قضية فطار.. إضحك كركر
قال لي و أنا راكبٌ معهُ في الخلف :
- شايف الكمين ؟
نظرتُ فوجدتُ ضابطًا ومجموعة من العساكر وسيارتَان وما يبدُو أنّه ثكنة عسكرية مصغّرة , فإستفسرت عن الأمر :
- دول بينزلوا الناس ويفتشوهم , عاملين قلق بقالهم كام يوم .
- إشمعنَى يعني ؟
- الله اعلم شكلها في حاجه , فيه واحده مقتولة قبل رمضان مباشرةً والحكومة شادّة حيلها بس فيه ناس كتير غلابة يا عيني بتتركن ..
- إزاي
قال لي وهو يدير مقود التوكتوك متفاديًا دراجةً في براعة :
- فيه ناس بيشتبهوا فيهم وناس بيلاقوا معاهم علب سجاير ..
- مخدرات يعني ؟
- لا سجاير !
- وايه اللي فيها ؟ ناس معاها علب سجاير
قال السائق ردًا قلبني على ظهري من الضحك قبل ان يقلبني على بطني من الغضب :
- بيعملهم قضية افطار , ايه اللي بيخليهم يشيلوا سجاير بالنهار ؟
عندما فهمت إجابته كنت قد إنقلبت على مقعدي من الضحك بالفعل , قبْل ان أهتف بكل إستنكار الدنيا :
- قضيّة ايه ؟
- فطار , عشان بيفطروا في رمضان وماشيين بعلب السجاير في جيوبهم .
أعرف أن نصفكم لو كانَ معي لشخر شخرةً فتفجّرت الشرفات من شخراته , ولكن إذا نظرنَا لأن هذا يحدث وسط جماعة من الفلاحين والبسطاء كبار السن فيهم ممن تقول عنهم الحكومة أميون وصغار السن فيهم ممن تلقوا تعليماتهم في المدارس الحكومية التي تعبر البهائم من أفنيتهَا , فكرّت قليلاً قبْل ان أسأله سؤالاً إستعصى على فهمه :
- ولو المغرب أذن عليهم وهما في الكمين ؟
- عادي بقى الظباط بيفطروا و دول ما بيحصلهمش حاجه , ما بيقعدوش للفطار بس هما بياخدوهم القسم ويعملولهم محضر إفطار .
ذهلت عندمَا سمعت ما سمعته , هذه ألعوبة دنيئةٌ جدًا في إعتقادي الشخصي , فقد صوّر لي غبائي الكبير إحتمالاً رهيبًا ..
هؤلاء تلّفق لهم التهم , عادة الداخلية الشهيرة لإيجاد عدد من القضَايا حتّى يرقّى ضبّاطهم , حضرت عددًا من المواقف التي جمعُوا فيها أناسًا من البيوت , وكنت اقف في أماكن إختفَى كل ما فيها من حياةٍ لوجودهم , ودائمًا كانوا يتجاهلونني وكأنّهم يعرفون أنّني أتحدّاهم
تلفيقُ التهمِ صارَ رائعًا وزيادَة أعداد المحاضر تعني بالتأكيد زيادة أعداد القضايَا , صرتُ اعتقد أن لكل فرد في مصر قضية أو زلة أو خطا لدى الحكومة وهذا دقيق إن وجدنا , هم فاسدون متصلبون , ويمسكونك من الضرائب والعقارات والعقود والسفّر والميلاد والزواج والوفاة والدراسة والتطعيم والصحّة , و...نعود لسائق التوكتوك .. قبْل أن نعود لسائق التوكتوك لنتذكر أداء الداخلية
سفاح بني مزار ليس محمد علي الذي أجبروه على تمثيل الجريمة ..
قاتل بنت ليلى غفران جميع الدلائل تقول أنه ليس هو وتمثيل الجريمة كان تحت التهديد
ممدوح إسماعيل مغرق العبّارة هرب إلى لندن وعشرات المجرمين الاخَر
صارت حوادث الخطف كثيرة جدا تحدث في اي مكان واي زمان ولو في ازدحام وانعدم الامن والامان .
قلتُ له :
- والمسيحيين يا اسطى؟
- دول ما بيعتقوش حد , كله بيقف عندهم وينزل .
- انما انتا ايه رأيك ؟
- عادي انا سليم الحمد لله فبدخل واتفتش بقلب جامد وبعدين امشي ..
- هوا يا اسطى في حاجه اسمها محضر فطار ؟ انتا اتعبطت !
- ليه بس يا استاذ والله اهوم بيعملوا محاضر فطار للناس .
- يا اسطى مفيش حاجه اسمها كدا ومش من حقه يفتشك الا باذن آخره خالص يشوف بطاقتك , نقول تاني ؟
- لا يا عم من خاف سلم
حتّى هبطت من التوكتوك كنت أضحك , لا ادري أأضحك سخريةً أم أضحك همًا , العميان لا يرون الشمس ولكنهم يدركونهَا , هؤلا لا يدركون ولا يعقلون إن هم إلا كالعبيد بل هم أضلّ , كلاب الداخلية يتقنون اللعبة , وأسودها يتظاهرون أنهم لا يرون , ومبدأهم غيّر نفسك رغم أنني واثق أنّه لو بعث الله فينا نبيًا فسيدعُو الله أن يلعن كل ما يراه ومن يراه , لموضوع إبدا بنفسك حديث آخر , ولكلاب الداخلية المؤمنين خافوا من تؤمنون بهِ إذا كنتم تعرفونه , فعصركم لن يعُود .. إلا على الجثث !
وعلى السادة الراغبين في عمل محاضر إفطار التقدم لأقسام الشرطة , حيث أنني أعرف مجموعة من الناس كانوا يفطرون قبل أذان المغرب في مدينة طنطا بدقيقةٍ واحده وهذا عائد لفارق التوقيت ولكن لا اعتبارات لهذه الاشياء التافهة أمام القانون !
ولمصر المجد
قال لي و أنا راكبٌ معهُ في الخلف :
- شايف الكمين ؟
نظرتُ فوجدتُ ضابطًا ومجموعة من العساكر وسيارتَان وما يبدُو أنّه ثكنة عسكرية مصغّرة , فإستفسرت عن الأمر :
- دول بينزلوا الناس ويفتشوهم , عاملين قلق بقالهم كام يوم .
- إشمعنَى يعني ؟
- الله اعلم شكلها في حاجه , فيه واحده مقتولة قبل رمضان مباشرةً والحكومة شادّة حيلها بس فيه ناس كتير غلابة يا عيني بتتركن ..
- إزاي
قال لي وهو يدير مقود التوكتوك متفاديًا دراجةً في براعة :
- فيه ناس بيشتبهوا فيهم وناس بيلاقوا معاهم علب سجاير ..
- مخدرات يعني ؟
- لا سجاير !
- وايه اللي فيها ؟ ناس معاها علب سجاير
قال السائق ردًا قلبني على ظهري من الضحك قبل ان يقلبني على بطني من الغضب :
- بيعملهم قضية افطار , ايه اللي بيخليهم يشيلوا سجاير بالنهار ؟
عندما فهمت إجابته كنت قد إنقلبت على مقعدي من الضحك بالفعل , قبْل ان أهتف بكل إستنكار الدنيا :
- قضيّة ايه ؟
- فطار , عشان بيفطروا في رمضان وماشيين بعلب السجاير في جيوبهم .
أعرف أن نصفكم لو كانَ معي لشخر شخرةً فتفجّرت الشرفات من شخراته , ولكن إذا نظرنَا لأن هذا يحدث وسط جماعة من الفلاحين والبسطاء كبار السن فيهم ممن تقول عنهم الحكومة أميون وصغار السن فيهم ممن تلقوا تعليماتهم في المدارس الحكومية التي تعبر البهائم من أفنيتهَا , فكرّت قليلاً قبْل ان أسأله سؤالاً إستعصى على فهمه :
- ولو المغرب أذن عليهم وهما في الكمين ؟
- عادي بقى الظباط بيفطروا و دول ما بيحصلهمش حاجه , ما بيقعدوش للفطار بس هما بياخدوهم القسم ويعملولهم محضر إفطار .
ذهلت عندمَا سمعت ما سمعته , هذه ألعوبة دنيئةٌ جدًا في إعتقادي الشخصي , فقد صوّر لي غبائي الكبير إحتمالاً رهيبًا ..
هؤلاء تلّفق لهم التهم , عادة الداخلية الشهيرة لإيجاد عدد من القضَايا حتّى يرقّى ضبّاطهم , حضرت عددًا من المواقف التي جمعُوا فيها أناسًا من البيوت , وكنت اقف في أماكن إختفَى كل ما فيها من حياةٍ لوجودهم , ودائمًا كانوا يتجاهلونني وكأنّهم يعرفون أنّني أتحدّاهم
تلفيقُ التهمِ صارَ رائعًا وزيادَة أعداد المحاضر تعني بالتأكيد زيادة أعداد القضايَا , صرتُ اعتقد أن لكل فرد في مصر قضية أو زلة أو خطا لدى الحكومة وهذا دقيق إن وجدنا , هم فاسدون متصلبون , ويمسكونك من الضرائب والعقارات والعقود والسفّر والميلاد والزواج والوفاة والدراسة والتطعيم والصحّة , و...نعود لسائق التوكتوك .. قبْل أن نعود لسائق التوكتوك لنتذكر أداء الداخلية
سفاح بني مزار ليس محمد علي الذي أجبروه على تمثيل الجريمة ..
قاتل بنت ليلى غفران جميع الدلائل تقول أنه ليس هو وتمثيل الجريمة كان تحت التهديد
ممدوح إسماعيل مغرق العبّارة هرب إلى لندن وعشرات المجرمين الاخَر
صارت حوادث الخطف كثيرة جدا تحدث في اي مكان واي زمان ولو في ازدحام وانعدم الامن والامان .
قلتُ له :
- والمسيحيين يا اسطى؟
- دول ما بيعتقوش حد , كله بيقف عندهم وينزل .
- انما انتا ايه رأيك ؟
- عادي انا سليم الحمد لله فبدخل واتفتش بقلب جامد وبعدين امشي ..
- هوا يا اسطى في حاجه اسمها محضر فطار ؟ انتا اتعبطت !
- ليه بس يا استاذ والله اهوم بيعملوا محاضر فطار للناس .
- يا اسطى مفيش حاجه اسمها كدا ومش من حقه يفتشك الا باذن آخره خالص يشوف بطاقتك , نقول تاني ؟
- لا يا عم من خاف سلم
حتّى هبطت من التوكتوك كنت أضحك , لا ادري أأضحك سخريةً أم أضحك همًا , العميان لا يرون الشمس ولكنهم يدركونهَا , هؤلا لا يدركون ولا يعقلون إن هم إلا كالعبيد بل هم أضلّ , كلاب الداخلية يتقنون اللعبة , وأسودها يتظاهرون أنهم لا يرون , ومبدأهم غيّر نفسك رغم أنني واثق أنّه لو بعث الله فينا نبيًا فسيدعُو الله أن يلعن كل ما يراه ومن يراه , لموضوع إبدا بنفسك حديث آخر , ولكلاب الداخلية المؤمنين خافوا من تؤمنون بهِ إذا كنتم تعرفونه , فعصركم لن يعُود .. إلا على الجثث !
وعلى السادة الراغبين في عمل محاضر إفطار التقدم لأقسام الشرطة , حيث أنني أعرف مجموعة من الناس كانوا يفطرون قبل أذان المغرب في مدينة طنطا بدقيقةٍ واحده وهذا عائد لفارق التوقيت ولكن لا اعتبارات لهذه الاشياء التافهة أمام القانون !
ولمصر المجد