Thursday, December 14, 2006

إرهاب !

فى قرية سياحية بالقرب من شمال البلاد ..كان هناك مزيج من البشر منهم الوطنى المخلص والسائح الزائر للبلاد ..وقد كانوا يستمتعون بوقتهم حقا وفى فترة الاسترخاء بعد الظهيرة انتزعهم من ارتياحهم دوى انفجار .. وما ان انقشع الدخان المصاحب للانفجار حتى تبين الجميع وجود عدد من المنشات التى سقطت وكذلك عددا من الجثث!
***
فى مركز الشرطة الذى تتبعه القرية السياحية كان يقف المتهم الوحيد فى القضية يقف امام الضابط بعد ان دلت جميع التحريات عليه وتجمعت ضده أدلة الادانة .. وبينما تهوى على وجهه صفعة احد مساعدى الضابط يسمع الضابط يقول :-
عاملى فدائي يا ابن الكلب ؟؟ ارهابي ؟؟ بتموت فى الناس .. طب اشرب بقه يا روح امك!
وتهوى صفعة جديدة على وجهه يحاول المتهم ان يتمالك نفسه قليلا بعدها حتى يرد على الضابط وينجح فى هذا ويقول:-
دول كفرة ولاد كلب .. جايين يعملوا ايه عندنا .. ولعلمك لو خرجت من هنا .. هرجع اقتل فيهم تانى لغاية ما اخلص عليهم خالص!
يدوى الصوت الزاعق للضابط مصاحبا لصوت عدة صفعات على قفا المتهم ووجهه ولا مانع من لكمتين او ثلاث فى بطنه ومثلهم فى بقية انحاء جسده وهو يقول:-
اطمن مش هتخرج نهائي من هنا ..الكفرة دول يا ابن الكلب بيعملوا حاجه اسمها سياحه تمنها بيدخل فى اكلك وشربك ومرتبك ؟؟ بتاكل اكل وتشرب من الاكل ده ليه على كده ؟؟ وبعدين تحرياتنا عن عيلتك انهم زينا عاديين مش زيك كده .. زى المصريين اللى ماتوا فى اللى عملته .. مبداتش باهلك ليه يا واطى ؟؟
ومن جديد تدوى العديد من الصفعات واللكمات والركلات ويدخل اثنين من المساعدين يجرون المتهم جرا على الارض ويقودونه الى الخارج ليلقوا به فى زنزانته!
***
يفيق المتهم فى زنزاته على صوت الحارس وهو يقول.
.اسمك 176 .. حبس انفرادى .. حتى حكم القضاء والاعدام ان شاء الله ..اسمك ايه بقه يا حيوان ؟؟
لا يستطيع الرد فيجد صفعة على وجهه والصوت يكرر مرة اخرى ..176 .. اسمك تانى كده عشان نمشي النهارده ..
يحاول جاهدا ان ينطق ويخرج منه صوته مبحوحا وهو يقول :-
مية س..مية ستة وسبعين!
ايوة كده يا حلاوة .. ممنوع النوم .. الزنزانه هتتفتح كل تلت ساعه .
.صوت اغلاق باب الزنزانة ويفكر هو ويسترجع فى ذهنه اخر كلمات الضابط .. ان ما قاله الضابط فيه الكثير من الصواب .. السياحة عامل مهم للغاية للاقتصاد.. ما الذى جعله يفعل هذا .. وبدا يتذكرحين اقنعه صديقه بالانضمام الي جماعته التى تتدعى الدين وقد ادرك الان مدى حماقته .. ملئوا راسه بكلام متشدد واشياء لا قيمة لها وفساد النظام واشياء كهذه .. حتى اقنعوه .. والان هو يحسد غباؤه .. لماذا اختاروه هو للعملية الاولى .. لماذا لم يختاروا احدا اكثر اخلاصا او احدا من الاصليين منهم !!
الان يفكر فى اسرته وفى الضحايا الذين قتلوا .. حقا لقد كان منهم مصريون وقد قام هو بعمليته بخسة يحسد عليها .. حقا هو نذل كبير .. الان يدرك ولو كان منطقيا فعلى الاقل فلتكن العملية مواجهة وليست طعنة فى الظهر !!
***
اسمك ؟؟
- 176
تمام
الكثير من الماء يسيل اسفله ليمنعه من الجلوس
***
حينها بدا له الماء الذى سال دماءاحقا انها دماء.. دماء ضحاياه .. جدران السجن القديمة .. يا الهى .. ما بالها حمراء قانية .. ما هذا الذى يسيل عليها .. حتما هى دماء .. ستغرقنى الدماء .. ستغرقنى دماء من قتلتهم .. هكذا كان يفكر
مائة وستة وسبعون ؟؟
لماذا هذا الرقم تحديدا؟؟ اتراه عدد ضحاياي؟؟ اتراهم من قتلوا ام المصابين ام الاثنين معا ؟؟
اتراها الايام الباقية لى هنا او الساعات او حتى الدقائق؟؟
***
اسمك
-176
تمام
دلو اخر من الدماء !!
***
ما هذا .. هناك شيء يجثم على انفاثى ..هكذا كانت اخر افكاره
***
فى مكتب الطبيب الملحق بالمركز :-
توفى نتيجة ازمة قلبية عنيفة ..يبدو ان ضميره قد اقتص منه
- تمت

0 Comments: