Thursday, April 21, 2011

لماذا لا نترك المبشرين؟

مقال كتب منذ فترة على صفحتي بالفيس بوك وأرغب بإعادة نشره , وستفهمون لماذا وأنتم تقرأونه .
***
إعترض الكثيرون على مسمى مجموعتي القصصية الثانية , أريد أن أبني كنيسة ورغم أنني أرى أنني حر في إختياري لأسمائي ولكن أعترف بأن توقيت الكتاب جاء مستفزا في هذا الوقت , الأكثر إستفزازا هو دعوتي هذه .. ولماذا لا نترك المبشرين
.

***

لا تشعر بالصدمة من فضلك , فالعنوان مقصود كما قرأته تمامًا , أنَا ابحث عن رد مقنع ..

لماذا لا نترك المبشرين ؟

الدول الحرّة كما ينبغي أن تكون , يكون لكل فرد فيها الحق في إختيار ما يناسبه من أفكار وما يراه مريحًا لنفسه وعقله وعمله أو حتى طعامه ..هو إنسان حر يمتلك الإختيار في كل شيء ..

وعلى من شاء أن يدعو لفكره كما يريد , والمستمع له عقلٍ يميز هو الآخر ويملك مزية الإختيار , ولكن من قال أننا بلد حر؟ ..

هناك نظرة سائدة في مجتمعنا المصري المسلم , أي شخص يظهر له نشاط تبشيري فإنه يستحق الإعدام , ورغم أن من أفراد هذا المجتمع من يزعمون أنهم لا يفرقون بين مسلم ومسيحي , ومن أفراده من يبجلون المسيحيين ويرونهم قوة مغلوبة على أمرها مهضومة حقوقها , ومن أفراده من يرى أنهم يأخذون أكثر من حقوقهم , ومن أفراده من يحضر الأفراح في الكنائس ولا يتحرج من التباهي بعلاقاته مع المسيحيين ليتباهى كم هو رائع كإنسان , فإن جميع أفراد هذا المجتمع – المسلم – تقريبًا , يتفقون على حرق وشنق وقتل كل من تسول له نفسه ممارسة التبشير ..

أبسط التناقضات مع كل الإدعاءات السابقة أن هناك قنوات لا تكف عن الدعوة للإسلام , هناك برامج دينية إسلامية أو تتظاهر أنها كذلك على كل قناة تقريبًا , بينما عندما يتكلم أحدهم كلمتين عن المسيحية أو الدعوة إليها في القنوات الفضائية العامة وقنوات التلفزيون فهذه كارثة ..

قلْ لي مثلا لماذا لا يعرض التلفزيون برامج دينية مسيحية ؟ لأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة , أنا اؤيدك ولكن الأقباط كذلك نسبة لا يستهان بها أبدًا , فلو قلنا أنهم ثمن سكان مصر أي 1 إلى 8 فلماذا لا تكون نسبتهم من البرامج هي نصف هذه النسبة ولتكن نصف إلى ثمانية من برامج التلفزيون ؟

أنا مجنون , أعلم , ولكن أرجوكي أن تكلمني بمقاييس العدل كما يجب أن تكون , بما أنك إنسان وهو إنسان فما الفارق ؟ و إذا كنت تشعر بالغضب وتواثب ألف شيطان على قفاك حين ترى قسيسًا يدعو للنصرانية فلماذا لا تقدّر شعور إخوانك الآدميين النصارى وتكف عنهم شيوخك اللذين ما فتئوا يكفرون النصارى أصلا !!

من العدل البشري إتاحة الفرصة لهم , هذا لمن يهتم بالعدل , أما من سيخرج لي ويقول أن الإسلام هو الحق ومن يبتغ غيره فلن يقبل منه فعليه أن يمسك بسيفه ويقتل كل شخص إلا المسلمين أو ليصمت , أنا لا أعلق على كلام الله – جل وعلا – فهو القابل والرافض , وليس نحن , يقودني هذا لتساؤل آخر لمن يفهم ما أقول , هل دورنا في الحياة الدنيا هو إثبات إن الإسلام هو الدين الحق ؟

حسنًا , وإذا كان دورنا كذلك فهل إثبات أن الإسلام هو الدين الحق يكون بصم الآذان عما حوله وفرضه بالقوة ومنع سواه ما دمنا نستطيع المنع ؟؟؟

إسمح لي .. أنتَ تخدع نفسك .. لا تسألني بعد ذلك أو تتعجب بينك وبين أصدقاءك عن كل هذا التدين الزائف والإسلام النص كم ..

فالفاهم للقرآن فهمًا حقيقًيا سيدرك سبب وجود الإنسان في الأرض , من جهة الله هو العبادة , ومن جهة الدنيا فهو إعمارها وبناءها وتطويرها والوصول إلى أفضل ما يمكن تحقيقه ..

الحفاظ على الإنسان هو الهدف الأسمى , وعلى كل من يطالب بإعدام الآخر حتى لو كان من أتباع بوذا أن يدرك خطأه إن كان يؤمن بكتابه إيمانًا حقًا ..

ألم يقل الله – جل وعلا – أن اليهود والنصارى والصابئين والذين هادوا من آمن منهم بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟

يا عزيزي إعتبرهم جميعًا كفرة , ولكن من أنت حتى تحكم على أحدهم ؟ , إسمح لي أن أقول بكل وقاحة ..

أنت تتدخل في حكم الله !!

ألم يقل الله – جل وعلا – أن اليهود والنصارى والصابئين والذين هادوا والذين آمنوا .. كل أولئك يحكم الله بينهم يوم القيامة ؟؟ فمن أنت يا عزيزي حتى تستبق حكم الله ؟؟

أنا أتحدى أن يجلب لي مسلم واحد آية من القرآن او حديثًا من السنة يمنع التبشير , مع الأخذ في الإعتبار أن أفكار الآخر قد تكون مغلوطة أو مختلطة , فإن هذا لا يمنعه من نشرها مالم يثر فتنة ضد الإسلام ومسلميه .

في القرآن سورة إسمها " الكــــــافــــرون " ..

إقرأ آياتها على مهلك وركز جيدًا وأنت تقرأ لكم دينكم ولي دين ..

ألا تؤمن بهذا ؟

ألا تؤمن بأنه : ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض جميعًا , أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين ؟

ألا تؤمن بقرآنك الذي يقول : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ؟

أين آيات قتل الكفار في غير مواضع قتال المسلمين ؟؟؟ لا أعلم , فما مصدر هذه الأفكار السوداء إذن ؟ لم يقل الله – جل وعلا – أن تقتل من يخالفك , بل قال أنه سيتركهم يخوضون ويلعبون ويستهزءون ويستمتعون بالحياة الدنيا أفضل المتع ..

ولكن في الآخرة مآبهم إليه وهو الحكم الذي لا حكم بعده والعدل الذي لا عدل مثله ..

بل إن حدود الإسلام غليظة في القتل , بل والعين بالعين والأنف بالأنف والاذن بالاذن والسن بالسن ..

لماذا نتجاهل هذا مع الآخرين ؟ ألم يرسل الإسلام للناس كافة , أليست هذه رسالة الله الذي خلق الحياة بإختلافاتها وإبتلاءاتها ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ؟

فهل إنتشر الإسلام أبدًا بالإكراه والإجبار ؟

من الغريب جدًا أن نزعم أننا دولة حرة ويزعم الشعب ممارسة الآخر لشعائره براحة مع سياسة تكميم الأفواه وعقاب من تسول له نفسه الدعوة لما يؤمن به من عقيدة ..

حقًا

من الغريب جدًا !

0 Comments: