أحيانًا أحب الكتابة عن بعض الكتب التي قرأتها أو حتّى ‘ن حلقة من برنامج ما شاهدته أو أحد الأفلام البطيخيه الأصيلة التي أعجبتني ولكن سياسة المدونّة لا تسمح بذلك , لهذا فسأتكلم باختصار في بداية كل موضوع عن آخر قراءاتي أو مشاهداتي أو حتّى عراك مع أحد القراء ولنبدأ
* للمرة الثانيّة خلال أسبوع أنتهِي من قراءة أن تكُون عبّاس العبد مرّة أخرى , أن تكُون عبّاس العبد هي للكاتب الرائع أحمد العايدي , من قرأوها منكم فلا يحتاجون إلى كلمات لو صف الرواية الرائعة , أمّا من لم يقرأوها فقد فاتهم درس جديد تمامًُا في الأدب العربي , درس من ابرع الدروس حاليًا بشهادة الكثير من النقاد , جدير بالذكر أن الرواية حازت على أكثر من جائزة أذكر منها هنا جائزة نجيب ساويرس للأدب العربي مثلاً والتي تقدمت إليها الرواية ضمن 200 رواية أخرى تقريبًا على ما أذكر وقتها, أستاذ أحمد العايدي له بلوج على البلوج سبوت على فكرة يعني ومعروف جدًا
* ابتداء بروائع الأغنية الشعبية " العبد قال للشيطان : جاي تضحك على دقني وانا راجل أستاذ ؟ أحسنلك تفارقني لاديك بالعكاز" وتمضي بنا الأحداث إلى الحدث الرائع " الشيطان قال للعبد : لو تشرب يا منيّل , هتحس انك عيّل , بقزازة كونياك .. الهم هينساك " وانتقالاً من الموعظة الشعبية إلى الأغنية المؤسفة للأخ مدحت صالح والمعبرة في الوقت ذاته " يمكن قدامي ومش طايلك , بس انا في القلب اكيد شايلك , مهما اتعب وطريقي هيصعب , جايلك في معادي انا جايلك " وهي أغنية رهيبة حقًا لو افترضنَا أنّه يحدث خالتي مصر أو .. وانتهاء بالأغنية الرائعة جدًا للشاب خالد والتي تحوي الكثير من المواعظ عبد القادر يا ابن عمي.. كان هذا هو المزاج الغنائي الأسود - كأني سواق توكتوك - للعبد الله قبل رمضان ولكن بعد رمضان .. لهذا حديث آخر
إلى الجزء التالت من أبو جهل بقه عشان طولت في التكديم
عندمَا جاءَ أبو جهل
طارق عميرة
تطلّع أبو جهل للضابط قليلاً قبْل أن يقُول في بلاهة :
- ماذا؟
قال الضابط في صرامة انتابتها بعض السخريّة وكأنّه عثرَ على صيد ثمين :
- جواز سفرك يا شقيييييييييييييق!
حاول الدكتور حازم الهروب في هذهِ الأثناء , هؤلاء هم رجال الأمن وأبو جهل لا يعرف ماذا يعني رجال الأمن , أحاطه رجال الشرطة وأحضروه :
- بطاقتك يا ريس !
أخرج الدكتور حازم بطاقته بينما استمر أبو جهل يتطلّع في ذهول إلى الضابط , كان الضابط محاطًا ببعض العسكر لهذا فقد واتته جرأة نادرة , ربمّا حماقة , ليمسك بياقة ملابس أبو جهل , والأدهى أنّه قال :
- بقولك جواز سفرك يا روح أمّك !
كان رأس الضابط بمستوى صدر أبو جهل , ولكنه لم يكد ينطق عبارته تلك حتّى كان رأسه بمستوى ساقي أبو جهل من ثم قدميه فكعبيه , ثم اختفى الضابط تحت الأرض تمامًُا قبل أن يفهم أحد من الموجودين ما حدث !
- روح أمّي , هذا الرجل تعدّى حدوده كثيرًا , ما الذي يعنيه من حواز سفري أم عدم جوازه , أنا اسافر إلى حيثُ أريد .
وتطلّع إلى أجهزة اللاسلكي العتيقة في أيدي العسكر اللذين كانوا مصاحبين للضابط والذي كانوا يهتفون في فزع وبلا انقطاع :
- مديرية الأمن , مديرية الأمن , أبرقوا للجيش والمخابرات ورئاسة الجمهورية وقوات الكوماندوز الأمريكي والمتعاركين في دارفور ليحضروا بكل قواتهم لمواجهة الخطر القاتل ...حوّل
تعجب من ما يقوله العسكر وما جعله يتعجب أكثر هو أن هذه الأشياء السوداء في أيديهم كانت تجيب :
- عُلم .. ولن ينفّذ!
ليست هذهِ مشكلته على أيّة حال , كان الدكتور حازم يولول على نفسه
- ماذا فعلت بنا , لقد اعتديت على ضابط !
- وماذا في هذا ؟ أهو جريمة ؟
- جريمة كبرى !
- هو حاول الاعتداء عليّ أولاً , وقد نال جزاءه على أيّة حال !
قالها أبو جهل وسهم بصره وهو يضيف كالحالم
- لو كنت في قريش الآن لبعتهم إياه ولشروه و جعلوه يقوم بتلميع الرمال !
قال الدكتور حازم
- بطاقتي معه , لقد انخرب بيتي !
نزع أبو جهل البطاقة من يد الضابط الممدد أرضًا وقال :
- ها هي بطاقتك , هيا بنا نكمل
- سريعًا من فضلك حتى لا يستيقظ
- ليضرب عنقي إن لم يكن مستيقظًا يتظاهر بالعكس
قالها وركل الضابط ركلةً أخيرة انتفض الأخير على اثرها قبل أن يسقط في سلام , بينما سار أبو جهل والدكتور حازم , سمعا العسكر يقولون:
- عيب نكون كتير كده ومحدش يعرف يعترضهم !
- صح .. عيب جدًا .. روح اعترضهم يا فالح !
أصوات همهمات واسنان تتطاير ثم قرار جماعي بان يظل الوضع على ما هو عليه , الصمت والخوف بينما ابتعد ابو جهل والدكتور حازم , وفي أول زقّاق مضيء جانبي
دفع أبو جهل الدكتور حازم على سقف إحدى السيارات الفاخرة , قال حازم
- بلاش دي , دي مرسيدس !
قال أبو جهل :
- أعلم , لهذا ستتحملك !
سأله الدكتور حازم :
- من اين عرفت !
قال أبو جهل في لهجة لسان حالها يقول دنتا قديم قوي
- لدينا منها في جبال مكة
قبل أن يتذكر لماذا صنع بحازم هذه الفعلة الشنعاء ويقول في غضب حاول أن يجعله شديدًا جدًا
- أريد أن أعود إلى مكككككككككاااااااااااااااااااااااااااااااااة, عالمكم غرييييييييييييييب, سأجن لو جلست يومًا آخر
قالها وترك الدكتور حازم الذي هبط من على سطح المرسيدس وهو يفكر .. كيف سيعيد أبو جهل إلى مكّة !
يتبع