والأشياء الستّة عن نفسي
كانَ هذا هو التاج الأول والأخير وليتفضلّه من شاء من الزوار
! كارثة .. من العصر الحديث
Posted by كوارث at 6:08 PM 41 comments
اليوم َ أتكلّم عن بطلٍ حقيقي , بطل ليسَ مزيفًا ولا مشكوكًا في أمره ولا مدعٍ ولا غاوٍ ولا هاوٍ, ربّمَا يرجعُ هذَا إلى إنجازَاتِه , وربّمَا يرجعُ إلى مواقفهِ ذاتِهَا . وربّمَا إلى ما واجههُ في أسفَارِه , يكفِي أنّه بمجرّد أن يسمعَ أحدنا اسم افرست فإنّه يحلم في هيام لثوانٍ أن يكون هنَاك ثم سرعَان ما يدرك أنه تمادَى في أحلامهِ إلى حدّ التخريف فيفيق لاعنًا حلمًا جميلاً كهذَا , لم يكُن هذَا هو حال عمر سمرة الشاب المصري فقد ثبتت مخيلته على افرست حتّى حقق هذَا الحلم .
عمَر هوَ أول شاب مصري خرج في رحلة يجوب بلاد العَالم مارًا بجميع القارّات ومارًا بالقرى والمدَن والنجوع وهو شابٌ لم يكمِل الخامسَة والعشرينَ بعْد , وعلى أعلى قمّة في بيرو على ارتفاع 6088 متر وقف هنَاك رافعًا العلمَ المصري لأول مرّة في تاريخِ هذَا الجبَل مدفوعًا لهذَا بمصريتهِ التي لم تجلب لهُ أيّ شيءٍ حتّى الدعمَ الحكُومِي !
يقُول عمَر أن بدَايَة حلم افرست في رأسهِ كانَ عندمَا تسلّق أحدَ الجبَال في سويسرَا وهو في السادسة عشرة من عمرهِ ووجَد أن الأسماء التي تسلّقت الجبَل يعدّ هو المصري الوحيد الذي أضاف اسم مصر إلى هذهِ الكرّاسة , حينَهَا بدَا التفكير في افيرست هينًا ولكنّ الهدَف صعبَ المنًَال واستغرقَ منهُ اثنتى عشرة سنة حتّى يتحقّق , ففي رحلة الأسابيعِ العشرة بعد هذهِ السنين تمكّن من الوصولِ إلى القمّة بعد أن شاهَد كل المخاطر من السقوط والانهيارات الجليدية الضخمه وتجمد أصدقاءه وموت البعض فقط ليقفَ هنَاك رافعًا العلمَ المصري لأولّ مرّة في التاريخ قائلاً في لحظاتٍ بلغَ فيهَا نقصُ الأكسجين أقصى ما يمكن وبلغت فيها الهلاوس مبلغا أكبر من العقل عظيمَة يا مصر !
كانَ حال الصحافة العربية مخزيًا معه بصورة عامّة و المصريّة بصورة خاصّة , يطالعنَا بطل كهذا في خبرٍ محدود السطور أو حوار صحفي غير مكتمل الأركَان أو غيرهَا وغيرَهَا بينما تهلل ذات الصحف لتامر حسني كل يوم خمس مرّات وتضع ابطالاً وهميين أو كانَت بطولتهُم في قصف روح الشعب , اما عن الفضائيّات فقد كان نصيبهَا من الاهتمَامِ أكبر , ربّما كمجرّد سبق أو لقاء اعلامي مثير جديد يزيد من نسبَة المشاهدَة , وهذهِ هيَ المرّة الأولى التي أحنقُ فيهَا على كل وسائل الاعلام لاخفاء رمزٍ كهذا والكتابة عنه بمثل هذه اللا مبالاة .
عمَر مثالٌ حي لشاب حقق أقصى ما كانَ! يحلم به وهو لم يكمل الثلاثين من عمرهِ بعد , هو الآن ينتوي تسلق الجبلَ الأعلى في كل قارّة وبحسب كلامهِ فهو ينتوي محاولتين جديدتين في أغسطس القادم لرفع العلم المصري فوقَ هذهِ القمَم .
سيقُول الكثيرون , وما الفائدة ؟ , ساقول لكَ .. ما شعورك لو قال لكَ كرم جابر نفسه منذ عامٍ واحد أنّه سيصعد الهيملايا ليرفع علم مصر على افرست ؟ سيقول الكثيرون مستحيل , والأكثر أحمق والبقيّة أن تشطح في خيالك وأحلامك !.. هل أدركتم الآن قوّة الانجاز وعظمتهِ ؟
ألا يستحقّ هذا الشاب أن يكون رمزًا حتّى لتحطيم المستحيل في وقتٍ نحنُ في أمسّ الحاجه إلى رمزٍ كهذَا فيه ؟ خاصةً أن اعلامنا مليء بالرموز التي نيقن تمامًا بأن أكثرهَا زائف والبقيّة مشكوك في أمرها وفي بطولتها !! ألا يستحقّ هذا الشاب المتواضِع أن ينال في قلوب الناس حبًا وشهرَة يستحقّها أكثر من نجوم الورق والرقص والعريّ اللذين أدّوا بنَا إلى هذهِ الهاوية بينَمَا اثَارت حماسةُ شابٍ كهذَا سرور كل من علمَ بهِ , أنَا شخصيًا لم أكتب هذَا المقال مستثنيًا قاعدة كتاباتي إلا لأن هذا الشاب أثَار بي الكثير , أبهرني , عندمَا كانَ يحكي تجربته وشاهدت فيلمًا عرضهُ هو والتقطته له قناة OTV وسمعتُ حديثه وتفرست في طريقته وعلمتُ أنجازاته , حينَها كانت رؤيتهُ بردًا وسلامًا أخمدت كل النيران التي تستعر بداخلي على هذا الجيل وهذا الوطن
لنْ أكتبُ قصّة عمَر بالتفصيل فسيحكيهَا هوَ في كتَابٍ سيصدرهُ قريبًا واذا لم يفعل فسأحاول اقناعه بشتّى الطرق أن أكتب قصّة عنه حتّى ولو استخدمت معه الحيَل , ولكنْ حتّى لا أسمع من يقول لقد كان مرفهًا أو كثيرَ المال أو لو أنني أملك لاستطعت أو الكثير من هذهِ الكلمات , هذا هراء , الآلاف ينفقون اضعاف ما تتكلفه هذهِ الرحلة على المخدرات والدعاية والافلام والدعارة وغيرها فلماذا لا يفعلون مثله ؟ أي قيمٍ مزيفة رأينَاهَا ؟ ربّما يرجعُ السبب إلى وطنيته , ربّما إلى إعاقة أخويه التي مسحهَا هو بانجازاته كأنّها لم تكن وهو يثبت للعالم أجمَع أنّه مع وجود الاعاقات والاحباطات في منزله إلى انّه قهرَ ذلك المستحيل .
عمَر شابٌ لم أرهُ في حيَاتي من قبْل , وأتمنّى أن ارى الكثير منه فيمَا بعد ! .. على حدّ قولهِ هو ذاته " لم أكن أشعر باي شيءٍ وأنا أقف على القمّة , أنَا اقف في قلب حلمي , ولكنّني حققته رغم انني لم ادرك ما قلته في تلك اللحظات , لكلٍ فينَا افرست خاصّة بهِ , ولو استبعدهَا أو كسُلَ أو لم يسع لهَا فستتبّخر ولن يصل إليهَا ابدًا , أمّا لو سعى فبالتأكيد سيصل "
هذه كلمات عمر التي نحفظهَا جميعًا ونقولها لبعضنا البعض متظاهرين بالحكمة عالمين انّنَا جميعًَا لا نفعَل ما نقوله ..
فمتى سنفعلُ اذَن ؟
أي استفسارات عن هذا البطل يمكن طرحها هنا وأعدكم بمحاولة الحصول على إجابة أما عن رحلاته فيمكنكم البحث في الانترنت باللغة الانجليزية لأن الكتابات عنه بالعربية حمقاء ولا تسر حبيبًا بينمَا تسر الكثير من الأعداء , يمكنكم كذلك زيارة موقعه الشخصي
www.omarsamra.com
سعيدٌ جدًا
المرء لا يقدّم لزواره بطلاً كل يوم أو كل عامٍ أو حتّى كل قرن !
كم انَا محظوظ
وادعوا الله أن يخرج من هذا الجيلِ ايضًا من يقتحمُ أسوارَ الفضاءَ ويضع ذات العلم الشامخ الذي يلعب الكثيرون باسمه على سطحِ القمر , وادعوه أيضًا أن يرتفع ذات العلم صادقًا على قصرنَا الجمهوري ذات يوم !
القصيدَة التي تلي هذا الموضوع أو السابقة له في ترتيب المدونة اهداء لعمر وكل من على شاكلته ويحاولون اضاءة قنديل هذَا الوطن , وشكرًا لمعاذ رياض
طارق عميرة
طنطا
20/6/2008
:: تحديث::
تصحيح .. الجبل 6088 في بوليفيا وهو ليسَ الأعلى
Posted by كوارث at 8:18 PM 99 comments
Posted by كوارث at 1:10 PM 46 comments
أيّهَا الغافِل
تشبث بموتك ايها المغفل ... دافع عنه بالحجارة والأسنان ... فما الذى تريد ان تراه ؟!!
أصوات حادة.. لطم خدود .. نساء متشحة بالسواد
رجال صامتون .. حبست الدموع فى مقلهم ..مزيج من الحزن لا يصنعه إلا .. الموت ..!!
تحجر عقلى ..العقل يترك كل ما يفكر فيه من أشياء .. وينحسر تفكيره فى نقطة واحده .. موقف واحد .. مشهد واحد ..!!
حين راه ميتا ..
حين اصدر اوامره للاعصاب فألقت العين النظرة الأخيرة .. وتكونت الصدمة .. ربما عاد كما كان بعدها .. وربما لم يعد لسابق عهده قط..!!
تشبث بموتك ايها المغفل .. دافع عنه بالأظافر والأنياب .. فما الذى يمكن أن تراه ؟!!
لقد رأيت الدنيا وخبرتها ...أياما وشهورا وسنينا عشتها ...الاما حقيقية ذقت .. وسعادة وهمية رايت .. وأحلاما كثيرة .. لم يتحقق منها شيء.؟؟!!
بالأمس فعلت .. وغدا أفعل .. لكنك - أيها الغافل -.. لم تفعل شيئا فى الحقيقة..!!
ليكن حلمك الوحيد الموت .. فهو سيتحقق رغما عن الجميع .. ربما ليس كما تريد .. ولكن فى النهاية سيتحقق..!!
تشبث بموتك ايها المغفل .. دافع عنه بالفؤوس والنواجذ.. فما الذى يستحق ان تراه ؟!!
ذرات السواد تتناثر فى جميع الانحاء..فضاء اخر .. سرمدى لا نهاية له .. تذهب .. ولن تعود ابدا..!!
ما الذى يستحق.. ملل.. تفاهة.. سأم الحياة؟؟ ليس بعيدا الى هذا الحد .. كن ميتا قبل ان يقتنصك الموت
طارق عميرة
السادسة صباحا
2/5/2004م
Posted by كوارث at 2:39 PM 36 comments
Posted by كوارث at 1:20 PM 40 comments
Posted by كوارث at 8:02 PM 46 comments