Friday, June 29, 2007

دستور الدمع!


الدمعة الأولى :-
من أجلها ..
من أجل آلامها ..
من أجل أحزانها ..
على دموعها السائلة لأى سبب كان ..
ولو على حبيب غيري ..
ولو كان تألمها من ابتعاده ..
ولو كان حزنها من تجاهله لها .
.ولو كانت دموعها مقترنة بدفئه ..
سببها هى ..
همساتها التى لا يسمعها سواى ..
أتراحها التى لا يلمحها غيري ..
بينما تخبئها هى فى غياهب قلبها وعقلها ..
حيث لا يستطيع أحد الوصول الى هناك ..
الا أنا ..
الدمعة الأولى ..
من اجل تبلدك وجمودك .
.وذهولك وشرودك ..
ونذالته الدائمة معك حتى ليتفطر قلبي ..
على جوهرة لم يدرك واجدها قيمتها النفيسة ..
وبريقها الأخاذ الذى لا يحمله اثنين ..
من أجل زهورها الذابلة التى نسيت رويها.
.من أجل فساتينها الماسية التى تمزق أحدها ..
كلما اكتشفت دناوته يومًا بعد يوم ..
من أجل أنفاسها التى مزقها المرض ..
وأثقلها الربو ..
صدرها الذى تتعثر أنفاسه ..
من أجل رقتها الزائدة فى عالم لا يستسيغ فتنة الضعف..
الدمعة الأولى ..من أجل دواوين الأشعار التى تمزقها ..
وقطرات المطر التى تعذبها ..
وأمواج الخليج .. التى تثيرها ..
الدمعة الأولى ..دائمًا .. من أجلها !
الدمعة الثانية :-
من أجلها أيضًا ..
ومن أجلى ..
طيفها الذى يحكمنى دائما وكأنه أبدى لا نهاية له ..
حبها الذى يشجينى دائمًا وكأنه أزلى لا بدايه له .
.ذكرياتها التى لا تنفك تملأ وحدتى .
.تطغى على سمائي وتحتل بري .
.الشمعة التى كلما ظننت أنها تخبو ..
وجدتها قد اشتعلت أ كثر مما كانت ..
من أجل نهر الحب الذى فاض عندما لم يجد له مصبا..
فاض منحصرا بين الشاطئين ..
لا يجرؤ على الخروج ..
ولا يستطيع أن يضغط نفسه ليظل حبيسًا دائما ..
الدمعة الثانية ..
من أجل آلام القلب ..
قطرة سائلة على وجنتى تعبر عن بحر قطرات الدماء بقلبي ..
قلب يبكى ..
ووجه يبكى ..
على الزهور التى لا يستطيع اهدائها لك ..
وعلى الكلمات التى لا يستطيع حكيها لك ..
والأشياء التى حرم الاستمتاع بها لأنها تنقصكمن أجل السأم ..
الذى عاناه من كثرة التفكير فى كيفية الوصول اليك ..
أو الحصول عليك ..
الدمعة الثانية ..
تنزف من عين حزينة ..
لجسد بين الممات والحياة ..
فيكفى بعدك عنه ..
لا أنت بالقريبة فتعود روحه اليه ليحيا ..
ولا أنت بالميتة فتتحرر روحه ويموت ويستريح.
.بل أنت هنا ..
ولكن بعيده !
الدمعة الثالثة :-
من أجل أيام الصبا .
.أيام الطفولة التى انقضت ..
أيام الطفولة التى لن تعود أبدًا ..
لن تلعب مع أصدقائك مرة أخرى دون هم يملؤك ..
لن تلعب معهم دون أن يكون تفكيرك منحسرًا فقط فى ألعاب اليوم التالى ..
لن تجد العواطف الفطرية البريئة مرة أخرى ..
أيام الصبا ..
أيام الطفولة .
.أيام المهد ..
الادراك الصغير ..
هو ذاته الادراك السليم ..
حتى القتل وهو أكبر الموبقات ..
لو فعلت فلأنك لا تدرك أنه قتل ..
بل لأنك رأيت من يقتل وظننته بريئًا مثلك ..فقتلت !
..الدمعة الثالثة ..
على هذا العالم الساحر ..
الذى تدفعك الحياة البغيضة لتجاوزه سريعًا
..دون أن تشعر بروعته ..
دون أن تشعر بلذته ..
دون أن تشعر كم أنت أحمق لأنك تود أن تنمو سريعًا !
أيام الصبا ..
لا ذكريات ..
هذه الأيام ستكون هى أصل الذكريات فيما بعد ..
وكقاعدة ..لا ذكريات سارة .
.لهذا ستتذكر صباك وأنت تتحسر أنك لم تستمتع به لأطول فترة ..
وأنت تلغ شهواتك التى أفقدتك بريقك.
.وبرائتك !
أيام الصبا ..
وعبق الماضى المحبب ألعاب الأطفال التى لا تجرؤ على امساك أحدها ..
والا اتهمك الآخرون بالجنون ..
ستتحسر كما أتحسر ..
كلما تتذكر أنه فى أيام صباك ..
لم تسرق وأنت تعلم أنك تسرق ..
لم تضرب وأنت تعرف أنك تقسو ..
ستتحسر عندما تعرف.
.أن أيام الصبا ..
لن تعود أبدًا ..
ولكنك فى سرك ستظل تقول أبدًا .
.أيام الصبا ..ليتها تعود ..
الدمعة الرابعة :-
على الوطن !
وألف آه من الوطن !
الوطن الذى لم يعد وطنًا.
.على كل ركن مشتت من بقاعه ..
على كل غريب فى أرض الوطن !
غريب مثلى ..
لا يعرف له وطنًا غير هذا الوطن ..
ولا يجد له وطنًا فى هذا الوطن ..
لم يعد الأقارب أقارب ..
لم يعد التراب تراب ..
لم يعد أخى .. هو أخى الذى كنت ألعب معه ونحن صغار
الدمعة الرابعة
على الوطن الذى فتح مصراعيه للوحوش ..
على الوطن الواحد الذى تفرقت عناصره..
وصار تجمعه من جديد حلمًا جميلاً لذيذًا ..
حلمًا تتغنى به أفواه المطربين الذين لا يدركون ما يغنون
ولو أدركوا ..لما استطاعوا الحياة ولا تقبلوها ..
حلمًا يطالب به المفكرون ويتحسرون ..
ولو عزموا ..لفعلوا ما يحلمون به دون أن يقولوه !
الدمعة الرابعة ..
على الصمت المخيم على جمع الشعوب..
على الذل الذي يرتضونه
والقهر الذى أدمنوه..
والحرية الحقيقية التى افتقدوها فصارت حلمًا ..
عسير المنال على عقولهم المتواضعة !
الدمعة الرابعة ..
على وطنى الذى ينهب!
الدمعة الخامسة :-
على الدين والعقيدة !
على المدعين الذين انتسبوا اليه وعظمهم الحمقى ..
فقد ليدسوا كل ما يوافق أهواءهم ويفرق دعاة الحق ..
ليفتوا بما حرم الله بالحل فيضلوا عباده..
وما أحل الله بالحرمة ..
ليبعدوا عباده عن الدين الحق !
وليغرق العبدة فى سيل من الضلال لا يعرفون ايها حق ..
الدمعة الخامسة ..
على الذين أساؤوا لديننا وهم بهذا يظنون أنهم يحسنون اليه
على الذين حرموا كل شيء !
ويحسبون أنهم بهذا يتقون الشبهات ..
على الذين ألغوا نصف مبادىء الدين فى السياسة ..
وعلى الذين ألغوا كل مبادىء السياسة فى الدين ..
الدمعة الخامسة
على الذين اوقفوا الدين واجتهاده عند حد معين ..
وأكبروا السابقين فمحوا الأحداث ..
على الدين الذى فسد !
الدمعة السادسة :-
على خطاياى ..
التى صارت تعدل بحرًا كاملاً يفوق المحيطات مجتمعة ..
على أعمالى السوداء ..
التى أخشى أن لا ينفذ لى بصيص نور من جدارها ..
على ذنوبي الكثيرة..
التى طغت على حسناتى القليلة !
الدمعة السادسة
على الحياة التى ضاعت بغير فائدة ..
والعمر الذى ولى ولن يعود
حتى استعيض عما أحدثت فيه..
على حياتى المعلقة ..
فلا أعرف طريق الاستقامة ..
ولا لذة الانحراف ّ!
!وحتى حين نستقيم ..
نستقيم يومًا..
ونعرض مائة !
اللعنة على ابليس!
الدمعة السادسة ..
على الذى فعلته ..
الذى جنيته ..
فعلت شرًا
فلم أحصد الا شرًا
ولن أحصد الا شرًا !
وسأموت وأحاسب حساب الاشرار..
وعندها لن أجد ذريعة أتقدم بها لأنال حتى الرحمة ..
" إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون "..حقًا!
الدمعة السادسة
على عمرى
الدمعة السابعة :-
لن تكون هذه من عيناى ..
ستكون من عين تبكينى ..
وربما تسيل لتهبط على جثتى !!
انتهى !

Saturday, June 23, 2007

محاكمة كيوبيد




(1)

على المنصة يجلس القاضى وعن يمينه ويساره مساعداه , وأمامهما يجلس رجل هو الدفاع وعلى نصة صغيرة مجاورة يقف رجل قاسي العينين يلف بذلته بشريط العداله .. ومن الباب يدخل حارسان يقودان طفلاً عاريًا له جناحين ..

يقول القاضى :-


ها قد جاء الطفل الأحمق ..
ذو الأجنحة الفوسفورية ..
طفل أخرق ..
اليوم سنفقده المنطق..
نضربه بمطرقة حجرية ..
لا تبرير ولا منطق ..
لما فعل بأجيال .. بشرية
كيوبيد ؟

مرحبًا بك ها هنا ..
محكمة الحب الدولية ..
عانينا منك أعوامًا
وأخيرًا ها أنت ضحية ,
اليوم تواجه أهوالاً ..
مليون قضايا وقضية ..
هل تعرف احداها يا أحمق ؟
أم نتلوها بروية ؟

كيوبيد فى حيرة بعد أن تركه الحارسان :-

لا أعرف شيئًا يا قاضى ..
ولكن لن أمثل لقضية .
أجننت لتأمر بإله..
يركع أمامك؟
ما الأمر العاجل يا قاضى ؟
أتعديت على السامية ؟
لن أمكث لهراءك هذا
فأمامى تنظيم الأحباب
وتزيين الأحلام الوردية ..
ورحيقًا يجمعه العشاق ..
وقلوب ثائرة شجية ..

يحاول كيوبيد الطيران بجناحيه فلايستطيع بينما يبتسم القاضى ساخرًا ويسأله كيوبيد :-

- ما هذا يا قاضى الغبرة
لا أستطيع الطيران
أقسم أن تندم يا قاضى ..
لن يتركك العشاق ..
وسآخذ قلبك كهدية ..
يجيب القاضى :-
العشاق من أتوا بك الى هنا ..
وأنا لا أندم يا سيد
محكمة الحب الدولية ..
حكمت بسجنك أيام
لسب القاضى ..
اما القيود
لم توضع بيد أحدنا
بل قيود جرائمك
قاسية ..
صلبة .. حديدية ..
لن تخلص منها أبدًا
ولو حالفتك العبقرية !
سنؤجل محاكمتك حتى تعود ..
ونرى قضاياك الشوكية

يسير الحارسان نحوه مرة أخرى ويقتادانه نحو الخارج حيث سيذهبون به لى السجن ..
وكيوبيد يخرج حانقًا متوعدًا يهددهم بلعنات الآلهة وغضب زيوس , بينما يقول القاضى ..

- رفعت الجلسة !


(2)

يدخل كيوبيد منكس الرأس وقد صار ذليلًا , ويقف أمام المحكمة بنفس هيئتها السابقة ..

يسأل الادعاء:-

هل أورد كل القصات ؟


يجيب القاضى :-

لا ..
بل مقتطفات

يبدأ الادعاء بالكلام :-

طروادة..
ومدينة أحلام هدمت
كانت لتفوق اليوم الصين
أوقع أخيل ..
بسكرات الحب وهيلين..
أختطفت من بين ثناياها
وأصيب ذووها بجنون !
القوم بدأوا بالثورة
وحصار ما انفك سنين ..
وحروب دامت مشتعلة
أبطال فقدوا..
فيكتور ..أجاممنون..
وشعور يجرف بحنين ..
تنعاهم آلهة ثكلى ..
وحصان يحتل مدينة..
آلاف الأرواح امتزجت
بتمزق..
لا تعرف ساقًا من عين !
هذا المقتطف الأول ..
والى المقتطف العشرين !

يقاطعه كيوبيد :-
انتظر ..
لا تستعر..
الحرب دبرها القدر ..
أخيل بطل ..
أتحاكمنى لصناعة بطل ؟

يرد الادعاء:-
لا دور للقدر فيما قد حدث ..
انت السبب !
فى قتل آلاف الجثث!
أخيل بطل ؟
هو الآن فى سقر !
ولدت الهمجية فى قلبه
وشغلته بشيء مملوك لأناس أخر
والتهمة ثابتة لا تهرب
مقتل آلاف البشر !

كيوبيد بجزع :-
وما دخلى أنا
ليس لى دور هنا ..
اسألوا هيرا !
حاكموا هيرا !
ليس أنا ..

الادعاء:-
اعترض يا سيدى
كيوبيد ..
اعترفت منذ لحظات
ألم تقل ..
صنعت من أخيل بطل ؟
أم أصابنى هطل ؟

يجيب كيوبيد :-
ربما كان لى دور قصير
لكن هيرا هى التى
دفعت الى الشر المستير
فينوس أيضًا متفقة
أعطت لهيلين العبير !

الادعاء:-
لا فينوس ولا هيرا
معلوماتى مؤكده ..
انى لاطالب يا قاضى ..
بعقوبة مؤبدة
ماذا سيكون الباقى
وهذا مطلب واحدة ؟؟

الدفاع:-
أعترض !

القاضى :-
اعتراضك قد رفض
لن أصدر أحكاما فى الحال
فهناك قضايا طوال..

يلتفت القاضى الى الادعاء :-
يا سيد
لا تطلب حكًما للجانى
قبل أن تنهى ما لديك
والآن
أرنا المقتطف الثانى !
***

(3)

يقول الادعاء :-
صحراء العرب البيداء
ورمال الهضب البيضاء
وشعاع الشمس ..
وعبير الأزهار الحمراء..
زهور الصحراء..
تحت المشهد أعلاه ..
يقف الفارس..
محاولا فك الطيالس
بيمناه سيف..
وعينيه نظرات حادة
أسود الوجه عابس..
العبسي..
اسم قبيلته
وعبلة ..
اسم حبيبته ..
ولكن لم يكن للحب ود ..
فقد كان الفتى
للأب والعم عبد
الاسم عنترة !
والفعل شد !

القاضى :-
وجز يا سيد ..

الادعاء وهو يشير الى كيوبيد :-
ألقى سهمًا مسمومًا..
فأصاب القلب المتمرد
روضه ليصنع أشعارًا..
فيثور العم ويشرد ..
عنترة الحكوم البائس ..
لكن البلوى أن تعرف ..
أن حبيبته سيدته ..
وأن أباها مالكه..
بإمالة أو رفع اصبعه ..
أو حتى لو غمز بعينه
يطلقه أو يطلق ذبحه
أبعده العم عن القرية ..
فأخذت ابنته سبية
ودارت معارك عظيمة..
فجماجم وعظام ضحية
ومئات القتلى ..
تحت الأضواء الخمرية
هذا المقتطف الثانى ..
فلنسمع أقوال الجانى ..

كيوبيد مسرورًا وكأنما وجد ثغرة للفرار منها :-
ورماح عنترة النواهل ..
ورهبته وهيبته ..
وسيرته فى كل الفصائل..
عنترة وما أحدث سيفه ..
ولسانه وعقله ..
من أمجاد وزلازل ..
وغنى بالذكر هنا
ان النهاية فى التاريخ
بزواج عنتر من عبلة ..
والأب المغتاظ خامل !

الادعاء:-
لكن أرواح ضحاياهم ؟
تصنع صخبًا ناريًا
وليس الحب ليجتمع
اثنان على دم القتلى
وصرخات الثكلى ..
قد طلبوا الأخذ بثأرهم
ونحن لن نظلم أحدهم !
الثأر معلق بعناقك !

الدفاع للمرة الثانية :-
أعترض

القاضى :-
اعتراضك قد رفض

ويلتفت الى الادعاء :-
أوجز فى شأن المذنب
فاليوم طويل يا سيد ..
وقضايا اليوم منهكة ..
وأنا أتعب !

الادعاء :-
حسنا ياقاضى
سأتلو المقتطف الأخير
شامل كامل
ولا حاجة للأساطير

القاضى :-
افعل يا سيد !

***

(4)

يقول الادعاء :-
آلاف سكارى القلب
آلاف عذارى الحب ..
تشتت أشلائهم ..
وتناثرت أوراقهم ..
فى كل جنب ..
عاشوا عوالم حالمة ..
حلموا بحب ..
بعشق ..
بليل ..
حلموا بأحضان دافئة ..
ذاقوا الذل ..
عرفوا المر ..
رأوا الهوان .
تحملوا العيون الآثمة .
فجأة .. هوت أحلامهم ..
هوت بلا نذير ..
ذهبت الى غيابات الجباب ..
حيث الرطوبة ..
والظلام الدامس ..
والقلوب القاتمة !

قتل الضمير ..
وتجمدت المشاعر فى القلوب ..
الحب مرة ..
بعدها مرار!
ان لم يكن نهر الذنوب
قد حملت آلأاف الانعش ..
لقلوب لم تفتأ تنعش ..
والأمر الأغرب يا قاضى ..
أن الأبدان كما الحية ..
تتراقص .. تتمايل
تتلوى ..
وتعيش الأيام بقيه
لا فارق بينها
لا فارق بين كتاب وغطاء
أو قلم أو طائرة ورقية ..
الوجه سعيد يا قاضى
لكن القلب لا يسعد ..
أيسعد ؟
أولم يبعد
أو لم يسافر فى النعش الابرد ؟
جثث تتحدث يا قاضى ..
القلب يشوبه اسئصال
جثث تتحدث ياقاضى ..
لا بطلات ولا أبطال

القاضى :-
أرجوك قصر
وادخل فى صلب الموال!
الوقت قصير ..
وعندنا من القضايا الكثير ..

الادعاء:-
حسنًا حسنًا ..
عادل وريهام ..
فى أى زمان ومكان ..
فى الواقع عاشوا أوهام
وفى الليالى ..
رأوا الأحلام ..
آمال دلت أحبلها ..
فتعلقا بهم
لكن الأحبال يا قاضى
تمزقت
فسقطوا وتفرقوا
بعد انسجام
والسبب الكبر
هذا المذنب..
صارت أنفسهم فارغة ..
العادل أحصى أيامه
وريهام ماتت منتحرة !
واكتملت دائرة ..
كل دوائر هذا الحب ..
تنتهى بنهايات متشابهة ..
الشاب يقتل قلبه
والبنت غير آبهة !
فى هذا الصك يا قاضى ..
آلاف آلاف القضايا
أنى لاطالب يا قاضى ..
لهذا المذنب بالشنق
وأرى ألا ترحم
فهو قبلك لم يرحم
وتضع قانونًا للحرق ..
أو يعلق فى سفود..
ويدور على نار ملتهبة ..
ليأكل منه العشاق ..
قد انتهيت يا قاضى ..
والأمر اليك ..

القاضى :-
رأيي من رأيك يا سيد ..
لو أنزع عنى ردائي الأسود !
لجعلته الهًا أسود ..
لكن المنصب يجعلنى ..
أسمع لدفاع أجرد ..
من كل حميد وخلوق

تكلم يا دفاع الغبرة !

يقول الدفاع :-
أن ملكاتى شاغرة ..
لا أجد ما أقول ..

يهتف كيوبيد :-
- مؤامرة .

***

(5)

يكمل كيوبيد وقد سالت الدموع من عينيه أنهارًا :-
- أتحاكمون إله ؟

يجيب القاضى :-
- لست الله !
لو كنت الهًا لسحقتنا ..
بطرفة بصر ..
لكن ألهك الحمقى ..
ألهك البشر !
واصبر .. فعما قليل ..
سيكتمل القمر ..
وتتأرجح على مرجوحتنا !
حكمت عليك متهمًا
إياك بقتل الناس ..
والحكم بالقتل ..
لا بد من أن يكون قصاص
الشنق مريح لكلانا ..
أنت ستترك دنيا سوداء ..
وستقلع عن سلب الاحساس !
ونحن سنتخلص من شرك..

شر الوسواس الخناس !
رفعت الجلسة !

Saturday, June 09, 2007

فلاش 1

بين النظام ..والاخوان
لم يستطع الملك فاروق أن يحيي حفل عيد مولده وهو غير رائق المزاج , لهذا فقد أجله قليلاً حتى تأتيه الأخبار اليقينة ليحتفل به مع
حلفاؤه من الانجليز , كان قلقًا ثائرًا لا يغمض له جفن ولا يستقيم له فراش ..وأخيرًا جاءه الخبر الذى طال انتظاره وجعل قلبه يرقص
طربًا..لقد تم اغتيال الامام حسن البنا ..
***
لم يترك جمال عبد الناصر أتباع الامام يكملون طريقهم , بل صنع من أجلهم معتقلات يشيب لهولها الولدان , وهناك لاقوا أصناف العذاب , ومن يومها وهم يعذبون و:كأنها صارت سنة لمصر فى هذا الأمر وعلى كل من يريد أن يعذب أن يكون من أتباع الامام , ولم يكن السادات بأفضل حال منه بشأنهم , فقط أغلق المعتقلات لفترة وسرعان ما افتتحها لتسع أعداد مهولة منهم يقال أنها تجاوزت مئات الآلاف فى عهد الرئيس الحالى
***
فيما بعد عرف هؤلاء باسم الاخوان المسلمون , لا أعلم سبب الاسم ولكنه غالبًا من نوع " هذا زيد , اذن هو زيد , لا بد أنه زيد , يا زيد , ويتلفت زيد حوله فلا يجد سواه فيفهم أنه هو زيد , فيما بعد تطور الاسم ليسمى الجماعة المحظورة , الاسم خرج به أعداء الدين من الأقلام مدفوعة الأجر والذمم التى تم شراءها والعقول التى صارت خاضعة لنفوذ المال والسيطرة , والقلوب التى صارت عامرة باشراك الحاكم بالله عز وجل .
***
تحدث الفقهاء - أى الفهماء - عن هذه الجماعة بالخير دائمًا رغم تلفيق الكثير اليها من الأحداث الارهابية والدموية , فترى الشعراوى يقول فى حقهم أجمل الكلمات والشيخ كشك وغيرهم , بينما اتهمهم عالم كبير بوزن الألبانى بأنهم من الفرق الضالة - حفظنا الله واياكم - وهو رأى لا أدرى من أى شيء خرج به , ومن هو حتى يطلق الأحكام مع كامل احترامى لشخصه العلمى , وازداد عدد الأخوان يومًا بعد يوم , ربما ليسر منهجهم بما يتناسب مع يسر الاسلام , ربما لأنهم لا يخشون أحدًا الا الله , ربما .. ربما .. ***
فى ظل النظام الغاشم الذى لا يقبل متحديًا أو منافسًا ولعل أبرز المواقف الذي تبين هذا حل مجلس الشعب فى 1987 عندما كان هنا 66 معارضًا به من حزب واحد ,ثم اغلاق جريدة الشعب 1998 , وتجميد حزب العمل نفسه مصدر الجريدة واقرب الاحزاب المصرية الى الشارع عام 2000 واعتقال أيمن نور فى 2005 وازاحة نعمان جمعة عن زعامة الوفد
فى ظل هذا النظام وصل الاخوان المسلمون الى مرحلة تؤهلهم من منافسته , فكانت الاعتقالات فى البداية .
***
فى الجامعات المصرية تكونت جماعة سمت نفسها باسم جيل النصر واتخذت الطابع الرافض لاسرائيل ,لم يعرها النظام اهتماما فى البداية ولكن حين بدأ يدرك أن الموضوع أكبر من مجرد جماعة طلابية حين تخرج بعضهم وأكملوا المسيرة على ذات الطريق , أدركت الحكومة أخيرًا سلاح الاخوان ففصلتهم من جامعاتهم واعتقلت بعضهم .. الخ
***
ظلت الاعتقالات هى أسلوب الحكومة فى التعامل مع الاخوان المسلمون لفترة ثم أدركوا أن حجم الاعتقالات لا تتناسب مع حجمهم ألبته .
فأطلقوا عليهم التيار الليبرالى المتعصب من جهة ليشوه صورتهم فى الاعلام المرئي والمسموع والمقروء , والتيار المسيحى المتطرف من جهة اخرى , ومن جهة ثالثة وليمحو تغلغلهم فى المجتمع وفكرة الشعب الجيدة عنهم أطلقوا التيار السلفى بعد حبس طويل ليتغلغل فى شرايين المجتمع وان لم ينجحوا فى بث مبادئهم - من وجوب عدم معارضة الحاكم و ترك اللحية وحف الشارب وتقصير الجلباب .. الخ - فعلى الأقل سيقومون بتشويه صورة الاخوان المسلمين وهو ما يحدث !
***
قبل انتخابات مجلس الشعب 2005 كانت أمريكا تملأ الدنيا ضجيجًا وتعج صحفها بصفحات تتحدث عن ديكتاتورية مبارك وحقوق الانسان فى مصر وحتمية احلال الديمقراطية!
***
فى درس من النظام المصرى جاء موفقًا الى درجة كبيرة لو كان لى التحكيم فيه لمنحته درجة الامتياز مع مرتبة الشرف والدرس موجه الى أمريكا والمطالبون بالديموقراطية..فى هذا الدرس الذى تعلمه العالم أجمع علم النظام الغرب أنه يدرك ما يفعله , ترك حبل الديموقراطية قليلًا ليحتل الاخوان المسلمون 88 مقعدًا فى مجلس الشعب 2005
***
بعدها كفت أمريكا وجميع الجهات عن المطالبة بالديموقراطية وحقوق الانسان فى مصر بل تحسنت علاقاتنا بهم وصاروا يرون أن حقوق الانسان فى مصر هى النموذج الأمثل لحقوق الانسان فى العالم أجمع !
***
فى التعديلات الدستورية جمع مبارك شمل الديمقراطية التى تركها قليلاً ليغلق عليها الزجاجة مرة أخرى ويحكم النظام كأفضل ما يكون
***
فى انتخابات مجلس الشورى التى ستظهر نتائجها بعد أيام هناك عشرون من مرشحي الاخوان لا يدركون أن اللعبة قد انتهت بحسم لصالح النظام ,هناك دعاوى مرفوعة ضدهم لاستخدامهم شعارات دينية
***
الشعارات الدينية تم تلفيقها بواسطة جماعة ليسوا من الاخوان المسلمين بتاتًا وانما ليتم اقصاءهم عن الانتخابات فى هذه الدورة
***
لم ينته الصراع بعد
!