Thursday, August 27, 2009

رمضانـــــكوم .. عندنا 3 !


Ramadan's Show
أصدقَائِي وصديقَاتِي , السيّدَات والسَادَة , رجَال الفكْر والسِيّاسةِ والصحّافَة ..
مرحبًا بكُم في برتَامجنَا , حَيثُ القَاعدةُ المضادّة للفهْم , الجَميعُ يفهمُون لهذَا لا نجد حلُول , أنَا لأ أفهْم , لهذَا فحلُولِي جذرية .
الحلقة الثالثة :
تقديم / طارق عمِيرَة
3- القضَاء على مشكلة البطَاطَا :
في اليوم التالي بدأ عطية بإجراء التجربة مدعومًا بكافة وسائل الدعم بدايةً من أجهزة المخابرات والطيران الحربي والجيش ونهاية بوزارة التموين والتأمين الصحي وبائعي المخلل
وقدْ إختار محافظَة " عند أمه " لبدء تطبيق فكرته , ومحافظة " عند أمه " تعدّ هي أسوأ المحافظات على الإطلاق , وقد سميت بهذَا الإسم لأن لها أكثر من ثلاثين عامًا يسيطر عليها بعض الرجَال وكلما أتى لها دعم من أي نوع وطالب أهلها محافظهم أو رئيسهم بأي تعديلات أو تغييرات في شكل المحافظة طبقًا للدعم فقد كان سعادة المحافظ يقول :
- ده عند أمه يا مورسي..
وبمرور الأيام جاء الملك تحتمس السابع عشر وإعترض على تسميه المحافظة بإسمها القديم عيد إمبو وأمر بتغيير الإسم إلى " عند أمه " .
ولم يصدق مواطنوا المحافظَة أن هناك شيئًا صار عندهم , لهذَا فقد وقفوا يرمقون الرجل الذي ينادي بأن يتسلم كل منهم بطاطته مجانًا في غباء , وقالوا في ذكاء :
- أكيد هتدفعونا عشرين جنيه في الشهر ..
قال آخر :
- مين عارف ممكن يكونوا تسعتاشر ونص ..
قال الثالث وهو أذكى الحضور :
- بطاطا مجانًا مين .. هع هع .. ده عند أمه يا مورسييييييي
إلا أن لوثة عقلية اصابت أحدهم فتقدم في صمت وهو لا يصدق أنه قد يأخذ شيئًا , وبالفعل تسلّم أحد كيلوات البطاطا , لم يكد يفعل .. حتى مات بأزمة قلبية من الفرحة, الثاني أيضًا مات بأزمة قلبية وجسدية وراسية بعد أن داست عليه جحافل الشعب اللذين وضعوا حلم الوصول إلى كيلو البطاطا على رأس أحلامهم ..
وبعد خمسة دقائق بالتمام والكمال كانت كل كميات البطاطا قد انتهت , والمحافظة كلها قد اكلت وشبعت وتبطبطت حتى نامت , و بعيون الصقر كان أحد رجالات الحكومة يراقب ما يحدث هكذا أخرج هاتفه المحمول الجوال اللاسلكي وقال عبره :
- علم وينفذ .. جميع أهالي عند أمه نايمين .. علم وينفذ !
أتاه صوت عبر الأثير :
- هوا ايه ده اللي علم ؟ كدا واجباتك انتهت يا ظابط يا وزير يا عسكري .. لم بعضك وهات الحقيبة وتعالى .. نكمل الموضوع في مجلس الشعب وبعدين نشوف , الموضوع ده لو تم ..فلك مني كيلو بطاطا هدية .
قال الضابط الوزير العسكري :
- علم ويتفذ !

حوادِيت ألفين ليلَة وليلَة (3)
قالت شهرينزاد لشهرينيار :
بلغنِي يا صاحِب الجلالة , يا من أصَاب شعبهُ بالهبَالة , وجعلهم شعبًا بريالَة , أن وزيرَك بعد ذهابِه للتصييف , وجدَ عطلاً بجهاز التكييف , فأمر بجمع جميع المهندسين , ولو كان أحدهم في إستراليا وآخر في الصين . وسألهم عن سبب شعورهِ بالحرَارَة , فوقفوا متبلدين حتّى إنفقعَت منهُ المرَارَة ..
هكذا إستدعى لهم مباحث أمن التكيّة , وقدْ باشروا مهامّهم بشراسةٍ دونّ وصيّة , فقتلوا من المهندسين إثنين وذبحوا أربعَة آخرين , وجعلوا آخرين يعترفون بجرائم البشر إلى يومِ الدين , بينما بعضهم محبوسون إلى يومنَا هذا , دونَ أن يعرفَ أحدهم لماذا ..
وأمر وزيرك الجبّار , بعضَ رجالهِ الأشرَار , بجلب من يصلح الديّار , ويشغّل التكييف , ومن يجلبُ له لوازم الكيف , فمعهُ يحلى الصيْف , ومن يأتي بنساءٍ جامدةٍ مستوردَة , أو مزتيّن ملابسهمَا مجردّة , ثم جلسَ يكلّم البت , عبر شبكة الانترنت.
وعند سلم الوزارة البالي , كان قد جاءهم نبأ موت الرجل الثاني , ورغمْ هذَا ظل الحالُ على الإعتصَام , وقد إتفقوا أنه لن يجدي الفصَام , ولن يجدَيَ معهُ إلا الخصَام , وأخذوا يرددون في صوت جهير , يا أيها الوزير ميمُون , أمّك قرعة وأبوك ملعُون
وقد زارهم في هذهِ الفترة , مطرب الجيل السكّرة , شحبور المسخرة , إبن عبد الرحيم , بصوته الرخيم :
ما تبص يا ميمون
الحق خلاص آهو بان
وطلعت انتا مجنون
وطلع أبوك تعبان
وإييييييييييييييييييييييييه
وزارهم أيضًا القائِد المستور , المطالب بتعديل الدستور , والذي ترشح ضدك يا فخامة الامبراطور , فحبسته في سجنك المعمور , وهتف معهُم : فين سُلطاتنا يا وزير , شكلك واكل طن فطير , وهتف أيضًا : هما بياكلوا لحمة وجمبري , وإحنا الفول بيشوفنا بيجري ..
هنا قاطعها شهرينيار قائلاً :
- شهرينزاد , يبدو أنك بدأتي تهيسين , وتحتاجين للنوم الثمين , إصمتي عليكِ اللعنَة , وغدًا ننظرُ في أمرِ اللحمَة .

الإفطار بين المرج وميدان المطرية
كان الوفت الباقي على الإفطَار لا يزيد على الساعه , عتدمَا قررّت فجأة النزول لزيارة يحيَى هاشم زيارةً سريعَة , هكذا هبطت من شقتي بحي المطريَة وركبت توكتوكًا سار بي حتى إستقر أخيرًا بجوار إحدى مأذنتي مسجد الميدان ..
وبجوار التوكتوك كان يقف صفًا من الحافلات , بطريقة تدل على الفوضوية المطلقة , كان هناك أحد الشباب يطل على سلالم إحدى الحافلات ويهتف :
- مرج مرج مرج مرج مرج ..
- ايوة يا اسطى
وقبْل أن أضع قدمي داخل الحافلة , فوجئت بهَا تنطلق إلى الأمام عدة خطوات , حاولت فهم السبب , ولكنني كذلك وجدت الشارع كله ينطلق إلى الامام في شكل عودة إلى الخلف .
أنا اتقدم والشارع يتقهقر حتى بدأت الشك أن هناك ديناصورًا خلفي , نظرت خلفي فوجدت ظابط شابًا يعلق على ذراعه نجمتين فقط هو من يجعل كل هذه السيارات والعربات وعربات الفاكهة والباعة الجائلين وباعة الرصيف يعودون غلى الخلف , ويتقدّم وبيده لاسلكي متظاهرًا بالعصبية , هنقبض عالمجرمين فورًا يافندم .
حاولت فهم لماذا تهرب كل هذه الجحافل أمام هذا الضابط , ولماذا تهرب الحافلات , وهل هو قائد الجستابو إبان حكم هتلر أم هو كاليجولا وقد جن ونوى أن يحرق الشعب الروماني أحياء .. هل هو سوبر مان وسيكسر كل الحافلات إلى نصفين أم سيلتهمهم عن بكرة ابيهم , خلاصة القول أن الشرطة تعرف كيف يكون رجالها حقًا ..
سبب خوف الباعة هو بالـتأكيد شرطة المرافق التي ستتهمهم بالفوضوية والازعاج والشغب وإشغال الطريق العام وإلخ إلخ , لماذا تهرب الحافلات ؟ لمحت على لوحات أرقامها " أتوبيس رحلات الاسكندرية " جميعها هكذا تقريبًا ففهمت سبب خوفهم وفزعهم ..
مدينة غير مدينتهم وخط سير غير المشروع لهم ..
تذكرت انني مواطن مصري فعدوت قليلاً حتى تشبثت بإحدى الحافلات وأنا أسأله :
- مرج يا اسطى
- خللللللص.
استقريت على مقعدي أخيرًا وإنطلقنا , ووصلت إلى المرج , ثم عدت بعد محاولات مستميتة نجحت أخيرًا في تركي أعود للفطار في المطرية لأنني مرتبط ب14 شخص لن يفطروا أبدًا من دوني , هكذا اقنعتهم بعودتي وعدت ..
ركبت ذات الحافلة تقريبًا من جوار محطة مترو المرج , ليبدأ المرح الحقيقي ..
كان باقيًا على الأذان ربع ساعة أو اقل والطريق ما يقرب من 25 دقيقة , في البداية توقفت الحافلة إثر إزدحام مروري صغير , وجدت من يأتي سائرًا حاملاً صينية عليها 10 أكواب عصير , أعطى حافلتنا منها ثلاثة كانت واحدة منهم في يدي فأعطيتها لمن بجواري .. واقسمت عليه بالله تالله والله ليشربنها هو ..
دقيقة أخرى وتوقفت الحافلة مرة أخرى , هنا وجدت من يعطيني كوبين , نظرت لجاري في رضا وانا ابتسم , وناولته كوبًا آخر , دقيقة وصعد أحد الرجال وأعطى جاري كوبين فأعطاني واحدًا وهو يقسم علي تالله بالله والله لأشربنه ..
دقيقة واعطاني أحدهم تسعة أكياس تمر من النافذة , أعطيت للسائق والراكب بجواري وما إستطعت من الركاب , في نفس الدقيقة جاءت أكياس البلح , نظرت بين قدمي فوجدت ثلاثة أكواب لمشروبات تنتظر أن اشربها .. نظرت في يدي فوجدت كوبين آخرين واربعة أكياس بلح , نظرت من النافذة فوجدت الهول قادمًا ممثلاً لكوب آخر برتقالي اللون , وقد كانت الألوان معي احمر وأسود وبنفسجي , وكان متحمسًا وهو يعطيني الكوب فقلت له أن معي ما يكفي ..
- والله العظيم معايا 3 آهوم
- لا يا راجل لازم تفطر مش هتلحق تنزل قبل الفطار
- يا عم انا معايا فطار
- لا والله ابدا لازم تاخدها
- طب معلش اصل ماما قالتلي ما تشربش حاجه اصفرة
- والله ابدًا ولا يصح
هنا أطلق السائق أداة تنبيهه وهو ينطلق بالحافلة واصر الرجل على أن آخذ الكوب وأصررت على الرفض فتركه من النافذة ليهوي على ساقي وساقي جاري ..
أطلقت سبة بذيئة على السائق والرجل ثم نظرت إلى جاري وسببته هو الآخر دونما سبب إلا لأنه أصيب معي .. قلت له :
- وانتا احول .. مش كنت تقعد في حتة تانية
وصمت قليلاً لأجد السائق يسب أحدهم بالدين قبل أن يوقف السيارة ويهبط ليمسك بتلابيبه ويعطيه يدًا عنيفةً في وجهه وهو يقول :
- ارحموا أمي .. عايزين نوصل .. والله العظيم معانا تموين .. معانا تموووين يفك الحصار عن غزة ..
كان قد أصيب بالملل هو الآخر , لا نكاد نعبر بجوار أحدهم إلا وتنالنا منه تمرة أو عصير أو موزة او حتى بعضًا من الخبز , إنطلق الاذان أخيرًا فنظرت بين قدمي لأجد الأكواب الثلاثة وقد جعلت أرض الحافلة مصطبغة بلون البحر الجميل ونسيمه العليل ..
فتحت كيسًا للبلح بعد أن وزعت البقية فوجدت فيه بلحتين هما آخر ما أملك بعد كل الثروة التي ذهبت دون أن استمتع بها , إحداهما وجدتها فاسدة و ألقيتها لرجل في الشارع . وهممت بأكل الأخرى لأجدها قد انزلقت من قشرتها وقفزت من النافذة .. لتستقر وسط التراب !

وغدًَا يومٌ جديد
للمشاركة
Tarekpen2000@gmail.com
للزيارة
http://www.facebook.com/pages/-/78819648914
الحلقة السابقَة :
http://kawarith.blogspot.com/2009/08/2.html

3 Comments:

Lobna Ahmed Nour said...

حلقات رمضانية جدا .. رائع

مصعب رجب said...

تحياتي على الأسلوب المتميز

حقيقة ... تستحق التحية

الازهرى said...

أحلى صباح على أحلى كوارث فىالدنيا

وكل سنه وانت وكل احبابك فى خير وسلام وايمان وامان

اسف اذا كنت غايب لكن كانت ظروف

اخبار النتيجه ايه
واخبار فكرتك عن اتحاد الكتاب الشبان ايه ؟