسيعرف أيضًا أنَّني وغدْ , وهذَا باطل , فالسرائرُ لا يطَّلِعُ عليهَا إلا الخالِق .
اربعةُ سنَوات , والأربعةُ الأكثرُ حيويةً في العمرِ كلِّه , كانَتْ هيَ حبيبَتي , وملاذي و جنَّتي وطفلتِي واميرَتي اللتَّي تحكُمُنِي !
لم اعدْ أدرِي ماذَا أفْعَل ولا ماذَا اقُول , أقسمْ أنَّنِي أحبِّهَا, حبًّا لا يُوصَف..
أو أنَّني كنتُ..!
***
من مُذكِّرَاتِهَا .. يُوم 4 ديسمبر :
عرَفتُهُ منْذُ زَمَن , أربعةُ سنوات , كُنتُ طفلةً عَلَى أعتَاب المُرَاهقَة , وكَانَتْ روحِي تَتُوقُ إلى الحبِّ كأيِّ فتَاة , وهكذَا تمَّ الأمرُ سريعًا بمبادرةٍ منِّي , في البداية كنت أزدَادُ سعادةً يومًا بعد يوم ,كان مختلفًا في كلِّ شيءٍ عن الآخرين , عقلُه , أفكَارُه , خبراتُه , حتَّى حديثُه.
جذبنِي إليه , أحببْتهُ كثيرًا , ولكن القدَرَ كان يقفُ لنَا بالمِرصَاد , عليَّ أن اسافِر بعيدًا عنْه , وهكذا دامتْ غربتِي ثلاثَة سنَوَات تخللتهَا بعض اللقاءَات الطفِيفَة معَه , وكُنتُ أتواصلُ معَه خلالهُم عن طرِيق هاتِفهِ والانترنت ,وكان تواصُلنَا شبهَ مُنتظِم حتى عدْتُ أخيرًا واستقرَرْت , في البدَاية كانَتْ لقاءَاتنُا كثيرة ولا أكذبُ حينَ اقُول أنَّهَا كانَت تُشعِرنِي بسعادةٍ لا حدَّ لهَا , ولكنْ بعد ذلِك بدأت في التنَاقصِ حتَّى انعدَمَتْ , حتَّى اتصالاتِي به , بدأتُ أشعرُ أنَّه يعاملنِي ببرودٍ غير عادي , حتَّى أنَّه نهرَني في بعضْ الاتصالات وأمرني أن اغلق الخطْ حينَ أعرفُ أنَّه مع أصدقاءه .
كُنتُ أعتمدُ عليه اعتمادًا كبِيرًا في أن يكُونَ لي سندًا لي هُنَا بعدَ أنْ يُسافِرَ والدَاي , ولكن منذ أن سَافرَا ولم أجدْه , وجدت الكثَير من الآخرين غيْره , ولكنَّه هوَ لم يكُنْ مَعي , ولمْ يقِف بجَانِبي , نبَّهتُهُ لهذَا الامر مرَّاتٍ ومرَّات , ولكنه لم ينتبه , قلت لهُ ذاتَ مرَّة بأنَّ الحبَّ مثلُ الزَهرَة , عندما ترْويهَا بالمَاء وتهتمُّ بِهَا تجدُهَا قد كبُرَت وأيْنَعَتْ , وعندمَا تتجاهلُهَا تذبُل وتَمُوت , وهو تجاهلنِي وبشدة.
حينَها أدْركْتُ أنَّني لا أعنِي لهُ شيئًا , حاولتُ الابتعادَ عنهُ كثيرًا في البِدَاية وفشلت , كان يعيدُني لَهُ بعدَّة كلماتٍ يكون لَهَا مفعُول السِحر فيّ , وأعودُ وأنا أنتظرُ الأفضَل منهُ كما وعَدَني فأجد اتصالاً أو اثنين وبعدَها يعُودُ الحَالُ أسوأ ممَّا كان , وفي كل مرَّة كان صبرِي يطُول عن المرَّة التى قبلَهَا حتَّى نفدَ أخيرًا , لا أستطَيعُ أن أتحمَّل , صرْتُ أشعرُ بأنَّنِي بلا كرَامَة , هوَ يسحقَهَا بلا رَحمَة , أشعرُ أنَّني أنا من تَسعَى إليه , لمْ يكنْ منبَعُ ألَمِي هو شُعُوري هذَا , بل شُعوري بأنَّنِي أسعَى إليَه وهو يرفضُني .
ورغمْ كلِّ هذا كنت سأتنَازَلُ وأعودُ إليه لو أنَّه أظهر لي فقطْ أنَّه متمسكٌ بي في لقاءنَا الأخِير , ولكنَّ هذَا لم يحدُثْ , كان باردًا كلوحِ ثلْجْ , وكأنَّني أتحدَّثُ معَهُ عن مَصِير أبُو العتَاهِية لا عن مصِيرِنَا.
قُلتْ لهُ : يكْفِي هذَا , لن أسْتَطيع تحمَّل ما تفعَلُهُ بِي أكثرَ مِنْ هَذَا
قالَ بطريقَةٍ مستفزَّة : ومَا اللذي أفعَلُه ؟
لمْ أملِك إلاَّ أن أقُول : لا شَيءْ
إنْ كانَ لا يَشعُر فتِلكَ مُصيبةٌ , وإن كانَ يشعُر فالمُصِيبةُ أعْظَمُ , لماذَا يستَفزُّني إلَى هَذا الحدّ , على مَاذَا يُرَاهِنُ بالضَبْط ,
تَابعتُ عندمَا لم أجِدْ مِنهُ أيَّ تَعلِيق : أيًّا كانَ هَذَا اللذي تَفْعَلُه لم أعدْ أستَطِيعُ تحمَّلك !
قال : إلَى هذَا الحدّ؟
قلت : نَعَم
كان ردّ فِعْلِه هوَ الأخِير علَى الاطْلاق اللذي توقَّعْتُه , وكأنَّه كانَ يتوقّعُ ما سأقُولُه , بكلِّ بُرُود الدُنيا
قَال : أهذَا قرارُكِ الأخير ؟
قلتُ له وأنا اضحكْ كاتمةً بحرًا مِن القَهْرِ داخِلي : نَعَمْ
انتظرُت أنْ يتحدَّث بعدَهَا ولكنَّه أبدًا لم يفتَح فمَه , لمْ أملِك إلا أنْ أذهَبْ في صمتٍ وأنا نادمةٌ أشدّ النَدَم على مَجيئِي هذِه المرَّة ايضًا رغمَ كَونِهَا الأخِيرَة , وانتظرُتٌ أن يتَّصِلَ بي بعدَهَا أيضًا , فُراقُ شخصٍ هو الحُبُّ الأوَّل وكل شيءٍ لي لمدَّة أربعةِ سنَوَات ليس بسيطًا إلى هذَا الحدّ , لكنًَّه ايضًا لم يتَّصِل , ليبحَثْ لَهُ عن طريقٍ آخر إذن .
فقطْ أُريدُ أن أعرِف , لو أنَّ مسيرتنَا لمْ تكُن تهمُّهُ , فلماذَا استمرَّ معي إلى هذَا الحد ؟ ولمَاذَا كان يؤلمنِي كلّ هذَا الألم , لاحظت كثيرًا أن كل المحبِّين يُؤلمون أحبَّائِهم , ولكن إلى هذَا الحد؟ , لاحظتُ كذلِك أنَّه كلّمَا ازداد الألمْ ازدادَ الحبْ , هل هذَا في تركِيبنَا النَّفسي أم أنَّه مرضٌ دخيل ؟
لا أدْري ولا أريد , كل ما أرِيده الآن , أنْ يساعدنِي الله على نسيانِه , فهو أمرٌ شاقٌ بحَقْ ولأبادِر بالمحَاولة..وداعًا يا من كنْت حَبيبِي , اليوم ستُغادِر صفحَات مذكراتي إلى الأبدْ , ربمَّا أتذكرُكَ يومًا في مُناسبةٍ مَا , وربَّمَا لا أستطَيعُ نِسيَانَك على الإطلاق , ولكنَّني أخذتُ القَرَاروداعًا ..
***
من مُذكِّرَاتِه .. يُوم 12 ديسمبر :
ليسَ الأمرُ هينًا إلَى هذَا الحد ..أن أعيشُ جحيمًا لا جحيمَ فى الدنيَا بعدَه..ويبدو أنَّنِي سأعيشهُ طويلاً ..ليتَها تَعُود..ليتَهَا ...
- تمت -